45/03/21
الموضوع: لغة العقائد في الكتاب و الحديث عقلية دقية
درس العقائد
كنا في هذا الحديث الرضوي من بيانات الامام الرضا ومر بنا الايمان هل هو وظيفة العقل او القلب? او هو وظيفة متوزعة على القوتين؟ العقلية الدراكة العقل النظري نعني به وعلى القلب ؟ او قد يقال العقل العملي ؟
وهذا مرتبط بطبيعة الارواح والنفوس وخلافا لما يتوهمه جملة من الفلاسفة والعرفاء يتوهمون انه كما في الانسان فريق ادراكي وفريق شهود وكذلك في الملائكة روح الملائكة نفس الملائكة فيها فريقان ، الم اقل لكم اني اعلم ما تبدون ما كنتم تكتمون ، ولو الطباطبائي يتوقف في تفسيره هذا وكأنما عنده عدم وضوح في هذه المسألة
لذلك في القرآن الكريم وهذه من البيانات العقلية لاهل البيت عليهم السلام وللقرآن كل نفس وليس كل انسان ولا كل حيوان ولا كل نبات ولا كل جن ولا كل ملك وانما كل نفس ودائما مر بنا التعامل مع البيانات القرآن والروايات في العقائد والمعارف تعامل بقراءة وبلغة وبميزان عقلي بالحس ، فعنده ابهام الطباطبائي يعني هل هو جانب الظاهر والباطن او ماذا? فكل نفس وما قال كل روح ، فالتعامل مع بيانات المعارف في القرآن او في الروايات اشد بكثير دقة في من البيانات الوحيانية في الكتب والاحاديث الواردة في فروع الفقه والدقة هنا اشد
فتراه يتعامل مع الروايات والايات كانها بيانات مجاملة شعرية يا اخي انت بعيد عن الحقيقة وما علمناه الشعر وما ينبغي له ان هو الا ذكر وقرآن مبين انه لقول فصل وما هو بالهزل ، هذه اشد في الميزان وهذه ليست ترانيم الشعرية وادب مزخرف وانما دقة ، انت بالكيمياء تتعامل بدقة وفي المعارف الاهية تعمل بالشعر والتسامح ؟ اين انت? فقال كل نفس وما قال كل روح اصلا حقيقة القرآن روح بهذا المعنى يعني الالفاظ هي وسيلة ، ولو انزلناه على بعض الاعجمين ما كانوا به يؤمنون هو الشيء لا عربي ولا اعجمي
ومر بنا مرارا وقد ذكر كبار المحققين ان لغة المعاني ليست لغة بشرية وانما لغة مشتركة بين الملائكة والبشر ومشتركة بين الجن والحيوانات وهذي نقاط مهمة يجب ان نلتفت اليها فلغة المعارف والعقائد في القرآن ليست لغة ظنية تعبدية وانما لغة عقلية وحيانية فكلما نقول كل نفس يختلف عما نقول كل روح ويختلف عما نقول كل انسان وكل ملك وكل حيوان وكل نبات فكل نفس ذائقة الموت في بيانات الوحي وحتى في العلوم التجريبية البشرية القديمة والجديدة النبات له روح ولما تخرج روح النبات فللنبات انين يسمعه من يسمعه ويطرش عنه من يطرش واكثرنا نحن البشر لا تفقهون تسبيحهم
فكل نفس ذائقة الموت يعني حتى الملائكة نعم هناك موجود فوق النفس وهو الروح في القرآن خصص كل نفس وما قال كل روح وهذه نكتة مهمة والان ذكرت هذا المطلب كنموذج ان التعاطي مع لغة المعارف والعقائد ليس لغة تاريخ وتأرخ وتورخ وشعر وانما لغة دقية حديدية عقلية بحدة العقل والعقل الوحياني لاالعقل البشري اما ان تتعامل معاملة الشعر والخيال والقصاص فمنهجك من الاول خاطئ بينما في الفروع التي تتعامل بدقة اذا كنت من اهل الدقة وفي الاصول تتسامح
فكلمة اليوم اكملت لكم دينكم عقائد واتممت نعمتي النعمة هي العقائد فلما ذا فرق بين اتممت واكملت ، اللي عبر بالدين و ما عبر بالشريعة وشريعتكم فالدين عند الله واحد لكن جعلنا لكل منكم شرعة ومنهاجا
فالمعارف فيها دقة لذلك الله عز وجل يقول ما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون لان العقائد امر حساس وخطير كبرت كلمة تخرج من افواههم وتكاد السماوات يتفطرن ولم يقل الله عز وجل ذلك بالنسبة للفروع ولا بالنسبة للزنا ولا بالنسبة للسحاق ولا بالنسبة لكذا وكذا اما بالنسبة للعقائد قال تكاد السماوات يتفطرن فنعظم ما عظم الله ولا نهون ما عظم الله اذن العقائد ليس سهل نتعامل معه تعامل سطحي خوائي وانما العقائد دقة ومنظومة معادلات بدقة عقلية وتراث القرآن تراث وحياني ليس بشري تاريخي
