الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث العقائد

45/04/07

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: ولاية فاطمة وهوية الدين

الدرس العقائد

عظم الله اجورنا واجوركم باستشهاد البضعة الطاهرة البتول فاطمة سلام الله عليها

ولا بأس ان نتعرض الى مقام من مقاماتها على منوال سلسلة الحديث عن مقاماتها في الكتاب والسنة فهنا كلام لجملة من اساطين زعماء المذهب المتقدمون حول فاطمة استنادا الى طوائف من الايات والروايات الواردة حول فاطمة

هؤلاء الاعلام استخلصوا نتيجة في ولايتها وحجيتها وهذه النتيجة هي ان ولاية فاطمة وحجيتها من قوام الايمان كما هو الحال في ولاية امير المؤمنين ع فهي من قوام الايمان وابرز شعائر الايمان

قبل ان ننقل كلمات هؤلاء الزعماء الامامية في ذلك نقدم جملة من المقدمات كي يتبين ما هي الخلاصة التي انتهوا اليها? لا سيما هؤلاء هم زعماء المذهب في القرن الرابع والخامس الى العاشر وجوهرة من علماء زعماء المذهب ومر مرارا عندما يطلق زعماء المذهب يعني ما فوق المرجعية العليا انه يتزعم مسار الامامية لاجيال وقرون يتزعمها علميا فمن ثم يسمى الزعيم فالزعامة العلمية فوق المرجعية العليا

هناك فتوى تقريبا تسالم عليها الفقهاء وربما فقهاء الفريقين وهي مستمدة من سيرة سيد الانبياء وسيد الاوصياء ان اذان الاعلام واجب كفائي لا انه مستحب ففي هوية اي مدينة من مدن دار الاسلام الاذان واجب كفائي ولذلك مر بنا في بحوث كلمات الاعلام عندما يقولون الشيء مستحب لا تظنن انه مستحب بقول مطلق قد المراد من المستحب البعد الفردي او البعد المجموعي هو واجب كفائي وذكر ذلك الشيخ الانصاري وكل محشي المكاسب الكبار ومنهم السيد الخوئي في المكاسب المحرمة في بحث تولي ولاية الجائر قالوا لما يقولون جائز ليس المقصود بجائز يعني ليس جائز فقط يعني جائز في بعده الفردي والا واجب كفائي لدفع الضرر عن المؤمنين فعندما يعبرون يجوز تولي الولاية في نظام الجائر وفي النظام الوضعي مقصودهم الجواز هنا ليس الجواز وانما هو الوجوب الكفائي وصرح بذلك الشيخ الانصاري

اذن اذان الاعلام بدخول الوقت في الصلاة في الفرائض الخمس واجب كفائي باي درجة واجب كفائي ؟ بدرجة انه اذا اصر اهل مدينة كلهم على تركه فح يباح قتالهم ردعا لهم عن ترك هذا الواجب الكفائي والشيخ البهائي ذكر ذلك وكثير من الاعلام والسيد الخوئي اقره على ذلك فاذان الاعلام له موضوعية فهم مقيمين على كبيرة تزلزل بيضة الدين

كالبغات عندما يقاتلون فهم لا يحكمون عليهم بالردة لكنهم يقاتلون فالوجوب الكفائي بهذه الدرجة ان اذان الاعلام وجوب كفايي مرتبط بهوية الدين

وقد ورد في زيارات اهل البيت : اشهد انك بلغت رسالات الله وجاهدت ... او ان امير المؤمنين في زيارة سيد الانبياء نشهد له باداء وظائف النبوة قبل ان نشهد له باداء اقامة الصلاة وايتاء الزكاة فوظائف النبوة اعظم وكذلك في زيارة امير المؤمنين : السلام عليك يا امين الله في ارضه اشهد انك جاهدت في الله حق جهاده وعملت بكتابه فوظائف الامامة اعظم من الوظائف الاخرى من اقامة الصلاة وايتاء الزكاة هذه بالنسبة لوظائف النبوة والرسالة لرسول الله ولامير المؤمنين انه كما قال المحققون اقمت الصلاة في الائمة بالنسبة لسيد الشهداء فعندما قال اقمت الصلاة غير ما اديت الصلاة اقمت الصلاة هذا الجانب الذي يرتبط بهوية الدين مثل اذان الاعلام هو وليس من اجزاء الصلاة اذان الاعلام لا صلاة الجماعة ولا الفرادى ولكنه هوية الدين اذن هناك هويات للدين يجب ان تقام لانه قوام الدين بها يعني شعيرة الصلاة يعني الصلاة كشعيرة لا الصلاة الواجبة الفردية هي مرتبطة باركان الدين وليست من فروع الدين ومرتبطة بهوية الدين ومجتمعية وهي صبغة ، صبغة الله ...

