44/11/18
الموضوع: شؤون الأسماء إلهية أو خلقية
كنا في هذا الحديث الشريف للامام الصادق حول التوحيد حيث قال عليه السلام رفيعا في اعلى علوه
ومرت بنا قاعدة مهمة جدا في صفات الله وفي اسماءه بغض النظر عن الثمرة التي ذكرناها ان الاسم الواحد او الصفة الواحدة متفاوتة شدة وضعفا
هذا التفاوت احد ثمراته برهان على ان الاسماء او الصفات مخلوقة لكن ليست على نمط مخلوقية المخلوقات هي مخلوق لا يرى فيها المخلوقية ولا يرى فيه الا التجلي الالهي فيختلف
اذن ليست المخلوقات كلها على درجة نظام مخلوقية واحدة وهذا جدا مهم يعني مخلوقية المخلوقات ليست لها احكام موحدة في درجة واحدة مع انها مخلوقة
ومن الابتعاد عن الحقيقة جدا تسوية المخلوقات في ضمن مجموعة احكام موحدة كلها ، لانه اذا كان مخلوق حيثياته كله او جملة حيثياته او جل حيثياته او كل حيثياته الا الا هي التجلي الالهي حينئذ هل تضاف الى هذا المخلوق احكام المخلوقية والعياذ بالله ؟ هو مخلوق نعم لكن ان اضفت اليه حكمت عليه باحكام المخلوقيات والعياذ انك حكمت على المتجلي به وهو الذات الالهية وهذا لا يصح
فهو يأخذ احكام الهية مع انه مخلوق يأخذ بمعنى تتجلى فيه احكام الهية ، مثلا الاسم الازلي تتجلى به الديمومة والازلية الالهية فالان رائحة الحدوث موجودة في الاسم الازلي? لا ، ان اضفت اليه احكام الحدوث هذا الاسم اذن خرج عن ان يكون اسم ازلي فليس باسم ازلي او اسم سرمدي او الاسم الاول تضيف اليه احكام غير الاولية كيف يصير? او اسم الاخر او اسم الحي تضيف له اسم الميت ما يصير ولا يمكن او اسم الغني تضيف اليه فقر المخلوق ما يمكن مع انه مخلوق هو فقير الى الله لكن ما يمكن تستضيف له ، لانه ان اضفت اليه الفقر لم تضفه وانما تضيفه للمتجلي به ، ففي حين ان هذه الاحكام الالهية ليست له انما هي للمتجلى به في حين لا تنسب اليه احكام المخلوقية ففي حين ان احكام الالهية هي للمتجلى به يتقرر اذا قلنا ان هذه الاحكام الالهية التي للاسماء لها بالذات بخلاف ما اذا قلنا لها بتبع الذات الالهية وبتبع المسمى والمتجلي بها فاذا قلنا ان لها احكام بذاتها هذا غلو في الاسماء
شبيه كلام الامام الصادق ينبه ويحذر هذه من عبد الاسم دون المسمى فقد الحد ومن عبد الاسم والمسمى فقد اشرك ومن عبد المسمى دون الاسم فقد وحد ، هذا فقد وحد لا يناله ولا يوحده الا الائمة وهذا النمط من الشرك اللي يقوله الامام الصادق نظير ما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون عبد المسمى دون الاسم
المهم فالاسماء فيها غلو وفيها تقصير والتقصير في الاسماء يؤول الى التقصير في المسمى فالمبحث صعب معقد الاسماء صعوبتها وتعقيدها في هذا الجانب لاحظ نظام القرآن زنظام المعلومات في القرآن عن الاسماء من جهة يقول القرآن الكريم تبارك اسم ربك ذو الجلال هذه ذو الجلال والاكرام فمن جهة يقول سبح اسم ربك وفي سورة الاعلى سبح اسم ربك الاعلى الذي خل فسوى فاسند الى من? الذي يسبح الاسم سبح اسم ربك
بسم الله الرحمن الرحيم الاستعانة بمن? بالذات المسمى مباشرة او بالاسم ؟ لماذا انتم مشركون? تستعينون بالاسم? معذرة هذه اثارة ابليسية ابليس له اثارات بين فينة واخرى بسم الله الرحمن بالله لو بسم الله الاستعانة في منافاة بين اياك نعبد واياك نستعين وبين ان تستعين بالاسم ؟
