45/05/06
الموضوع: السير القلبي والروحي مستدام
لا زلنا في شرح زيارة امين الله وهذا الشرح مربنا انه زيارة امين الله تتضمن دورة من الرياضة القلبية او منازل القلب او مقامات القلب والنفس وافعال القلب ورياضة القلب مبثوثة بكثرة بيانه في القرآن الكريم وفي الروايات الشريفة ولكن تحتاج الى استقراء وتحتاج الى ترصد وتحتاج الى مهارة في باب فقه القلوب مع ذلك في هذا الزيارة الشريفة وصلنا الى هذا المقطع : واعلام القاصدين اليك واضحة
مر بنا انه نفس القصد من افعال القلب وليس من افعال الفكر ويمكن توجه الفكر في توجه القلب ولكن غالبا يكون القصد استعمالا تسمية لافعال القلب
وهذا مبحث يبحثه الفقهاء والاصوليون في النية ، النية هي القصد سواء في العبادات او في غير العبادات مثل صلاة المسافر مثلا فالنية او القصد تتقوم باركان ثلاثة اجمالا المقصود او المنوي ونفس عملية التوجه القصد كفعل وحدث هذا جهة ثانية او ركن ثاني في القصد وفي التوجه ركن ثالث في التوجه هي الدواعي
طبعا ما الفرق بين الدواعي وبين الركن الثالث والاول في النية ؟ باعتبار ان النية تتقوم في ثلاث اركان
الركن الاول في النية المقصود ، يعني مثلا انت تتوجه الى صلاة المسافر تقصد المسافة هذا الركن الاول
الركن الثاني عملية نفس التوجه كفعل وكقصد مثل استقبال القبلة
الركن الثالث وهو الدواعي غرضك من هذا السفر ما هو تجارة مثلا فالتجارة هي الركن الثالث الدواعي والغاية
اذن في النية قصد التعبدي او النية او في موارد اخرى اذن عندنا ثلاث جهات الجهة الاولى المقصود والجهة الثانية نفس عملية القصد والنية والجهة الثالثة الدواعي واغراض هذا القصد وهاي النية
فاذن التوجه والقصد هو من افعال القلب نعم للعقل الفكري والعقل النظري نوع من القصد والتوجه وهو مثلا في ادراك العقل النظري وادراك القوة الفكرية حيث في مدرك وفي فعل الادراك فالادراك فعل من افعال القوة الفكرية مثل الالتفات فاذن عندنا التفاتان التفات العقل النظري و التفات القلب ، ما الفرق بين الالتفاتين? هو الفرق بينهما بين التفات القلب والتفات الفكر والقوة الفكرية وكذا
في القوة الفكرية كما مر الم يقولوا في المنطق الفكر لديه حركة ؟ حركة الفكر وجولان الفكر من المجهول الى المعلوم ثم من معلوم الى المجهول وكذا مثلا مما يدلل على ان الفكر ايضا له نوع من الحركة ونوع من الالتفات ولكن يختلف عن جولان القلب وحركة القلب وتوجه القلب هناك في اختلاف ، من باب المثال تقريبا المرآة تارة تحركها انت تواجه هذا الاتجاه او ذلك الاتجاه هاي نوع من حركة للمراة وينعكس فيها الصور والمراءة
الفكر بناء على تعريفه مرآة صافية الفكر اذا تحرك الفكر ومواجهة الفكر الى شيء معين ينعكس فيه تلك المعلومات يقال له تفكر في ماذا? شوف يعني الفكر يمكن توجيهه وحركة وتركيزه على امور مختلفة هذا او هذا او هذا فهذه نوع من حركة الفكر ونوع من التفات الفكر من هذا السنخ ومحاذاة الفكر لمعلومة من المعلومات ولكن هناك توجه من القلب والتوجه من القلب ليس مجرد ادراك وانعكاس معلومة ومحاذاة معلومة ، كلا القلب في الحقيقة توجهه وحركته في الحقيقة متقومة بنوع من الهمة والانجذاب المشاعر الجياشة ووو
فاذن في فرق بين توجه القلب والتوجه الفكر ، توجه الفكر مجرد ادراك اما في القلب كلا في مشاعر وفي همة وفيه ميلان وفيه تفاعل روحي نفساني ما شئت فعبر فاذن في كل منهما توجه