احد ادلة الشعائر هي صبغة الله هاي الايات التي في صبغة لا هي مرتبطة بالشعائر فالشعائر لا ربط لها بالفروع بما هي فروع الشعائر اذا اردنا ان نقرأه كقاعدة فقهية نقرأها كلامية الشعائر وظيفة واجبة وليست مرهونة بالفروع هي في نفسها شعار للدين وقوام له لان الدين لابد له من معالم ،

فعمارة المسجد الحرام هذه هوية الدين فنفس وجود الكعبة جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس بمعنى قواما لدينه ودنياهم قاله ائمة اهل البيت ومن تبعهم المفسرون قواما للدين ودنيا الناس نفس هذا الامر بغض النظر عن الفروع نفس وجود بيضة الدين بالكعبة في الشعائر معلم ديني به قوام بيضة الدين وبيضة الايمان وبيضة الاسلام على صعيد الاسلام الظاهري او الواقعي

فالشعائر وجوبها ليس منبعث من وجوب ابواب فقهية في اركان الفروع وانما هي بنفسها الشعائر لها موضوعية ذاتية وقد ذكرنا في بعض البحوث ان هذه العبارة في القرآن الكريم تدل على هذه الفتوى ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب هذه العبارة لم يورده القرآن حول الصلاة ، نعم الصلاة تنهى عن الفحشاء ، فتقوى القلوب هي فوق تقوى الارواح وفوق تقوى الابدان تقوى القلوب يعني مرتبطة صميميا بالايمان فاذن هذا العموم والتعميم ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب لان الدين وهوية الدين وقوام الدين وبقاء خيمة الدين بهذا الامر وقد وردت في الروايات والنصوص لا زال الدين قائما ما قام الكعبة وقام القرآن واهل البيت

فاذن هذه المراقد الشريفة كلها معالم الدين بغض النظر عن الصلاة والصيام والزكاة وحتى بغض النظر عن الحج نفسه

فالملاحظة جديرة بان الشعائر الدينية لها موضوعية ذاتية هي خيمة الدين وتخلق التربية الدينية وهي خيمة وبيئة يترعرع فيها اشجار الدين وبذور الدين والشعائر هيئة مجتمعية وروحية معنوية في جوانب متعددة اذن الشعائر بحث مهم

لذلك السيد الخوئي عنده فتوى عندما سئل انه قد بعض المنافيات الشرعية في الشعائر الحسينية واجاب السيد هناك وقال اياكم والمسيس وزلزلة الشعائر الحسينية هي من اركان الدين هذه هي عبارة السيد الخوئي واستدل على ان الشيعة هي يجب ان تبعد هذه المنافيات من الشعائر الحسينية لا ان تصدم الشعائر الحسينية لانها هذه المنافيات اليسيرة تقع بشكل ناعم هادئ لين تبعدها عن الشعائر لا انك تصدم الشعائر الحسينية بذريعة ابعاد المنافيات وهذه الفتوى عين ما افتى بها السيد ابو الحسن الاصفهاني ووقفت على فتواه ايضا باللغة الفارسية وافتى به اليزدي وافتى بها الميرزا القمي باللغة الفارسية في جامع الشتات وكذلك السيد اليزدي صاحب العروة نبهوا على هذه النقطة

