45/06/12
الموضوع: الوسيلة والشفاعة بين الخالق والمخلوق
مر بنا ان مبحث الفقه القلوب في الايات والروايات ليس مبحث ندبي او استحبابي او اخلاقي كمالي بل هو مبحث لزومي ان في جانب العقائد لانه فريضة طريقة وظائف القلب تجاه العقيدة يؤديها غير وظيفة الفكر والعقل وان من جهة حتى غير العقائد من امور اخرى انه جل الكبائر من افعال القلب والكبائر لزومية فكيف الانسان يتخلص من الوقوع في اثام الكبائر? وسبعين بالمئة منها كل افعال القلوب وليست افعال البدن ، فلابد من الوقوف على ذلك
كما انه مر بنا امس ان مضامين الادعية او الادعية متنا والزيارات وخطب اهل البيت عليهم السلام عموما وخصوصا خطب امير المؤمنين في نهج العلاقة وغيره هذه الخطب ليست قوام الاعتماد فيها على الطرق والاسانيد بل في الدرجة الاولى المتن وفي الدرجة الثانية المصدر الكتاب وفي الدرجة الثالثة الطريق لا العكس هذا هو مبنى القدماء انتم بامكانكم ان تراجعوا كتاب الارشاد للشيخ المفيد الذي كتبه في المعصومين الاربعة عشر طبعا هذه نكتة نلتفت ان كل من كتب فيه اهل البيت كتب عن المعصومين الاربعة عشر ولم يعني يحصر البحث في تراجم الاثني عشر بل وسعه الى المعصومين الاربعة عشر بدءا بالنبي وعلي وفاطمة وهلمجرة
اليوم ظاهرة بين علماء الفريقين ظاهرة دينية متجذرة حول هذا العدد الاربعة عشر اصحاب الكساء الخمسة والتسعة من ولد الحسين اربعة عشر هاي ظاهرة ليست صدفة ولا اتفاق بل هو ظاهرة موجودة كعدد في ايات سور القرآن الكريم وفي الاحاديث النبوية تارة تسعة من ولد الحسين تارة خمسة اصحاب الكساء تارة الاثنى عشر تارة المعصومين الاربعة عشر فاذا شوف هذه ملاحظات متعددة في بيانات الوحي كتابة وسنة في كتابات الشيخ المفيد في الارشاد حول المعصومين الاربعة عشر
الطبرسي ايضا في كتابه اعلام الورى وغيرهم من علمائنا الاعلام المتقدمون هؤلاء رضوان الله تعالى عليهم لم يحصروا المستند في سيرة المعصومين وفي بيان سيرة المعصومين وبيان هوية المعصومين لم يحصروها بكتب الحديث وهذه نكتة جدا مهمة بل استوصعوا في المصادر الى كتب التاريخ وكتب السير والاثار رغم ان كتب التاريخ وكتب الاثار والسير غالبها غير مسندة مع ذلك المفيد والطوسي والمرتضى يستندون الى كتب السير والاثار
فهذه الدعوات الجديدة عند مسلك من الاعلام ان بدون السند لا اقبل نفس هذي دعوى من دون سند لها قبل كمصدر هم اصحاب هذا المسلك يناقضون انفسهم في علم الرجال قبلوا اقوال الرجالين بلا الاسانيد ، السيد الخوئي قال انع متواترة هاي الدعوة مصادرة على المطلوب من اين تواتر? فكيف يقبل في اقوال الرجاليين ولا يقبل في السيرة ولا يقبل في تراث الحديث ولا ولا ... ان قبلت هنا بشرط الاطمئنان هنا ايضا تراكم القرائن
