الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث العقائد

45/04/16

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: نظام موازاة و محاذاة عناوين افعال العقل و القلب

 

مر بنا ان حديث الرضا وجملة من الاحاديث الكثيرة تبين الايمان بلغة ولسان افعال القلب ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله هذه لغة القلب نعم بخلاف الايمان مثلا قد يكون فيه قلبية لم يقل لما يدخل الايمان في افكاركم وانما قال في قلوبكم وفي لبابكم فحينئذ القلوب لها محورية في الايمان وهذا غير الفكر والعقل مع ان القرآن يؤكد اولي الالباب ويتعقلون ويعقلون ويتفكرون ولكن مع ذلك يبين ان قوام الايمان و احد القوامي الاهم في الايمان هو فعل القلوب ، من زار الامام عارفا

فهذا ركن مهم في العقل لكن الا المودة في القربى المودة هو البعد الاخر في الايمان لا انه فقط تعرفه فكريا كثير من اعداء علي بن ابي طالب يعرفون النص النبوي والوحياني ولكنهم يواددون عليا ، يقولون بالسنتهم ما ليس في قلوبهم ولله الحجة البالغة فعقولهم ادركت لكن قلوبهم لم تسلم يقولون بالسنتهم ما ليس في قلوبهم اذن لا يمكن ان يقال الايمان او الاسلام صرف الفهم والمعرفة هذا ليس واقع الايمان ولا واقع الاسلام

في المباحث الفقهية السيد الكلبيكاني في مبحث القضاء والشهادات اطال في هذا المبحث وهو الاسلام الظاهري والواقعي ومن ضمن التفسيرات التي ينقلها عن المشهور معنى الظاهري يعني امارة قد تصيب وقد تخطئ ، تخطئ يعني اذا كان الانسان كاذبا او منافق وان كان الباقين مأمورين ان يأخذون معه بالظاهر فنقل عن مشهور الفقهاء ان الاسلام الظاهري معناها امارة ظاهرية ونحن مأمورون بالاخذ بها وبين كلمات المشهور لا انه رأي تفرد به ان هذه الامارة تختلف عن بقية الامارات انك تأخذ بها وان علمت ان لا واقع لها وهذه بحوث مهمة في علم الكلام وان كان بعدها فقهي ان الامارة في الاسلام اولا امارة ظاهرية فهذا المبحث لا هو كلامي محض ولا فقهي محض بل هو مزيج من البعدين وقد كتب فيه كثير من الفقهاء بتوسع منهم الشهيد الثاني في كتابه حقائق الايمان وقد شرحه المجلسي في البحار موزعا لانه مبحث كلامي وفقهي معا لكن لم يجمع شرح المجلسي في كتاب واحد متن الشهيد الثاني وشرح المجلسي ، وهناك شراح اخرين

فمن ضمن ما نقله السيد عن مشهور الفقهاء ان الاسلام الظاهري هذه الامارية ليس كبقية الامارات اي من جهة هي امارة يعني الواقع هو واقع وهذه الامارة قد تخطئ وقد تصيب لكن التعبد بهذه الامارة موجود وان علم الانسان حدسا بحدس جزمي ان هذا ليس بمسلم في الواقع او ان هذا المؤمن في اللسان قطعا ليس بمؤمن في الواقع ، مع ذلك في الاحكام الظاهرية نحن مأمورون ان نرتب الاحكام الظاهرية وهذا لا يعني ان الاسلام الظاهري ملازم للواقعي نعم نحن ملزمين بالاخذ به كما كانت سيرة النبي صلى الله عليه واله التي يذكرها القرآن بل يأمر الباري نبيه بها ودع اذاهم فالنبي منذ بداية البعثة يتعامل معهم بالظاهر

في التعامل الظاهري مع ابناء ادارة الدولة وادارة الدين ومن ثم نفس القرآن يقول اذ يأمر النبي لا تصل على احد منهم مات ابدا يعني لا تدعو له ولذلك اعترض ذاك المعترض الذي لا يفهم الاية ظن ان نهي الله في لا تصل صورة الصلاة والحال بانها ليست صورة الصلاة وانما الشفاعة يعني لا تشفع له ولا تدعو له ، فاقم صلاة الميت لكن المقطع الرابع له وهو الدعاء له لا تشفع له اما المقطع الاول والثاني والثالث هذا شعار ديني

ولا تصل على احد منهم مات ولا تقم على قبره وهذا مما يدل على ان القيام على القبر من الشعائر خلافا للوهابية وزيارة القبر سنة قرآنية ونهي عنها خصوص المنافقين او قبور اباء المسلمين باعتبار ان قبورهم قبور كافرين فنهى النبي عن القيام او زيارة القبور او القيام على القبور فلان تلك القبور كان اباؤهم كفار امر النبي عليا بان يهدم كل قبر في المدينة يعني قبور الكفار لكن لما تبدلت الى قبور المسلمين امر النبي وقال الا تزوروها? حتى عندهم في الصحاح الستة والعشرة وهذه الاية عقائدية فقهية فهو معجون من ايات ولا تقم على قبره فالاقامة على القبر من سنن الانبياء في القرآن يصرح هنا ان المنافقين في الظاهر نتعامل معهم اما في الواقع الاخروي لا نتعامل معهم