طبعا الميرزة النائيني في فتواه باللغة العربية فتوى بمنشور منظومي لقواعد الشعائر الحسينية اكد على هذا المعنى هذه كلها مقدمات لعرض ما يتصل بمقام فاطمة عليها السلام فالشعائر اذن عند الاعلام لها موضوعية ذاتية انه لماذا عظم الله الشعائر على الصلاة? وهذا ليس بمعنى ان نستهين باقامة الصلاة حاشا لله وانما نقول في زيارة المعصومين اشهد انك اديت الصلاة او اقمت الصلاة ؟ اقمت الصلاة يعني الشعيرة والمعلم الذي ينسبق بالمجتمع بوجود الصلاة فمجموع الصلوات الفردية في المجتمع كنسيج وصبغة يقال اقامة الصلاة في المجتمع

من ثم اذن الشعيرة عبارة عن مجموع معجونة لاركان الفروع من ثم الشعيرة ليس اركان الفروع وانما الدين قائم به ولذلك هذا غير بحث اركان الفروع وانما اصل هوية معلم المذهب

في بعض الشعائر وبحث العتبات هذه البحوث مهمة تختلف عن اركان الفروع نعم هذا ما موجود في الصلاة فلو تصافق اهل مدينة على ترك الصلاة مثلا او فريضة من الفرائض لم يقتلوا وانما من باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر يردعون اما عبروا في اذان الاعلام لانه مرتبط بالشعيرة وبالمعلم وبيضة الدين فهي اعظم من ركن من اركان الفروع ومجموع اركان الفروع

من ثم قال السيد محسن الحكيم رحمة الله عليه في المستمسك ان الشهادة الثالثة في الاذان وان لم تكن عند السيد عليها دليل خاص الا انها مشروعة واصبحت اليوم من شعائر المذهب وهي من قوام الايمان ومن ثم قال يحتمل وجوبها من باب الشعيرية فمن ثم يعني الذي ما يلتفت الى قضايا الصناعية الفقهية يقول من جهة انت يا سيد محسن الحكيم ومشهور علماء المتأخرين تعترفون انها ليس عليها دليل خاص ومن جهة تحتمل وجوبها كشعيرة طبعا ليس وجوبها من باب فريضة الصلاة الفردية قال وجوبها جهة شعيرة وبها هوية الدين واعظم وجوبا من وجوب الفريضة والسيد الخوئي وافقه وامضى كلام السيد الحكيم في شرح العروة وقال نعم هي قوام الايمان ومن ابرز شعائر الايمان وكذلك الشيخ جعفر كاشف الغطاء وغيره من الفقهاء الاعلام عبروا كذلك ان اذان الاعلام طبيعته معلم وهوية لظاهر الاسلام وهوية للايمان

ومن المعلوم عند الاخوة ان فصل حي على خير العمل هذا الفصل تمسكت فرق الشيعة الزيدية والاسماعيلية فضلا عن الامامية ان هذا الفصل جزء من الاذان والاقامة ولا يرفع اليد عنه ، والان في اليمن يؤذن به وكذا في مناطق كثيرة من ربوع الاسلام فضلا عن العراق واليمن ولبنان وغيره والخليج فوقع الكلام عند الاعلام فقهيا ان حي على خير العمل هي من الفصول الدالة على الايمان او هوية الاسلام الظاهري والذي تمسك بها هو خصوص من قال بامامة علي ابن ابي طالب حيث الزيدية قائلين بامامة علي بن ابي طالب والحسن والحسين فضلا عن الاسماعيلية والفطحية والناموسية والكيسانية وكثير من فرق الشيعة حتى الصوفية اغلب فرق الصوفية كما ذكرنا مرارا هم ليسوا من عقيدة اهل السنة والجماعة لانهم يقولون بامامة اهل البيت الملكوتية الوحيانية نعم في الفروع ممن يتبعون المذاهب الاخرى اما في العقائد كلا فهم يقولون بان ائمة اهل بيت ائمة الملكوت وهم ائمة الاخرة واركان وحكام يوم الحساب ويعتقدون بهذه المقامات لاهل البيت وان الحجة ابن الحسن ولد في سامراء حيا يرزق الى ان يظهر وهذه كلها يعتقد بها الفرق الصوفية سبعين كذا فرقة ،

