45/04/23
الموضوع: مقامات القلب والروح وسفر النفس
مر بنا ان زيارة امين الله ما عدا الاسطر الثلاثة الموجودة في بدء الزيارة اللي هي زيارة تحية للامام المعصوم بقية الزيارة ثلثيها او اكثر منها تتعرض الى منظومة من مقامات النفس ومنازل النفس ومقامات منازل القلب
طبعا عندنا السلام على باب المقام ما هو معنى باب المقام? احد اسماء ونعوت امير المؤمنين او بقية الائمة السلام على باب ما معنى مقام ، وما منا الا له مقام معلوم فمن الليل فتهجد به نافلة عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى فاذن هذا اصطلاح المقام اصطلاح وحياني ومثلا النفس المطمئنة مقام جزاء خاص وحفاوة خاصة في الاخرة او في البرزخ او عند الموت
اذن هذه ليست حالات عابرة انما هي مراتب جوهرية تبلغها النفس او القلب فتسمى مقام او منازل عبر عنها زين العابدين بالحركة القلبية برحلة هذا ليس اصطلاح صوفي وانما اصطلاح امام معصوم عبر عن الحركة القلبية برحلة وترحيل ، الراحل اليك قريب المسافة وعبر بالمسافة وسير وما شابه ذلك لذلك هذه الاصطلاحات التي ذكرها الصوفية في الحقيقة مسروقة مقتبسة واصل المنشأ الموجود هو موجود في بيانات اهل البيت عليهم السلام
وهذا في دعاء ابي حمزة الثمالي الذي هو دعاء عظيم يعني من جهة اعتمد علماء الامامية عليه جيلا بعد جيل وان الراحل اليك قريب المسافة عملية رحلة وحركة وسفر فلما يصور الائمة ان مثل تعبير الصلاة معراج يعني سفر روحي ملكوتي لماذا يؤكد الائمة في روايات مستفيضة الصلاة سفر روحي وحركة روحية هل الكل عروجه في الصلاة بدرجة واحدة? كلا ولكن عروج وحركة وسفر وارتحال ورحلة وهذا الرحلة فيها منازل ومقامات
اذن اصل التعبير هذا مأخوذ من الوحي يعني يا ايها المسلمون ابدأوا نوع من الحركة الروحية القلبية ولاحظ المنازل انت بلغت اي منزل او لم تبلغه يعني عندما يقولون الصلاة معراج يعني حركة روحية
الان معراج النبي كانت جسماني ومعنوي فالصلاة معراج معنوي وجسماني ام ماذا? فبالتالي اذن الصلاة معراج دائما فيها حركة واللطيف السفر والسير سماوي ملكوتي هذي هي الصلاة وهذي هي حقيقة الصلاة فاذن هنا النفس نفس مطمئنة مقام وراضية مقام ومولعة كذلك ومحبة وصابرة ومشتاقة وشاكرة اذا كان استحصل الانسان هذه الصفات كحالات عابرة اذن لم يبلغ التمكين في هذه المقامات والاوصاف الوصف تارة يتمكن منه الانسان يعني دائما عنده واخرى حالة عابرة ما وصل الى التمكين والاطمئنان لكن دائما مطمئن بقضاء الله وقدره فعنده تمكين وتمكن من هذا المقام وحصل على هذا المقام فهو تارة يرضى وتارة يسخط يعني كما يبين الوحي اعظم موطن لبناء النفس والروح والقلب هو الان حياتنا الاولى لان البرزخ صعب صعب جدا جدا جدا ان يبني الانسان فيه نفسه والرجعة والتي هي الحياة الثانية يعبر عنها الحياة الاخرة من الدنيا فعندنا اخرة الدنيا وعندنا اخرة الاخرة هناك بعد اصعب من البرزخ او بصعوبة البرزخ افضل وقت وموطن يمكن لنا ان نبني كمالات انفسنا الان في الحياة الدنيا في هذا الموطن
وهذا البناء كما مر تارة حالة وتارة مقام يعني التمكين في المقام كلمة تمكين مرت في الروايات وفي الزيارة فهذا التعبير الذي اخذه العرفاء مأخوذ من بيانات الوحي كقول الله عز وجل انه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم امين فالمكين صفة له ومن اوصاف النبي انه مكين في ملكوت السماوات مكين مكنا له فالتمكين ليس حالة يوسف عليه السلام في صباه كان حالات يأخذون باوامره اما لما صار له منصب صار على الدوام فهذا الموقع يؤثر فيه
