الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث العقائد

45/05/18

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: الفزع من مقامات كمالات القلب

كنا في شرح زيارة امين الله باعتبار الابعاد الموجودة فيها في فقه القلوب ووصلنا الى هذه الجملة او هذه القاعدة وافئدة العارفين منك فازعة :

فلفظ العارف والعرفان او المصطلح الذي يريده الصوفية وغيرهم لا بالمصطلح الذي يريده الوحي ولكن هذا العنوان كلفظة اجمالا موجودة في بيانات الوحي معرفة مادة من المعرفة على كل عارف لكن لازم ان لا يستعمل بالمعنى الدارج عند الصوفية بل بالمعنى الدارج عند الوحي وافئدة العارفين الان هنا العارفين معرفتهم بالعقل النظري او معرفتهم بالعقل وبالقلب ؟ بالتالي هي معرفة نوع المعرفة عندما يقال معرفة فطرية المراد بها ليست فكرية وانما فطرية وليست فكرية فالفطرية وجدانية قلبية فالفطرة فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم الفطرة من طبقات مجموعة القلب والروح وليس من طبقات القوى الادراكية الفكرية بالعلم الحصولي فالفطريات والوجدانيات الفطريات اذن منشأ للعلم او للادراك لكن ادراك استشعاري حضور الشعور والمستشعر به سواء فحضوره هو او حضور اثار او اياته وهلم جرا

سنريهم اياتنا في يالافاق وفي انفسهم الايات الانفسية تختلف عن الايات الافاقية الايات الافاقية يمكن ان تدرك بالحس ويمكن ان تدرك بالعقل الفكري ولكن الايات الانفسية قابلة لكلا النمطين بل هي غالبا يراد بها الجانب القلبي الفطري الوجداني ومر بنا ان الوجدان نافذة الى عالم القيامة الوجدان الضمير نفس الشيء مضمر يعني مخفي وهذي نكتة لطيفة بعد القوى في القلوب بمعنى اخفى من القوى الفكرية ولكن بمعنى اخر لا هي اجلى من القوى الفكرية لان في القوى الفكرية ادراك مرآتي للشيء من بعيد ادراك مرآتي انعكاسي للشيء من بعيد اما الادراك الحضوري ليس ادراك كل الشيء بالضرورة لكن ادراك اثار الشي وتجليات الشيء ولو بمليون واسطة

سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق يتبين لهم تبين فكري فقط ؟ لا ، تبين قلبي ايضا يتبين لهم انه الحق

في بيان جعفر ابن محمد الصادق عليه السلام لابي بصير يسأله ابي بصير وفقيه ابي ببصير لكن الائمة ايظا يعني يدفعون او يحركون ويشوقون تلاميذهم من الفقهاء في الفروع الى الفقه في المعرفة كذلك مر بنا في رواية معاوية بن وهب او معاوية بن عمار الدهني احدهما وهو صاحب كتاب كبير في فقه الحج سأل جعفر ابن محمد الصادق عليه السلام عن يعني تجسم الله وكذا العامة تقول كذا السؤال ما في كلام لكن يرتكز ينطوي السؤال كأنما على ترجل معاوية هذا التلميذ الفقيه في هذه المباحث

فالامام بعد ذلك عاتبه انه هذا المستوى في معرفة العقائد مضمون الرواية الامام يعاتبه بعتاب شديد ما اسوأ حالك لو مت على هذا الحال? يعني هذا المستوى في المعرفة وفي معرفة الله مع انه متبحر في فقه الفروع

المقصود ايا ما كان في جانب العقائد حتى يتبين لهم انه الحق في تبين فكري في تبين قلبي نعم الامام الصادق مع ابي بصير قال له يا ابن رسول الله ايرى الله عز وجل يوم القيامة ؟ بعدين العامة والعياذ بالله عندهم الرؤية الجسمانية الجسدية فيقول تجسم الله باطل سواء في الدنيا او في الاخرة او في اي عالم من العوالم تجسم يعني محدودية الباري تعلى والخالق يكون محدود الامام لكي يدفع عن توهم ابي بصير التجسم وما شابه ذلك يقول له الامام او لا تراه في ساعتك هذه? قال مثلا اوجدني يا ابن رسول الله لعل المضمون الرواية هكذا اوجدني فيك في جملة من موارد الرواة يسأل الامام اوجدني يعني اجعلني ادرك ذلك وجدانا فكريا اوجدني مر بنا مرارا الوجود خلافا لما يتوهمه الاغلب من الفلاسفة الوجود يعني فيما يعنيه ادراك وجداني لاالوجود كما يدعون هو عينية خارجية