فحي على خير العمل هل هو من هوية الاسلام الظاهري او الايمان ؟

الشيخ جعفر كاشف الغطاء يقول الظاهر ان حي على خير العمل هو من هوية الاسلام الظاهري لامن هوية الاسلام الواقعي ولكن كثير من علماء الامامية استظهروا على ان فصل حي على خير العمل من فصول الايمان وهذه نكتة مهمة وهذا ليس بحث فقهي فقط وانما هو بحث فقهي يرتبط بالهوية الدينية وبالمعلم الديني

فاذن هذه المقدمة ثقيلة قاعدية اذا اتضحت نأتي الى ما قاله جمهور الامامية من المتقدمين والمتأخرين طبعا تعلمون بان هناك كلام بين علماء الامامية انه هذه الشهادة الثالثة هي الولاية ضمن الاذان ام لا? طبعا كل العلماء مطبقين على جوازه في الاذان بل ان شاء الله في الجزء الرابع انا في صدد تدوين الشهادة ثالثة وقفت على مجموعة كبيرة من علماء الامامية من المتقدمين قائلون كسيد المرتضى بوجوب الشهادة الثالثة

ذكر بحر العلوم والشيخ النراقي في موضع من مواضع كتاب المستند وكصاحب الجواهر في موضع موضعين اما الاستحباب فلدي جمهور كثيرا من الفقهاء المقصود الباحثين وعلى قدم وساق ان شهادة الثالثة لامير المؤمنين ان الاذان هويته هل انه دعوة لظاهر الاسلام او الاذان دعوة لواقع الايمان لان الاذان دعوة لانه موجود فيها كلمة حي حي يعني دعوة وخاصة حي على الصلاة حي على الفلاح هل الاذان دعوة للشهادتين او الاذان دعوة للولاية ايضا زيادة على ذلك

الصدوق هكذا هو المعروف عنه في كتاب من لا يحضره الفقيه انه يطعن في الروايات الواردة ان الشهادة الثالثة جزء من الاذان وهناك شواهد كثيرة في نفس كتاب من لا يحضره الفقيه على ان هذا التعبير من الصدوق تقية جزما حيث نفس كتاب لا يحضره الفقيه طبعا حسب تتبعي اول من اثار هذا البحث هو المجلسي الاول والمعروف من تأتى من بعده من الزرافات العلماء حملوا كلام الصدوق على انه جدي مع انه ليس كلامه جدي وانما هو يتقي فهناك قرائن قطعية على ان ما قاله في هذه الموضع تقية لان الصدوق كتب كتابه هذا في اخر حياته في ظل حكم حاكم من ابناء العامة في سمرقند وكانت هناك فتنة بين الطرفين سالت فيها الدماء على الشهادة الثالثة في الاذان فالصدوق محرج في ذلك الموقف لا سيما وان الدولة البويهية هي التي رفعت الاذان بالشهادة الثالثة يعني ينادون بها وكذا الدولة الحمدانية والدولة الفاطمية ثلاث دول اثنا عشرية ودولة الاسماعيلية متزامنة في بداية الكبرى فمفتي الدولة البويهية كان هو الصدوق و ذكر ذلك كثير من الكبار منهم الافندي والسيد محسن الامين ان الصدوق هو الذي حث وزج الدولة البويهية في النداء بالشهادة الثالثة كيف وهم تحت امرة فتواه? وهذا شاهد قطعي فهو انما كتب من لا يحضره الفقيه وطعن في الشهادات في اذان الاعلان لانه كان تحت حكم سلطة حاكم سني في سمرقند وبامره كتب الفقيه ودارت عليه الفتن في المدن واصروا على رفع النداء بالشهادة الثالثة بالاعلان وصارت هناك فتن بين الطرفين فكيف الصدوق امام حاكم المسلمين يجهر بهذا الشيء لكنه اتقى كما ان المجلسي الاول ذكر وهو الصحيح وعليه شواهد قطعية في نفس الفقيه ان الصدوق يورد صحيحتين يذكر اسماء الائمة كمعتقد في مقولة عقائدية داخل الصلاة في نفس الفقيه? بفاصل صفحات فكيف الصدوق الذي انكر الشهادة الثالثة في الاذان يجزم بروايتين صحيحتين انهما من اذكار الصلاة فواضح فيه تقية واضحه

