الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث العقائد

45/04/22

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: زيارة أمين الله و قواعد فقه القلوب

كنا في خضم تفسير زيارة امين الله التي مر انها مرتبطة بمنظومة في فقه القلوب والاحوال

لاحظ هناك في الفقرة الثانية او الاولى من فقه القلوب ذكر عليه السلام اللهم اجعل نفسي وذكر كل احوال النفس مطمئنة راضية مولعة محبة محبوبة صابرة شاكرة ذاكرة مشتاقة متزودة مستنة مشغولة كلها حول النفس طبعا هذا ايضا من بحث فقه القلوب ولكن هاي الفقرة الاخيرة اللي هي اطول بدأها بالقلوب اللهم ان قلوب المخبتين اليك والهة الاخبات مرادف للايمان ولكن بحسب الظاهر مرادف لدرجات عليا في الايمان من ثم يبين هناك معادلة تكوينية في فقه احوال القلوب ان القلب اذا وصل الى مرتبة الايمان العالي والتسليم العالي تلقائيا يحوم ويطوف حول الله ويكون له توجه لا يشغله شهوة ولا هوى عن التوجه الى الله طبعا لما يقال يحوم القلب حول الله ليس معناه حول شارع جغرافي يعني يحوم ويطوف القلب حول الله

اذن ما هو معنى ان القلب يحوم حول الله هذا شبيه ما مر بنا في العلم الحضوري ان العلم الحضوري قد يكون علم حضوري من مخلوق لشيء اعظم منه مخلوق اخر اعظم منه فحضور العظيم الاعظم عند الادنى ما له معنى وانما يعني الحضور يعني استشعار بالاشعة الوجودية لذلك الموجود هذا المراد من العلم من حضوره كما مر بنا كذلك الحال في طواف القلب حول الله ، الله ليس له مدار ومدى جغرافي ولا قلب جغرافي يعني تعلق القلب بنحو الدوام به تعالى بتجلياته باسمائه هذا يسمونه الطواف والتعلق والدوام له

اللهم ان قلوب المخبتين اليك والهة ..

فالوله مقام عظيم للقلب بخلاف افمن اتخذ الهه هواه اعظم ذكر في الانسان قلبه وان وان كان التفكر وزير معين للقلب تفكر ساعة يعني مدة زمنية خير من عبادة سبعين سنة يعني خير من ليلة القدر تفكر ساعة ينال اجر افضل من ليلة قدر سبعين سنة الف شهر التفكر هكذا ولماذا يكون افضل من ليلة القدر? لانه تلقائيا التفكر يشد الانسان من حضيض المادة الى اوج الملكوت ومن ثم يكون من قبيل العروج الذي يحصل لدى الانسان في عبادات ليلة القدر وهذه من شرافة العلم ولا والعلم الفكري العقلي النظري ولكن رغم ذلك العقل النظري والفكر والتفكر مقدمة معدة مهيئة الى عروج القول وتوجه القلب

المهم هناك ان يصل الفكر الى القمة وهو القلب لكن القمة النهائية هو القلب فاذن من ثم ورد في الزيارات بيان هذا النظام وفتحت بابه فهمي يعني فكري بلذيذ يعني انفتاح القلب وانفتاح الفهم الفكري بوابة استشعار القلب مقدمة والسكينة حالة قلبية طمأنينة حالة قلبية الانشراح حالة قلبية والسرور كذلك

فاذن اللهم اني قلوب المخبتين اليك والهة وهذا شيء عظيم يعني حتى الذكر القلبي اعظم من الذكر الفكري وان كان الذكر الفكري لابد منه كذا الذكر القلبي كما ان الذكر اللساني او الخواطر لابد من الذكر الفكري فهي طبقات ودرجات في الذكر وفي العبادة اذكروا الله ذكرا كثيرا لعلكم تفلحون

يقال الرواية امير المؤمنين اتى شخص او كذا ليقص شارب امير المؤمنين قال له يا اميرالمؤمنين اقلل قليلا من حركة شفتيك عن الذكر حتى أخذ من الشنب قال له امير المؤمنين سيد الوصين وعنده اكبر انترنت بعد رسول الله وحيانا مع ذلك يجد نفسه لابد من دوام الذكر اللساني

