الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث العقائد

45/04/12

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الموضوع: نظام وظائف القلب أو العقل الفكري

 

كنا بمناسبة حديث الامام الرضا في الكافي استعرضنا شرح زيارة امين الله باعتبار ان هذه الزيارة الشريفة تشتمل على دورة من المعارف ومر بنا شرح فقرة من هذه الزيارة وهي الزيارة متنها ثلاثة اسطر يعني اقل من الثلث لكن بقية الزيارة كلها عبارة عن توصيات للنظام الروحي والقلبي للانسان الزائر فالزيارة وزيارة المعصومين عبارة عن دورة في تربية النفس وفي تزكية وهذه عجيبة من خاصيات القلب ان المعارف بلغة القلب منوالها يختلف عن المعارف بلغة العقل حيث المعارف بلغة العقل امور فكرية لكن المعارف بلغة القلب تربية قلبية وتزكية قلبية ينعجن فيها العلم والعمل وهذه من خواص الوظائف القلبية او الايمان بلحاظ القلب

هاي الوظائف الايمان وانها ليست فقط للايمان وانما عمل كله ولو عمل قلبي وهذه نفسها نكتة جدا جدا مهمة يمتاز بها ايمان القلب عن ايمان العقل ان في ايمان القلب ينعجن العمل والعلم معا بخلاف ايمان العقل النظري هو فكر وتنظير وهي نكتة جدا مهمة من ثم سمي العقل النظري نظري وسمي القلب عقل عملي في حين هو عقل وعلم وادراك هو ايضا عين العمل ولا ينفصل العمل فيه عن العلم وهذه من ابرز واعظم خواص الفارقة بين القلب والعقل الفكري وهو ايضا يسمى عقل عملي

العقل كما في بيان موسى بن جعفر ما عبد به الرحمن واكتسب به الجنان هذا التعريف يبين الايمان في جنود العقل والجهل ويشير الامام الى العقل العملي لا مجرد العقل النظري لا سيما اذا صار العقل النظري فكري غير مسخر للشارع يكون شيطنة حينئذ نكراء واختراع نووي لقتل الابرياء في اختراع عظيم يوظف للشر نظام مالي اقتصادي لاجل نهب ثروات شعوب العالم

في البنك دولي نظام معقد اقتصادي مالي ما من احد يتحرك في المال في الساحات المالية الا لديه رقيب عتيد لكنهم موظفون للشر ولنهب ثروات الشعوب انت دولة نفطية ولكن لا يحق لك ان تكوني بالغة راشدة اموالك ككل عند الاب الاكبر وهو يقطر عليك قطرات في المال يعني تبيعين النفط لكن مال النفط لا يكون في جيبك وانما في جيب فلان وهذا استعمار عجيب ولو كانت الدولة عظمى اموالك يجب ان يكون تحت رقابة الاب الاكبر فالنظام معقد ودقيق له دراسات تخصصات من ثم مصلحة الشعوب والانظمة والنخب الاخرى يعتبروها قصر لن تبلغ الرشد وانما الراشد فقط هو هذا الطرف والبقية كل النخب بكل الشعوب هي القصر الغير الراشدة

وكثير من النخب ما سمع بهذا المطلب اطباء ومهندسين اداريين لا يعلمون الحقيقة البسيطة الظاهرة كلنا ربما نغفل عنها ولكن هي واقع اموال الدول كلها ليست عندها وانما عند الاب الاكبر هو الذي يأخذ الاموال وانما يقطر عليها شيء يسير فثروات الشعوب كله عند البنك الدولي هذا معناه هناك دول تسمى نفسها دول عظمى الى الان لم تهتد الى طريق التخلص والتحرر المالي وتتحرر من هذا الاب الكبير فالقضية ليست سهلة علميا وانما علم معقد جدا والكثير لا يدري به فهي لا تدري بي ولو ما دري انه لم يدري به فعقلية ليست سهلة عقلية تدير نظم المال في العالم كله فهو نظام اخطبوطي لتوظيف الشر ولنهب الثورات العالم كله لذلك ديون هذا الابل الكبير تسدد من ثروات الاخرين هذه عبودية لم يشهدها العالم مثل هذه العبودية ان كل الارض ثرواته بيد طرف واحد هذه العبودية لم يشهدها العالم قط كل شعوب العالم ونظم العالم مجبورة تصير تحته

وهذا ليس فقط في النظام المالي حتى في النظام السفر فمثلا كورونا الاب الكبير يقيد كل النظم هذا ليس اتي من عنجهية فقط وانما من علم فهذه الاداريات المعقدة كيف كادارة السفر وادارة النقل ادارة المال ادارة الهويات ادارة الصحة العالمية بحيث يوقف لك الارض كم سنة هذا الامر بيدهم هذا علم سيادي هذا استراتيجي وليس ضروري ان نخوض بهذا البحث ولكنه هذا علم معقد عظيم والبقية لا يدرون به وذكرت لكم دول من العالم الاول بجامعاتهم بنخبهم الى الان لم يدروا كيف يتحرروا من هذا الفرعون العصري هذه فرعونية لم يشهدها تاريخ البشر قط وكل الارض ماليا هكذا هذه النظم لكن حتى العالم الاول اذا قرر النظام الصحي معين نظام سفر معين نظام تجارة معين اصلا ما يمكن ان يتخطوها هذا علم ليس جهل يقول الامام تلك النكراء بالتالي هو حتى الشر علم ليس جهل

