44/11/08
الموضوع: النظام العقلي والروائي في معارف الوحي
كنا قد استعرضنا كلام الكليني رحمة الله عليه حيث شرح الكليني احاديث اهل البيت والموقف العلمي من استنباط الكليني لهذه الاحاديث ليس لدينا كتاب مستقل الا ما نقف عليه من شرحه في تضاعيف كتاب الكافي او العناوين اللي انتخبها تدل على ارائه او على استنباطاته العلمية من الاحاديث وفهرسة كل باب وفصوله ومسائله تدل على المسلك العلمي الذي يستنبطه الكليني من احاديث اهل البيت عليهم السلام
هنا من المواضع التي يفصح الكليني عن مكنون فهمه لاحاديث اهل البيت ومنهجه
فلاحظ هنا الكليني لشرحه مقدار التوحيد للخطبة اتى بلغة عقلية محضة لابظنون تعبدية او كذا او ما شابه ذلك انما يتقصى الدلائل البرهانية الموجودة في كلمات امير المؤمنين نظام عقلي مستفاد من الوحي ونظام عقلي ولغة عقلية مستفادة من لغة وحي وصي رسول الله ص
فلاحظ هذا هو المنهج في العقائد ان تكتشفه بلغة عقلية ما هو النظام العقلي في الوحي? ان عقل الوحي ليس كعقل البشر عقله وحياني هذا النظام الذي يؤسس له في العقائد سواء في التوحيد او في الامامة او في النبوة
فبالتالي قراءة المعارف والتراث سواء في القرآن او في احاديث المعصومين عليهم السلام قراءتها قراءة اكتشاف النظام العقلي الوحياني الموجود لا ناخذه بطابع تعبدي يعني ليس ظني هذا منهج عظيم ، والمنهج القوي ان ترفع الابهام ولا تأخذه على جانب ظني اكتشف المقدمات اليقينية الموجودة في لسان الوحي والمقدمات العقلية المبدهة باكتشاف هذا النظام وهذا الهيكل حينئذ تكون انت مجتهد في العقائد ومحقق والا فقط يتلو عليهم اياته ، وانت من اهل التلاوة ونعم بها ولكن غير ويعلمهم الكتاب يتلوه شيء ويعلمهم شيء اخر ومرتبة اخرى يعلمهم يعني يوجد لديهم العلم وينشئ تكوينا لديهم العلم بالتعليم لا بالظن التعبدي ،
يعلمهم تعبير كثير في القرآن الكريم يعلمكم الله ويعلمكم الله ، لا يقاس المخلوق بالخالق مع ذلك احد مقامات الله ما هو? هو معلم يعني ليس من باب مولوية وحجية وانما حجية العلم وليست حجية المولوية وليست حجية امر ومأمور وانما حجية انه يبصرك يرشدك حجية العلم حجية ارشاد يقيني حجية ارشادية ليست مولوية لكنها يقينية و بدرجة اليقين اعظم من الحجية المولوية الظنية لا تردد فيها .
وكما قال الاصوليون القطع حجيته مقدمة على حجية التعبد ، طبعا كل الاصوليين حجية القطع والعلم مقدمة على حجية الظن التعبدي و لا يقاس الظن التعبدي بحجية العلم في باب المعارف وباب الاعتقادات حتى اسس الاخلاق ونظام الاخلاق و الروح قائم على حجية العلم.
