45/03/22
الموضوع: وظائف العقل و القلب في الأيمان
كنا في هذا الحديث الرضوي للامام الرضا عليه السلام ومر بنا ان هذا الحديث الرضوي يبين وظائف الايمان بالنسبة الى قوة القلب والى القلب لا بالنسبة الى العقل
ومر بنا ايضا ان الايمان ليس من وظائف العقل فقط بل هو من وظائف القلب ايضا من وظائف القلب ، الاسلام لا يكون واقعيا الا اذا صدقه القلب وليس الاسلام مجرد لقلقة لسان او تلفظ باللسان والكلام ، ومن ثم بنى جل الفقهاء على ان التلفظ مثلا بالشهادتين هو اسلام ظاهري يعني امارة ظاهرية على الواقع ، يعني امارة ظاهرية تعبدية على انه مسلم اي حتى المنافقين فالمنافقين في زمن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم مع ان القرآن يخبر النبي ان فئة معينة من المنافقين ورغم ذلك يأمر الله نبيه ان يتعامل مع المنافقين انهم اسلام ظاهري و من يحتمل ان المنافقين في زمن رسول الله وزمن النص ان المنافقين اسلامهم اسلام واقعي وهو مسلم في الواقع هذا مناقض لضرورة القرآن ولضرورة المسلمين لماذا? لان المنافقين في زمن نزول القرآن الكريم وبنص القرآن الكريم وبتنصيص من النبي وضرورة من مذاهب المسلمين المنافقين يحكم باسلامهم الظاهري وليسوا بمسلمين واقعا ، وبعد اصرح من هذا يقول : والله يشهد ان المنافقين لكاذبون كذب يعني لا وجود له
اذن المنافق في سورة المنافقين او في سور اخرى لا تصل على احد منهم مات ابدا ولا تقم على قبره لانه ليسوا مسلمين في الواقع وانما مسلمين في الظاهر اذن القرآن غير بحث الايمان والاسلام ها دققوا بحث نفس الاسلام اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والله يعلم انك لرسوله وهاي واقعية مسألة الرسول والله يريد يكذب الفاعل ولايكذب متن الخبر والله يعلم انك لرسوله هذا الخبر ليس كذب خبري وانما كذب مخبري وفرق بين الكذب الخبري والمخبري
المقصود هذا المطلب ان ذي المقولة ان كل من حكم عليه بالاسلام الظاهري هو مسلم واقعي هذا مناقض لصريح القرآن ولكل ضرورة مذاهب المسلمين فليس كل من حكم انه اسلام ظاهري مسلم واقعي وهاي من ابجديات القرآن وابجديات على كل مذاهب المسلمين لاان المنافق عنده اسلام وليس عنده ايمان كلا غير هذا المطلب وانما اسلامه ليس اسلام واقعي وانما اسلام ظاهري كانه امارة تعبدية لمصلحة الظاهر لاانه واقعا مسلم
كذلك يمنون عليك ان اسلموا في سورة الحجرات يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين ) ، فلاحظ اسلام فيه صدق وكذب ،/ كذب يعني ليس اسلام واقعي يا سورة يا اية رقم الاية هاتان ايتان في سورتين مختلفتين تدل ان في اسلام صادق وفي اسلام كاذب يعني مو واقعي ، بعد نجي نحتمل بان كل اسلام ظاهري هواسلام واقعي هذا يعني غفلة عن ابجديات القرآن ومذاهب المسلمين نلتفت ليه? وحتى في فقه كل المذاهب الاسلامية ليس كل مسلم في الظاهر يساوي مسلم في الواقع
على اية حال فهذي نكتة جدا مهمة لاخواننا لازم يلتفتون لها لا تصير غفلة
اذن هؤلاء المنافقين لم يوطنوا قلبهم على الايمان بل وطنوا قلبهم على العكس فمن ثم يشهد القرآن بانهم كاذبون ان كنتم صادقين والله يشهد ان المنافقين لكاذبون في نفس الشهادتين كاذبين اذن متى تصدق اقوال الانسان? اذا وطن قلبه على ما قال فح هو صادق ، صُدقت اقواله وقد ورد في زيارة اهل البيت انه كذا كذا كذا حينئذ تصدق اقواله ، والقول هو المعتقد بالذات صُدقت اقواله
على اية حال اذن الايمان ليس وظيفة اللسان فقط وليس وظيفة العقل فقط بل العمدة وظيفة القلب
