الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث العقائد

45/03/09

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: النظام الروحي والقلبي في الوحي

مر بنا هذا الحديث عن الامام الرضا يتعرض فيه الامام سلام الله عليه الى النظام الروحي وهذا امر مهم نلتفت اليه ليس فقط في هذا الحديث الشريف بل في عموم بيانات القرآن وبيانات اهل البيت انه في باب الكمالات والتكامل لدينا مسير تكامل فكري ادراكي حصولي ينتهي الى العقل حيث حس وخيال و وهم وعقل سلسلة العقل النظري لااقل ودعوى عدم ضرورية هذا خطأ فكلا القسمين ضروريان

يقول الصادق عليه السلام ليت السياط على رؤوس اصحابي حتى يتفقهوا في الدين ، يتفقهوا يعني يتفهموا الدين كله والعلوم الدينية كلها نعم ، واية النفر كذلك ليتفقهوا اي يتفهموا كل العلوم الدينية امر عظيم هذا وقد بينها النبي صلى الله عليه واله اية محكمة في العقائد وهذا حديث متواتر او مستفيض العلم كله فضل الا ثلاث اية محكمة اي العقائد وسنة قائمة هي الرياضات الروحية والاخلاق وفقه القلوب والاداب وفريضة عادلة يعني فقه الفروع حيث فقه الفروع يشار اليه بفريضة عادلة يعني فرائض ، فالاية هي واضح فيها المعارف سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق يعني اعتقاد

فصدر الحديث النبوي باهمية ثم السنة القائمة وهي الرياضات الروحية والاخلاق وضرورة هذه العلوم الثلاثة للتكامل ضروري معية ثلاثي شبيهة بجناحي الطائرة جناحان جانبيان وجناح خلفي وهذا الجناح الخلفي صحيح هو خلفي صغير لكنه يتحكم في اصل مسيرة الطائرة فهذا العلوم الثلاثة بهاي الكيفية

التعبير الوحياني العلم ليس بكثرة التعلم ولكنه نور يقذف في قلب من يشاء هذا الحديث يفهم خطأ عند الكثير يعني كسب العلم ليس من الضروري وهذا اشتباه كبير حيث طلب العلم فريضة لازمة في فهم الحقائق الدينية وهذا الالتباس حصل ونشأ من : حفظت شيئا وغابت عنك اشياء و تؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض

فالمنظومية والمجموعية هي الاستقامة وهي الطريق القويم اما اذا اريد افهم الدين من حديث واحد ما يمكن ومن طائفة من الايات كذلك ما يمكن ومن سورة او مجموعة من السور ما يمكن فلا بد من ملاحظة مجموع القرآن وحتى من القرآن وحده ما يمكن لان البشر هو قاصر ولابد من ضم الحديث والحديث من دون القرآن لا يمكن لابد من منظوميتهما معا ففهم الدين لابد ان يكون منظومي مجموعي

واخطر انحراف ان يفهم الانسان الدين من طائفة من الادلة وانما يجب فهمه من المجموعة ومن اللي يفهم الدين

كما لو انه يتمسك شخص بـ ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ) او اتقوا الله ويعلمكم الله ، ولكن القرآن نفسه يقول لولا نفر من فرقة منهم طائفة وليس بينهما تعارض وانما بينهما جمع وتوالف

فمن جهة القرآن يحض على كسب العلم ومن جهة يقول بان الرياضة الروحية مؤثرة ويسميها التقوى و الورع والتقوى رياضة روحية وقلبية ولها درجات وخطبة امير المؤمنين لهمام هذه عبارة عن دورة في الرياضة الروحية وهي للطبقة المتوسطة وليست لكل الطبقات فخطبة المتقين واوصاف المتقين هي دورة في الرياضة الروحية يعالج امير المؤمنين غرفة النفس وغرفة القلب اكثر مما يعالج افعال البدن لانه كل التحكم يأتي من غرفة القلب وغرفة النفس في ابعاد البدن فالمقصود هذا المطلب ان التكامل فكريا فقط وليس قلبيا فقط بل هما معا فاية محكمة بلحاظه وسنة قائمة بلحاظ القلب وفريضة عادلة بلحاظ البدن