بينما القلب لا انما هو عضو ضعف القلب طبيعتها ليس مثل العقل النظري يتلازم الاداء من الامام من جهة المعرفية مع العمل فاذا الايمان وهذه نقطة جدا مهمة خاصية اخرى مرت بنا في الايام السابقة ان المعرفة القلبية لا يكتفى فيها بالعلم الحصولي لابد فيها من الاستشعار القلبي هذه مرت بنا خلال اسابيع لان القلب ادراك بالوجدان وبالضمير

ابو بصير ياتي الى الامام الصادق يقول له يا ابن رسول الله المؤمنون يرون الله يوم القيامة قال يا ابو بصير او لا تراه الان? تعجب فالامام حرك فعل القلب ببصيرة ولا العقل الفكري مع ان العقل الفكري ايضا رؤية مرآتي من بعيد تختلف عن الحس لذلك علماء الامامية تبعا لائمة ال البيت يثبتون الرؤية العقلية في الايمان بالتوحيد ولكن ينفون الرؤية الحسية او الخيالي او الوهمية وهذا له تفسير ذكرناه مرارا ولكن هناك ايضا رؤية قلبية وليست جسمانية لله وينفون الرؤية الحسية الجسماني او الرؤية الخيالية او الوهمية ومعروف هذا من معالم مدرسة اهل البيت والفلاسفة تتفق مع هذا المسلك وعلماء الامامية وبعض الصوفية ايضا اذعنوا بهذا المطلوب انه في الرؤية الحسية سواء في عالم الدنيا او عالم الاخرة والبرزخ ليس هناك رؤية حسية لله الالات الالهية الحسية نعم سنريهم اياتنا في الافاق فالايات الالهية يمكن ان تكون حسية اما الباري فلا

وان كان الصحيح ان علماء الامامية طبعا تبعا لاهل الببيت انما يثبتون الرؤية العقلية والقلبية الاياتية بقيد الايات وطرحناه في السنين السابقة فقال الامام لابي بصير تراه او لا تراه بقلبك فنبهوه على بعض المنبهات القلبية قال بلى يا ابن رسول الله يعني ارى ايات قلبية نظير ايات افتمارونه على ما يرى? ولقد رأى من ايات ربه الكبرى ما كذب الفؤاد ما رأى ، كلمة الكذب والصدق في الوحي له معاني عديدة كالكتب السماوية يصدق بعضها بعضا

وذكرنا هذا المعنى في كتاب رواة المعارف بين الغلو والتقصير ما كذب الفؤاد يعني ما اشتبه في ادراكه ان يعطي معلومة غلط الانسان افاتمارونه على ما يرى ولقد راى من ايات ربه الكبرى

فمن الوظائف القلبية في القلب اذن معرفة القلب ليست فكرية جافة بل معرفة استشعار وجدان

وثانيا معرفة القلب ونظام المعرفة والايمان القلبي فيه عمل لا ينفك العلم عن العمل بخلاف العقل النظري او المعرفة الفكرية قد تنفك المعرفة عن العلم وان كان العقل النظري له دور عظيم جدا وضروري من الضروريات الكبرى وهو اكبر وزير على الاطلاق كما قال الامام الصادق والكاظم هو اكبر عون على الاطلاق لكن يبقى القلب وهو العقل العملي وجدان ضمير وفطرة له طبقات ويبقى القلب هو سيد الموقف وهو المخدوم قد يكون اعوذ بالله الهوا يغلبه نفس العمر يغلبه ولكن المفروض هو يكون سيد الموقف

فاذن ثلاث خواص للايمان بالقلب تختلف عن الايمان بالعقل

الخاصية الاولى

ان المعرفة العقلية بالعقل الفكري علم حصولي بينما هذا استشعار حضوري

الخاصية الثانية

انه هنا الايمان ينفصل عن العمل في الفكر بينما هنا لا ينفصل ، هذه ناموس مهم في الفرق بين المعرفة بالعقل الفكري وبين المعرفة بالايمان

فلاحظ لم يكتف الباري وعلماء الكلام كثيرا ما ركزوا على وظائف العقل النظري الفكري واقتضبوا الحديث واختزلوا بشكل مخل الحديث عن وظائف الايمان القلبية والحال ان في الوحي تركيز كبير جدا على وظائف الايمان القلبية

لاحظ مثلا كلمة الاخلاص هي من انشطة القلب التوحيدية وان كان للاخلاص نشاط في العقل النظري والعقل الفكري لكن الاخلاص من انشطة القلب الايمانية وهلم جرا والتوكل

انما وليكم من وظائف القلب كثير من وظائف الايمان يبينها القرآن الكريم و سنة المعصومين يبينها بلحاظ افعال القلب فلا وربك لا يؤمنون بمجرد الفكر حتى يحكموك هذي تداعيات فعل القلب يعني الولاية السياسية التولي السياسي لرسول الله دخيل في الايمان

انا اقبل رسول الله ولكن لا اقبل حكومة رسول الله اي ايمان هذا? اقبل رسول الله من عندنا لكن لا اقبل الحاكمية لرسول الله كيف يمكن؟ او ما اقبل السلطة القضائية لرسول الله فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما

الحرج من حالات القلب والروح افمن شرح الله صدره للايمان للاسلام فهو على نور من ربه كمن كان صدره ضيقا حرجا يكاد يتصعد في السماء شرح الاسلام الواقعي بلحاظ القلب هذه ثالث سورة تبين ان الاسلام الظاهري ظاهري لا الواقعي شيء اخر في سورة المنافقين وسورة الانعام وسورة اخرى فهناك اربع صور تبين بين الاسلام الحقيقي الواقع والاسلام الظاهري في المنافقين والانعام وسورة اخرى فبدون الوظائف القلبية بدون هذه الوظائف القلبية لا تكفي المعرفة النظرية الفكرية