وفي اية اخرى في سورة البقرة : ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ﴾ وهذا يدل على انه هو بناءه على العناد مع النبي ومع الله لكن في اللسان يسلم او يؤمن لكن في القلب لا هو عنود وعدو ففي سور عديدة موجود المطلب
وهذا غير بحث المستضعف والمؤمن هذي بحوث عقائدية حساسة مهمة تجدونها قد بحثها الفقهاء اكثر من المتكلمين في مبحث طهارة المسلم ونجاسة الكافر في كتاب الطهارة وفي بحث المرتد اذا تستعرضون اقوال العلماء الاولين والاخرين حينئذ تخرجون بصورة واضحة جدا نكتة مهمة يعني يجب الالتفات اليها
المهم اذا وظائف كما قال ائمة اهل البيت الايمان اقرار باللسان وتصديقه في الجنان و عمل بالاركان هذا التصديق وظائف القلب ، المناطقة والفلاسفة وغيرهم سواء عرفاء ومفسرين ومتكلمين التصور والصور الذهنية فعل من? فعل العقل النظري الادراك الحصولي فعل من? فعل العقل النظري ، فلدينا ادراك حصولي يقولون مثل الصور مثل المرآة كما قال امير المؤمنين الفكر مرآة صافية الفكر ادراك حصولي فالتصور عمل العقل النظري اما التصديق تصديق له مرادفات عقلية كثيرة اخبات اذعان ايمان خضوع انقياد ما شئت فعبر هذه مرادفات عقلية ليست مرادفات لغوية التصديق الثاني من العلم هذا ليس فعل العقل النظري انما هو فعل العقل العملي وهو القلب عمل علمي يعني عمل وعلم وعلم وعمل يختلف عن العقل النظري فالعقل النظري فقط علم من دون عمل اما العقل العملي دائما علم وعمل علم ممزوج مندمج بالعمل وعمل مندمج بعلم وليس علم بهمي
الا يقولون ان العلم اما او تصديق فالتصور فعل العقل النظري والتصديق هو فعل العقل العملي
اذن لاحظ كيف التصور زوج للتصديق والتصديق زوج للتصور ، يعني في تزاوج وفي تفاعل وطيد بين التصور والتصديق ، والتصور ارضية للتصديق هاي العلاقة بين العقل النظري والعملي فمن ثم عظيم ما قاله امير المؤمنين عليه السلام اول الدين معرفته ، نفس التصور ارضية للايمان وقوام للايمان فاذا تصور ما عنده كيف يصير يؤمن? فالتصور لا بد منه وهذا مر بنا مرارا هذا التقسيم للملل والنحل عند امير المؤمنين لم يلتفت اليه احد الوهابية او غير الوهابية يقولون الدين هو التوحيد بينما بينما الامام يقول الدين ما قبل التوحيد بدرجات بل درجات كثيرة يعني نفس المشركين ايضا ديانة من الدين وان كان دين مردود عليهم ناقص لكن في معرفة الله اول الدين معرفته ، لا انه يقبلها الله لكن هي درجة من الدين
اليوم اكملت لكم دينكم قال اول الدين معرفته وكمال معرفته التصديق به ، فبين اول الدين والكمال درجات بعد وليست درجة واحدة
و بين المقام الاول والمقام الثاني درجات وكمال التصديق به توحيده وبين التصديق والتوحيد درجات كما هل يقبل الله مع المعرفة به من دون التصديق به ؟ كلا ، مع انه دين حسب البيان العقلي لعلي بن ابي طالب لامير المؤمنين مولى الموحدين اول المعرفة دين لكن دين ناقص لا يقبله الله رحمة الله عليه السيد الخميني ينقل عنه الكثير من الاكابر ان اول ما بلغ النبي الدين بلغ ابتدائيات الدين شيئا بشيء بلغ المراحل متوسطة من الدين وشيئا فشيء بلغ نهائيات الدين
وهذا لا يعني ان الاسلام هو الابتدائيات التعليمية من النبي وانما الاسلام هو ماذا? النهائيات ، في البداية لاجل مرحلة ابتدائية قولوا لا اله الا الله تفلحوا /، فاليوم اكملت لكم دينكم يعني بدون هذا اصلا دينكم ناقص فاسد مردود بدون هذا الذي وقع في يوم الغدير ليس الشريعة وانما نفس الدين ولذلك يقول هو السيد الخميني حتى في بحث الاسلام وغير المسلم وكذا في مبحث كذا ينقل عنه اكابر كثيرين وهذا الاسلام في بداية الاسلام كان مراحل ابتدائية بعد ذلك لابد من اجتماع الثلاث مو الاثنتين والا هو لم يدخل اصلا الاسلام?