ومر بنا ان الحوزات الشريفة وهذه الاجيال من العلماء الذين كابدوا وجاهدوا كل بحسب وسعه وحظه انجز في الجانب الفكري اشياء كثيرة لكن في الجانب القلبي والروحي لابد من الاعتراف انه لم ينجز وبالتالي الخدمة للدين خدمة لا تتناهى و ان الدين متين فاوغل فيه برفق

ففي الجانب القلبي الاسهام بما يمليه الوحي لا بما يمليه نتاج البشر والعرفاء والصوفية والعمل في هذا المسار والمسير ضئيل جدا ويحتاج الى جهود تتمحض في بيان نظام الوحي الروحي ونظام الوحي في القلب والمواد الى ما شاء الله وفي الروايات مر بنا خطبة امير المؤمنين لهمام جلها مبحث في فقه القلوب وفقه حالات الروحية وكثير من خطاب امير المؤمنين يعالج الجانب القلبي والروحي النفسي

فاربعة علوم في هذا المسار كما هو في علم الكلام والتفسير والحديث والفلسفة والعرفان النظري وفي جانب العقل النظري كذلك في جانب العقل العملي او القلب او الروح والنفس ايضا اربعة علوم :

    1. فقه القلوب

    2. فقه الرياضات الروحية

    3. فقه الاخلاق

    4. فقه الاداب

طبعا حتى في علم الاخلاق بحوث كتب تحليلية منظومية نتاج حوزوي فيها هذا بحمد الله اشبعه علمائنا الاعلام في فقه الاداب الكثير الكثير مثل كتاب حلية المتقين هي دورة عظيمة في الاداب الشرعية والمفروض ان في بيت كل مؤمن حلية المتقين موجود من اداب العشرة واداب الطعام واداب قضاء الحاجة واداب الحمام واداب النكاح واداب المعاملات واداب الفقه السياسي موجود فيه ثم ما هو الفرق بين الاداب والاخلاق والرياضات الروحية وما وما الفرق بين هذه الثلاثة وفقه القلوب؟ هذه اربعة علوم عبروا حيث رادار الوجدان في الانسان يراد له ترويض وتنمية ، فكيف الفكر بالترويض ينمو؟ كذلك القلب والروح والنفس والوجدان والضمير بالترويض ينمو

وخطورة هذا جانب يعبرون عنها ايضا بالمشاعر الباطنة في الانسان فللإنسان سمع باطن يعني خفي وبصر خفي وذائقة خفية ولمس خفي وحتى الرائحة خفية طبعا احاديث اهل البيت والقرآن ان الانسان لديه اجسام بالفعل لانها هذا متواتر في بيانات اهل البيت وفي طوائف عديدة وعلى رحاها تدور رحى مشاعر الباطنة والرياضة الباطنة وبيانات اهل البيت ليس كبيانات البشر الصوفية والعرفاء

ودعاء كميل كما يتعرض للجانب الفكري الاعتقادي يتعرض الى الجانب القلبي التوحيدي والتوحيد في نظامه وصياغته تختلف عن صياغة التوحيد في العقل الفكري ولازم يتنبه اليه والاعتقاد بنبوة السيد الانبياء في العقل الفكري والنظري تختلف صبغه ولغته عن العقل العملي او القلبي او الوجداني فاهل البيت في اللغة العقلية الفكرية يعبر عنهم بافضل الناس والامام هو القيادة العصرية وصاحب العصر والزم يجب ان تفوق قياداته العصرية المعاصرة الراهنة هذه لغة فكرية المعلومة الموجودات عند كل حاسوبات الدنيا في ادارة الارض هذه قطرة في معلومات صاحب العصر والزمان في ادارة الارض وسابقا كانوا يقولون غلو ولما تطور عقلهم قالوا ضرورة القيادة المتطورة للارض هذه لغة عقل فكري

ولكن لغة القلبية الروحية النفسانية للامام والموالاة لغة اخرى وسبك اخر

وفتحت باب فمي بلذيذ مناجاتهم هذا الفهم عقل فكري وبلذيذ مناجاتهم لذة المشاعر الباطنة لغة قلبية نفسانية روحية