كما نقول الادراك الفكري ، الادراك الفكري هل وجود عيني? كلا الادراك الفكري الذهني هو وجود ذهني واقعية ذهنية مرآتية للخارج

الوجود كما ينبه على ذلك اهل البيت في روايات نستطيع ان نقول مستفيض ومتواترة الوجود ادراك وجداني بدل ان يكون التصور ادراك فكري ، عندنا اوجدني تجده يعني ادراك وجداني لاانه الوجود والموجودية واقعية عينية خارجية كما ان التصور ادراك الانسان فعل الانسان الوجدان فعل الانسان وليس عينية خارجية للشيء ومن ثم ورد في دعاء عرفة للامام زين العابدين ودعاء عرفة للامام الصادق نفي ان الموجودية صفة عينية او واقعية عينية للباري انما هي اشبه ما تكون صفة ذهنية او صفة ادراكية من المخلوق للخالق كيف تصير صفة الخالق صفة بلحاظ ادراك المخلوق ؟ نعم مثلا وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ، فلا تحصوها عجز الانسان عجز الانسان الادراكي صفة لفعل الله فضلا عن كنه الله ، فيمكن يعني

مثلما ما تقول يا من تاهت العقول? او عجزت العقول عن ادراك كنه معرفتك ، فنفس العجز مع انه هذا صفة الانسان لكن تجعل صفة لله ، صفة لله بهاللحاظ يعني ، لا انها صفة عينية خارجية

يا من حارت العقول او الالباب والافهام يعنى صفة الانسان وعجزه لكن تجعل صفة لله بهاللحاظ فبعض الصفات حتى الالوهية ، الوهية من اين اتت هي من وله المخلوق بالخالق? بس جعلت اسم و صفة لله وللذات الازلية ولكن هي فعل المخلوق مع ان هذا من اعظم الاسماء اسم الله كما يبين في بياناتهم ع : احد معاني الصمد يعني يصمد المخلوقين اليه ويفتقرون اليه وهذا فعل مخلوق لكن يجعل صفة للخالق

الوجود في دعاء عرفة للامام السجاد وللامام الصادق الوجود هو ادراك القلب والوجدان ، ماذا فقد من وجدك? وماذا وجد من فقدك ؟ شوف وجد وجدان فعل القلب فالوجود والموجود كذا كذا هذا يا موجودا في كل مكان قال نعم نصف الله لكن هذي الموجودية ليست صفة عينية خارجية صفة لله بلحظ ادراك الانسان فهذا الاشتباه الذي وقع فيه الفلاسفة من اصالة الوجود ، كلا وانما اصالة الوجدان ، لذلك مادة وجود وجدان واحدة ليس مادتين مادة واحدة وانما اشتقاقات مختلفة ، اصالة الحقيقة في بيان الوحي موجود ذلك ان الله هو الحق ، حقيقة صحيحة او قل واقعية او حقيقة اما الوجود كلا لا الوجود ولا المعية ذلك بحث اخر ليس الاصل لهما

على اية حال فالوجدان والوجود والموجودية من فعل قوى القلب الوجدان الضمير الفطرة الارتكاز العقل الباطن العقل العملي القلب السر الخفي الاخفى كل هذه المراتب هي من فعل القوى التي فيها الشعور الباطن يعني شعور خفي في الانسان ليس هذا الشعور الظاهر اللمس والشم وكذا تفعيل شعور الباطن الشعور الباطن اللي له تفعيل كيف النظر بالعين مثلا? النظر بالعين شعور ظاهر اذا لا سمح الله الانسان في ظلام في ظلام ماذا يصبح للعين? تصير تعشى وعشو يصير العين كذلك الاذن اذا واحد ما يسمع ما يسمع يعني ما يفعل السمع ماذا يصنع ? اصم ، لكن اذا يفعل العين يستطيع ان تتروض العين لرؤية الشيء البعيد من افضل طرق المحافظة مثلا في الطب البدن على العين ان تلاحظ بها مثلا البعيد والقريب