الصدوق نفسه يقول الاذان قد حذف منه فصول في نفس الفقيه كان اسم النبي يكرر بالاذان والصدوق نفسه روى هذا الشيء والصدوق في موارد عديدة في نفس ما يحضر ذكر ما يدل على ذلك

الصدوق في كتاب التوحيد وهو من اعظم كتب الصدوق وكتاب علل الشرائع ايضا ومعاني الاخبار في هذه الثلاثة كتب اربع روايات اثنتان مسندة ومرسلتان الذي رواه الصدوق وتبناه وصرح بمضمون هذه الروايات الاربعة صرح الصدوق قال بان هناك من اصول الاذان يدعو الى هنا فاطمة سلام الله عليها وان الائمة من ولدها ولايتهم متولد من ولاية فاطمة فكيف اذن ينكر الشهادة الثالثة في الاذان هذا واضح انه الصدوق في مقام التقية عن حاكم ابناء العامة في سمرقند فتشنجت الاوضاع فكان يتقي من هذا وكما يقول المجلسي الاول انه يتعجب انه كيف الكثير من الاعلام لم يلتفت انه تقية

فاذن بهذه المقدمات ظهر ان عند علماء المسلمين فضلا عن الامامية ان الاذان هوية الدين والاذان معجون عنها صبغة كل اركان الفروع اذن هذا الصدوق الذي هذا مقامه ملتفت الى هذا المطلب فذكروا العلماء ان دور الاذان دور هوية الدين ومعلم ومنزلة الدخول في الدين وبوابة الدين الاذان بغض النظر عن الصلاة الفردية او صلاة الجماعة لذلك يعبرون عن الاذان الاعلام غير اذان الصلاة جماعة او فرادى اذان الاعلام بهوية الدين يقاتل عليه لو ترك

الصدوق يتبنى في الاعلان ان هويته دعوة للايمان وليس فقط دعوة للاسلام الظاهري وليس فقط دعوة للشهادتين بل ولا للشهادة ثالثة اقتصارا على ولاية امير المؤمنين بل دعوة لولاية فاطمة وان ولاية فاطمة ينشعب او يتولد منها ولاية اولادها الاحد عشر معناتها يعني هي مهيمنة الهيمنة على ولد فاطمة وهذا مطلبين يتبناهما الصدوق وجدا مهمة فالصلاة ليس من اعمال فروع البدن وانما الصلاة برمتها وبقضها وقضيضها من اولها لاخرها كلها مقولات عقائدية فليست الصلاة اقوالها واجبة وهي كلها اقوال عقائدية و اقوال فرعية ابدا وانما عمود الدين ايضا افعال الصلاة والركوع والسجود كلها طقوس دينية عقائدية وليست طقوس بدنية فرعية فالصلاة واجباتها الاقوالية وواجباتها الافعالية عقيدة وليست فيها فروح كلها عقائد وهذه عظمة الصلاة من هذه الجهة لانه مرتبطة بالفروع فضلا ان وجوبها من اصول الدين والصلاة عقيدة كما مر بنا مرارا وليس من الفروع الظنية

ففي هذه الرواية الشريفة التي رواها الصدوق مسنده هذه رواية خامسة لم يذكر حي على خير العمل وتفسيره مع انه ذكر المجلسي الاول تفسير اركان الاذان فماذا قال الصدوق? قال الصدوق ترك الراوي تفسير حي على خير العمل للتقية في كتاب التوحيد يعني ينبئ الصدوق ان روايات الاذان اشتمل على بعض الفصول تركها لاجل التقية فكيف يقال ان الصدوق يطعن بالشهادة الثالثة وهي موجود في الابواب الثلاثة? ولم يكتف بذلك الصدوق وانما قال ترك الراوي لتفسير حي على خير العمل للتقية

ولاجل انه روي مسندا الى الامام الكاظم فهي معتمدة لديه

وهناك روايتان مرسلتان الى الامام الصادق ان حي على خير العمل فاطمة وولدها

طبعا العبارة ما ذكرها الصدوق وانما ذكرتها انا وانما ولد فاطمة ذكرها الصدوق تبعا لمتن الرواية قال بر فاطمة