هذه الحياة تنبض بالقلب وهو حي نابض والوجدان نبض وجداني بينما فتحت باب فهمي يقول عنه مراة صافية كمراتب عين اليقين وحق اليقين وعلم اليقين فدائما الفكر صور منعكسة سواء في المتحرك او في المجامد لكن الوجدان والقلب هذا عيش محسوس وجداني تجده

ومن ثم يسمى مشاعر باطنة وهذا النظام موجود في الوحي وفي القرآن وفي الروايات يجب اكتشافه كبقية العلوم الدينية ما هي القواعد الاولية في الطبقة الاولى والطبقة الثانية والتبويب الذي فيهي وفعللل وتفعل

وهذا لم يخض الوحي فيه بطرا او جزافا لان الانسان ليس فكر محض وانما الانسان وجدان ايضا وكثير ما يدرك الانسان حقائق بالفكر لكنه لا ينصاع له قلب شبيه ما يقال من جدلية في شعائر الامام الحسين هل هي فكر وعبرة فقط ؟ او عبرة ايضا؟ العبرة يعني جانب الوجداني البكاءي دليل على تنشيط الجانب القلبي في الانسان فعظمة البكاء من هذه الجهة انه ينشط جانب الوجدان والقلب والروح في الانسان ولذلك قيمة عظيمة لقطرة من البكاء منه لان هو عبارة عن تنشيط وصدقية تفاعل وجداني بحقيقة منهج سيد الشهداء وظلامته عبرة وعبرة كما ورد في بعض زيارات سيد الشهداء من احترق قلبه لمصاب هذا قلب الروح وليس قلب الفكر من توجع قلبه هذا ليس بفكر هذا وجدان وروح ومشاعر باطنة

قل لا اسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى المودة عبارة عن فعل قلبي وجداني ضميري مشاعري باطني وليس فكري ، لماذا افترض الله في الولاية عنوان المودة؟ ولم يقل فقط امنوا ولم يقل صدقوا فقط ، هذا يكفي صدقوا كمسار فكري يجب ان يكون في جانب الايمان مسار قلبي روحي نفسي مشاعري باطني وهي المودة المودة وداد شديد في القلب يود احدهم لو يعمر الف سنة لاحظ يعني هذا الحرص الشديد يسمى مودة لذلك ليس لكل شيعة نحن محبين ولسنا شيعة ، الشيعة لا اقل كما يقول سيد الانبياء يقيم اعظم فريضة وهي المودة اغلبنا لم نؤهل انفسنا لنؤدي فريضة المودة نحن محبين ان شاء الله وموالين

فنحن المقصرون في اعظم فريضة وهي اعظم من الصلاة والصوم والحج ومن كل شيء لانه حرصنا الشديد على شهواتنا واهوائنا هي الاصل وانانيتنا هي وحرصنا الشديد واما ما حب النبي واهل بيته يعني اللقلقية اللسانية الموجودة عندنا وقصة ابوهارون والتنور هي مثال على ذلك انه دخل التنور بدون اي سؤال

فلان فريضة المودة غير موجودة عندنا اكثر المؤمنين لا يقيمون فريضة المودة بنص روايات ال البيت فلم يفرض علينا المودة ؟ المودة هي الحرص الشديد نعم لو يملأ قلبي غرام شأن معين من الشهوات هذا يمتلك قلبي وهل حب اهل البيت يمتلي قلوبنا؟ المحبة موجودة ام لا ؟ فاكبر فريضة هي المودة تتوقف على فهم النظام القلبي الروحي وهو اعظم فريضة في الدين بعد التوحيد والنبوة بل هي عين التوحيد قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ولكن في اية المودة يقول المحبة هذه درجة نازلة من فريضة المودة لله وللرسول وذي القربى ، فالفريضة الاصلية المحبة فريضة نازلة هذا من يستطيع ان يقيمها ؟ هي تعتمد على فهم النظام القلبي اذن مسير النظام القلبي هومسير الزامي من الوحي بلغة واحدة بلغة الوحي وبنظام الوحي لا بنتاج بشري.