الموضوع: المجازات وسنة الفيوض الإلهية حاكمية الله تعالى

كنا في مبحث شرح زيارة امين الله باعتبار ان هذه الزيارة الشريفة التي زار بها الامام السجاد جده امير المؤمنين مرارا كرارا كما ذكر ذلك السيد عبد الكريم ابن طاووس المعاصر للمحقق الحلي وهو ابن عم السيد ابن طاووس في كتاب فرحة الغري كتاب مهم في تراث الحديث وفي تراث العتبة الشريفة المقدسة لامير المؤمنين مصدر مهم جدا وفي هذا الكتاب قد يتخيل القراء انه كتاب تاريخي ولكن هذا كتاب مشحون من المواد في تراث الحديث يشير فيه السيد الى ان زيارة عاشوراء طرقها متواترة قد لا يذكر هذا اللفظ لكن يذكر ما مضمونه لان الامام الصادق عندما كان تحت الاقامة الجبرية لسنتين لاربع دفعات او دفعتين اعتقل الامام الصادق في الحيرة التي كانت عاصمة الدولة العباسية انذاك قبل ان تنتقل الى بغداد وكانت هذه الفرصة ان الامام الصادق درس الشيء الكثير في الكوفة فكان يكثر خفية زيارة قبر جده امير المؤمنين مع خواص اصحابه وعند قبر امير المؤمنين فكان يكثر زيارة امير المؤمنين مع خواص اصحابه وكان يكثر من زيارة امين الله ومن عاشوراء من عند قبر جده امير المؤمنين وهذا زيارة امير المؤمنين ان فيها ابتداء بزيارة النبي وايضا مضمنة لزيارات الحسين

على اية حال يشير الى تكاثر الطرق لان الامام الصادق كان مصطحب عدة مختلفة من تلاميذه كل زيارة يأتي بمجموعة وهذه تربية من الامام ونشر حقائق الدين والتراث وهذا الكتاب استند اليه اعاظم الشيعة في بحوث التراث كثير جدا ويعتبروه كتاب وثائقي سيما اذا يتدبر الانسان في كل فقرة فقرة من كلماته ولوازمه يتوفر الباحث على الشيء الكثير من حقائق هوية تراث المذهب والعتبات الشريفة والطقوس والاداب لتلك العتبات مما صنعه الامام السجاد ثم الباقر ثم الصادق حيث ان الامام الصادق عايش حالات اعتقال كثيرة يعني مرتين اعتقل في زمن والده الامام الباقر ايضا اعتقل والصادق الى الشام وسجنوا هناك يعني الائمة عليهم السلام اعتقلوا وكذلك الكاظم والرضا والسجاد والرضا عندما جلب من المدينة الى خراسان عدة مصادر تذكر انه سجن ثم اطلق سراحه وكذا الامام الجواد والهادي والعسكري سجنوا كانوا مسجونين والسامراء كانت قلعة عسكرية ليست مدينة عادية قلعة بوليسية عسكرية امنية وكانت السلطة العباسية انذاك تقحم في بيت الامام العسكري اربعة من علماء الطرف الاخر فقط يراقبوا الوضع الداخلي للامام يعني سجن في سجن

فحياة اهل البيت حياة اقامة جبرية وظروف خاصة لا انها حياة مخملية ورفاهية وانما كلها مكابدة شديدة مع ذلك هذا الانتاج العظيم والادوار العظيمة من ائمة اهل البيت

اجمالا هذه الزيارة امين الله لم تصل الينا مجانا وصلت الينا في سجون وباعتقالات الائمة هذا التراث لنع قيمته لان اتباع مذهب اهل البيت ومذهب اهل البيت محارب بوليسيا عسكريا سياسيا اقتصاديا باشد الضراوة من السلطة الاموية والعباسية فهذا التراث لم يصل الينا بسهولة وانما دماء راحت في سبيله ونحن بدم بارد لا نثمنه صناعيا علميا عظمة هذا التراث فالتراث يجب الوعي باهمية وخطورته

فالمهم لم تصل الينا هذه النعمة الا بالدماء وبالسجون وبالمكابدات من ائمة اهل البيت وتلاميذهم وعلماء هذا المذهب العظيم فوصلنا ونحن بدم بارد وكذا ننقنق ونستخف ونستهزئ

