الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث العقائد

45/05/20

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: الكلام والقول والإعتقاد وحقيقة الصلاة

 

لا زلنا في شرح زيارة امين الله بمناسبة مبحث فقه القلوب الذي هو مفاد بعض فقرات الرواية الرضوية في الكافي بهذه المناسبة ودخلنا في فقه القلوب وصلنا الى هذه المعادلة :

واصوات داعين اليك صاعدة

طبعا عندنا الصعود ما معناه اليه يصعد الكلم الطيب يعني العقيدة اصطلاح القرآن عن العقيدة بالكلم او الكلام كلمة طيبة كشجرة طيبة الكلمة والكلام يعبر عن العقيدة كما ان اصطلاح القول يعني عقيدة ومن احسن قولا من الله فكلمة قول ايضا في القرآن الكريم موجودة لا اقول كلما استخدم القول هو ذلك لكن اصطلاحات البارزة الكثيرة استعمالا في القرآن او في الوحي ومثل ذلك يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الدنيا والاخرة في سورة ابراهيم

القول يعني العقيدة فالقول يستخدم في القرآن وفي الوحي كثيرا ما او اكثر يستخدم بمعنى العقيدة كذلك الكلم : اليه يصعد الكلم الطيب بمعنى العقيدة لذلك سمي علم الكلام علم العقائد نسميه علم الكلام تبعا لاصطلاح الكلام

من ثم يعني من يتابع المطالب يجد ترابطا فالصلاة هي في الحقيقة مراسيم برمتها اعتقادية الكثير ربما يظن ان الصلاة عمل كلا بالدقة الصلاة كلها مراسم اعتقادية طبعا الصلاة تبدأ من فعل القلب وهي النية وتنتهي الى البدن لكنها كلها مراسم عقائدية لان اهم شيء في الصلاة حيث انها واجبات واجبات اقوالية وعندنا واجبات افعالية الاقوالية برمتها كلها اعتقادات الله اكبر الاذان قراءة الحمد قراءة السورة ذكر السجود ذكر الركوع التشهد كل الاقوال هي اقوال اعتقادية فالصلاة في الحقيقة انما اصبحت من عمود الدين بلحاظ نوع الكيان والهيكل عمل لا انه عمل كبقية الاعمال

الصلاة تلخيص للاعتقاد وتجذير له وتشييد له في ممارسات البدن وممارسات القلب والفكر فالصلاة برمتها اعتقاد وهي اعتقاد حق ، يعني في اعتقاد ربما يكون الانسان مثلا مسلم ضال ولكن مسلم ومؤمن مهتدي واني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى ، فبالتالي الصلاة مقبولة اعتقادية لابهداية ناقصة يعني الاسلام مع الضلال ليست كاملة وانما ناقصة اليوم اكملت لكم دينكم ورضيت لكم الاسلام دينا وقبل ذلك لم يرض لنا الاسلام دينا لانه الاسلام الظاهري يعني ظاهري ناقص

الاسلام التام الذي فيه الايمان والهداية يدعو الى ولاية الله وولاية الرسول وولاية اهل البيت عليهم السلام بالتالي الصلاة برمتها مقولة اعتقادية ناقصة او تامة المفروض تصير كاملة لان ما معقولة ان يكون التشهد اسلام ناقص واكمال الشهادتين بالتي بها الملة موجود هناك هذا هو كلامهم وان التشهد من دون الثالثة نقص في الدين والله لا يقبل الناقص وانما الكامل يعني الان رضيت بالاسلام دينا والاسلام الناقص اسلام ناقص لكن لا يرضاه الله عز وجل

فالصلاة فرع عملي ام انها مقولة اعتقادية ؟ هذا اول مبحث صناعي يجب ان يأخذ فيه الفقيه البحث في كتاب الصلاة

الاذان ايضا من اوله لاخره كله مقولة اعتقادية ناقصة اسلام ظاهري او اسلام كامل ؟ اليوم اكملت لكم دينكم وقبله لم يكمل الدين لان الدين غير الكامل ما يرضى الله عز وجل اليوم اكملته ورضيت لكم الاسلام دينا فهناك اسلام مرضي واسلام غير مرضي عند الله عز وجل

لذلك البحر العلوم يقول لا تنظر الى الادلة الخاصة في الصلاة يعني الادلة العامة الضرورية موجودة في الصلاة هي كلام من بدايتها كلام لسان فكري قلبي اذا لم يتدبر الانسان صلاة بدنية وفي صلاة نفسانية وفي صلاة قلبية وصلاة عقلية فالكلام على درجات وهي مقولة اعتقادية الصلاة برمتها اعتقاد

