الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث العقائد

45/04/05

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الموضوع: الوظائف القلبية شرح زيارة امين الله

 

كنا بمناسبة الحديث الرضوي الذي يتعرض الى وظائف القلب والوظائف الايمانية للقلب كما ان الفكر والعقل النظري له وظائف ايمانية يقوم بها هناك وظائف للايمان يقوم بها القلب

بهذه المناسبة تعرضنا لزيارة امين الله التي هي من الزيارات العظيمة جدا ويزار بها امير المؤمنين وبقية الائمة مع تبديل لفظة امير المؤمنين مثلا الى امام المؤمنين لبقية الائمة هذه الزيارة تتعرض الى منظومة وظائف القلب وكل فقرة منها باب من ابواب فقه القلوب او حالات القلوب ومقامات القلوب ومنازل القلوب اطمئنان النفس بقضاء الله وقدره و مر بنا طبعا هذا البحث ولكن كفهرسة لكي ابين ان هذه الوظائف مقامات ومنازل للروح

في قاعدة مستفيضة نص عليها ائمة اهل البيت يقول ابو بصير دخلنا على الامام الصادق فرأينه يلح في الدعاء بشدة لنجاة ابن له يقول الى درجة انا خفنا على الامام وهكذا الحاح في الدعاء سلام الله عليه يقول فاتت جارية او امرأة اخبرته بخبر فدخل واتى مبتهجا متبسما وذهب عنه ذاك الحال فسررنا فقلنا لابد يعني عوفي الطفل فقال الامام لا توفي فتعجبوا من ذلك الحال كيف الامام كان يلح بشدة واذا توفي الطفل لا سمح الله يتزلزل الامام روحيا الان اتى هنا الخبر بان الطفل مات ورجع الامام بحالة من الرضا والاستقرار والطمأنينة والسكينة ومن هذا القبيل كثير في رواية اهل البيت وحالات ائمة اهل البيت فقال الامام نحن قوم نلح في الدعاء قبل ان يبرم القضاء والقدر فاذا ما وقع القضاء والقدر بخلاف ما نريد رضينا من الله ما رضي لنا

وهذي قاعدة مهمة لان الكثير والعياذ بالله من المؤمنين او حتى من الكملين اذا الح في الدعاء ولم يستجب له حصل بينه وبين الله تبرم وسخط وجفاء وقطيعة وبالنسبة لعموم المؤمنين يصير ضغينة والعياذ بالله بين الامام يقول نحن نلح بشدة ولكن اذا شاء الله غير ما اردناه رضينا من الله ما رضي لنا ونعلم الذي رضي لنا الله اعظم مما ارتأينا

هذه هي النفس المطمئنة بينما كثير يفكر معاني الاطمئنان بالقضاء والقدر انه لا تلح بالدعاء لا تدعو قبل وقوع القضاء والقدر وهذا خطأ كثير من العرفاء من اهل المعنى يقولون انه من الخطأ قبل وقوع القضاء والقدر نسلم لله هذا ليس تسليم التسليم والقضاء والقدر بعد وقوعه لا قبل وقوعه فالتسليم يكون بعد وقوعه لا ان قبل وقوعه يتمرد لان قبل وقوعه تمرد على القضاء والقدر والمجال ليس مجال التسليم ادعوني استجب لكم هذه قواعد اداب الهية مجالها مختلف ولا يفقه موضوعها ولا مجالها وموضوعها الا اهل البيت السلام

كثير ذكرت لكم من اهل المعنى واهل الاسرار يخطئون موارد قواعد الاداب الالهية مع الله مثلا كثير من هؤلاء اهل السير والسلوك والرياضات والعرفاء يقولون نحن نحب الفقر الامام يقول كلا نحن نحب ما يحبه الله لنا ان احب لنا الفقر احببناه وان احب لنا الغنى احببناه وليس معناه ان الفقر هو المعنى الظاهر المادي

اذن منظومة الحالات التي عند اهل البيت تختلف عن المنظومة التي يذكرها العرفاء والصوفية حفظوا شيئا وغابت عنهم اشياء

يقول الامام الصادق النبي عيسى يضحك ويبكي والنبي يحيى فقط يبكي والنبي عيسى افضل درجة من النبي يحيى يعني ترضى ما رضي الله لك يعني حالة الخوف دوما خطأ وحالة الرجاء دوما خطأ بل بين بين رغبا ورهبا هذه امور اسرار المعرفة الاداب القلبية حيث لها قواعد ونظم

الصحيفة السجادية او دعاء ابي حمزة الثمالي هذا دعاء فوق عقول الفقهاء والمراجع والصوفية ولا اساوي بين الفريقين ما عدا الامام فهو فوق عقول الفلاسفة والعرفاء فضلا عن عقول الرواة

