45/03/14
الموضوع: فريقان و مجموعتان في قوى الأنسان
كان الكلام حول حديث الامام الرضا وهذا الحديث تعرض الامام له كما مر في بداية الحديث لا يتعرض الى انشطة العقل والفكر بل يتعرض الى انشطة القلب والوجدان ، ثم يتعرض الى انشطة القلب والوجدان لغة لما سمي الوجدان وجدانا ولم يسمى الضمير بالضمير فالتدبر في المعاني اللغوية لا سيما العلوم والمعارف امر كثير الخطورة واستدلال الامام زين العابدين في دعاء عرفة استدلال عقلي ولكن المشكلة اذا لم يتم الالتفات والتنبه الى بيان العقل في الوحي يظن ان الوحي عبارة عن تخرص العقل والوهابية والسلفية مشكلتهم انهم يخرصون العقل
طبعا نحن لا نريد نقول العقل المشتت بدون شواهد وبدون موازين ولكن مع الموازين افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر او ان في ذلك الايات لقوم يعقلون ما قال يسمعون فقط يعقلون و يتفكرون وذوي الالباب فعجيب منهم الدعوة الى الجمود على الفاظ القرآن الكريم من دون الغوض في معانيه او معاني الروايات من ثم قال سيد الانبياء في رواية الفريقين رب حامل فقه الى من هو افقه منه او ربا حامل فقه وليس بفقيه والفقه ليس فقه الفروع وانما يعني كل الدين فاذا قال ليس بفقيه يعني ما يفهم المعنى او رب فقه وليس بفقيه او الى من هو افقه يعني لايقدر يغوص في المعاني كالمنقول اليه من الاجيال اللاحقة ولا يقدر فهم معاني القرآن والتدبر فيها وفي طبقاتها والتدرج في الوصول اليها وهي بالتالي اعظم من الجمود على سطح الالفاظ وانما الفرق بين المجتهدين والعوام وبين علماء التفسير والعوام هو هذا والا انت اشطب على كل علماء التفسير المسلمين
فاذن الاصل ان التفسير للمعاني وراء ما يدرك العوام امر متسالم بين علماء المذاهب اما انت لا تؤمن به فانت رجل سطحي جمودي فاذا بيانات الوحي تحتاج الى الفقهاء والعلماء ومن ثم اجيال العلماء في كل مذاهب المسلمين جيلا بعد جيل يخوضون في المعاني اكثر فاكثر
فممنوع ان تقف على الساحل وانما يجب ان تتدبر في بحر القرآن وتغوص فيه افلا يتدبرون القرآن ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر? ولكن بموازين وهم بموازين سفن النجاة وهم اهل البيت وهم المعلمون كيفية الغوص
اجمالا هذه امور واضحة لكنه يزايد بها كالدجل
المهم الميزان هو انه كلمة لا تنقض اليقين بالشك بين القرن الاول والقرون السابقة عند الفقهاء وبين القرون الاخيرة فالاصل في المعنى لا تنقض اليقين بالشك الى ما شاء الله فهذه ليست هرطقات من المجتهدين والفقهاء هذه عبارة عن شواهد ضمن ادلة وضمن براهين لان القدماء افترض ما وقفوا عليها فهل المتأخرين ليس لهم الحق ان يقفوا عليها ويغوصون فيها ؟ ما هذا المنطق?