هنا واعلام القاصدين اليك واضحة سواء حملناه او حملناه على القلب بلا شك الابرز في ذلك القلب يعني السبل الى الله معلمة الاعلام ، ابى الله الا ان تكون السبل اليه واضحة ذات اعلام ، شارعة يعني موجودة والسبل الراغبين وهذا يدل على ان السبيل ليس واحد اليه تعالى ، الصراط واحد لكن السبيل والسبل متعددة كل فضيلة من الفضائل وكل طاعة من الطاعات سبيل الى الله عز وجل او كل معصوم من المعصومين سبيل فالسبل متعددة هذه السبل شارعة يعني موجودة ومعبدة وقائمة وموجودة بعبارة اخرى لاانه تحتاج الى ان تشق الطرق هي نفسها موجودة وشارعة ، شارعة بهذا المعنى يعني موجودة مرصفة معبدة
وهي ذات اعلام يعني ما ممكن يضيع فيها الانسان طبعا هناك بيانات من الوحي ان الانسان يستهدي في حركته القلبية والفكرية ، فهل يستغني الانسان ببنيات عقله فقط? كلا وهل يستغني بفطرياته ؟ كلا بل يستعين بمحكمات الوحي كما يعبر الوحي ان القرآن او الوحي او تراث المعصومين كالمصباح يهتدي به الانسان الحسين مصباح الهدى لابد من مصباح
اذن اعلام القاصدين اليك واضحة نعم بالمصابيح التي نصبها الله مصابيح لخلقه من الوحي ومن مجسمات من حقائق متجسمة بهالمعنى وان لم يكن المراد بعده الجسماني فقط فبالتالي اذن شبيه وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ، ولله الحجة البالغة و ارسلنا اليهم رسلنا تترا اي متعاقبة وغير منقطعة وما شابه ذلك ، الم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم او ينذروكم لقاء يومكم هذا كذا ،
فاذن الاعلام من قبله تعالى اما من بديهيات العقل او بديهيات الفطرة او قوة العقل او قوة الفطرة نبض الفطرة ومن الوحي موجودة فاذن القصد لله تعالى لا يستطيع الواحد يقول انه لا اهتدي كلا اعلام الهداية موجودة مثل ما هو موجود في وصف الامام الثاني عشر في دعاء الندبة يابن الاعلام الواضحة اللائحة المهم وصف الائمة بالعلم وحتى في وصف صاحب العصر والزمان السلام على العلم المنصوب والعلم المصبوب
نعم اذن اعلام القاصدين اليك واضحة فاذن في عملية القصد والحركة اذن لما يقولوا واعلام القاصدين اليك واضحة هذه دعوى من مفاد الزيارة ان الانسان يجب ان يقوم بحركة ورياضة القلب وتكامل القلب ويجب ان يحدد مقصده نعم كذا دائما
شبيه اللي يسوق سيارة بين فترة واخرى يشوف نفسه هل في نفس الشارع اللي يؤدي الى المقصد لو لا? لايكون انحرف به المسير يمين وشمال كيف هكذا? هكذا الحال في سير الانسان النفساني او القلبي يجب ان يكون دايما حالة مراقبة ولا يغرن الانسان انه طوى مسافة ربما يطوي مسافة بعض المسافة لكنه في وسط اثناء الطريق تنحرف به الجادة الى شوارع اخرى
في تعبير لطيف في احد زيارات الامير الزيارة المعروفة ان الطاعة قد تغر الانسان ، لان الطاعة في بعض المسير لا تغني عن الطاعة في بقية المسير وكم من عاص في البدايات له حسن العاقبة في النهايات وكم من طائع مستدام والعياذ بالله تسوء عاقبته في نهاية المطاف فبالتالي اذن اعلام القاصدين اليك واضحة دوما الانسان في حالة سير و جولان لا يغره صلاحه السابق ولا صلاح ما انجزه لم? لما يأتيه سيكون اصعب واصعب واما بقية المسير يجب ان يحافظ على الاستقامة والا ينحرف به ويميل به السير في قلبه وفي صفات روحه في في في ، و اعداء الانسان يعني من داخله خفية ومترصدة وليست بارزة