كذلك افعال الصلاة ايضا اعتقادات بلسان الحال بيان للعقائد بلسان البدن الان موجود في علم البيان الحديث في الخطاب والمحاضرة والحوار مع الاخر انك تستعمل حركات بدنية لتوصيل المعنى اليه يعني ما تكتفي باللسان ايضا ترفع ايدك كذا كي يساهم في البيان المعنى

فالركوع بيان لمطلب عقائدي عبودي وكذلك السجود والوقوف كل افعال الصلاة الواجبة حتى المندوبة وكل اقوال الصلاة الواجبة المندوبة كلها عقائد فالصلاة متن مجسمة اعتقادية قولا وفعلا كانما هي برزخ بين العقائد والفروع ومن ثم ان قبلت قبل ما سواها وان ردت رد ما سواها وهل تحتمل ان تقبل العقيدة بدون الولاية? والولاية هي ليست فقط في القلب وانما نطق باللسان فهذا التحليل الصناعي الفقهي الكلامي لحقيقة الصلاة مهم بخلاف اذا خاض الفقيه في مبحث الصلاة غفلة عن حقيقة ماهية الصلاة

الصلاة كلها اقوال اعتقادية وافعال اعتقادية ليست فيها رائحة من العمل البدني المحض هي النهاية للاعتقاد ثم تأتي بقية الاعمال تبعا لها فالصلاة هي مراسيم وطقوس اعتقادية بامتياز محض واناشيد عقائدية لتجذير العقيدة وتنشيطها هذه الصلاة ليس شيء اخر هذا يؤثر في مباحث الصلاة كثير

نرجع الى الكلام عندنا الكلام في مصطلح الوحي الصلاة كلام والكلام يعني عقيدة اقوال يعني القول في اصطلاح لوحي وكذلك مفادها كلها هكذا وذكروا الال من بداية الصلة الى نهاية الصلاة موجود دوما سواء في الندب او في الوجوب على اي تقدير يقول علي ابن ابي طالب ان هذه الاية ان الله وملائكته يصلون على النبي يقول علي بن ابي طالب هذه الاية اعظم من محفل الملائكة اسجدوا لادم فاحتجاج امير المؤمنين يبينها عقلا يقول هذه الاية ليست عمل فرعي هذه العقيدة محضة بامتياز هذا المفاد اعطاء من قول الله عز وجل واذ قال ربك للملائكة اسجدوا لادم امامة ادم

اذن ان الله وملائكته مفاد عقائدي اعظم من ادم وخلافة ادم هذا الذي ذكره علي عليه السلام ذكره ببيان اخر علي بن موسى الرضا الذي ورث علم امير المؤمنين ذكره في محضر علماء المذاهب في محضر اللامأمون العباسي حينما قال له ما هي ادلة مقاماتكم يا ابن رسول الله? وامامتكم ؟ قال نفس الصلاة على النبي والال المأخوذة في الصلاة ومأخوذة في اماكن اخرى ، قال هذه جمعت كل فضائل ومقاماتنا يعني اللهم صل يعني الله محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين

في الترتيب في البين ليس الله ومحمد واليوم الاخر مثلا امنوا بالله واليوم الاخر اليوم الاخر المعاد اي معاد? المعاد عالم القيامة عالم القيامة دون عالم الجنة عالم الجنة اعظم من عالم القيامة لان الجنة ابدية اما يوم القيامة خمسين الف سنة ، يوم القيامة يعني عالم وكل عالم الف سنة فعالم القيامة خمسون الف عالم ثم بعد ذلك يأتي الحياة الابدية الجنة والنار عالم الحياة الابدية اعظم من المنقطعة فعالم القيامة دون الجنة ودون النار فعلى اعظم من الجنة والنار ام ماذا?

احمد ابن حنبل اعترف لابنه بهذا الشيء فولي الجنة والنار اعظم من الجنة والنار واذا كان الجنة والنار اعظم من عالم القيامة تريد المعاد بمعنى عالم القيامة اعظم من ولاية علي بن ابي طالب هل معقولة ؟ هي عالم القيامة محدود وينتهي ثم يأتي الحياة الابدية والحياة الابدية وليها بعد الله ورسوله علي ابن ابي طالب فمن يكون هو مهيمن على الجنة والنار ما تريده هو ثالث الدين ؟ شيء طبيعي هو ثالث الدين نعم وهو اعظم اي اعظم من عالم الجنة والنار خلقة ونورا وشأنا