وصلنا الى قوله واصوات الداعين اليك صاعدة

الصعود ربما صعود معنوي وليس صعود جسماني نقطة مرت بنا امس وكررناها في السنين السابقة بصياغات متعددة وكثيرة ان احكام الاجسام تتفاوت في اللطافة والغلظة وان درجة التفاوت تختلف في اللطافة وتتفاوت

احد الامور التي تواجه الفلاسفة ولم ينتبه اليها هم قديما وحديثا التفاوت الشاسع جدا في الاجسام الى درجة فقط ليس فقط الفلاسفة حتى غير الفلاسفة المتكلمين المحدثين كل البشر عادة حتى العرفاء وغيرهم الى ان درجات الجسم اقل طاقة ينظر الى الجسم الذي الطف منه بشدة هذا ليس جسم هذا انما هو شيء مجرد يعني كثير من الاعلام حتى العلامة رحمة الله عليه حسب كلماته في مواضع من تفسيره استبعدها ومواضع اخرى تبنى? ما ادري حسب كلامه في بعضه انه ما يتصور ان الملائكة اجسام الملائكة مجردات عن مطلق الجسمية نفس الفلاسفة وبمدارسهم المختلفة يتبنون ان الروح مجردة هنا الروح ليست مجردة بقول مطلق مجردة عن هذا الجسم الغليظ نعم الجسم اللطيف طبقات الروح الطف والطف والطف لكن معناه انه هو مجرد عن الجسمية بقول مطلق

والمتكلمين كذلك يتبنون ان العقل مجرد عن الجسم بقول مطلق والحال انه ليس كذلك العقل روح والروح في اصطلاح الوحي الجسم اللطيف وهذا توصيف نسبي كل جسم الطف من الاخر هذا الجسم الالطف بالقياس الى الاقل لطافة منه ذلك الجسم الذي بمثابة الروح الان نلاحظ العرش حسب بيانات الوحي العرش الطف من عالم الجنة والجنة وما ادراك ما الجنة وما فوق العرش الطف من العرش لكنها ليست هي مجردة عن الجسمية بقول مطلق بينما يصر الفلاسفة والمتكلمون والمفسرون انه مجرد كلا ليسوا مجردة عن طبقات المادة وانما مجرد عن الاجسام في العوالم النازلة لاانه مجرد بقول مطلق

واذا تمت هذا المطلب حينئذ الجسم الالطف جدا جدا طاقته وتأثيره بالقياسي للاقل تأثيره و كما مر في العالم الواحد نرى التفاوت فكيف بالعوالم العلوية? اذن هل في المخلوقات كائنات مجردة عن الجسم بقول المطلق? نعم عالم الاسماء او ما يقرب منها من بعدها تلك البيانات العقلية في الوحي تلك المجردة عن الجسم بقول مطلق اما متى يبدأ عالم الجسماني بين في الروايات وهو فوق عوالم كثيرة فوق العرش وهذا الجسم الاول الذي خلق بمثابة روح الارواح

ومر بنا كل جسم الطف بالقياس الى ما دونه يوصف بانه الروح وصف لجسم الطف بالقياس الى ما دونه هذا اصطلاح وحياني فالمهم هذه بحوث غفل عنها الفلاسفة والمتكلمين ذكرنا هذا المطلب لماذا? لانه معنى الصعود صعود جسماني لكن من غليظ الى الطف من الطف الى الطف فالالطف اذن هي عوالم جسمانية متوازية فيها عروج لا انه عروج يعني مجرد وانما من الغليظ الى الالطف والى الالطف تجرد من اللطيف الى الالطف وتجرد من الالطف الى الالطف والالطف

فالصعود اذن عوالم جسمانية هذه العوالم من عالم اقل طافة هناك بوابة كيف ينتقل من هذا الغليظ الى العالم الالطف كالموت فالموت نافذة من عالم الدنيا الغليظ الى العالم البرزخي والعالم البرزخي كما يقول امير المؤمنين البرزخ دار في الارض يعني كل عوالم الارض ما مكتشفة الى الان كيف الطاقات في علم الفيزيا علم الاحياء علم الكيمياء علم الرياضيات ان هناك طاقات كثيرة بعدد هائل في الارض وفي الفضاء لم يكتشفه العلم منها شيء كثير في الطاقة المغناطيسية الكهربائية موجية الطاقة كل اكتشف لا يمثل عشر الطاقات الموجودة على كوكب الارض والغير مكتشفة اشد تأثيرا في نظام طبائع الكوكب الارضي من الطاقة المكتشفة مفتاح الحياة كوكب الارض ليست بيد العلم الا شبيه ما ورد في القرآن الكريم ان الله اعطى سبب انا مكناه في الارض واتيناه من كل شيء سببا كما في سورة اخرى اسباب السماوات في سورة صاد ام لهم جند ما هنالك فليرتقوا في الاسباب هذه العوالم لها اسباب لكن لم يقف عليها البشر