المهم نحن ابناء الدليل اينما مال نميل فبيانات الوحي قسم منها في المعارف تخاطب الفكر وقوة الفكر والعقل في الانسان ووظائف انشطة العقل وقسم منها يخاطب القلب والوجدان والضمير ومن الضروري لكي يكتشف الانسان نفسه ان يكتشف الفارق بين الفريقين وهذا يحتاج الى عمر طول عمر الانسان كي يركز على الفارق بين الفريقين حس وخيال وعقل فريق ادراكي فوتوغرافي والفريق مراءة صافية سواء مرآة لصور متحركة او لصور ثابتة
اما في فريق اخر ليس له ذلك فريق حي مع حي مع امور حية يعبر عنها بتعابير عديدة القلب الوجدان والضمير والسر هذا الفريق طبقات عديدة وفريق اخر في الانسان وبيانات القرآن الكريم في المعارف ، فالمعارف ذات لغتين لغة لهذا الفريق ولغة للفريق الاخر
فيجب الانسان لكي يركز ويكتشف نفسه ان يكتشف الفرق بين الفريقين هذا الفريق الادراكي الذي هو علم حصولي وهناك فريق اخر ليس بعلم حصولي وليس مرآة وانما فريق حي يتعامل مع حي ويعبر عنه بتعابير عديدة القلب والوجدان والضمير والسر والاخفى والروح والنفس والمشاعر وكذا
فهذا الفريق هو فريق اخر في الانسان هذه اللغة ولا يتمنونه ابدا بما قدمت ايديهم القلوب اذا تليت عليهم اياته يعني نزلنا احسن الحديث حديث متشابه مثاني تقشعر فقشعريرة القلب غير الفكر واجعل قلبي بحبك متيما فحبك غير الفكر ان ابعدتني الذنوب منك ... فالبعد والقرب هذا غير الفكر فتحت باب فهمي بلذيذ مناجاتهم ففتحت باب فهمي هذه بالباء بالفهم وهذا يحتاج لسبب واللذة غير الفكر ولا تقبل الصلاة للمصلي الا اذا عانق المصلي صلاته فالعناق فكر? كلا المعانقة مع الفريق الثاني
معراج المؤمن او معراج كل تقي هذا العروج هو من الفريق الثاني لا تقبل الصلاة الا بمقدار ما اقبل قلبك عليه فياخذ الاعمال العبادية قوامها الفريق الثاني
ومر بنا ان الحوزات العلمية سددها الله في الفريق الاول كثير ولكن في الفريق الثاني وصاحب الفريق الثاني وهو الاداب فاسهام الحوزات فيها عظيم اما الرياضات القلبية والروحية والشرعية لا غير الشرعية الاسهام فيها قليل ، الصلاة رياضة قربان كل تقي يعني يتقرب ويتحرك روحيا و روحية بهذه الصلاة اذا كنا لا نزاول الصلاة كرياضة روحية لا تكمل حقيقة الصلاة هذه حركات اللسان حركات الفكر لكن هذه ليست روح الصلاة وليست حجية الصلاة هذه مقبلات وممهدات واجبة ولكن الحركة الاصلية للروح وللقلب حسب ما في تبيان اهل البيت
الامام الباقر في كتاب الكافي يقول رحم الله المستضعفين من شيعتنا لا يدرون ان الصلاة كائن غيبي حي شاعر تتعانق وتتواصل معه في الصلاة وكلمات كثيرة عند اهل البيت في الكتب الاربعة فضلا عن غيرها ان الصلاة تنهى فاذا لم تكن كائن حي كيف تنهى? هذي توصية ائمة اهل البيت انها كائن حي تعانقه بالحس والباطن واداركه الحس الباطن لا الحس الظاهري جملة من العلماء خاضوا في هذا المجال لكن ما تم انجازه قليل جدا