يا وارث ادم يا وارث محمد فوراثة التراث وليس تراث بشري تاريخي وانما كتراث وحياني واحاديث ثمانين بالمئة منها في المعارف وعشرين منها بالفروع هذا ليس عبط وجزاف فقريب سبعة الاف اية في القرآن والمشهور عند علماء المذاهب ان ايات الفروع خمسمئة ولو هذا العدد ليس بصحيح ولكن المشهور هو هكذا وكذلك الاحاديث انظر في البحار مئة وعشرة مجلد عشرين جزء منه في الفروع والبقية كلها معارف يعني تسعين مجلد او خمسة وثمانين في البحار كلها معارف وعشرين مجلد في الفروع من مجلد ثمانين الى مئة او مئة وواحد فروع في البحار والباقي قبله وبعده كله في المعارف
وحتى لو اجريتم احصائية في كتاب بالكافي ستجدون نفس النسبة وقد تستغربون لكنها هي الحقيقة يعني حتى في المجلد الثالث والرابع والخامس والسادس والسابع من الكافي اكثره عقائد مما هو فروع لمن دقق وتدبر وكذا التهذيب والاستبصار ومن لا يحضره الفقيه فضلا عن كتاب توحيد الصدوق وبصائر الدرجات وغيره الشيخ المفيد ثمانين بالمئة من كتاباته عقائد وانما عشرين بالمئة من كتاباته فقه مع انه زعيم الطائفة وكذا السيد المرتضى زاد تسعين بالمئة من كتاباته عقائد وانما عشرة بالمئة فقه والفقه لدى الشيخ الطوسي كذلك مع ان السيد المرتضى زعيم الطائفة وكذلك الشيخ المفيد عنده كتب في الحديث فكل الطرق توصل الى الحديث تمر عبر المفيد وهو فقيه ومحدث ومتكلم واصولي فالشيخ الطوسي خمسين بالمئة من كتبه عقائد وعشرين منها فقه وثلاثين بالمئة تفسير ورجال وحديث
كم كتب في الحديث الشيخ الطوسي? كثير استبصار والتهذيب والمصباح والغيبة والامالي وهو زعيم الطائفة المقصود هذا لكن بعد الشيخ الطوسي علم الكلام بدأ ينضب الا العلامة الحلي اما المحقق الحلي اكثر تأليفاته في الفقه وفي العقائد وله تأليف واحد او اثنين خجول بينما العلامة الحلي نصف تاليفاته عقائد ونصفها فقه واصول ورجال
نأتي للشهيد الاول مع احترامنا له الا انه كله فقه وعقائد قليلة وهذه ظاهرة يجب ان نلتفت اليها فالصدوق والكليني نصف عقائد نصف فقه فهذه الجامعية ليست عند الكل وكذا الشهيد الثاني هكذا والشيخ البهائي نصف بنصف والسيد ابن طاووس اكثر تأليفاته في الاخلاق والادعية اصلا فدى نفسه الى علم الحديث وعلم الاخلاق وعلوم اخرى ولكن هذه الظاهرة غير موجودة في علمائنا وتاريخ علمائنا بعد ذلك ويجب ان نتعظ بهم
اجمالا البيان الموجود في القرآن او في الحديث او المعارف بغض النظر انك تتمرد عليه او تنقاد له او تفهمه او تدركه او تشاكسه لكن هو بيان عقائدي حديدي في العقليات وانما تتعامل معاه كمعاني عقلية دقية صعبة جدا مرتبطة بمنظومة لا تعتني بمقطوعة قرآنية مبتورة نحن لا نرتضي هذا المنهج المبتور وهو منهج حشوي وان البس لباس علمي المنهج التراثي ان اعرضه على الكتاب والسنة ومحكمات الكتاب والسنة القطعية
اذن في بيانات الوحي ووظائف للعقل وبيانات لغة العقل النظري و العقل العملي الذي يعرف ابن سينا ويعرفه الخاجة والمظفر هذا ليس عقل نظري هذا عقل عملي فكلا القسمين اللذين يعرفهما المظفر تبعا للكومباني والخاجة وابن سينا من العقل النظري لاالعقل عملي كليهما عقل نظري وليس عقل عملي العقل العملي شيء اخر غير ما ادعاه ابن سينا وادعاه الخاجة وفاقا لابن سينا وغير ما ادعاه الكومباني وغير ما ادعاه مشهور فلاسفة الشيعة المتأخرين انه اذا ادرك الوجود والعدم فالعقل نظري واذا ادرك ما ينبغي فعله وما لا ينبغي هذا عقل عملي كلا هذا كلاهما عقل نظري والعقل العملي شيء اخر سنشرحه فيما يرتبط بالقلب