فاذا البوابات كما مر بنا القرآن الكريم يصف الفضاء انه حبك يعني اجسام محبوكة طاقات محبوكة ما شئت فعبر الطاقات كانوا علماء الفيزياء لا يطلقون عليها اجسام اخيرا التفتوا ان هذه احكام الاجسام لطيفة الطاقات لها اشكال طول وعمق وعرض ولها لون لكن لا يرى بالعين المجردة وانما بالمسلحة حتى في علوم الفيزياء لاكتشاف المجهول اذا هناك صعود لاحظ في سورة الاعراف ان الذين كذبوا باياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم ابواب السماء اذن السماء لها ابواب كل السماء لها باب واسباب الارتقاء في الاسماء في السماوات من عالم الى عالم وهذا شيء بين في بيانات الوحي ان السماء الاولى الطف جسمانية بشكل متفاوت شاسع شديد عن جسمانية الكواكب والمجرات ومن ثم اهل السماوات لا يبصروننا ولا نبصرهم كصفحات التلفزيون مثلا ابدانها يبصرون سرائرنا هو نفس الانسان ذو سماوات اتزعم انك جرم صغير وفيك انطوى العالم الاكبر وعنده سبع اجسام سماوية كما في بيانات الوحي من السماء الاولى عندنا جسم والجسم الثاني السماء الثانية

من ثم اهل السماء الاولى يعلمون الجسم السماوي للاول ماذا يصنع? ان نوى شرا نوى خيرا بالنسبة لهذا البدن الجسم السماوي الاول باطن لنا ظلماني او نوراني الجسم الثاني لنا السماوي اخفى من الاول اهل السماء الثانية تعلم ان هذا الجسم السماوي الثاني متكشف العورة او مستور العورة اي عورة الاخلاق والذنوب اهل السماء الثالثة طبعا كل السماء يبصرون ما دونه وما في عرضهم اهل السماء الثانية يبصرون السماء الثالث الذي هو الطف وهلم جرا ثالثة رابع سابع فكل السماء فوقه الطف من السماء ولما تكون الطف فاللطيف نافذ في الغليظ لا بالممازجة وخارج عنها لا بالمزايلة

اعيد هذا القانون اللي بين في الوحي الان الروح الطف من البدن داخلة في البدن لا بالممازجة وخارج عن البدن مخرج جغرافيا لا بالمزايلة لاحظ كيف المحاذاة والتفاعل بين العوالم الجسمانية طبعا هذا المبحث امس واليوم مبحث مهم في الرياضات الروحية وفقه القلوب ان الانسان يلتفت الى طبقات الاجسام التي هو يشتمل عليها تلك الاجسام بمثابة الروح لهذا البدن الغليظ اذن لدينا سبع طبقات من الاجسام فضلا عن طبقات جسم البرزخ والبرزخ برازخ وليس برزخ واحد اذن هذا البحث في صعود بين عوالم الاجساد او النزول في مقابل النزول صاعدة نازلة كيف تتنزل الاجسام الالطف الى العوالم الاغلظ بالتكثف ، كيف تصعد بالتروح بالتلطف نزول صعود فتمثل لها بشرا سويا تنزه كان يأتي جبرائيل على نبينا واله وعليه السلام الى النبي في صورة دحية الكلبي يتكثف يعني كما جاء الملائكة الى النبي ابراهيم قالوا سلاما قال سلام قوم منكرون تكثر في التكثف والتنزل تكثف وصعود وتروح وتلطف

اذن اصوات الداعين اليك صاعدة نوع من التلطف من ثم الدعاء كل ما يتوجه لطبقات الباطنة الانسان وقلب الانسان اكثر فاكثر كلما يصعد الدعاء اكثر واكثر وكلما قل التوجه ان الانسان هو طبقات قد يتوجه الجسم بدون الجسم اللطيف او يتوجه اللطيف بدون الالطف فهي طبقات كيف ان الانسان اجسام وارواح وهو شيء واحد ؟ هذا مبحث غامض الانسان هو حقيقة واحدة كيف هو واحد وهو حقائق فهذه بحوث مصيرية في فقه القلوب