45/04/14
الموضوع: الأيمان و المعرفة الاعتقادية لكل من العقل و القلب
كان الكلام في الحديث الرضوي في الكافي لكن لان هذا الحديث ذكر فيه الامام الرضا الايمان وتعريف المعرفة الايمانية بحسب لغة القلب لا لغة العقل فعبارته حول السخط والرضا وما شابه ذلك وهذه العناوين اصبحت حول افعال القلب
سخط الله عليهم مثلا او لما اسفونا غضب الله عليهم ، فالخلل عندهم في الجانب المعرفي العقل الفكري او في العلاقة القلبية بينه وبين الله عز وجل اسفونا غضب الله عليهم سخط الله عليهم مقتا زادهم الله مقتا وهذه الاية مخيفة ينادون لمقت الله اكبر من مقتكم انفسكم يعني اهل النار يمقتون انفسهم ويخاطبون لمقت الله اكبر يعني مقتهم مقت الله اكبر لمقتهم انفسهم
هذا نظام غضب وسخط ورضا هذا النظام قلبي ونظام مشاعر وليس مثلا لو كان وجود وعدم حيث بحث الوجود والعدم هو للعقل النظري الفكري لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا ، هذا بحث العقل النظري الفكري كان او لم يكن قل هو الله احد بوجوده الله الصمد لم يلد في الوجود هنا يكون نفي الوجود او اثبات الوجود او عدم الوجود لغة المعرفة العقلية النظرية الفكرية اما لقد سخط الله عليهم وغضب الله عليهم ولمقت الله اكبر هذه لغة القلب والمودة الى القربى وكره الله انبعاثهم القلب او فتمنوا الموت ان كنتم صادقين لغة القلب افرأيت من اتخذ الهه هواه كيف يؤله الانسان هواه يعني وليه في الهوى وهذا شغل القلب قد الولاية كفعل العقل نظري يستخدم لكن اساسا الولاية هو فعل القلب
فانت لاحظ الالوهية مأخوذة من الوله من مادة الوله فالباري مألوه يعني المخلوقات لديها وله تجاهه فلاحظ اسم الله مأخوذ من لفظة ومادة الوله وهو فعل القلب قبل ان يكون فعل الفكر لا اريد انفي ان هناك وله فكري في العقل النظري يعني نفس حركة الفكر والوله فكري ولكن الوله كفعل قلبي اساس بالاصالة فلاحظ ان اصل المعرفة الايمانية في جانب القلب ومر بنا هذا ليس استهانة بدور العقل الفكري هو اعظم به ان العقل النظري اعظم وزير وشريك وعون للقلب ، فجناحان يطير بهما المخلوق وهذا ليس مختص بالانسان الجن ايضا عنده عقل نظري وعقل عملي ولكن في الانسان اقوى
الملائكة كما يقول امير المؤمنين ايضا لديهم عقل نظري وعقل فكري وعملي وهذا خلافا لما توهمه العلامة الطبطبائي في سورة البقرة يعني ان الملائكة ليس لديهم علم حصولي وكله علم حضوري كلا لديهم علم حصولي وهو قوة الفكر فالعلم الحصولي المرآة الفكر مرأة صافية وهناك بيانات على ذلك فالله ركب فيهم العقل ولم يركب فيهم الشهوة بخلاف الانسان وهناك بعض الحيوانات فيها درجات من العقل كالهدهد وهذه وظائف العقل العملي سواء في الجن او الملك او في مخلوقات اخرى لا هي من الجن ولا الانس مخلوقات كثيرة حسب بيانات الوحي كثيرة كثيرة جدا لا هي انس ولا جن ولا ملك كالبراق مثلا او حور العين وكذا ولدان مخلدون في الجنة
يقول الامام الصادق اللوح والقلم ملكان فعنوان الملك في الوحي له اصطلاحات عديدة قد بهذا اللحظ العرش ملك ولكن ليس كالملائكة فاذن جانب القوة العملية والقلب وجانب قوة الفكر كالرغبة والرهبة والرضا والمودة هذا افعال القلب بخلاف الوجود والعدم الذي هو فكري
