الموضوع: المعارف العقائدية ولغات العقل والقلب والعلوم

مر بنا هذا الحديث الرضوي عن الامام الرضا ع يعتمد فيه الامام على بيان معارف التوحيد بلغة قلبية وروحية ولغة وجدانية لا بلغة فكرية

وهذا مبحث مهم في اللغتين الاساسيتين اللتين يعتمد الوحي في الكتاب وفي السنة المعصومية وان كان كما مر بنا المعارف يبينه الوحي بلغات كل العلوم

طبعا لما نقول اللغة مقصودنا اللغة المعنوية وليست اللسانية القرآن هو في معناه وان ترجم الى اللغات اللسانية الاخرى فهوية القرآن هو في النظام المعنوي واذا ترجم من اللغة العربية الى اللغة اللسانية الاخرى فيقال قرآن مترجم فكيف حافظ القرآن على هويته كما يقول هو نفسه ولو انزلناه على بعض الاعجمين ما كانوا به يؤمنون فاللغة اللسانية ثوب من اثواب القرآن وحقيقة القرآن فاكثر الحقيقة هو على صعيد المعنى واقصد النظام الاخر فالمعنى نفسه نظام لغوي ولو انزلناه على بعض الاعجمين ما كانوا به مؤمنين

فلاحظ هو القرآن هو من جهة المعاني النظام هو قد يتخذ لغة لسانية فاذا لدينا اللغة المعنوية تختلف عن اللغة اللسانية والعلوم معاني مثلا علم الفيزياء سواء قرأته باللغة العربية او الفارسية او الاردية او الانجليزية علم الفيزياء لم يختلف لان علم الفيزياء لغة معنوية واحدة فافترضوا احد من الملائكة يريد ان يبين للنبي داوود سر من اسرار الفيزياء والنا له الحديد تقول ليونة الحديد قضية فيزيائية مرتبطة بالمعادن ولكن الملك الملك التي بين النبي داوود وبين الملائكة هذه اللغة مشتركة بينهما ، طبعا لان علم الفيزياء لغة بين الملائكة والانس والجن وغيرهم حتى الحيوانات فلاحظ لغة العلوم لغة مشتركة بين كل ذي روح ونفس فالفيزياء له لغة معنوية موحدة بين انواع المخلوقات هذا نظام المعاني في الفيزياء ولكن الفيزيا حقائق تكوينية خارجية غير اللغة اللسانية وغير اللغة المعنوية العلمية للفيزياء هناك حقائق اللي هو اللغة اللسانية عربي مبين وله لغة معنوية

هو القرآن في نظام المعاني له حقائق غيبية خارجية ملكوتية عظيمة

العقائد يعني علو ومعلومات عن عوالم التوحيد في مقام الذات وفي مقام الصفات وفي مقام الافعال يعني معلومات كونية تكوينية

هذه العقائد والمعارف بينها القرآن ليس بكل لغة لسانية انما بينها بكل لغة من اللغات المعنوية للعلوم بلغة الفقه والقانون والكيمياء وبلغة الفضاء وبلغة الهندسة وبلغة العقل وبلغة القلب

فالقرآن يبين ان المعارف بلغات عديد بلغة علوم عديدة واهمها لغة العقل ولغة القلب فلغة النبي موسى في براهين النبي موسى ماذا كانت? ليست لغة عقلية وقلبية او لغة عبرية لسانية وانما كانت لغة ترتبط بعالم الخيال وعالم النفوس لان المعجزة التي في قبال السحر حيث السحر فن من الفنون ومهارة من مهارات الرياضيات الروحية ترتبط بالقلب وبالروح وبقوة الخيال وقوة الحس يخيل اليه من سحرهم انها تسعى فهو تصرف قوة الخيال والجن والشياطين عندهم قدرة قوية في هذا الباب يخيل اليه من سحرهم انها تسعى او فاوجس في نفسه خيفة موسى قلنا لا تخف انك انت الاعلى

فقد يتصرفون في نفس النبي موسى لكنهم لا يستطيعون ان يتصرفوا في قلب النبي موسى وفي عقل النبي موسى فالانبياء في جانب القلب والعقل معصومون بل محصونون عن هجوم الابالسة والسحرة اما في البدن فيجرحون وفي النفس قد يؤذون

فكلامنا في الحقائق العقائدية المعرفية تسمى العقائد معارف المعلومات عن عوالم كوانب عن عوالم كونية علوية من ثم تسمى العقائد بمعارف وجهها هو هذا يعني معارف الى هي مرتبطة بفعل الاله فقل عقائد او معارف هذه المعارف الالهية والعقائد هذه بالتالي بينه القرآن الكريم بلغات علمية معنوية عديدة واهمها لغة العقل ولغة القلب ولكن قد يبين حتى بلغة الروح والنفس والخيال كما في لغة موسى وقد يبينها بلغة البدن كما في النبي عيسى و احيي الموتى وابرئ الاكمة والابرص وانبئكم بما في بيوتكم فنفس نازلة وبدن في مقابل الطب فبين الوحي الالهي وحيانية الوحي واعجازها بينها بلغة الطب النبي صالح بلغة فن النحت وبقية الانبياء بنفس المنوال