فلاحظ اذن التمكين من المقام النفسي او القلبي اعظم من حالة الخطورة مثلا حالة خاطرة وحالة متجهة شبيه العدالة تارة العدالة ملكة واخرى فترة وجيزة عند الانسان يختلف والعياذ بالله الرذائل هكذا تارة هي حالة واخرى تتمكن الرذيلة من نفس الانسان لانه تصير الى الجنة منازل ومقامات وعقبات فانت لاحظ لماذا يعبر القرآن الكريم او الوحي يعبر الصراط ، الصراط يعني حركة وعلى الصراط عقبات لانه دوما الانسان في حالة حركة وهذه الحركة الروحية والنفسانية اعظم واخطر من حركة البدن الغليظ ففريق الى الجنة وفريق الى النار
وسيق الذين كفروا كفروا الى الجنة زمرا حركة فبالتالي اذن دوما في حالة حركة
سيد الانبياء في اخر جمعة من شهر شعبان كيف بين ان الانسان قد يتعلق بشجرة طوبى اللي هي في الجنة? يعني الان باعماله يعرج ويتعلق باغصان طوبى او الان يتعلق باغصان الزقوم
كتاب الاعتقادات للصدوق كتاب عظيم محور تدريسي بعض القضايا طعن على الصدوق في مثل قضية نسيان المعصوم صحيح هذه مؤاخذة لكن جل الكتاب معادلات قوالب وحيانية هذا الكتاب كان مركز تدريس في الحوزات العلمية كتاب اعتقادات اعظم من شرح التجريد او بلا قياس وان كان الشرح التجريد ضروري عقلي واعظم من كتاب الباب الحادي عشر او كتاب العقائد الامامية للشيخ محمد رضا المظفر رحمة الله على الجميع هذا كتاب اعتقادات الصدوق فيه كنوز عجيبة غريبة لمن كان استاذ قدير يبسط البحث في دورة عقائدية فيها لباب معادلات من التوحيد الى المعاد والنبوة والامامة وحتى عالم الانسان هذا الكتاب فيه برهان عقلي وحياني على المعاد الجسماني غفل عنه كافة الفلاسفة الى يومنا هذا يعني هو الفاصل بين الصدوق و ابن سينا لان ابن سينا كان منكفئا عن رواية اهل البيت ولم يلتفت الى هذا الاستدلال وبقي الغفلة الى الخواجة نصير الدين الطوسي والى حتى علمائنا المتكلمين علماء الامامية غفلوا عن هذا البرهان في المعاد الجسماني الذي ذكره الصدوق في كتاب الاعتقادات والصدوق عنده سهل المأخذ و كالبديهي
انا في كتاب الرجعة وشرحه قبلي الحر العاملي في كتاب الرجعة مغفول يعني اقصد كتاب اعتقادات الصدوق ثمين جدا حتى الاعلام من تلاميذ العلامة الطباطبائي غافلين عنه بينما هو موجود في كتاب اعتقادات الصدوق وهو اخذه من الروايات والايات ولم يبتكره فالايات برهان بديع سهل للمعاد الجسماني غفل عنه كافة الفلاسفة والعرفاء وببركات الوحي التفت الصدوق اليها
المقصود كتاب اعتقادات الصدوق كتاب عظيم جدا المفروض يصير مركز تدريسي في نقاشات كذا و طبيعة البحث العلمي هكذا لا مانع منه لذلك عليه شروح كثيرة لعلماء الامامية هذا جيد بعد لو يقوم احد الاخوان بهذا المشروع المجلسي شرح كتاب اعتقادات الصدوق سطر سطر فقرة فقرة ولكنه بشكل متناثر في البحار وليس فقط المجلسي اذا يجيب فقرات كتاب الصدوق وسير علماء الامامية عبر عشرة قرون شرح الكثير الكثير من المعادلات العقائدية التي اوردها الصدوق فيصير شرح جامع مانع
واثير هذا الاقتراحات للمرة الثانية عن كتاب حقائق الايمان للشهيد الثاني هذا الكتاب ايضا شرحه المجلسي في البحار فقرة فقرة وليس فقط المجلسي كثير من علمائنا وهذا مبحث الايمان والكفر يوازي ويحاذي الجزء الثاني من كتاب اصول الكافي وطبعا شرح نظريات واراء واقوال الشهيد الثاني ليس فقط المجلسي ايضا اخرين يعني يستطيع الانسان يبحثه