ومن ثم من احكام المنافقين واذا رأيتهم تعجبك اجسامهم وان يقول تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم ففي حين انت تتعامل معاهم في الظاهر لكن ايضا واجب عليك الحذر سواء منافقي الاسلام او منافقي الايمان وتتعامل مع المنافق بالاسلام وليس النفاق مختص بالاسلام الظاهري حتى في الايمان فتتعامل معه في الظاهر لكن في الواقع تحذر

فهناك بحوث عقائدية فقهية مشتركة بين علم الفقه والكلام فقالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولما يدخل الايمان في قلوبكم فلما ذا قال في قلوبكم وما قال في افكاركم وعقولكم ؟ مما يدل على ان القلب هو العمود ، فالمعرفة العقلية الفكرية مقدمة والغاية القصوى هو القلب قالوا بالسنتهم ما ليس في قلوبهم مما يدل على ان عمود الخيمة والدين هو القلب

ايضا في موضع ثالث فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما هذا الحرج النفسي لا ربط له بالفكر ولا باللب والعقل لا اقول ان العقل والفكر والنظر واللب ليس له دور عظيم ولكنه وزير وهو رئيس الرؤساء في مملكة الايمان والدين فلا يجد هو الوجدان في الحرج حالة نفسانية قلبية وليست فكرية وهذي اية ثالثة

اذن نلاحظ ان في سور القرآن الكريم في مقام تبيان ان دور القلب دور كبير في الايمان وحقيقة الاسلام و واقعية الاسلام و واقعية الدين وليست لقلقة صور وخواطر وافكار لسان ، وانما القلب والواقع والمودة فتمنوا الموت ان كنتم صادقين فالصدق والكذب يعني الواقعية بالقلب يعني تمني القلب فالصدق والكذب لدى الشخص وعدمه في القلب لا مجرد الفكر

ومر بنا هذا المثال ربما اعظم براهين التوحيد ربما واحد زنديق له قدرة على تشييد برهان على التوحيد ففكره يشتغل ولكن قلبه لا يشتغل وقد تجد مؤمنا قلبه سليم وان كان فكره عاجزا او بسيط

فالكمال ان يكون الانسان مسلحا بكلا جانبين من ثم مر بنا في بيانات اهل البيت ان الانسان يحصل له طي السماوات هذا طي السماوات يبين الوحي انه يمكن ان يحصل للانسان ومع ذلك ليس بالمؤمن

اذن القلب شيء والمكاشفات شيء والفكر شيء افمن شرح الله صدره للايمان فشرح الصدر يختلف عن شرح الفكر وبسط الفكر عمى القلوب يختلف عن عمل افكار فبهذه المناسبة دخلنا في شرح زيارة امين الله لانها بعد سطرين الدعاء كله مرتبط بوظائف القلب تجاه الايمان او تجاه التكامل والايات القرآنية المكتوبة بوظائف القلب القلوب يجب ان تجمع ثم تبوب وهذا مشروع مهم ولو يقوم به الكل لا يكفي وكذلك يجب ان تجمع لسان الادعية والزيارات الى ان تصبح متواترة في وظائف القلب بلحاظ الايمان فضلا عن وظائفه بالحاظ الاخلاق ، الايمان اقرار باللسان وعمل بالاركان وتصديق بالجنان وحتى التصديق الذي يقابل التصور هو فعل القلب لا فعل العقل الفكري التصور هو النشاط العقلي الفكري اما التصديق وهو الاذعان فهو نشاط القلب والعقل العملي

اول فقرة : اللهم ان قلوب المخبتين اليك والهة

فالاخبات فعل القلب ولغة اخرى مرادفة عقليا للتصديق وللايمان ، الايمان ربما له عشرين مرادف عقلي وربما لغوي تصديق اذعان اثبات تسليم الى ما شاء الله ، الوله من وظائف القلب وهذا ما لا يتحقق الا نادرا مع ان معنى لا اله الا الله عندما نقولها كثيرا ما يقول الله : كذبت ، يعني معنى اله يعني وله وحصري بالله وهذا كذب هذا شبيه كلام سيد الانبياء المودة لله وللرسول ولذي القربى لا تتحقق منا الا نادرا يعني المودة تقارب الولاء يود احدهم لو يعمر الف سنة وما هو بمزحزحه عنه فالمودة يعني الحرص الشديد تجاه المحبة لا الخفيفة التي بادنى عاصفة تزول ،

فيبين القرآن اذا مسه الضر فذو دعاء شديد واذا ما استغنى كذا فاذا هو اقبل على الله اقبل بالدقة على حاجته فاقباله على الحاجة اللهم ان قلوب اليك والهة هذه من شؤون وخطورة مباحث القلب