مورد اخر اصحاب هذا المسلك مسلك ركنية الطريق والسند كادعاء لانهم يخالفون انفسهم في اصل الرجال ثبت العرش ثم انقش عليه وثاقة الرواة من اين اتت? من اقوال الرجالين اقوال الرجاليين من اين اتت ؟ بلا اسانيد كيف يصير يعني? هاي الملكية ازيد من الملك شلون يعني? شلون يتركب كأنما بناء ضخم جواه خواء ، يعني اما هذا التحتاني له بنية رصينة برغم الارسال فبالتالي هذا البناء نفس البنية يمكن ان تتكرر في البناء يعني طراز هذا البناء الا بالاسانيد فقط حصرا بينما الاقوال الرجاليين الذين نأخذ منهم توثيق الرواة لا اسانيد لها /، نسخة ابن الغضائري لا اسناد لها انت بتوفق تراث مسند بكتاب لا سند له تلك قسمة عجيبة
فكيف تقبل انت نسخة ما لها طريق وتريد تحاكم تراث برمته على هذا الكتاب ما معلوم نسخته ، من اين علمت? من مضمون الكتاب ، عجيب منهج المضمون اذا كان صح حتى تراث الحديث
يعني تدافع تناقض واضح بخلاف لما انت تسلك مسلك القدماء الطريق المتن وكذا كذا كذا هذا مجال عدة وجوه عدة مباني ايضا تعال بنا اصحاب هذا المسلك المسلك حصرية الحجية بالطريق بالسند وليس الا مثلا ، نقول لهم الكلام الكلام اقوال علوم اللغة علوم يعني مو بس المفردات لسان عرب والخليل الفراهيدي رحمة الله عليه او قاموس الفيروز ابادي كتب البلاغة كتب النحو كتب الصرف كتب الاشتقاق علوم هل هذه الكتب مسندة? لا ، شلون انت تؤسس الظهور على شيء غير مسند?
اما هو اذا مبني على مبنى رصين فهلا سحبتم هذا المبنى الرصين الى نفس الحديث انتم اذا كنتم حصريون في الطريق والاسناد ما بالكم في بدء مرحلة الاستنباط وهو توثيق الرواة لم تعتمدوا على مبنى الاسانيد ما تستطيعون ان تدعون الاسانيد لا طريق لكم الكشي فقط وهو ليست طرقه كلها ثقات وكذا يعني هذا المبنى نوع من التحكم نوع من التعجرف ما شئت فعبر بخلاف مبنى القدماء المفيد والمرتضى والطوسي وابن ادريس وابن براج وابن حمزة وايضا مبنى الوحيد البهباني وتلاميذه طبقات تلاميذه الطرق احد القرائن بل حتى يعتبروه شيء ضميمي وليس متن اصلي
المقصود هذا يجب ان نلتفت اليه ونكون على يقظة ولا تنطلي علينا مثل هالمصادرات العلمية التي لم ينزل الله بها من سلطان
من ثم الشيخ المفيد في كتابه الارشاد وهو كتاب حول هوية المعصومين عقائدي و فقهي وتفسيري دوما حوالة عنده الشيخ المفيد على كتب السير والتواريخ والاثار هذا زعيم الطائف مو من الطائفة وغالب كتب التواريخ والاثار والسير غير مسندة فكيف يعتمد عليها الشيخ المفيد في تحليل سير المعصومين بل لو اراد شخص ان يكتفي في سيرة النبي فقط بالمسندات لما استطاع ان تتشكل عنده سيرة كاملة للنبي ولانكر ضروريات من سيرة النبي هي ضرورية عند المسلمين اجمع
من اين تشكلت هذه الضرورة لدى المسلمين؟ تشكلت من هذه القرائن المرسلة التي يقطعون بانهم لم يتواطأ اصحاب الكتب والمدونات فيها على الكذب او التدليس ، فهل نطلق سيرة النبي صلى الله عليه واله ؟ لا اقصد الان بعض المصادر المتفردة ، لا اذا كنت متكثرة بالتطابق المعنوي او ما شابه ذلك فهل هذا يمكن يعني انكاره? كلا
ضروريات لدينا في الدين ليست الضروريات دققوا فوق المتواتر انا في مقتل كربلاء ما اقبل الا مسند هذا مو دين انت انت تناقض نفسك بنفسك يوميات ترجع لكتب اللغة بالمراسيل ليش تتناقض انت? يوميات ترجع على الرجال وكنا بالمراسين ليش تتناقض? اما انت شخص غير متناقض او شخص لا سوي في المباني والموازين ،
