44/11/14
الموضوع: مدارية المتن الوساطة التكوينية للنقل لا الاعتبارية
كنا في شرح الكليني لمنهجه في العقائد وصريح كلامه ان القراءة العقلية لمتون الوحي هي العمدة والمدار وان دور النقل دور في الوساطة التكوينية ليس الا ، لا ان الحجية في العقائد منوطة بحجية النقل واعتباره
وهذا صريح كلامه نعم مرهون بالوساطة التكوينية فنعم ولكنه ليس مرهون بوساطة حجية النقل واعتباره
الكمباني وغيره يقولون ان عمدة الايات التي استدل بها على حجية خبر واحد هي ليست في خصوص خبر العدل وكذا العراقي والشيخ وصاحب الكفاية واكثر الاعلام الاصوليين قالوا بان الادلة التي استدل بها على حجية خبر العادل هي ليست واردة في ذلك نعم هي تتعرض لذلك وتدل عليه لكن ليس مفادها وليس المركز الاساسي لها ، وهذه نقطة جدا ثمينة ولطيفة ومفادها الاساسي هو انشاء الوجوب الكفائي لتبليغ علوم الوحي جيلا بعد جيل او فقل هي في صدد وجوب اقامة اليات تكوينية لتوليد العلم التكويني يعني النقل بكثرة و التآزر والتكاثر في النقل بغض النظر عن صفة احادية الطرق وانما نفس التكثر لان الشارع في صدد ايجاد العلم بالمواد الوحيانية وقا ل : يعلمهم ...
فلولانفر او كل فرقة منهم طائفة هي مجموعة وحتى الادلة التي وردت في فتوى الفقيه ليست في صدد حجية الفقيه الواحد ولو كان اعلم لانها لا تدل وانما هي تدل ولكن ليس هذا مركزها وانما هو تصدي الجهاز الديني الحوزوي مجموعا ليحفظ لعامة الناس الاحكام الشرعية مثلا الفقيه في مقام الاستنباط يستدل بعشر روايات او خمس روايات معتبرة فهو يجتهد على واحدة منها او عموم استغراقي او عمومها مجموعين ؟
وهذا ليس فقط في الفقه بل حتى في الفلسفة وفي العرفان وفي التفسير وفي علم الكلام اليس علماء العلوم يستدلون بادلة مستقلة عن بعضها البعض ويكاثرون منها لحال الانضمامية لا الاستقلالية فالاعتماد على الادلة هل بلحاظ الاستغراق او البدلي او المجموعي?
الجواب ليس بدلي والبدلي غير صحيح بل على الاستغراق والمجموع معا فالاستدراق له دور والمجموع له دور ايضا فالهدف الاساسي هو انشاء الوجوب للتعليم وليس لخصوص حجية خبر الثقة اوفتوى المجتهد او او او او وانما لايجاد العلم فالظن المعتبر ليس هدف اصلي وانما هدف هامشي لذلك ترى في الاخبار انه ضعيف ثقة معتبر غير معتبر مقطوع وان كانت تدرس الاخبار وكل منها على حدة دراسة مفككة لكن هذه الدراسة المفككة ليست هي نهاية المطاف شبيه ان تحسب الديون كالدين الفلاني يوم كذا والدين الفلاني يوم كذا لكن هذا كله لكي تحصل مجموع مبلغ الدين
هذه النظرة المجموعية اللي هي الاساس يحصل الغفلة عنها في المباحث وكأنما الهدف هو البعد الفردي في الادلة وهذا لم يتتردد عالم في اي علم من العلوم فهذا الشيء ضروري عند كل العلماء ان العموم المجموعي او الشمولي اعظم من البدلي وكذا في الجهاز الديني فليس هدف الشارع فقط المرجعية العليا او المرجعية الطبقة الاولى او الثانية والثالثة او حتى المجتهدين او حتى انصاف المجتهدات او حتى الافاضل مع احترامنا للجميع وانما هذا الجهاز الديني عموما ليقام به الدين فلا يقوم الدين بمرجع مدينة بل الدين لا يبقى بعدول وصلحاء المؤمنين بل حتى صلحاء المؤمنين الدين لا يكتفى به بل حتى يأتي فساق المؤمنين بادوار يعجز عنها بقية الفئات لنشر الدين وتشييد الدين
فهذه نكتة جدا مهمة ان في الاستدلال وفي الادلة القضية ليست حقيقية وانما الافق مفتوحا وواسع
لماذا كتب الصدوق بعد الكليني من لا يحضره الفقيه? لم لم يكتفي بالكليني? اليس هو لا يكتفي به? كلا لان لا الكليني يستحوذ على كل تراث اهل البيت مهما تعاظم الكليني وكذا الطوسي لما لم يكتفي بما كتبه الشيخان قبله ؟
تراث اهل البيت لا يستحوذ عليه احد ، لماذا معاصري الطوسي وحتى الشيخ المفيد لماذا لم يكتف بالكتب الاربعة وكتب امالي المفيد? ولماذا كتب كتابا روائيا اسماه في سيرة المعصومين الاربعة عشر اسماء بكتاب الارشاد ؟ لم لم يكتفي بما دونه الكليني او الصدوق? التراث اوسع واكبر من ان يقوم به عالم واحد او عالمين اوثلاثة لان هذا تراث يجب ايصاله باليات متعددة
ائمة علماء الامامية ونفس العلماء الامامية هل تجنبوا كل تراث الحديث عند اهل السنة? كلا ، نعم لم يعتمدوه كما اعتمدوا تراث الائمة اني تارك فيكم الثقلين لكن هذا التراث الموجود في الصحاح العشرة هم الائمة يحتجون بما هو حق في كتبهم
هذي سيرة اهل البيت بدأ من سيد الانبياء الى اخرهم يحتج من التوراة لما هو حق انت من حتى تقول اسرائيليات?