فالمقصود هذا المطلب اذن اكمال اول الدين معرفته وكمال معرفته التصديق به مع انه بدون التصديق به اصلا ينعدم نعم هو دين لكن دين منقوص وكمال التصديق به توحيده وكمال توحيده الاخلاص له وكمال الاخلاص له كذا شبيه قول الله عز وجل ما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون
كما في دعاء الغدير ذكرت لكم مرارا ان الانسان فيه درجات مطوية من والكفر والغلو والتقصير والعداوة لله ولرسوله وقضايا كثيرة يتطهر الانسان منها شيئا فشيء
اذن الايمان وظائف للعقل النظري ووظائف للعقل العملي القلب لغة العقل النظري تختلف عن لغة الادراك الحصولي او العقل النظري تختلف عن لغة العقل العملي علماء الكلام رحمة الله عليهم ركزوا على وظائف العقل النظري وقليل تعرض للعقل العملي بينما وظائف العقل العملي او القلب مهمة جدا
مثلا لاحظ كما يبين الامام الرضا في هذا الحديث الذي يخاف من غير الله يشرك بالله ، طبعا الشرك والكفر والغلو والتقصير والعداوة لاهل البيت درجات يعني كله باطل في الاعتقاد وكل حق في الاعتقاد درجات ، فالايمان درجات ام لا? التسليم في الاسلام درجات اودرجة ؟ فكل معتقد حق درجات وليس درجة واحدة
الم يقلها امير المؤمنين اول الدين ؟ يعني الدين درجات ، مثل ما مر بنا مودة اهل البيت اكثر محبين وموالين والمنتسبين لاهل البيت حسب نصوص وبيانات القرآن والروايات نحن محبين ولسنا مواددين هاي المودة نادرا يستطيع الانسان ان يقوم بها لاهل البيت ولله وللرسول لانه القرآن يقول : ﴿قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾
ومن يكون هذه الامور ليست احب اليه من اهل البيت اكثرنا هذه الامور احب الينا ، فاذا عندنا ايمان ترقيعي اما الايمان الشامخ الكامل هذا النادر وقليل من البشر لديه حتى يتوعد القرآن ﴿أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ﴾ يعني محل تهديد
نعم بعض الحالات في بعض اطوال العمر قد يكون الله ورسوله احب الينا لكن غالبا الهوى عندنا والشهوة وكذا غالب الناس الا النادر غالب الناس احب اليه الهوى والشهوة يحب الله بس دونه لذلك في روايات الفريقين المتواترة والمستفيضة لا يكون ايمان عبد حتى يكون الله ورسوله وذرية رسول الله احب اليه من نفسه وذريته هذي نادر
على اي تقدير فالايمان درجات والدين درجات والاسلام درجات والكفر درجات والنصب درجات حتى لطيف عند علماء سنة الجماعة الناصبين خمسة عشر درجة بل هي اكثر بعد الذي يجد في نفسه تبرم من مقامات اهل البيت فضائل اهل البيت في قلبه او في فلتات لسانه هذي الدرجة من العداوة والمناواة والكثير مبتلون بها
فكل باطل درجات وكل حق درجات يقول الفقهاء المدار على المقدار الجلي اما الخفي فهذا اتركه لرب العالمين يحكم عليه بانه مسلم مؤمن منقوص المدار فيه على رب العالمين فالخفي والاخفى هذي لا يعول عليها في الاحكام الفقهية الدنيوية لا يعول عليها وهذا غير بحث الاسلام الظاهري والاسلام الواقعي اللي بحثناه وان كان متقارب
فمن ثم اذن لا يظن الانسان ان كل شرك هو شرك هذا الذي لا يلتفت الى الفقه ليس كل شرك هو شرك اصطلاحي وليس كل كفر هو كفر اصطلاحي والقرآن نفسه يقول ما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون فواضح هي درجات
اذن لاحظ في افعال القلب التوحيد يختلف عن التوحيد في الفكر التوحيد في افعال القلب يختلف عن التوحيد اذا خاف الانسان من الشياطين من الكفار خاف بمعنى حذر يعني حذر هذا بحث اخر ما في مانع خاف يعني بالتالي لا يعني جبن او شيء معين اذا خاف هذا شرك خفي فعل القلب اذا بخل الانسان شرك خفي عجيب شرط البخل وهالمجرة هذا الحديث الشريف اذا لم يرضى الانسان سخط الانسان على الله في شيء فقد اشرك بالله لماذا? لانه كان مما يرى الله عادل او لا يرى الله حكيم او لا يرى الله محسن اذا التوحيد والكفر في افعال القلب عناوينه تختلف عن الكفر والشرك في افعال العقل ومنظومة افعال القلب
هذا ما يجب ان نلتفت اليه وما يبينه الامام رضا في هذا الحديث ان الولاية في القلب مودة بينما الولاية في الفكر مثلا تصدق بمقامات اهل البيت وتعرف تدرك مقامات اهل البيت هاي الولاية في العقل النظري وفي الفكر وفي العقل اما الولاية في القلب يعني شدة المحبة وليس فقط فكر فاذن كل المعتقدات لها لغة بلحاظ العقل والفكر ولها لغة وحقائق بلحاظ القلب
وهذا بوابة لمباحث عظيمة مثل فرق بين علم الكلام وعلم فقه القلوب او بين الفلسفة والعرفان لا الفلسفة البشرية والعرفان البشري كلامنا حتى في الفلسفة القرآنية او الوحيانية والعرفان الوحياني هذا الفرق كبير وعظيم يجب ان نلتفت اليه