و من خصائص كتاب حقائق الايمان الشهيد الثاني انه بحث عقائدي بلغة فقهية وهذا ممتع من انه كيف الفقه يعالج المباحث العقائدية لو هذا المشروع يستوي يخدم الحوزات العلمية خدمة كبيرة هاي مباحث المذاهب والاديان اللي نبحث الان في الجامعات الاكاديمية هومبحث عصري وحساس وكذا وكذا هو هذا مبحث حقائق الايمان يبحث عن مبحث مذاهب والاديان وتعايش المذاهب كل منا خليه يبقى بذر زرع علمي لنفسه يخلد به يعني ما يصير الواحد يظل ساكن جامد ضروري انتاج علمي يصير والان الالكترونيات لا يريد لها فلوس ولا يريد لها كذا وهذا يريد له اصرار ومتابعة علمية
كما ان كتاب اخر دائما اؤكد عليه ايضا كتاب منهج الرشاد لمن اراد السداد للشيخ جعفر هذا كتاب جدا مهم ثلاث كتب جدا مهمة وضرورية ان تكون مقرر دراسي في الحوزات منهج الرشاد من اراد السداد باعتراف اكابر علماء الامامية عالج امور معقدة عجز عنها المرزا علي القاضي والعلامة الطباطبائي وحلحلها وعالجها الشيخ جعفر كاشف الغطاء
ايضا كتاب رابع لا بأس كتاب الرجعة للحر العاملي اسمه الرجعة للايقاظ من الهجعة في اثبات الرجعة لكن بالدقة ليس رجعة هو عبارة عن دورة عقائدية من التوحيد الى المعاد بيان عقلي جزل
كتاب خامس جدا مهم الفصول المهمة في اصول الائمة للحر الاملي نفسه انا في قناعتي ان الحر في العقليات العقائدية اقوى من الفروع ففي المباحث العقائدية اكثر جدارة وقوة منه في مباحث الفروع يعني مباحث الفروع الوسائل وما ادراك ما الوسائل الكل عكف على كتابه واراءه ونكات علاجه طوائف الروايات لكن لو يلاحظ الرشاقة العقلية لصاحب الوسائل اعلم درجة منه في الفروع
فهذا كتاب فصول المهمة في اصول الائمة المجلد الاول دورة عقائدية كاملة كمقدمة للوسائل مقدمة عقائدية اصولية فقهية لان هذه الثلاث مجلدات فيها دورة اخلاقية وفيها دورة اصول فقه وقواعد فقهية وعقائدية عدة دورات فيها ثلاث مجلدات اربع مئة وخمسين صفحة من المجلد الاول دورة عقائدية من التوحيد يبدأ الى المعاد لم يستعمل فيها كلمة بشرية انما اتى بقوالب معادلات عقلية وحيانية
وايضا خمس مجلدات في البحار من المجلد ثلاثة وعشرين الى مجلد سبعة وعشرين هذه الخمس مجلدات عبارة عن موسوعة الامامة في البحار جدا مهمة اذا اردنا ان نجعل كتاب تدريسي كتاب بصائر الدرجات موسوعة وكانت السيرة موجودة لدى علماء وفلاسفة ان هذه الكتب يدرسوها كتاب احتجاج كتاب تدريسي في المذاهب والاديان والكافي مجلدين مهمين الاول في التوحيد والنبوة والامامة الجزء الثاني في المذاهب والاديان كذلك كتاب التوحيد للصدوق كتاب حافل جدا في التوحيد والمعاد حتى في النبوة والامامة هذه كتب مهمة جدا اذا نظر اليها الانسان نظرة عقلية لا نظرة حشوية وسطحية قشرية
نرجع لنفس المبحث اذن هناك مقامات للنفس كما مر بنا ان يصل الانسان من نحو التمكين تارة بالنحو الحالة والعبور كون الانسان في حال السير وحركة وارتحال ورحلة وسفر وعروج هذا الشاهد كان في كتاب اعتقاد الصدوق ويقول مطابق للخطبة الشعبانية لسيد الانبياء ان النفس اما تعرج او تهوى عروج او هوي دائما في حالة حركة النفس هوى هوى يعني هوية بيان خطبة سيد الانبياء في شهر شعبان اما يتعلق الانسان باغصان الزقوم او يعرج باغصان طوبى فهو دائما في سفر اعوذ بالله اما سفر علوي او سفر دونوي
كما يؤكد امير المؤمنين ان الانسان حتى الائمة كلهم ان الانسان مسافر هنا ممر وليس مقر الانسان في ساحات سفر دار القرار شيء اخر هناك سفر اما سفر سفلي او سفر علوي فهذه مقامات ومنازل التي يبينها الوحي هي مقامات يتمكن فيها الانسان لكي لا يهوى على خلاف من بلعم الباعورا ارتقى ثم هوى به? لاحظ رفعناه بها ما ارتفع ولما تمكن سقط وابليس نموذج وبلعام اخطر من ابليس هو الذي اوقعه الشهوة الجنسية والى اين وصلت به والى اين سحبته الشهوة الجنسية? الى الهوية ، فعلى كل حال هذه حالات عجيبة موجودة