فهو ليس هناك كما يقول امير المؤمنين في دعاء الصباح ليست هناك حالة وقف اطلاق النار في الحرب مع النفس والشيطان هدنة ما موجودة? ابدا وهذي لو انها ما موجودة حتى في البرزخ ما موجودة حتى في البرزخ الحبل على الجرار حتى في حالة نزع الموت الحبل على الجرار حتى في عوالم القيامة الحبر على الجرار وحتى في عالم الجنة الحبل على الجرار
فاذن يا ايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه لذلك في هذه الزيارة المعروفة لامير المؤمنين الاولى كذا فيها ان الطاعة او كذا قد تغر الانسان ، النبي عيسى والنبي يحيى على نبينا واله وعليهما السلام عندما ارادا ان يقيما حد الرجم على رجل محصن بعد نهاية حياته وكذا فالنبيين من انبياء الله يستنصحان هذا الذي الان يجب عليه القتل وهو يعني وضعيته ان هو لا مفر له من القتل هذي الحالة وهو يزف الى الموت تصير له حالة روحانية خاصة انا ما اقول اعوذ بالله اعوذ بالله لا يغرننا ابليس يقول المعصية فيها حكمة اعوذ بالله لكن لاحظ لا سمح الله مذنب الذنب يكون له حكمة ، ليس الذنب جيد ، الصالح من البداية الى النهاية اعلى درجة من ان يكون طالح ثم هو صالح لكن اقصد كما في بيانات عديدة لا يفهم غلط يعني نفس الذنب وهو الذنب وهو ظلمة لكن لانه يؤذي الانسان قد يسبب حالة يقظة عند الانسان وحالة انتباه وحالة نوع من الحكمة فسأل هذان النبيان العظيمان سألا هذا الميت وذكر حكمة عجيبة شوف الان تنبع الحكمة من عنده لما يزج الى الموت وكذا يبدأ العقل يشتغل جيد والحكمة تنبع جيد والشهوة تموت فاستنصحاه وذكر الحكمة البالغة وهي موجودة عن الائمة عليهم السلام : لا تخلين بين نفسك وهو فترضيك شف بدت الحكمة تنبع من عنده
اذن الانسان يحتاج الى موعظة تقض بمضاجع الفطرة تصير حكمة ولا سمح الله الطاعة يجب الانسان ان يخاف من الطاعة مو انه لا يطيع ، يطيع الانسان لكن ان الطاعة اذا اغتر بها تصبح اعوذ بالله بدل ثمرة واستثمار تصير سبب للخديعة اعوذ بالله ، كما يقول الامام الباقر ع لاحد صلحاء تلاميذه : لا يغرنك برك وصلاحك عن الطلب والرغبة في شفاعة النبي صلى الله عليه واله ، اغرك برك وصلاحك؟ شف اغرك .؟ مو ذنبك ما قال الامام الباقر ذنبك قال ماذا؟ هذا لا يصير سوء فهم ان الطاعة هي سيئة اعوذ بالله كلا الطاعة ليست سيئة لكن هذه الطاعة التي هي عين الصلاح قد والعياذ بالله اذا يعكف الانسان في النظر عليها تسبب غرور وتسبب خداع وتسبب عجب والعجب عبارة عن تغذية كبرياء وانانية النفس ، فطاعة جعلت وقود لمرض خطير ، بينما الذنب كلا لذلك لا ييأس من الذنب لا يا اخي مو انه يذنب الانسان اعوذ بالله لكن حتى الذنوب يمكن ان تكون وقود للطاعة نعم اذا يؤنب الانسان نفسه من الذنب السابق يؤنب ويخنع الانسان نفسه اذنبت لم كذا وكذا? هذه تصير وقود للنور نفس الذنب