كيف هذا في الحس الظاهر والخمس الحواس الظاهرة ؟ في الحس الروحي اذا ما يفعل ما ينشط يضعف عند الانسان او يجمد اصلا الصلاة احد المنتديات احد البيئات لتفعيل الشعور الروحي الصلاة لما يقال للصلاة معراج يعني استشعر ما في الصلاة التوجه استشعار قلبي توجه حقيقة التوجه القلبي هو استشعار واقبال القلب في الصلاة استشعار يعني اذن حقيقة الصلاة حيوية الصلاة قيمة الصلاة ان تفعل الشعور القلبي اما اذا كان القلب ساهي لاهي فبحث اخر اي طبعا القلب لازم يكونوا مفعل اصلا روح الصلاة روح الصلاة هو توجه القلب اقبال القلب تفعيل القلب استشعار القلب قد توقف وينقطع الانترنت في الصلاة كثيرا فصلاتنا فيها قطوعات ، تريد تشوف مقطع معين كله فيه تقطيع وتريد تسمع تتصل بواحد بين فترة وفترة ينقطع الاتصال ما تفهم المطلب عدل هكذا في اقبال القلب على الصلاة هو في الحقيقة كل العبادات يشترط فيها اقبال القلب حيث يشترط فيها النية والنية توجه قلبي فيي كل العبادات طواف حول البيت المكث في عرف الوقوف في عرفات الوقوف في مزدلفة الحج في حج بدني وفي حج روحي يشير اليه في الروايات حج قلبي حج عقلي الفكر يمكن الفكر تركز فكريا تحديق الفكر كما ان تحديق القلب يكون

هذه استشعارات يجب ان تفعل اجمالا فاذن المعرفة افئدة العارفين منك فازعة المعرفة قد يكون بالقلب العلم قد تكون بالفكر او بالقلب كلا لو تعلمون علم اليقين نكتة لطيفة ما يشير القرآن الى انه الوحي عمدة اليقين فيه جانب القلب ليس جانب الفكر وهو وان كان للفكر دور كبير فاذا افئدة العارفين منك فازعة يعني دوما حالة يعني يجب ان يوازن الانسان يستذكر ثواب الله يستذكر عقاب الله يستذكر جانب الرجاء يستذكر جانب الخوف يجب ان يكون دائما متوازي

اما الانسان يعيش نفسه فقط رجاء هذا خطأ كما انه يعيش قلبه فقط خوف خطا فلابد من التوازن حصص متساوية مثلا كما وكيفا او بشكل كسر وانكسار كم كيف يساوي كم مكيف يجبر الطرف الاخر

هنا يكتب للانسان الصعود والكمال اذا كان كم وكيف فاذن من خاصية المعرفة ان يكون هناك فزع والفزع مر بنا اشد من الخوف وهو اشد مراتب الخوف والفزع بعد عبارة عن تيار كهربائي كيف يحصل عند الانسان هكذا? دائما وجل قلوبهم وجلة من ذكر الله? وجل مخفف عن فزع الفزع اشد من الوجل

اذن احنا قلوبنا ما شاء الله ميتة في العمر ثواني قد يصير عندنا فزع او وجل المفروض الانسان يصل لدى المقام ويصل اليه ليس يصل اليه فقط وانما عندما يصل اليه يتمكن منه يقدر يدوس الدقمة اي وقت يفزع يغشى عليه مثلا ، هذا مقام من مقامات الكمالات

اذا ده مقام لم يحصل لنا النيل منه يقول امير المؤمنين في خطبة المتقين صفر الوجوه يسمى هذي في الخطبة او في خطبة اخرى بالتالي اي وكانما القوم خولطوا كذا فلان فالمقصود هذي الحالة بدون قضية تصنع وتكلف لكن هي هذه الحالة مقام من الكمالات لابد ان يصل اليه شبيه لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم هنا ايضا اذا وصل الانسان الى مرتبة معرفة قلبية وفكرية يصل لمرحلة الوجل الشديد تعبير يزأر من البكاء