ومن ثم الصحيح نخالف ما يدعيه الفلاسفة ان البرهان لا يختص بلغة العقل ولغة القلب والشهود والبرهان يمكن ان يكون في كل علم من العلوم وفي كل قوة من قوى الانسان لان الانسان منظومة القوى وليس ليست قوتان فكل قوة يمكن ان يريه الاعجاز المهول الغيبي التي يعجز عنها المخلوقات

من ثم ما كتب علماء الامامية عن علوم اهل البيت في كل الفنون والعلوم لانهم ادعوا شأن عظيم وبرهنوا عليه ادعوا انهم اعلم العباد في كل العلوم وهذا ما يعجز عنه العرفاء والفلاسفة و الفقهاء والمفسرين والمتكلمين ، اهل البيت رواد في كل علم علم ولذلك الدولة الاموية تمتحن باقي العلوم في كل العلوم حتى في مهارة الرمي لان اهل البيت ادعاؤهم عظيم ومحقين فبين لهم سلام الله عليه كيف يرمي الهدف بما يعجز عن كل رماة البشر وتأتي الدولة العباسية او الاموية وتمتحن الامام صادق في الطب ويأتون بامهر الطبيب فيعجز عن مجاراة الامام الصادق ويأتون بسحرة وبالتالي في كل العلوم والفنون ويمتحنون اهل البيت يعني ان الله عز وجل جعل اهل البيت في مرمى امتحان الدول العظمى مدة قرنين ونصف من بدء النبوية الى سنة مئتين وستين ائمة اهل البيت في متناول التحدي لكل المجتمعات البشر وامتنحتهم البشر في كل العلوم والفنون ولا ريب انهم امتحنتهم لان الدولة الاموية تريد ان تدحض او تكبد دعوة مدرسة اهل البيت وهذا شيء لا يحتاج الى تردد حتى السقيفة كانت في منافسة مع اهل البيت فيهمها ان تدحض دعوى علي ابن ابي طالب في كل فنون

فلاحظ الوحي المتجسم في اهل البيت هو وحي رائد في كل العلوم وصاحب العصر والزمان عندما يظهر نعتقد به عنوانا ونظرية بولادة وبوجوده ولكن تطبيق هذا المعتقد على شخص شخيص اللهم اكشف هذه الغمة عن هذه الغمة بحضوره هذا الكشف يحتاج له براهين ويحتاج له رصيد اعتبار ان الذي نعتقد بانه لا زال حيا هو هذا

فالبراهين مفتوحة في كل علم لاحظ مثلا في زمن النبي عيسى البشرية لم تتطور في كل جانب وانما في بعض الجوانب وكذا في زمن النبي موسى لكن في زمننا هذا البشرية تطورت في جوانب كثيرة كثيرة حينئذ صاحب العصر والزمان مطالب ببرهان انه رائد للبشر في كل علم وحق للبشرية ان تستكشف هذه الريادة في صاحب العصر والزمان عند ظهوره انه رائد في كل علم والمحاسبة في علم المعلومات وفي علم البيولوجيا وفي علم الطب وفي علم الادارة الاجتماعية وفي علم النفس الاعلامي وفي كل شيء حيث هنا ريادة ويختلف عن قضية العلماء والفقهاء ومفسرين هذا مجمع علم الله وعلم ادم ادم الاسماء كلها

من ثم اهل ان يكون جميع ملائكة السماوات والارض تنقاد لقيادة خليفة الله وان مركز خليفته وصلاحية خلافته ليست كويكب الارض بل السماوات بل عالم الاخرة بنص القرآن

ومن ثم نقل ملاحم علي ابن ابي طالب في علم الرياضيات وفي علوم عديدة وكتب الكاتب احمد امين بتكامل الاسلام شرح امور كثيرة مما نقل عن امير المؤمنين في الرياظيات وفي علوم عديدة وكل الفريقين وكل مذاهب المسلمين عدا النواصب والامويين والنواصب الفعليين والنواصب السابقين كل علماء المسلمين يقرون انه نقلت عن علي بن ابي طالب ريادة في علوم عديدة