وكما مر بنا مرارا الجهود العلمية في الحوزات العلمية لم تبذل كثيرا في مساحة القلب حتى الجهود التي بذلت في العقل النظري الفكري ليس كثيرا فضلا عن معارف القلب ، ونفس الغوص له درجات وتعبير الشيخ الاعظم كرارا مرارا يعبر عن صاحب البحار بانه غواص البحار يعني عنده نظام الفهم والاجتهاد العقلي ومعاني ونظام الرواية فهي ليست قشرية وحشوية وسطحية والشيخ الانصاري هو رئيس الاصوليين والمدرسة الاصولية مع ذلك يصف صاحب البحار غواص المعاني والمعارف
اذن وظائف القلب لغتها الوظائف الايمانية فالايمان ليس كما يوهمه تعريف المتكلمين انه وظائف العقل النظري الفكري فقط ، كلا الايمان والمعرفة وظائف القلب واخطر من وظائف العقل الفكري النظري ففريضة الايمان اين? وفريضة الصلاة اين ؟ مع مع انه مر بنا ان الصلاة اصبحت عمود الدين لان الصلاة برمتها اقوالا او افعالا كلها عقائد بامتياز ، انت أئتني بمقالة واجبة في الصلاة ليس مقولة اعتقادية ، لا يوجد ، حي على الصلاة التي يقال في الاذان والاقامة يعني حي على المقالات الاعتقادية عبارة عن نشيد اعتقادي ليس الا اعتقادات كما ان التشهد ليس شيء وراء المعتقد اليه يصعد الكلم الطيب اي المعتقد
فالتشهد يعني معتقد ، فالصلاة لا يمكن ان نحصرها في الفروع لان الصلاة كلها معتقد وكلها مقالات اعتقادية الافعال في الصلاة ايضا طقوس اعتقادية فركوعك لله وكذا السجود والقيام فالافعال الصلاة كلها اعتقاد فالصلاة كلها معتقد والصلاة كأنما هي برزخ وقنطرة بين الاعتقادات والفروع وليست هي الفروع اصلا كلها معتقدات
قال الراوي للامام ما تأويل التورك ؟ يعني حتى التورك اي الهيئة المستحبة في الصلاة لها تأويل قال الامام يعني اجعل الحق فوق الباطل وكذا رفع اليدين بمعنى الابتعاء والتضرع لله يعني حركات الصلاة البدنية كلها طقوس معتقدية
فحينئذ فريضة الايمان اعظم الفرائض في الدين هذه الفريضة الايمان التي اعظم الفرائض في الدين ليس كما اختصر المتكلمون او المفسرون انها العقل النظري الفكري فقط الفكر بلا شك لا بد منها ولكن الوظائف عمدتها وظائف القلب رضي عنهم ورضوا عنه
من الكبائر ان يسخط العبد على الله وايضا سوء الظن بالله من الكبائر وكذا ان ينفر القلب والروح من الله ومن الكبائر ان يكره العبد ربه وان يمقته ويمقت فعله ويمقت القضاء والقدر كفعل من الله ومن الكبائر ان يرجو الانسان غير الله وكذلك من الشرك الخفي ان تخشى غير الله ولكنها هي ليست بالمعنى المعتاد ليس بالمعنى الفقهي يعني غير الله بالمعنى القرآني لا اللغوي يعني ما لا يؤدي بك الى الله والا الخوف من ولي الله هو خوف من الله والرغبة الى ولي الله رغبة الى الله ، المصطفين الذين اصطفاهم الله ورجاء الله الاستغاثة باصفياء الله المصطفين استغاثة بالله كما ان استقبال الكعبة والتوجه الى الكعبة توجه الى الله
كما يقول السمهودي من علماء العامة وهو من السادة الاشراف في وفاء الوفاء في تاريخ دار المصطفى انه من بديهيات الدين عند الصحابة والتابعين او من ضروريات الدين ان قبر الرسول اعظم من الكعبة واشرف منها واقدس منها اما الوهابية لا يقبلون هذا بحث اخر استثناء منقطع فاذا كان استقبال الكعبة استقبال الله فكيف التوجه اليها? ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما والشفاعة هي احد غايات الصلاة والعبادة والزكاة والصيام قربة الى الله