رحمة الله عليه الطهراني في كتاب من كتبه يذكر ان الضروريات متولدة من هذه الكتب المراسيل للتواريخ ضروريات بين المسلمين مو فقط بين المؤمنين الضرورة في علم المنطق والعلوم العقلية وحتى في علم الاصول والفقه وعلم الكلام الضرورة فوق التوتر ضروريات الدين تنشأ من المراسيل انت تريد تحذف الضروريات وتريد تزحزح الضروريات هذا كل عقلاء العالم كل الامم كيف تعرف تاريخها? بهالمراسيل بتراكم المراسيل تعرف هويتها
فانت لاحظ ان كتابك وحتى كتب الشيخ الطوسي لما يتعرض للسيرة السيد المرتضى سيرة المعصومين يسند كتب الاثار والسير التواريخ وكل هذه مراسيل ولكن هذه المراسيل يقطع فيما توافقت عليه بعدم تواطؤهم على الكذب وهي ضرورة التواتر حيث التواتر في جانب عامل الكمي تارة في جانب عامل الكيفي انه يقطع بعدم تواطؤهم على الكذب وما شابه ذلك فهذه امور يجب ان يلتفت لها في المنهج
نرجع اذا الى هذا المبحث وهو انه فقه القلوب اذا من الزيارات والادعية هذا الفقه لزومي ليس ندبي واستحبابي لماذا? لان فيه اداء لوظيفة الاعتقاد وفيه اداء لتجنب الكبائر وما شابه ذلك ومن ثم انا اذا اريد ان اصحح متن اي صحة المتن وليس صحة الطرق فقط صحة الطرق تبعية اذا اريد ان اصحح متنا من المتون الادعية او الزيارات اقوم بعملية المقارنة والتشاهد الحديث يشهد للحديث كما ان الاية تفسر الاية
حينئذ انظر الى التراث بشكل شبكي بشكل مضموني كي استخلص من محكمات الادعية المساحات المتشابهة من الادعية استخلص من محكمات الزيارات متشابهات متون الزيارات استخلص من محكمات خطب الائمة او خطب اميرالمؤمنين الخطب المتشابهة المتردد فيها انقح انها تنسب او لا تنسب
امس مر بنا تتذكرون صدق المتن لا صلة له لا بعدالة الراوي ولا بفسق الراوي صدق الراوي شيء وصدق المتن شيء اخر ، صدق المتن عقل نظري وازلي واما صدق الراوي مرتبط بالعقل العملي بعمل الراوي قد يكون هو صادق في الاخبار لكنه في المتن كاذب يعني ليس مطابق وقد يكون فاسق وبتخيله انه يضع الحديث ويدجل في الحديث الا ان المتن الذي دجل به حتى الكاذب هذا المتن صادق هذا المتن مطابق الى متون دينية المتن صادق وليس كاذب بينما الشخص الراوي الكذاب قد يكون يشتبه نسي قدم اخر المتن
مربنا امس لا صلة له امر تكويني يعني ليس امر اختياري امر تكويني ليس اختياري هذا كلام الاصوليون انما الذي باختيار الراوي الجانب الفاعلي حسب علمه حسب قدرة ادراكه لا نقول الجانب العملي في الراوي الفاعلي ليس له دور له دور لكن ليس له دور اصلي ، دققوا صدق وكذب المتن مرتبط بالتطابق واللا تطابق ، بحث نظري تكويني خارج عن الاختيار
بعبارة اخرى هل يمكن لكاذب او لصادق ان يصيغ قالب المتن باختياره لا بجانب قهري تكويني? هل بامكان الصدق النظري ان يكون بمشيئة الانسان يقولبه كما شاء ؟ ما يمكن ، لانه هو اما مطابق مثل الان انت تريد ان تضع ما يقال من الاطار للباب على مبنى معين هذا الاطار اما درجاته مطابقة فمطابقة ان لم تكن مطابقة فليست مطابقة النجار او الحداد ليس من كيفه لابد ان يراعي شيء تكويني لاانه يراعيه باختياره الاختيار عادل ورع او نسبة ورع وغير الورع مثل طبيب طبيب الان اكو طبيب لا سمح الله مثلا فاجر فاسق وفي طبيب عادل لكن هذا الطبيب الفاجر الفاسق خبرته الطبية عفريتية يشخص المرض ويعالجه بينما هذا طبيب الورع العادل ليس له خبرة قوية من الذي يصيب الواقع? واضح ان ذو الخبرة الاكثر لما? لان معالجة المرض امر تكويني ،