الصوم عند الامام الصادق ايضا في كتاب الوسائل يشرحها الامام الصادق نوادر احمد بن محمد بن عيسى الاشعري القمي المرجع الاعلى لقوم في زمان الجواد يذكر رواية بسنده عن الصادق يذكر في مراتب الصيام كله كائن حي شاعر مراتب وللاسف البعض متروك فيها وهذا خطأ فالبطن والاكل والفرش هذي مقبلات لازمة لتصل لحقيقة الصوم وحتى توصيات عند اهل البيت الذين هم على صلاتهم دائمون ففي انسان في الصلاة القلبية لازم دائما يصلي يعني دائما الصلاة الملكوتية لان هذه الصلاة البدنية يستخف بها الصوفية كلا هذه المنطلق والمطار للطائر لابد منه وخلل الصلاة نعم يجب ان نبحث فيه كما بحث النائني والشيخ عبدالكريم الحائري والشهيد الاول لكن هذا الخلل في الصلاة البدنية اعظم منه من الخلل في الصلاة القلبية
فروح الصلاة هي الصلاة القلبية لا الصلاة البدنية فقط فهذا مهم وذاك اهم ولا يترك الاهم للمهم ولا المهم للاهم بخلاف مسلك الصوفية
بيان ثالث لائمة البيت في باب الزكاة في الوسائل يشرح الامام الزكاة القلبية والنفسانية اعظم من زكاة المال يعني في زكاة قلبية بتوسط المال اعظم من الزكاة البدنية فكما الزكاة البدنية زكاة النفسانية ايضا موجودة
واهل البيت بينوا الحج القلبي حول الكعبة وفي طواف قلبي وروحي ونفساني هذا اعظم موجود في الوسائل وموجود في ذيل الاية سورة فاطر ثم اورثنا الكتاب اصطفينا من عبادنا هناك في روايات مستفيضة ومتواتر عن اهل البيت الطواف القلبي ويبين ان اكثر الناس مبتلون بالطواف حول الانا والذي يطوف حول الله عز وجل يعني يطوف حول وجه ربه فقط المعصوم فرقه عن الكعبة اعظم من الكعبة الموجودة ، كعبة القلوب وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه فالغاية من استقبال القبلة هو اتباع الولاية بتبع النبي كما ان الائمة كذلك
فاصل الولاية لله ثم الرسول ثم الاوصياء الا لنعلم من يتبع الرسول ما قال يصدق بالرسول او يؤمن بالرسول قال من يتبع الرسول شبيه قول ابراهيم في سورة ابراهيم اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع ربنا ليقيموا الصلاة يعني كل الشريعة ليقيموها عند البيت فالغاية الولاية فاجعل افئدة من الناس تهوي اليهم فحج القلوب غاية لحج الابدان ولا حج للبدن بدون حج القلب واذا تعكسه يصير حج خاوي يقول دعاء القرآن انما المشركون الذين كانوا يأتون بطقوس الحج نفس الحج او في ثوبي الاحرام طواف او الكعبة نعم هذا الحج الخاوي يقول القرآن عنهم النجس نجس والنجس ما يتقبل ان يكون الحج الحج لله ليس لله انه للشيطان اذا كان الصلاة لال فلان وفلان للحكام الظالمين هذه الصلاة لله وللحكام الظالمين فاذا كنت توالي الظالمين وتوالي الطواغيت وصلاة طاغوتية وترويج للطاغوت فمن يكفر بالطاغوت ، الطاغوت امروا ليكفروا به ويتبرأو منه
هذا هو نص القرآن الا ان تكون علماني علماني فالحج من دون الحج الحقيقي خاوي نجس كما يبين الائمة هنا ليس تعبد من الامام الباقر وانما هنا ارشادة عقلية انما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام يعني لا يأتون للحج هذا الحج الذي فيه تقوية للباطل والشيطان والطواغيت هذا ليس حج لله
لذلك اية عظيمة هي توحيد وتهليل الله على صعيد الولاية فمن يكفر بالطاغوت ما قال فمن يكفر بالاصنام وبالالهة ان فرعون طغى وثمود وفرعون الذين طغوا فكلمة الطغيان ما يستخدم الا في ائمة الباطل والكفر بهم تبرأ وانقطع عن ائمة الباطل حينئذ تقدر تعبد الله
فلاحظ التوحيد في مقام الولاية لا اله الا الله مر بنا نفس الشهادة الاولى اللي هي ثلاث معاني اجمالا نواصلها غدا