كما يقول اهل البيت اعظم اية في القرآن البسملة ، بسم الباء للاستعانة افتتاح ابتداء ما شئت ، ففسر الباء بالتالي بمن? بالاسم بسم بسم الله لكن هذا الحكم الذي هو للاسم حكم له تبع للمسمى فمن جهة يقول سبح اسم ربك ومن جهة يقول استعن بالاسم من جهة يقول ادعوا الاسم الله ادعو الاسم الرحمن ادع الاسماء قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن او ادعوا اي اسم فليس من السهل حيث ان العبادة ما هي? هي نية التقرب ، نية التقرب ما هي? سير قلبي ام ماذا ؟ توجه قلبي? ما هو التقرب في النية ؟ النية فعل القلب نعم فماذا يفعل القلب عندما ينوي ويقصد ؟ يقصد اي يتوجه ، القصد الى الله بالقلوب ابلغ من اتعاب الجوارح
عدة حكم للامام الجواد في هذا المجال فالقلب عندما يتوجه ويتحرك ويسير ويسلك وما شابه ذلك في النية ، اذن ادعوا هو تقرب وهو توجه في صميم العبادة تتحقق لذات المسمى بتوسط الاسم ليس الاسم ذاتا والا يكون من عبد الاسم دون مسمى او من عبد الاسم والمسمى ولكن من اراد ان يعبد المسمى دون الاسم هل يمكن له ان يعبد المسمى دون الاسم بدون الاسم? قاتل الله من ينكر هذا ويقول الاسماء يعني دورها معطل كيف معطل? لا تقصير ولا غلو في الاسماء ، اما انك تريد ان تقصر في الاسماء ماذا يحذر القرآن? قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعو فله الاسماء الحسنى ، لا تخاف هذه الاسماء ستقودك الى الله والى المسمى لله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسماءه ، التقصير في الاسماء قطع الطريق الى الله فالاسماء امرها صعب مستصعب بين بين ان لم تضف لها الشؤون الالهية الحدت عنها وان اضفتها الشؤون الالهية على ان لها بذاتها او بمعية الباري اصبحت شرك خفي او الحاد وان اعتبرتها سبيل الى الله لكن سبيل حصري الى الله
السقيفة صياغة جديدة لابليس والسقيفة موجودة حتى عند العرفاء والعياذ بالله ، هناك سقيفة في علم العرفان ما ادري سامعين بها? ما اقول سقيفة سياسية في بني ساعدة او دينية هناك سقيفة في علم العرفان وسقيفة عند الصوفية ما اقول كله لكن فيه سقيفة يعني ماذا? يعني نستبدل امير المؤمنين علي ابن ابي طالب وبدل ائمة اهل البيت يمكن ان يكون قطب اخر هذا يعبر عنه بسقيفة معنوية وتمرد ابليسي اخر
كذلك يمكن ان تقرر السقيفة في عالم الاسماء يعني الاسماء لا دور لها
وفي القرآن الكريم اشارة ان من يتوسل بالاسماء غير الالهية ما على ببالي الاية يتوسل بغير اسماء الله اسماء اعداء الله يلحد عن الطريق ، الان الاية غايبة عن بالي مضمون الاية هكذا ان هي الا اسماء سميتموها ما انزل الله بها من سلطان او ذلك بان الله هو الحق وانما يدعون من دونه هو الباطل
نعم الاسماء اذا استبدلت عن الاسماء الالهية باسماء اخرى الاسماء الاخرى هي ائمة الباطل ومن ضمن ائمة الباطل استكبار النفس فتراث اهل البيت ما يجي على باله وانما عقله القاصر هو ميزان التوحيد والشرك فيجعل من نفسه صنم علمي ويجعل نفسه ميزان هو يشخص الحق من الباطل هو لا غيره ، كل التراث الوحياني يعبث به ، يعني بدل ما يتبع الضوابط الوحيانية هو يلون ويلوي عنق الدلالات الوحيانية ، لا اريكم الا ما ارى التوحيد هو الذي اراه وكل غير ذلك فلا
لاحظ هذي يتعصب لنفسه اكثر من ضوابط الوحي ويرمي بضوابط الوحي بالطعن اما ما ينبثق عن ذاته فهو النبوة الكبرى ما ينبثق من عقله كذا