هل انت تقيم الدعاء بجماعة من سلسلة الرواة رضوان الله تعالى عليهم هم اي علم لهم بهذه الامور? جيل الصحابة والتابعين كلهم هذه المضامين فوق عقولهم وفوق افق تصورهم فلا يوزن هذا الدعاء وهذه الزيارة او هذه الرواية المعرفية بعقلية زرارة او كذا وان كنا لا نستهزئ به ولكنه نقطة في البحر اين زرارة من هذه الامور? نقطة في بحر اين هشام ابن الحكم من هذه الامور? نقطة في بحر

حينئذ هل نجعل مصير هذا التراث الوحياني راجع الى حال الرواة? هم الرواة مستضعفون موسى بن جعفر يقول عن رشيد الهجري الذي كان من اصحابه الخلص لديه علم المنايا والبلايا او لديه قدرة التصرف في اجسام وافعال غريبة كثيرة وملكوتية كثيرة لكن الامام موسى بن جعفر يقول عن رشيد الهجري هذا الذي ترونه كان مستضعف في المعرفة بالقياس للامام

فالامة باجيال علمائها ومراجعها وفقهائها ومفسريها ومحدثيها بالنسبة للمعصوم قطرة في بحر فكيف تريد ان تزن التراث بعلم المجتهدين? ولذلك يأتي جيل من الاجيال يخطئ الاجيال السابقة ويقول معنى الرواية هكذا غير ما فهمه من سبق فمن يزن التراث? حتى الرواية الواحدة يزنها محكمات الدين وضروريات الدين لمن يكون مجتهدا طبعا كالفقه الدستوري والقانون نقول قانون دستوري ليس بلحاظ من نطق وروى هذا القانون البرلماني او البلدي من المحافظة بل مطابقة متن القانون الدستوري قانون الدستور يبلع الوزارات كلها عن بكرة ابيها وكل دورات البرلمان لانه مهيمن

هكذا محكمات القرآن ومحكمات السنة سواء محكمات فوقية او حتى محكمات متوسطة تبلع وثاقة الرواة وحال الرواة وعلم الرواة والفقهاء المتكلمين وعلم الفلاسفة وعلم العرفاء وهلم جرا لا قياس اصلا لان الوحي يثبت نفسه بنفسه يثبت تفاصيله بالعرض عليه كما ان دستورية اي قانون بنفس الدستور وبنفس القوانين الدستورية طبعا هذا للمتضلع الذي عنده فقاهة في الفقه الدستوري وعنده اجتهاد اما القليل البضاعة هو شأنه شأن المحدثين والرواة ليس شأن العلماء وانما العالم بالاستنباط يلتفت لهذا الشيء

فاعتبار التراث كما ذكر الاصوليون في اول مبحث الانسداد اعتبار التراث ليس بالرواة ولا بتواتر الرواة بنفس المحكمات وضروريات الدين يشكل علم اجمالي كبير كما ان وحيانيات القرآن ليس بالصحابة حاشا للقرآن ان يصل الصحابة اليه والتابعين واجيال البشر عن بكرة ابيهم وامهم

القرآن فوق ذلك و وحيانية القرآن بنفسه معجزة ذاتية او بمن هو مسانخ له وحياني وهو النبي واوصيائه? صحيح يشهد بعضهم لبعض والوحي يشهد الوحي وهذه نكتة جدا مهمة جدا مهمة ان اعتبار التراث وهذا مبنى الشيخ المفيد والسيد المرتضى والطوسي وابن حمزة وابن براج وابن زهرة والحلبيون وابن ادريس والكليني والصدوق هذا حجية المتن بعرضه على الكتاب والسنة يعني محكمات الكتاب ومحكمات السنن المعصومين تعرض عرض اجتهادي وليس عرض سطحي روائي تحميلي

فالمقصود هكذا في فقه القلوب الزيارات والادعية تراثه وحياني عظيم في منظومة فقه القلوب هنا لاحظ متى مطمئنة تكون بقدرك وقضائك? العرفاء اخطوأ عندما اسلموا قبل وقوع القضاء والقدر هذا ليس معنى الرضا بالقضاء والاطمئنان بالقدر هذا تفسير خاطئ بينما الائمة اعطوا ضابطة وهذه الروايات موجودة في الوسائل متى نلح في الدعاء? ليس بعد وقوع القضاء والقدر اي دعاة تدعو به لا معنى له بعد ان وقع لازم ترضى وتسلم فهذه مقامات قلبية لا يعرفها الا اهل البيت

وصلنا الى هذه المقام مشتاقة الى فرحة لقائك فقال فرحة اللقاء حيث المفروض عند اللقاء يكون فرح فاذا لم نصل الى هذه الدرجات عندنا نقص في الايمان مشتاقة الى فرحة لقائك متزودة التقوى هي دوما في حالة ازدياد في الرياضات الروحية اي مؤمن ظن انه وصل الى الكمال هذا هو اول السقوط? بل لازم دوما يكون عنده دؤب في الرياضات الروحية الشرعية هذه رياضة روحية ليس فيها اعتزال وانما فيها دؤب