فان الله ملكته يصلون يقول امير المؤمنين هنا عظام لم يخصه الله احدا من انبيائه ولا من اوصيائه خص به فقط سيد الانبياء والال فالصلاة على النبي والال مقولة عقائدية لا تبركية هي مقولة عقائدية فيها الامامة نفسها والولاية نفسها فان الله وملائكته يصلون الى اخر الاية هذه الاية اصلا معناها الخلافة العظمى لسيد الانبياء واله وعظمى على كل شيء على المعاد و القيامة تكوينا وتشريعا

لذلك قل لا اسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى يعني الله والنبي والقربى هذا الثلاثي الترتيبي في التكوين والتشريع والاعتقاد ترتيبي هذا هو اصل الدين كم يتعاظم عندك المعاد ويوم القيامة الولاية اعظم منه

فالمقصود ان الصلاة على النبي والال في الحقيقة مقولة اعتقادية ليست تبركية كما ان الصلاة على النبي مقرونة بالال في التشهد لزومي تكليفا لا يجتزأ بالشهادتين في فقه الحنابلة والشافعية والحنفية والمالكية والاباضية والماتريدية راجعوا مصادرهم لا يجتزى بالشهادتين والتشهد مقولة اعتقادية لما يحشر فيها ذكر الال لمن يحشر الصلاة على النبي والال ؟ حتى الوهابية يذهبون الى وجوب ذكر الصلاة على النبي والال في التشهد لماذا لا يكتفى بالشهادتين? لماذا يذكر الال في التشهد ؟ اليس مقولة اعتقادية كما نبه على ذلك امير المؤمنين ان هذه الاية ؟

طبعا لا تصلوا علي الصلاة البتراء هذي بديهية عند المسلمين يقول الفقيه الحلبي تلميذ الصادق باسناد صحيح طريقين والرواية موجودة في كتاب التهذيب وفي من لا يحضره الفقيه يسأل الامام الصادق كل اسماء الائمة في الصلاة ليس المراد اللهم صل على النبي هذا واجب لا يجهله الحلبي وانما اذكر اسماء الائمة ما الذي يتحشرش في ذهن الحلبي? والسند صحيح اعلائى والحلبيون كلهم فقهاء في الكوفة فما الذي يسأل عنه هذا الفقيه في زمن الامام الصادق? هل هناك تساؤل? يعني هل هناك لا بد ان يسعى الى شيء محل جدل في زمن الامام الصادق : اذكر اسماء الائمة يعني اذكر هذا المعتقد ام لا? فواضح نصها كيف يغفل عنها واستدلوا بها في زاوية عديدة اخرى لزوم وندبا في رواية قال اجملهم يعني اذكرهم جملة وفي محضر اخر سال الحلبي قال اذكرهم جملة يعني جملة يعني الشهادة الثالثة المفيد قال استعرضهم واحدا واحد لان الصلاة هي محفل الاعتقاد من اولها الى اخرها صحيحتان الحلابي النراقي يقول يستفاد من هذه الصحة وجوب ذكر الائمة في الصلاة المقصود ان الكلام الصوت في الحقيقة هو يطلق في الوحي على المعتقد ما هو معناه هذه الفقرة في زيارة امين الله واصوات الداعين اليك صاعدة ، ما معنى الصعود ؟

من مستحبات الدعاء المغفول عنها ومن مستحبات الزيارة المغفول عنها ذكرها الشيخ الطوسي في مصباح المتهجد يقول ان تصلي اثني عشر ركعة من الاداب كل المعصوم اثنى عشر ركعة اثنى عشر ركعة هذه اداب مغفول من اداب دعاء الندبة زيارة صاحب العصر والزمان يستحب ان تؤدي صلاة الزيارة اثنى عشر ركعة الشيخ الطوسي يقول هاي ليست مخصوصة بصاحب العصر والزمان وانما كل معصوم بزيارة كل معصوم متنا واداب الزيارة والدعاء متنا ان تبتدئ بالدعاء وبالتشهد وتبتدئ الزيارة بالتشهد التشهد الذي يذكر في الاذان او في الصلاة او في تعقيبات الصلاة او يذكر في صلاة الميت او اي عبادة تؤخذ كطماطم في كل الطبقات العبادية هذا التشهد يستحب في قنوت الصلاة افتى به المفيد يقول في المقنع التشهد الذي يؤتى به في قنوت كل صلاة اذكر اسماء الائمة الاثنعش بعد النبي واله الصدوق في الفقيه يقول التشهد الذي تأتي به في قنوت الصلاة داخل الصلاة يستحب فيه ان تذكر الائمة عليهم السلام وتتشهد بهم فمن اداب التشهد من اداب الوصية انه ان تتشهد اولا ثم توصي بما تريد

في التشهد عبادة مستقلة