لذلك كتب عن بعض الوهابية الذين استبصروا قالوا محمد بن عبد الوهاب داعية او نبي انتوا جعلتوه نبي لانه تعطفون كل التراث وتحاكمون فيه كلام محمد بن عبد الوهاب ،ـ بدل ما تعطفون كلامه على كلام النبي تعطفون كلام النبي على كلام القرآن تعطفوه على من? الميزان الذي ذكره محمد بن عبد الوهاب
طبعا ليس فقط محمد بن عبد الوهاب واحد هذا حتى عندنا في الوسط الداخلي محمد ابن عبد الوهاب اخر ، الميزان ما ما اذكره انا الباحث المحقق كل التراث لا يوزن بما اقول ، هذه واقعا فرعونية عجيبة ونمرودية عجيبة وصنمية جبت وطاغوت او من يقول ان العالم الفلاني كل ما يقوله هو الميزان فيعطف التراث كله على العالم الفلاني ، الكلمات التي حددها العالم الفلاني الفيلسوف المتكلم المفسر الفقيه ما شئت ... كلا ? لا امام الثالث عشر هذا صار اخر
المشكلة انه كثيرا ما نفس الطاعنين بالغلو يغلون في انفسهم ويغفلون ، الحين المشكلة هذا الطاعن بالغلو هو الميزان الاكبر شبيهة للجدلية الموجودة حجية العقل البشري او حجية الوحي ، يجعل حجية العقل البشري فوق حجية الوحي ، يعني ما يجعل العقل البشري متعلم? كلا يجعل العقل البشري معلم وليس متعلم ، متعلم شأن ومعلم شأن اخر
المهم نرجع الى بحث الاسماء اذن في بحث الاسماء بحث صعب مستصعب معقد من جهة ان لم تنزه الاسماء ... كم مورد سبح اسم ربك? ولو باشتقاقات مختلفة ؟ هي متعددة في القرآن هذا التسبيح سبح اسم ربك امر عبادي وطقوس عبادية ؟ او طقوس عقائدية ؟ سبح اسم ربك طقس عقائدي او هو طقس عبادي ؟ انه طقس عقائدي معرفي ، يعني نزهها عقلا ، من المخاطب بسبح اسم ربك? العقل لو اللسان ؟ لو اللسان فقط والخواطر الذهنية فقط ؟ او المخاطب هو العقل والقلب ، اعظم مكلف كلف في العقائد والمعارف من? جوهر النفس لا جوهر الروح? لا قوة الفكر? لا من? العقل والقلب ، بك اثيب وبك اعاقب يعني انت المخاطب الاصلي ، اصلا البقية من قوى الانسان مخاطبة تبعا لك ، بك اعاقب انت امام لهم فاذا مسئولية المعارف اعظم مسؤولية تقع على عاتق العقل والقلب
فعندما يأمر الله عز وجل بامور عقائدية اول من يخاطب بذلك هو العقل والقلب من ضمن تلك الاوامر الالهية سبح اسم ربك الاعلى ، من الذي يسبح وينزه? انت ايها العقل و القلب نزه الاسم الالهي عن الاسماء الدنسة الحطيطة المنحطة
اسم الهي هذا ولله المثل الاعلى فالاسم ليس بمثابة المثل اعلى يجب ان يكون ، لا تجيب والعياذ بالله مثل دون الاعلى ، حيث المثل دون الاعلى مثل سوء لا يتناسب الذات الالهية ولله المثل الاعلى
لاحظ مثل وله الاسماء الحسنى وله المثل الاعلى في السماوات والارض ، الاعلى هنا وصف من ؟ وصف المثل ، سبح اسم ربك الاعلى في علم النحو القاعدة لما يأتي وصف المضاف والمضاف اليه القاعدة ان يكون وصف للمضاف لا للمضاف اليه ، و ان كان في سورة الرحمن اخر سورة الرحمن هي وصف للمضاف اليه لكن في وسط سورة الرحمن الوصف لمن? ذو الجلال والاكرام ، فنفس الاسم الباري تعالى قال جل وعز اسمه ، في الكتب القديمة والكافي شايفين ماذا يقولون? جل وعز ، وبعضهم ماذا? جل وعز اسمه ، اذن الاسم فيه عزة فكيف بالمسمى?
فلاحظ في نظام القرآن في عالم الاسماء يسند الشؤون الالهية الى الاسم في حين يقول لك التفت و له الاسماء اي الاسماء مقهورة واحكامها تابعة للمسمى هذه النظرة المتوازنة لا تكفر بالاسماء ولا تغلو بالاسماء الكفر بالاسماء كفر بالله