هذا كله ادراك ما دام ادراك حصولي هو نظري سواء ينبغي او وجود وعدم ، فالعلم الحصولي مرتبط بالعقل النظري المدرك عملي او وجود وعدم كليهما يرتبط بالعقل النظري وهذا الذي عليه حتى ارسطو وافلاطون وطبعا الميزان هو الوحي الذي هو اعظم من كلهم فاذا كان الادراك كما قال امير المؤمنين العقل امرأة صافة فهذا عقل نظري هنا عرف امير المؤمنين العقل نظري وما ذكره موسى ابن جعفر ان العقل ما عبد به الرحمن واكتسب به الجنان هذا هو العقل العملي
ايا ما كان القرآن والوحي سواء في القرآن او في العترة في بيانات العترة المعارف تبين بلغتين لغة العقل النظري الفكر ولغة القلب ولغة الروح او يقال لغة الادراك الحضوري وتوضيح يسير من الادراك الحضوري ان الادراك الحضوري ليس المراد به حضور المعلوم بنفسه هذا تعريف مشهور خاطئ فليس الادراك الحضوري حضور المعلوم لدى العالم اذن العلم الحضوري هوادراك حضور الشيء اما حضور الشيء هو نفس الشيء او اثار الشيء ذاك امر اخر وهذا خطأ والا الانسان مثلا عنده علم حضوري كثير من الانبياء يعتمدون على المعرفة الحضورية القلبية لله ولكن هذا ليس معناه ان الله حاضر كيف يحضر? ومن هو العبد كي يحضر عنده الرب ؟ انما هو تجلي وملايين انطباعات تجلي احدها يسير يحضره القلب ، فاذن يصبح تعريف العلم الحضوري بانه ادراك الشيء ولكن عين الشيء ، لكن ليس الشيء هو عين الشيء قد يكون اثر الشيء بملايير الواسطات يعني شيء عياني وليس بيان
فادراك الحصولي يعني بيان ويعني مرآة صافية فالبيان نوع من التجلي اما العلم الحضوري عيان ومعاينته شيء مثلا حضور ذات الانسان للانسان علم حضوري وهذه وظائف النفس ذكرناه في بداية شرح اصول كافي والكلام هنا ماذا? هل الكلام وظيفة العقل النظري? او العملي او هما معا والصحيح هو الثالث لا يغني احدهما عن الاخر بل بالدقة لا ينفكن احدهما عن الاخر مثلا في بيانات الامام الصادق عليه السلام يقول وهل الايمان وحتى بقية الايمان الا الحب والبغض? الحب في الله والبغض في الله او الحب لمن احبه الله و البغض لمن ابغضه هذه وظائف القلب ، قل لا اسألكم عليه اجر الا المودة في القربى ، هذا الايمان في القلب اذا ما تتحقق مودة القربى وقد وجدت في بيان لاهل البيت ان المودة نادرا تتحقق للمحبين والموالين وانما يسأل الانسان الله ليرزقه المودة وانما الموجود عندنا محبة لا مودة والمودة اكثر ما يكون للشهوة والهوى اما مودة اهل البيت او مودى الله والرسول نادرا ما تتحقق عندنا ، وفي الدعاء موجود وجدته يستدعي التوقف والتدبر اللهم ارزقنا مودة اهل البيت لان المودة ما تحصل والحديث المتواتر عن النبي حديث جذع النخلة صريح بهذا الشيء ان المودة نادرا ما يتمكن منها المحب والموالي وقليل من عبادي الشكور وهي اعظم فريضة افترضها الله لكن عندنا وظيفة من زار الامام عارفا بحقه وعلى الاعراف رجال بيانات متواتر عقلية عن اهل البيت انه لا يدخل الجنة الا من عرف هؤلاء الرجال وعرفوه فمن انكرهم وانكروه دخل جهنم
وفي نصوص الفريقين ذكرا اصحاب الكساء والائمة وخديجة وحمزة وجعفر يعني الدائرة الاصطفائية الثانية ايضا ذكرت ولذلك في بيانات اهل البيت من لم يعرف ابا طالب وان ابا طالب في قمة الايمان مات وفي بيان عن امام الرضا تبناه الشيخ الطوسي من لم يؤمن به في النار
فالمقصود اجمالا هذا المطلب ان الايمان موزع على قوتين وفي الدرجة الرئيسية على القلب والعقل هذا كله كم يوم نحن الان في هذا المبحث لكي ندخل هذا المبحث ماهية الايمان تعرفه عند العقل وعند القلب للاسف ما ذكر من كلمات المتكلمين حصرا او اقتصارا على وظائف القلب وترك وظائف القلب سواء عند المتكلمين او كثير من كلمات الفقهاء او كلمات المفسرين والحال ان وظائف القلب اعظم من وظائف العقل ، فكيف يبين العقائد والمعارف على صعيد القوتين هذا ما يتعرض له الحديث الرضوي .