قال وانما حذفها الراوي لانه دعوى الى نداء ودعوة وحث الى بر فاطمة و ولدها ، فالبر هنا ما معناها ان الانسان اذا اطاع الله قد بر عهده لان بيننا وبين الله عهد حيث لما اتشهد بالشهادة الاولى والشهادتين فالتشهد دعوة والتزام و البر هوالوفاء بهذه العقيدة والالتزام والولاية بر بالعهد العقدي الاعتقادي بيننا وبين الله وبيننا وبين نبي الله وبين الائمة ميثاق

في زيارة الحسين : ميثاقي تعاهدته فاشهد لي بالموافاة

فالولاية في الحقيقة بر و وفاء بالعهد الذي اخذ علينا عقائديا العباس بن عبدالمطلب يصف علي بن ابي طالب في حنين يقولون بر بن بر حيث المسلمين كلهم شردوا وما بقي الا ثمانية من بني هاشم فقال له ابناءه الا تراه في المقدمة? تتطاير الايدي والارجل من عنده فقال بر بن بر يعني لاينكث ولايته مع النبي

فالوفاء بالولاية مع النبي او مع الوصي يسمى بر واعظم بر يأتي به الانسان ان يفي بعقيدته ويلتزم بعقيدته هذا يسمى بر

هنا في هذه الرواية الصحيحة باسانيد اخرى يقول الامام عليه السلام في الرواية المسندة حي على خير العمل دعوة والنداء لبر فاطمة وولدها اي الاحدى عشر من ولدها نادوا بالولاية والامامة ارثا من امهم فاطمة ومن ابيهم علي لان الامامة ولاية اصطفائة من الائمة الاحدى عشر من امهم فاطمة وعندنا روايات كثيرة ان نور النبي ذهب الى فاطمة ونور علي ونور علي انتقل في اولاده وانتقل نور النبي في فاطمة الى الحسن والحسين

اذن امامة الائمة الاحدى عشر اصطفائية من ام الحجج فاطمة ومن امير المؤمنين معا فمن ثم ولد علي من فاطمة يختلفون عن ولد علي من غير فاطمة ، لان ولد علي وفاطمة فيهم نوران نور النبي ونور علي وهذي خصوصية خاصة وهذا المطلب مذكور في تواتر معنا

فالصدوق اذن تبنى ان فصول الاذان فيه نداء للولاية ومن ثم حذف وبتعبير احد الاعلام الكبار وانما سمع من حذف هذا الفصل سمعه عن النبي ان حي على خير العمل دعاء لولاية فاطمة وفي روايتين اخريتين غير الاربع رواهما العياشي روى روايتين فوق الاربعة التي ذكرهما الصدوق ونفس المضمون فيها وهي قريب ست روايات الا ان الاخص منها اربعا التي رواها الصدوق ما رواه العياشي كذلك ان حي على خير العمل دعوة للولاية ولذلك حذفت

هل شارك الصدوق اعلام اخرون في هذه الدعوة ان الاذان هي لولاية فاطمة ؟

نعم شاركه ايضا السيد المرتضى في فتاواه في كتاب رسائل مرتضى سألوه شيعة الموصل وضواحي موصل عنه وهناك السيد قال بعد فصل حي على خير العمل فصل اخر كان ينادى به في الدولة الحمدانية الاثني عشرية التي كانت معاصرة قرن ونصف للدولة البويهية الدولة التي كانت مساحتها من الموصل الى حلب الى حسكة كان يؤذن بفصول بعد خير على خير العمل فصل ذكره الصدوق في الفقيه وهذا الفصل يؤتى بين حي على خير العمل والله اكبر سواء في الاذان والاقامة افتى بمشروعية هذا الفصل ابن براج والسيد المرتضى وافتى بوجوبه السيد المرتضى وقريب العهد للنص

السيد مفتي بوجوب هذا الفصل في الدولة الحمدانية التي تؤذن به والدولة الفاطمية التي تؤذن به والدولة البويهية في شواهد على انها كانت كذلك في بغداد