يقال ميرزا عبد الهادي الشيرازي حينما توفي عدة اطراف من رجال علماء الدين رأوا ان الميرزة عبد الهادي يصعد جبل كبير ضخم بكل سهولة وسرعة و اولوا هذا الجبل بجبل النفس كان رضوان الله عليه شديد الرياضة الشرعية والورع والتقوى وكبحا لنفسه معروف

متزودة للتقوى ليوم جزاءك مستنة بسنن اوليائك هذه هي المهمة لا بسنن الصوفية ولا العرفاء ولا العلمانيين بل بسنن اوليائك هذا هو طريق الكمال وليس طريق الكمال شيء اخر كل ما ليس من السنة الشرعية فهو انحراف مفارقة لاخلاق اعدائك يجب تطهير النفس والاخلاق عن الهيئات الرذيلة مفارقة لاخلاق اعدائك على الدوام

مشغولة عن الدنيا بحمدك وثناءك فنحن كلنا مشغولين بالدنيا ومبتلون بالدنيا فمشغولين عن الدنيا لا بالدنيا روايات مستفيضة موجودة عن الائمة عليهم السلام في ذيل سورة فاطر وهذا عبارة عن الحج الاكبر او الطواف الاكبر والطواف القلبي ان يحوم قلب المؤمن حول ربه بينما كلنا مبتلون ان نحوم حول رغباتنا وشهواتنا ولو كانت محللة هذا ليس معناه ان الانسان يفرط في تدبير امور المعيشة والمسؤوليات كلا ولكنه في حين يدبر هذه لكنه لا ينشغل

يا ايها الذين امنوا لا تلهكم اموالكم ولا اولادكم عن ذكر الله ما قال لا تدبروا اموالكم واولادكم الصوفية فهموا غلط انه اعتزل وخلي الامر مثلا لا هذا ليس بتام هذه الاية من وظائف القلب وليس وظائف العين ولا وظائف البدن

في سورة الجمعة يا ايها الذين امنوا لا تلهكم يعني وظيفة قلبية لكم من فعل القلب لا تلهكم اموالكم ولا اولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فاولئك هم الخاسرون هذه وظيفة القلب فالله تعالى لم يقل جهنم وانما قال خسران فربما يكون ندخل الجنة لكن يدخل قبله حسرة شديدة كما في الروايات ان المسافة بين درجة ودرجة في الجنة كالمسافة بين الارض والسماء او الكواكب نتيجة الاعمال الم يكن هذا الشخص معي? نعم لكنه كيف هو ارتقى الى هكذا? فهذه مهمة لا تلهكم اموالكم ولا اولادكم عن ذكر الله

الهاء قلبي والذكر قلبي وليس لساني فقط ومن يفعل ذلك فاولئك هم الخاسرون خسران عظمى ابدية محضة واذا رأوا تجارة او لهوا انفضوا اليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين

فهذه نكتة جدا مهمة والروايات المستفيضة الواردة عنهم عليهم السلام في سورة فاطر ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا هناك يبين الامام ان الذي يقوم بالطواف القلبي حصرا هو الامام والبقية تارة يطوف وتارة يخرج عن الطواف يعني دخل في الطواف لكن التهى وابتعد عن الطواف وبعيد نفس الكلام في الصلاة في الطواف في الكذا فالامام يطوف قلبه حول ربه اما بقية الصالحين والمتقين يحوم قلبهم حول الدنيا ولو المحللة وفي حلالها حساب فضلا عن الحرام

ومن ثم هذه الاية في سورة النور لعلها اعظم من اية التطهير وهي نزلت بنص الفريقين نزلت في اصحاب الكساء وخديجة وحمزة وجعفر رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله

فهذا امر مهم انه مشغولة عن الدنيا لا انه يعتزل تدبير الدنيا فلا يفشل في تدبير الدنيا افضل مدبر للدنيا هو المؤمن ولكن هذا التدبير الفائق لا يلهيه عن ذكر الله شخص اتى الامام الصادق قال له مشغول انا بالتجارة وكذا هذا فعل الدنيا لو فعل الاخرة قال له الامام لماذا تتاجر? قال لكي اعيد عيالاتي واحفظ ماء وجهي وكذا واستعين بذلك على الطعام قال اذن انت في الاخرة انت لست متوجها الى الدنيا انما جعلت الدنيا قنطرة للاخرة

فتدبير الدنيا للاخرة توجه اخروي وليس توجه دنيوي فبالتالي الاخرة هي المركز عنده لا انه يفرط فيها فاذن يجمع الدنيا بالاخرة وليس يجمع الدنيا للدنيا وهذه نكتة جدا مهمة مشغولة عن الدنيا بحمدك وثناءك فحمد الله يعني هذه العظمة الموجودة في خلقة الله دوما يستذكر بها عظمة رتبة الله وعظمة خلقة الله

هنا ثلاثة عشر نقاط ان لم يكن اكثر في المقطع