اذا هذه شرائط لابد منها ولا بد ان لا نتركها فاين نحن من دوام الذكر? ادمان الذكر اللساني عظيم له اثار عظيمة جدا فضلا عن انه يصير ذكر فكري وقلب شئنا ام ابينا كسلنا ام نشطنا? الذكر اللساني دوره عجيب ثم ذكر المعنوي ثم ذكر الذكر لا ما بين السهو وافة قلوب لاهية بغير ذكر الله

اللهم ان قلوب المخبتين اليك والهة هناك نوع من الاشتراك بين الوله واللهو يعني من حيث الاشتقاق المادة متقاربة بين اللهو والوله وسبل الراغبين اليك شارعه الرغبة في القلب اذا حصلت ينفتح السبيل

في دعاء ابي حمزة والراغب اليك في معادلة تكوينية لكن تعال نحصل الرغبة فاذن في معادلة تكوينية والسبل الراغبين اليك شارعة يعني اصلا بعض الاحيان بعض الطرق تفتح نهارا لا ليلا او ليلا لا نهارا اما الطرق الى الله اذا كان منشأها الرغبة دائما شارعة غير معطلة لكن اساسها رغبة ودرجة الرغبة

اذن هذا دعاء ابي حمزة او هذه الزيارة لامين الله كلها معادلات علمية حول احوال القلب والنفس نقرأها لكي نتعلم منها كيف يتم الانضباط بهذه المعادلات

والسبل الراغبين اليك شارعة ...

لابد من ان نعرف ان رغبة كيف يحصل مع الانسان? بقدر الوقود الرغبة كم وقود الرغبة عند الانسان? يحصل لقلبه عروج اذا انتهى وقود الرقبة ينتهي العروج او يتوقف اما كل ما كان الرغبة كبير يكون العروش شاسع فالعروش الشاسع اذن منوط بالرغبة لو معادلة تكوينية عقلية كونية والراغب اليك قريب المسافة وهناك دعاء اخر لزين العابدين شبيه بهذا والراحل اليك قريب المسافة وهناك عبارة اخرى مضمونها نفس هذا المضمون قضية الرغبة والسبيل الى الله قد تم التعرض لها في عدة ادعية وعدة زيارات لبيان هذه المعاملة

واعلام القاصدين اليك واضحة ...

هذا ايضا نفس المعادلة القصد القلبي الى الله بالقلوب ابلغ من اتعاب الجوارح او عبارات اخرى للامام الجواد

طبعا فرق بين السبل والاعلام يعني منار الطريق وفرق بين القصد والرغبة القصد نوع توجه قلبي الرغبة شوق قلبي توجه قلبي واستقبال قلبي فسبحان الله هذه السبل منظومة السبل والطرق الى الله تلقائيا قائمة واضحة لا يقع فيها لبس والتباس على الدوام في تعبير في بيانات ادعية الائمة ان ابواب الملوك تقفل وتعزل الا ابواب الله عز وجل

ومناهل الظمأ اليك مترعة

المنهج الالهي دوما موجود والباب مداوم موجود والطرق توه موجود الابواب موجودة ليس فيها اغفال قط هنا في هاتين المعادلتين المعادلة الثانية والثالثة الفقرة الاخيرة ليس فقط انها لا تنقطع شارعة قائمة وواضحة على الدوام مفتوحة ما تقفل وعلى الدوام واضحة ليس في الطريق الى الله التباس بشرط ان يكون رادار للقلب يتوجه الى الله يعني يكون فيها رغبة فاذا وجدت ووجد التوجه الى الله يعني حتى الشياطين ليسوا بامكانهم ان يلبسوا عليه

اعلام القاصدين اليك واضحة

فما يصير فيها التباس فدائما عملية التوجه اليه تعالى والقصد اليه تعالى طرق مفتوحة غير مغلقة وغير معطلة وواضحة غير ملتبسة بشرط الرغبة ودرجة الرغبة والشرط الثاني ان يكون القصد والتوجه اليه والالتباس يحصل للمخلوق اذا شاب وامتزج الى الله بالتوجه لغير الله غير الله مر بنا يقطع سبيل الله مثل الهوى كلما كان التوجه الى الله خالصا كانت اعلام القاصدين والتي يستعن بها القاصدين المتحرك الى الله واضح