فاذن المعارف الان يعني اذا تلاحظ عند المتابعة لبعض التخصصات الحديثة الثقافية مثلا تقنية المعلومات وتقنية العلوم الان البشر يقولون الدولة المثالية والحكومة والادارة المثالية هي التي تجمع علوم عديدة وسابقا يقولون هذا غلو يا اخي انت عقلك ليس بمتطور الان العلوم العصرية تقول الحكومة المتطورة ذات علوم وهذا ليس حاكم هذا مدير بلدية او محافظ بل حتى المحافظ يجب ان يكون عنده فريق علوم كي يتمكن من الادارة المثالية لذلك قالوا حضارة العصر هي ثورة المعلومات

فهذه ضرورة فهي مع العقل البشري خلال العقود الاخيرة فهذا ليس افراط وانما هذه دعوى ضرورة اقرأوا عن تقنية المعلومات في ادارة المدن فاي قائد في دول العالم اذا اراد القيادة يجب ان تكون عنده عدة تخصصات ولا يكفي التخصص العادي فما يقال ان الامام جامع البشر هذه ضرورة

انظر قاعدة واحدة تفتح لك منظومة القواعد والمعارف ان الوحي يبين لك العقائد والمعارف بعلوم عديدة نعم ابرز لغتين بينهما الوحي لا حصرا للمعارف والعقائد لغة العقل ولغة القلب فلا نحصر لغة العقائد بلغة علم الكلام او بلغة الفلسفة هذي لغة من اللغات لكن اللغة الوجدانية والقلبية والروحية لغة اخرى يا ترى دورة المعارف من التوحيد والنبوة والامامة والرجعة كيف تبين بلغة القلب ولغة الروح ؟ ما درسناه يا اخوة الفضلاء غالبا هو بلغة العقل والفكر اما ماذا عن لغة القلب? فكيف يبين التوحيد بلغة القلب? وكيف تبين النبوة بلغة القلب ولغة الروح ولغة الوجدان ولغة الضمير ؟

هذا بحث تعرض له القرآن الكريم وتعرظ له الحديث المعصومين

وببيان وعبارة اخرى الايمان بلغة الفكر والعقل له لغة عقلية وبلغة القلب له لغة اخرى سنتعرض عند ما قاله الامام الرضا

فبلغ الامام درجات الايمان بلغة القلب وبلغة الروح بلغة النفس وبعبارة اخرى ثالثة او خامسة هل الواجب في الايمان فعل العقل فقط? ام فعل العقل وفعل القلب ؟

حسب بيانات الوحي كل قوة من قوى الانسان مأمورة بالايمان وليس فقط العقل والقلب فضلا عن حصره بالعقل والفكر فقط وهذا ما يقع في فخه اكثرنا ان نظن بان الايمان فقط فعالية ونشاط فكري وهذا خطأ بل يظهر من الادلة ان وظيفة الايمان في القلب اعظم من وظيفة العقل الفكري في الايمان لذا مر بنا ان الحوزات العلمية اشتغلت بدفاع ومواجهات كثيرة هذا الثر وهو فقه القلوب وفقه رياضيات الروحية المحضة بلغه وحيانية محضة هذا الثغر قد تم فيه انجاز ضئيل جدا مع ان مواد الوحي موفورة جدا في فقه القلوب وفقه الرياضة الروحية وفقه الاخلاق وعلم الاداب

فريق اللغة الروحية اربعة علوم للروح والنفس وفريق قوى حية فالقانون لا يعتمد على الفكر فقط ووانما العلم و الوجدان يعتمد على قرصة مشاعرية يخشون ربهم ويخافون وما قال بالفكر فقط وانما رجاء مع القلب والحالات الاخرى الكثيرة لا يحزنهم الفزع الاكبر ويحزنون فعل القلب لا فعل الفكر ولا خوف عليهم ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم هو فعل القلب والروح وليس فعل الفكر وكثير من الافعال الايمانية التي ذكرها الكتاب الوحي في الكتاب والسنة هي انشطة هذه المجموعة من القوى في الانسان واجعل قلبي بحبك متيمى وليس فكري وانشطة قوة الحس والخيال او الفكر قوة الحب

ام حسب الذين في قلوبهم مرض ان لا يخرج الله اضغانهم فالضغينة في مقابل المودة

هذه مجموعة من قوى النفس اذن هذه المجموعة يجب اكتشاف نظامها الوحياني في الكتاب والسنة للمعصومين كما مر بنا في هذه المجموعة اعظم فريضة من فريضة الايمان على صعيد قوة العقل الفكري وعمدة رأس مال الانسان ودرجات الانسان ومقامات الانسان هو في جانب المشاعر الباطنة في الانسان وكما يقول السيد علي ابن طاؤوس تبعا لكثير من توصيات اهل البيت ان الانسان غافل عن هذه القوى والحال انه اهم شيء يكون عند الانسان مراقبة ورعاية لهذه القوى اكثر من القوى الفكرية