الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث العقائد

44/11/22

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: شؤون عالم الاسماء بين المخلوقية والتجلي

مربنا ان الحديث الثاني للامام الصادق وقبله الباقر وقبلهما امير المؤمنين ع يشير الى ان الاسماء او الصفات هي كل اسم وكل صفة على مراتب لا مرتبة واحدة وهذا ما ينبه على كونها مخلوقة فجانب الشدة والضعف يبين انها مخلوقة ، ما يتفاوت مخلوق اسألك من بهائك بابهاه ، ما دام البهاء الالهي فيه ابهى وابهى وابهى يعني تفاوت وكل بهائك بهيئ اللهم اني اسألك من علمك بانفذه ومن نورك بانوره من قدرتك باطولها وكل قدرتك مستطيلة فلما يكون تفاوت في الاسم الواحد شدة وشدة لطيف وكل بهائك بهيءء لا يوجد نقص لكن شدة واشد واشد اللهم اني اسألك من علوك باعلاه وكل علوك عال اللهم اني اسألك بعلوك كله ،ـ اذن التفاوت موجود في نفس العلو ، والتفاوت في الذات الالهية محال اذن هذه مخلوقات

مر بنا الان الذي يحضرني ثلاث براهين عقلية وقطعا اكثر في بيانات اهل البيت عليهم السلام احدها يبينها امير المؤمنين وثانيها يبينها الباقر في دعاء البهاء وثالثها يبينها الصادق في اصول الكافي ان الكثرة والوحدة الذي يبينه امير المؤمنين اثنينية والحد والعدد والذي يبينه الباقر التفاوت والذي يبينه الصادق الكثرة والوحدة فهي ثلاث براهين الان يحضرني ثلاث براهين عقلية يقيمها ائمة اهل البيت عليهم السلام على مخلوقية الاسماء الالهية

قل ادعوا الله الاسم او ادعوا الرحمن الاسم ايا ما تدعو فله الاسماء الحسنى فلمسمى يملك ويقهر هذه الاسماء ، الاسماء اذن مخلوقة وفيها تفاوت في الاسم الواحد وفيها كثر وكذا

فهذه الاسماء الالهية ببيان العقلي الدقيق الغامض من اهل البيت عليهم السلام ليست فيها طابع المخلوقية الا هذه الحيثيات الخفية ، مثلا الكثرة حيثية خفية للمخلوق او التفاوت شدة واشد حيثية خفية للمخلوق والا فالاسماء لا ترى فيها مخلوقية معنى انها مخلوقة ولكن لخلوصها ونقائها لا ترى فيها ولا تشم منها مخلوقية لكن الشم هذا من باب كناية مجاز عقلي اي لا يلوح منها في الادراك طابع المخلوقية فعالم الاسماء هي الوهية وهي مخلوقية ، الوهية من ناحية تجلي الذات المسمى فيها ومخلوقية لذاتها

ومر بنا توصية اهل البيت عليهم السلام انه قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن المنتهى هو المسمى وليس الاسماء ولكن لا طريق لنا للمسمى الا بالاسماء

في بيانات عديدة لاهل البيت في القرآن هكذا ايضا ان معرفة الله لا يمكن ان تتم بالمخلوقات الا بمن ؟ الا بوساطة معرفة الاسماء وهو بحث وجدل عظيم

في حين ان الاسماء ذات المسمى يهيمن على الاسماء لا العكس فالاسماء لا تهيمن على المسمى ومع ذلك السبيل الى المسمى هي الاسماء فبين حيثيتين لابد من الالتفات اليهم

من ثم ورد في بيان الوحي وذر الذين يلحدون في اسمائهم ، هي الايات هي الكلمات هي الاسماء ما شئت فعبر

فاذن هناك فرق بين شئون واحكام عالم الاسماء وعالم المخلوقات الاخرى ، ففرق عظيم ان في المخلوقات الاخرى انت تكتشف بسهولة مخلوقيتها ، كالعرش العظيم بالتالي مخلوق واللوح والقلم والكتاب مثلا بحرية البحر بعد مخلوقيتها فيها واضحة من هالقبيل عوالم المخلوقات