اذن الالتباس لا يحصل من الشيطان او كذا الالتباس يحصل من نفس الانسان اذا مزج توجهه وقصده ، انما نطعمكم لوجه الله فاذا يصير اخلاص في القصد لن يكون هناك التباس في الاعلام فسبب الابهام او الالتباس نفس الانسان اذا كانت السبل غير شارعة وغير مفتوحة او مغلقة ايضا يصير الانسان رغبته ضعيفة فلما تكون رغبته ضعيفة يقطع الله ويقطع عليها الطرق والاتصالات تكون مقطوعة وعندما تتفعل الرغبة التي صارت تصير قوية

فاذا تركيز القلب كان كثيرا تركز على الله وتركز على النفس وتركز على الله وعلى الشهوة اذا هذه العلامة لا تصير واضحة تصير ملتبسة اذن وضوح الاعلام وكون السبل الشارعة يعني غير مقطوعة وغير مسدودة وغير مقصودة مرهون بدرجة الرغبة ومرهون بدرجة وقوة القصد وخلوصه

وكما مر في بيانات الائمة الله غيور عندنا شرك في الفكر والشرك في الحياة القلبية اذا اشرك الانسان رغبته مع الله يقول انا خير شريك من رغب وفي غيري اوكلته لغيري يعني يقطع لي الطريق الى الله والا الرغبة في خليفة الله هذه رغبة الى الله من رغب فيه وهو رغب في غيري الله يجعل الرغبة لغيره لان الله غيور يريد خالص مخلص بخالصه قوية تكون الطرق دائما مفتوحة

كذلك التوجه اذا يصير قوي خالص لله لا انه توجه الى الله وغير الله غير الله يعني ما يقطع الطريق الى الله لن تكون العلامة واضحة هذه معاملات تكوينية وقواعد في السير الى الله والسلوك الى الله عز وجل

قواعد وحيانية زيارة امين الله كل هذه المطالب موجودة واعلام القاصدين اليك واضحة متى تكون واضحة بهذا اللحاض? متى تكون الاعلام موجودة ؟ مع القصد والتوجه ، فاذا تتوجه تلقائيا انفتح لك الباب

اذن قضية الاخبات مادة للوله وللقلب لله عز وجل والرغبة مادته فتح الطرق الى الله وخلوص الرغبة وقوة الرغبة وكذلك بالنسبة الى القصد كيف اتوجه الى الله لا احتاج الى مرشد كذا وانما هذه الضوابط التي ذكرها الوحي فالمشكلة في الرغبة الخالصة القوية المشكلة في التوجه الخالص ام مشوب ام متقطع? من يتقطع القصد في التوجه يتقطع الانترنت يشوب التوجه اتوجه ان يستفيد من الفيوضات الالهية

الرغبة عبارة ودرجة قوة الرغبة عبارة عن قوة درجة الاتصال والارتباط كانه ارتباط للمعادلة المذكورة في هذا الفقرة الاخيرة ثلاث معادلات الان مرت كلها مرتبطة باحوال القلب وهل الائمة بينوها لنا? هذه الزيارة عظيمة لها عدة طرق زار بها الائمة الكثيرون ويزار بها كل الائمة بنص من الائمة

اذن معادلاتها تعليمية تدريبية يقوم بها الانسان في افعال قلبه وانشطة قلبه وافئدة العارفين منك فازعة انما يخشى الله من عباده العلماء نريد نعرف كم مقدار معرفتنا بالله عز وجل? كم مقدار خشيتنا من الله? هذه علامة جهاز معياري مقياسي تدل على ان كلما زادت معرفتنا ازدادت خشيتنا من الله ودليل على ان المعرفة والخشية من الله ايضا هذه معادلة رابعة متى تحصل باي درج تحصل للانسان? مرهونة بمعرفة الانسان هذا غير القصد غير الرغبة غير الولاية هذه حالات مقومات قلبية مختلفة

لذلك بعض الصوفية عبر عن هذه بمنازل السائرين طبعا هذه مقتبس مسروق من بيانات الادعية والزيارات حتى في رواية الامام الصادق في كتاب كفاية الاثر في النص على الائمة الاثني عشر الذي الفه محمد بن الحسن الخزاز الاشعري هذا معاصر للصدوق ومن اعلام علماء قم موجود هذا المطلب