فهذا موجود في اخر الزيارة الاولى المعروفة اللهم ان رزقتني نعمة فارزقني شكرا يدمغه يعني حتى الطاعة لازم تشكر كي لا تصير الطاعة تسبب كبرياء الانسان وان رزقتني مثلا بلاء فارزقني صبرا يدمغه يعني شوف الكمالات بعبارة عامة الكمالات قد تكون وقود لسوء ، اعوذ بالله ، ويمكن الرذاءل السابقة ان تكون وقود للطاعة فلا ييأس الانسان خطأ ولا ايضا يتمادى في الرجاء لا الطاعة السابقة تغر الانسان ولا المعصية السابقة تيأس الانسان هذا خطأ ، والصحيح ان الانسان مثل ما يقول ابن الوقت وابن المستقبل ، فعادل عدالة في السابق هذا شيء والان ما هو? مستقبلا ما هو يعني ؟ فليكن الشغل الشاغل للانسان وقته والمستقبل الماضي يتخذه عبرة وعظة لاصلاح وصلاح المستقبل سواء كان الماضي صالحا او كان الماضي طالحا ولعل هذا احد التفسيرات يبدل الله سيئاتهم حسنات او يمحو الله السيئات يعني بعض الاشخاص ربما كانت لهم سابقة شقاوة معينة وكذا كذا هذه الخبرة السابقة في الشر يوظفها للدفاع عن الخير
معذرة حذيفة بن اليمان كانوا يقولون له لم تسأل رسول الله عن الشر والاشرار? مضمون جواب حذيفة ان ايضا علم الشر علم يمكن ان يستثمره الإنسان وليس ممارسة الشر دققوا ليس كلامنا في ممارسة الشر وانما علم الشر والاحاطة بالشر يستثمر الانسان للتوقي من الشر الان في الجامعات الاكاديمية وما شابه ذلك نفس الاشرار عصابات المافيا هاي الشرور العجيبة غريبة المنظمة اي شيء هو الجريمة المنظمة نفس دراسة الاشرار علم ،
فاذن المهم لا يغتر الانسان ولا ييأس مما سبق المهم هو ابن الوقت انت ابن وقتك وابن مستقبلك كيف تبنيه? كيف تستصلحه? فهذه اعلام القاصدين اليك واضحة الانسان في حالة السير دائما اعلام القاصدين هذه مؤدى في زيارة امين الله انك دوما في حالة السير وحركة ، طويت نصف المسافة الى كربلاء ما يكفي بعد قد تنحرف قد كذا وتشتبه من طرق معينة مفترق طرق تأتيك واذا اتتك مفترق كيف تميز اي من اين? وهلم جرا
فاذا دوما الانسان في حالة السير اذكر هذه العبرة ونختم كثير ممن ذهب الى البرزخ يعني مات من الموتى ربما في بداية البرزخ يعني يكرم لكن في الاثناء قد يعذب لماذا? وربما تمر عليه حالات اكرام عذاب عذاب اكرام وهذا بحسب سلسلة الاعمال التي طواها ربما اول البرزخ يعذب ثم يكرم ثم يعذب ثم يكرم الله اعلم ، الغافر هو الله والساتر هو الله لكن اقصد هذي حالات موجودة
شبيه عالم القيامة والصراط ورد في الروايات المتواترة وكذا ان له عقبات قد انسان في عقبة ناجح وفي عقبة غير ناجح اذا خمسين عقبة من خمسين امتحان بلحظ ما سبق لذلك اذن الانسان لا يغتر بالعمل الصالح ولا ييأس من الفشل والسقوط في الذنب المهم ان يتعظ بما سبق للوضع الراهن ولما يأتيه و من انخدع بما سبق سواء ما سبق حسن او ما سبق شر بل حتى من الوضع الراهن حتى اذا الوضع الراهن اذا كان صلاح لا ينغر به الانسان او لا سمح الله هوي في معصية لا يستسلم الانسان للمعاصي اعوذ بالله هذي من خداع الشيطان لا يستسلم للمعاصي سابقة او راهنة ولا ينغر بالطاعات السابقة او الراهنة ، هو ابن ارادته وابن تصميمه وابن يقظته وحذره وتوجهه طبيعة الانسان هي هذي
لذلك الانسان ما يغتر بالمدح لماذا? ما الذي يثمره المدح حتى لو كان صادق من الذي يثمره? هل يعصمه عن في المستقبل? لا الذي يستعصمه في المستقبل هو استعصام وتوقي واليقظة دوما الحذر فعلى كل الطريق طويل ما تقدم شيء وما يأتي شيء اخر ما بعده اطم فاطم حتى تأتي الطامة الكبرى ، اذا احنا قاعدين نتهيأ الى اشدها وهو اشد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اذا كان شاهد مشهد من مشاهد القيامة فلم ير ضاحكا قط يعني دائما في حالة جدية دائما في حاجة اهبة استعداد هكذا دائما اهبة استعداد وان كان المؤمن بشره في وجهه طبعا وحزنه في قلبه