اما لما تقول القادر ما تلتفت الى مخلوقيته ، القدرة دون القادر بمعنى وان كان تقارب شديد بينهم

فاذن عالم الاسماء كما نظر لذلك العرفاء في العرفان النظري وليس كلامي في الدراويش ايضا التفتوا الى هذه النقاط التي يثيرها بيانات اهل البيت عليهم السلام ان عالم الاسماء اين كانت هي? خلق الهي مخلوق الهي من الله فيض من الله كلمة فيض يعني مخلوق لكن هذا المخلوق وهذا الفيض اقدس واعظم من بقية ما دونه من المخلوقات تأكيد كثير بيانات الوحي قرآنيا هو رواية قدسية الاسماء وطهر الاسماء يعني مقدسة طاهرة عن ان يرى فيها مخلوقية المخلوق ، خالصة في تجلي ذات المسمى

فعالم الاسماء كمخلوق لا يترتب عليه احكام عوالم المخلوقات النازلة الضعيفة المرتطمة كثيرا باحكام المخلوق بل عالم الاسماء يعني كما في حديث الحقيقة لامير المؤمنين : نور يشرق من صبح الازل ، هذا الحديث شرحه العلامة الحلي رحمة الله كتابه حجريا مطبوع

في عالم الاسماء ما ذكره امير المؤمنين محو الموهوب وصحو المعلوم حاصل ،

اجمالا هذي المراحل التي يذكرها امير المؤمنين في حديث الحقيقة الذي يرويه كميل عن امير المؤمنين يسأله عن الحقيقة ؟ قال : وما انت و الحقيقة ؟ قال الست صاحب سرك؟ قال انما يطفح عليك ، على اية حال هو رشيد الهجري الذي كان عنده قدرة وعنده علم المنايا والبلايا وعنده على ما في الروايات الموجودة قدرة على انشاء الاجسام ، ينشئ اجسام لنفسه متناسقة في ان واحد في اماكن متعددة المهم رشيد وما اداك ما رشيد ؟ مع ذلك الامام موسى بن جعفر يقول : رشيد مستضعف وليس مستبصر ، وهذا في اصول الكافي ، مستبصر في مقابل مستضعف

تقسيم الاديان الذي ذكره امير المؤمنين في اول نهج البلاغة جدا عظيم وهذا الحديث الحقيقة

اذ: الاولى كشف سبحات الجلال من غير اشارة وهذه مرارا شرحناها انه بهذه الالفاظ عن الامام الرضا نفس هذا المطلب كشف سبحات الجلال من غير اشارة علي بن موسى الرضا شرحها في حديث عيون اخبار الرضا سنعيد يعني حديث الحقيقة لا يظن ظان انها مقتصر على هذا الحديث واين سنده واين مصدره كل معادلة من المعادلات الست المذكورة في حديث الحقيقة موزع في بيانات اهل البيت بالفاظ اخرى وهذا فرق الفقيه عمن? عن القشري والراوي القشري او المحدث القشري فقيه محدث يختلف عن فقيه محدث حشوي قشري يسبح فقط في اللفظ بينما الفقيه يتتبع المعنى

رحمة الله عليه جد صاحب الجواهر من طرف الام من علماء جبل عالم اسمه الملا الشريف الفتوني من نسل قاضي بن براج البغدادي هاجر الى بولس مرجع في معاصر للشيخ الطوسي تتلمذ على السيد المرتضى وشيئا ما تتلمذ على الشيخ الطوسي ومع ذلك كانت مرجعيته في عرض مرجعية استاذه ولكن في لبنان هو بغدادي طلبه لبنان المهم هذا عنده كتاب في الامامة اسمه رياض العالمين كثير من الكبار قالوا لم يكتب في الامامة مثله عشر مجلدات الان تقريبا طبع المقصود هو فقيه متبحر في الفقه ومتبحر في الحديث تجمع بينهما انفجار تبحر في الفقه اي فقه العلوم الدينية لا فقط الفروع ومتبحر في الحديث وفي التفسير بعد عنده تفسير مرآة الانوار مجلد واحد عظيم