الفصل بين الصدق التكويني للمتن والكذب التكويني عن الصدق الفاعلي والكذب طبعا في علم البلاغة شرحوا هذا المبحث في علم المعاني وعلم البيان راجعوه شرحوا هذا التفكيك بين صدق المتن وصدق الراوي وصدق المخبر في فرق لانخلط بينهم صدق وكذب المتن امر تكويني ليس اختياري لا راجع الى ارادة العادل ولا راجع الى ارادة الفاسق شيء متن قهري تكويني اما مطابق التطابق واللا تطابق امر وجودي تكويني في العقل النظري يدركه العقل النظري ما له ربط بالعقل العملي? العقل العملي انت عندك خيارات دي نكتة جدا مهمة
فمن ثم مسلك المتون ان الاصالة بالحجية المتن مثل ما مر بنا قانون دستوري كيف تعرف انه قانون دستوري? تطابق المتن ولو صدر هذا القانون من كل البرلمان المحكمة الدستورية تقول ايها البرلمانيون اجمع اخطأتم مع انكم عدول او ثقات او مأمونين في الدولة وعندكم حصانة الا ان علمكم اخطأ هذا القانون ليس بدستوري او الوزارة الفلانية اصدرت قانون رسمي لكنه متنه تشخص المحكمة الدستورية انه غير دستوري ،
صدر رسميا بحصانة رسمية ولكن دستورية القانون وصدق القانون بدستوريته كذب القانون الوزاري او البرلماني او البلدي بلا دستورية لانه ما له ربط برسمية القائل الناطق الراوي او عدم رسميته عساه رسمي هذا القانون غير مطابق غير دستوري
شف نفس المطلب صدق المتن لا ربط له بحال الراوي له ربط بقالب القانون قالب المتن هذا الذي صدر من الوزارة او من البلدية او من البرلمان او من القضاء هل يطابق قالب المتن للدستور ام لا / هذا ليس بفعل فاعل هذا التكوين
الباب اطاره عشرة سانتي لابد ان يكون الاطار المجال ماله عشرة سانتي
اذن صحة المتن اي دستوريته ما نعرف بحالة الراوي هذا هو الذي يذكره المفيد ويذكره ابن قبة حتى ويذكره الطوسي والمرتضى وابن براج وابن حمزة والحلبي وابن حمزة وابن زهرة وابن ادريس قدماء كلهم على عملهم يعنفون من يجعل الحجية وثاقة الراوي كلماتهم شديدة جدا شديدة اللحن نقل بعضها الشيخ الانصاري في مبحث حجية خبر الواحد ووافقهم على ذلك الشهيد الاول لو بالرغم انه من المتأخرين وافقهم تماما ووافقهم على هذا المبنى مدرسة الوحيد البهباني واربع طبقات من تلاميذه كل طبقة فيها عشرات وهذا ليس قلة من هذه النجوم علماء الامامية
فاجمالا اذا انه يجب ان نلتفت الى منهج المتقدمين وجملة من المتأخرين هذا المنهج في رعاية التواصل حفظ التراث عدم التفريط بالتراث لا يصح لصيانة وحفظ التراث الذي هو امانة ان نجعله عرضة لايدي ذوي المسلك الاخر يجب ان يكون هناك على كل حالة انفتاح على كل مدارس المذهب بهذا يحفظ
نعم علم الرجال ضروري كما مر بنا امس بس ضروريته وثمراته اعظم واعظم من حال الرواة او الطريقة من ضرورته لاثبات التجذر التاريخي لهوية تراث المذهب كدين وعقيدة ومذهب