هذه الفصل له صيغتان الصيغة الاولى محمد وعلي خير البشر مرتان يذكران في الاذان بعد حي على خير العمل محمد وعلي خير البشر مرتين يذكر الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله لا اله الا الله هذه الصيغة من الاذان كانت تؤذن بها الدولة الحمدانية كل المصادر التاريخية تذكرها لذلك استفتاءات كثيرة من الدولة الحمدانية بداية الغيبة الصغرى الى عهد المرتضى والطوسي يعني قرن ونصف كذلك الدولية قرب ونصف موجودات

توفى المرتضى اربع مئة وثمانية وثلاثين لان المفيد توفي اربع مئة وثلاثة عشر فاستفتوا السيد المرتضى قال لا اشكال في قصد الوجول قال لا اشكال فيه سواء قصدتم الوجوب و الجزئية ام لا? وهو زعيم المذهب وهذا هو الفصل الذي اشار له الصدوق في من لا يحضره الفقيه ان في في الاذان صيغة اخرى وهي محمد وال محمد خير البرية يؤتى به بين حي على خير العمل وبين الله اكبر وافتى بذلك الشيخ الطوسي قال لو اتى ات بهذه الرواية عملا برواية محمد وعلي خير البشر لو اتى بهذا الرواية يقول انا رأيي غير هذا الرأي لكن لو عمل بهذه الرواية عامل لم يؤثم

فالمقصود يفتي ان موازين الاجتهاد عند علماء المذهب يسوغ بها جعل محمد واله خير البشر وهو فصل من فصول الاذان كما كانت تفعل الدولة الحمدانية كما افتى السيد المرتضى واستاذ السيد بالوجوب وليس فقد الاستحباب

المقصود ابن براج اما صريحا بالاستحباب في كتاب المهذب نعم بعد التدقيق والتثبت وجدنا افتى ابن براج بجزء من الاستحباب وقال محمد وال محمد خير البرية مستحب تكرار الجزء مرتين في الاذان وافتى بذلك العلامة الحلي يقول من عمل بالروايات التي اشار اليها الصدوق ثلاثة طوائف احدها محمد وال محمد خير البرية بين حي على خير العمل وبين الله اكبر قال لم يأثم في منتهى المطلب وهي من امتن كتب العلامة?

الشهيد الاول في كتابه البيان وفي كتاب الذكرى افتى بفتوى ابن البراج انه مستحب تقول بين حي على خير العمل مرتين وبين الله اكبر محمد وال محمد خير البرية وحتى صاحب الجواهر في مورد يقول كتاب الصلاة في الذكرى قرآن من جهة الصناعيته وجلالته هناك افتى بذلك ايضا

ايضا افتى بالاستحباب المجلسي صعب البحار بكل هذه المضامين سواء بالشهادة الثالثة بعد الشهادتين او محمد وال محمد خير البرية وكذا افتى به وقال مستحب جزما قطعا كل هذه البنود ، وافتى بذلك المجلسي الاب في روضة المتقين ثم الميرزا القمي صاحب القوانين افتى باستحباب فصول قول فصل بين حين على خير العمل والله اكبر ان تقول محمد وال محمد خير البرية مرتين

اذن عند الاعلام عندما تقول حي على الفلاح حي على الفلاح حي على خير العمل حي على خير العمل يقصده به يعني هي خير من الصلاة وهي مظهر الولاية لفاطمة وولدها يصرح بذلك

فالفصل الذي كان يفتي بوجوه السيد المرتضى وباستحبابه جزما على مقتضى الصناعة وليس البدعة ان تقول محمد وال محمد خير البشر او تقول محمد وعلي خير البشر او تقول محمد وال محمد خير البشر هذه فصول الاذان بين حي على خير العمل وبين التكبيرة لبعده

فحينئذ نريد هذا المطلب ان نصل الى هذا المطلب انه هؤلاء الاعلام كلهم جزموا بان ذكر فاطمة والدعاء لولاية فاطمة والشهادة بولاية علي وفاطمة وولدهما من معالم هوية الاذان وان ولاية الائمة الاحدى عشر ورائة من علي اصطفائية وفاطمة مهيمنة على الاحدى عشر