كشف سبحات الجلال هذا اين مصدره ؟ معناه موجود في الادعية او في بيانات الائمة كثير كشف سبحات الجلال من غير اشارة ،

فلما رأته حسب لجة وكشفت عن ساقيها قيل لها انه صرح ممرد يعني غيبت

محو الموهوب مع صحو المعلوم هذه ثلاث

الرابعة : هتك الستر لغلبة السر والخمسة : جذب الاحدية بصفة التوحيد السادسة : نور يشرق من صبح الازل السابعة : اطفئ السراج فقد طلع الصباح هذه السبعة

المقصود من هذا المطلب ان مبحث الاسماء مبحث غامض لانه كما مر بنا في جملة من فرق الاسماء ان هذه المراحل التي ذكرها امير المؤمنين هذه موجودة تلقائيا في بدء خلقة عالم الاسماء ، هذي المراحل السبعة ابتداء وتلقائيا موجودة في عالم الاسماء

ولا يقول لي قائل هذا الحديث اي شيء هو سنده وما هو مصدره? اقول لك مصدره وسنده منظومة من الاحاديث بالفاظ منها حديث الامام لرضا عن المرآة ـ، خلق الله المرآة وخلق فيها اسرارا من المعاني

ومنها هذه الاية الكريمة قل ادعوا الله او ادعو الرحمن ايا ما تدعو فله الاسماء الحسنى ونفس هذا البيان في الاية القرآنية يشير لبعض المراحل السبع التي ذكرها امير المؤمنين : و ذر الذين يلحدون في اسمائه ، فمجموع بيانات بالفاظ ومعاني مختلفة تشير الى المعنى النهائي السباعي اللي اشار له منظوميا في هذا الحديث

 

المهم في هذا المطلب ان عالم الاسماء تلقائيا في ابتداء خلقتها محي الموهوم فيها ، و كشف سبحات الجلال فيها يعني التجلي ومحي الموهوم فيها واصحي المعلوم وكشف الستر اي ستر حجاب المخلوق هتك الستر ، الستر يعني التجلي الالهي اللي هو ما وراءها المسمى

جذب الاحدية .. الاحدية ليس كثرة هنا عالم الاسماء جذب الاحدية بصفة التوحيد لا بصفة الكثرة ، الكثرة عالم الاسماء انت اعبر الى وراء الاسماء جذب الاحدية بصفة التوحيد احد وتوحيد احد و واحد

فيلوح على هياكل التوحيد اثاره وهل التوحيد لهو هياكل? اي شيء هو هياكل? قد يراد من هذه يعني كثرة الاسماء كل اسم هيكل توحيدي يتجلى فيه التوحيد والتوحيد وراءه نور يشرق من صبح الازل على هياكل التوحيد قال قال زدني قال اطفيء السراج هذه قاعدة سابعة

المقصود فهنا اذن هذه عالم الاسماء معقد مثل تعقيد حديث الحقيقة او كذا لا مخلوق ولا قال خالق ، لا ان عندنا شيء واسطة لا هو مخلوق ولا هو خالق او مخلوق وخالق لا اعوذ بالله ليس هكذا ولكن مثل ما يقال ان عليا ممسوس في ذات الله او السكينة سلام الله عليها ممسوسة وهذا نوع من الخلوص ان يفني الانسان ارادته لا يتوجه الى انانية نفسه وانما يتخلص من سجن الانانية الى الذات الالهية خلوص يعني الانانية تفنى ، تفنى لا ان المخلوق يصير خالق كلا بمعنى ظلمة المخلوقية تنقشع من الانانية الظلامية بخلاف تجلي النور الالهي

على كل هذه الشؤون معقدة لبحث عالم الاسماء تشير اليه الروايات