لاحظ الامام الصادق ماذا يقول? لا تنال شفاعتنا مستخفا بالصلاة يعني الصلاة هدفها ان تنال شفاعة اهل البيت فاذن هي القربى الى الله ونيل الشفاعة
من ظن ان بعمله سوف يدخل الجنة هذا لا ينجو ولا يدخل الجنة لان عملنا فقط يؤهلنا للتقرب لله ولكن يؤهلنا الا ان يشفع لنا النبي في النجاة من النار ودخول الجنة والا بدون امضاء النبي لا ننجوا من النار وبمجرد ايماننا واعمالنا لن يكتب لنا دخول الجنة بايات عديدة في القرآن
فغاية العبادة هي التقرب الى الله وايضا التأهل يعني يشفع لنا النبي وبدون شفاعته لا نستطيع ان نتقرب فالتوسل فعلنا نحن الفقراء الى الله والى الرسول
جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول حينئذ يمضيه الله وهذا النظام التكويني الازلي الابدي من الله مثلا تعبير الالوسي ونعم ما قال بانه هذا بيان لكل العبادات ليس خاص بالتوبة يعني كل عبادة هي اوبة الى الله ولكنه لا يحصل الا بشفاعة الرسول ويتخذ ما ينفق قربات عند الله وصلوات الرسول انها صلوات الرسول قربى لهم
هناك اية عظيمة في سورة البقرة خذ من اموالهم صدقة تطهرهم فالتطهير بك يا رسول الله وصل عليهم يعني اشفع فما يقبل اعمالهم الا بشفاعته
عندنا الانبياء اجمع اذا لم يشفع لهم رسول الله لا يدخلون الجنة قال امير المؤمنين يا رسول الله لم يصبنا خير قط الا بك فنحن ماذا نقول? اذا الباقر ع يقول له ذلك التقي الصالح الذي يغتر بصلاح نفسه وبر نفسه ولا ينشد الشفاعة قال له الباقر اغرك برك وصلاحك ؟ والله ان في القيامة لاهوال حتى الانبياء لا ينجي منها الا شفاعة سيد الانبياء
في تعبير في احد زيارة امير المؤمنين ان امير المؤمنين هو الذي ينجي من النار محبيه ومواليه وهم لا ينجون الا بشفاعته
فاذن خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وصل عليهم ان صلاتك سكن لهم هذا الجزاء الاخروي سكن وسكينة وملكوت عظيم صلاتك وشفاعتك بها الجزاء ملكوت الاخروي
فهذه المعرفة الايمانية جلها في جانب القلب نعم قسم منها جانب المعرفة ضروري يجب ان لا نعرفه كتعريف المتكلمين فقط انه جانب القوة الفكرية بل هو ايضا جانب القوة القلبية وهذا شيء مهم وبصراحة قلة من علمائنا من كتب في هذا المضمار نعم جابر ابن يزيد الجعفي او مفضل ابن عمر او السيد علي خان او ابن ميثم البحراني هؤلاء النماذج والمجلسي الاب والابن لكن غالبهم يتجهون لوظائف العقل الفكري النظري وهذا ضروري مهم لا ننكره هناك كله في ساحل البحر الوحي بلا شك هذا الجانب وهو ظائف المعرفة القلبية ايظا مهم يعني يمكن ان الانسان الزنديق يقيم برهان فلسفي على التوحيد لكنه زنديق يعني قلبه لم يسلم وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم وليس افكارهم لكن القلب يسلم تسليما ولا يجد حرجا في انفسهم مما قضيت ويسلموا تسليما ولكن الوحي يركز على شرح الصدر افمن شرح صدره كمن جعل صدره حرجا ضيقا فانقباضك مع الله هذا ليس ايمان في القيامة انت في النار