وقد اشار اليه الشيخ محمد حسين كاشعف الغطاء في اصل الشيعة واصولها
القرآن في سورة المائدة احتج على اليهود بالتوراة وحاشى للقرآن ان يحتج عليهم بما هو باطل يعني ليس كل التوراة باطل لا زال القرآن ينادي في سورة المائدة ان يعملوا بالتوراة والى يوم القيامة وكذا اهل الناصرى اقاموا التوراة والانجيل
حديث المتوهكون نعم صحيح بانك تجعل التوراة والانجيل مهيمن على القرآن فاذا كان التراث الوحياني بهذه السعة فهل صرف وجود بعض الموضوعات عند اليهود القرآن يبطل كل كتب اليهود ؟؟ وهل وجود غلو لدى النصارى هل يترك كل التراث النصراني? انا اتعجب من هذا التعبير وكانما هو صاحب وحي : واما ما روتها النصيرية فلا يعتمد عليه بتاتا !
من انت تقول بهذا الكلام? او كتاب الهداية لا نعتمد عليه اول كلام انه نصيري وعلى فرض انه لو كان نصيري باي ميزان تقول ذلك? فالقرآن لم يبطل كل تراث النصارى من قال لك بان الغلاة لا يعتمد على تراثهم ؟ لما ذا اذا كان مطابق للمحكمات لا يؤخذ به ؟ هل انت وحي منزل في نهجكم وفي علمكم او اليهود ليسوا اعداء للنبي لتجدن اشد الناس عداوة للذين امنوا اليهود والذين اشركوا مع ذلك القرآن لا يبطل تراثهم فالقرآن يقول سواء كان ناصبيا او كان مغاليا اذا رووا الحق بالموازين والمحكمات يؤخذ بها نعم لا نجعل ما عندهم مهين على ما عند اهل الحق
فالقرآن وما روي عن العترة هو المهيمن لاانه لا يعتمد عليه هم يطعنون بالغلو والنصب وهم وقعوا فيه نفس اصحاب هؤلاء الاقوال غلوا في انفسهم ومنهجهم وفكرهم او نصبوا العداء من اهل البيت ولتراثهم
يثيرها فواضح من الكليني ان حجية المضمون اعظم من حجية الطريق والنقل دوره في الوساطة ليس الا وليست الحجية في العقائد تترتب على النقل ، وانما النقل دوما اصالة تكوينية
انت لاحظ في القرآن الكريم في جملة من احتجاجاته ان مضمون القرآن هو حجة في نفسه ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا او ان زعمتم انكم كذا فاتوا بسورة بمثله فالقرآن يحتج بالمضمون مع ان القرآن اعظم واسطة وحيانية وكذا جبرائيل
يقولون ثبت العرش ثم انقش ، اي عرش ؟ يكفيك الوساطة التكوينية في النقل لكي يصلك النقل بغض النظر على الاعتبار انظر الى ما قيل بغض النظر عمن قاله فالذي لا يحكم موازين وقواعد المتن هو حشوي والمهم عنده الراوي سواء كان المضمون خلاف المحكمات او مع المحكم ملتبس الحال او غير ملتبس الحال فليس الهدف منه المعنى وانما القشر ولذلك يسمونم قشرية حشوية
لذلك الكليني يتابع القواعد العقلية التي بينها امير المؤمن وهي الضوابط العقلية بلغة عقلية يفسرها الكليني ويعتمد على القواعد العقلية لا الظنية التعبدية وبعد ان يشرح للباحث او المستنبط في منظومة بيانات الوحي لان البيانات العقلية المعرفية منظومة وليست لوحدها هي منظومة متناسقة ومترابطة ومتشابكة متصلة ومتواصلة
هذه ليست علم هندسة وانما دراسة كاملة متكاملة عليك بدراسة حلقات عديدة في منظومة الوحيانية
يعني نقطة اخرى منهجية المضمون ولا يكون منهجا مبتورا وهذا خطير بل منهج مترابط منظومي يشهد بعضه ويؤازر بعضه بعضا ويعاضد بعضه مع بعض
هذا شأن كل العلوم حيث كل العلوم هذه طبيعتها اي الهدف توريد العلم وايجاد العلم وتحصيل العلم لا الظن المعتبر هذا ليس هدف ، والتراث الديني كذلك هذا العلم الشبكي الترابطي المنظومي التواصلي الارتباطي لا انه مبتور ومنهج لا علمي كل باب عن باب وكل فصل عن فصل يعني العلوم ليست مبتورة مبعثرة وانما طبيعة قواعد العلوم مترابطة والغوص العلمي ان تكتشف الترابط لا انك تريد هذه النقطة مبتورة وتلك مبتورة ومفككة فاذا كيف تجمع المسائل? هل نجمعها ركاما? عشوائيا ؟ او بضابطة علمية موحدة ؟