نعم قد حدد الاصوليون والمتكلمون وغيرهم ضوابط موازين العلم في بحث حجية القطع في الرسائل وفي الكفاية وفي كتاب القوانين وفي دورة النائني والعراقي والكمباني وغيرهم من العلماء الكثيرون قديما وحديثا او كتاب العلامة العدة هو كتاب في الاصول والعدة كتاب عظيم جدا في اصول الفقه لكن ذكرت مرارا كتاب العدة للشيخ الطوسي عبارة عن دورة في العلوم الاسلامية يستحق المباحثة من اوله لاخره وكان مرسوم في الحوزات العلمية مباحثة كتاب العدة للشيخ الطوسي اما يقرأها الانسان قراءة الاقل قراءة مدارسة بينه وبين نفسه او يتباحث فيها كتاب العدة للشيخ الطوسي اصل هذا الكتاب فيه اصول الفقه لكن فيه علوم القرآن وعلوم الحديث وعلوم الرجال وقواعد علم الرجال وقواعد علم الحديث وقواعد علم التفسير وقواعد علم الكلام يعني هو كما ذكر الكبار العدة للشيخ الطوسي عبارة عن دورة لا اقول الكتاب معصوم وانما كتاب عالم من العلماء يمكن ان ينتقد لكن بالتالي جهد من جهود ، كتاب العدة للشيخ الطوسي مجلدين الان دورة في العلوم الاسلامية ، الان حتى العامة يعتبرون هذا الكتاب مصدرا وكذا في الازهر و العراق لكن بغض النظر عن موقفهم كلامنا في موقفنا الداخلي ايضا كتاب الذريعة الى اصول الشريعة للسيد المرتضى استاذ الشيخ الطوسي تلميذ المفيد هو كتاب في اصول الفقه لكن حقيقة هو كتاب مثل كتاب العدة بل قبل العدة وهو كتاب دورة في العلوم الدينية وقواعد علم الكلام وفيه قواعد علم الرجال وفيه قواعد علم الحديث وفيه قواعد التفسير وفيه دورة مهمة جدا ايضا هو جزءان ويستحق المباحثة ان لم يكن مباحثا على الاقل يقرأها الانسان بمدارسة بينه وبين نفسه كثير من البحوث الاساسية في العلوم الدينية لا يغفل الباحث حتما يرجع الى هذين الكتاب كتاب الذريعة للسيد المرتضى و كتاب العدة للشيخ الطوسي .
المهم ان علماء الامامية في كتب اصول الفقه وكافة متكلمي علماء الامامية ذكروا ان العلم حجيته مقدمة على الظنون التعبدية يعني اهتمام العالم في علم الكلام بالعلم وبمقدمات العلم يجب ان تكون اولى من اهتمامه بالظنون المعتبرة يعني لا انه يترك الحديث ولا انه يترك دلالات القرآن كلا هو تراث وانما بدل ان يصطاد الظنون التعبدية يصطاد ويكتشف ويغتنم البحوث القطعية اليقينية العلمية العقلية الموجودة سيما في المعارف في الثقلين وفي تراث الثقلين لاانه يصطاد البعد الظني المعتبر .
في المعارف ليس لنا محيد عن التراث لكننا لا ننظر الى التراث الوحياني من بعده الظني ومن بعده النقلي وانما ننظر الى التراث الوحياني من بعده العلمي اليقيني العقلي معلمنا الوحي نعم لكن ننظر اليه كمعلم وليس كآمر وناهي .
اعظم شيء في العقائد ان تنظر اليه كمعلم تأخذ منه العلم لا قضيت امر ونهي او عقوبة ومثوبة : وجدتك اهلا للعبادة ـ وهذا اعظم من خوفا وطمعا في الجنة جنبة العلم في الانسان وقيمة الانسان بالعلم وبالعقل اما الذي يريد ان يصر على الجانب النقلي فهو يصر على الجانب الظني .
والمستوى هذا ما يصير يحبس المعرفة بهذا الحد فيتيه ، دققوا شبهة ابن قبة في الاصول طبعا المفيد لا يقول ابن قبة عنده شبهة وانما متأخري العصر يقولون شبهات ابن قبة وانما عنده نظرية وهي نفس نظرية الشيخ مفيد وهو ممن يجل ابن قبة .
طبعا هو كان متكلم من علماء العامة واستبصر والف كتب عظيمة في مذهب الامامية .
المهم المعروف ان الشيخ المفيد كان يجل اراء ومباني ابن قبة وفي الحقيقة قبل ما يذكر المتأخرون من الاصوليين من شبهة ابن قبة يشير اليه الشيخ المفيد وهو هذا نقلته لكم ان جانب العلم والعقل واليقين في الدين سواء في الاصول او في العقائد او في الفروع يجب ان يكون اولى في الرعاية عند العلماء من اعتماد الظنون الان مثلا اجيب لك عبارة للسيد الخوئي رحمة الله عليه يقول : اذا اتى حكم في فصل من الفصل او من باب في كتب يعني كتاب الطهارة او كتاب الصلاة او ابواب ما شئت يقول اذا اتى حكم منهم عليهم السلام بخمسة طرق متباعدة يقول هذا يكون سنة قطعية ،
لاحظ هنا السيد الخوئي يعني يرجع يصير قوي الى مباني مشهورة القدماء في جملة من الموارد ونعمت الرجوع فهنا يقول ان هذه تكون سنة قطعية وهذا اعتراف جيد اذن السنة القطعية او قطعيات الحكم لا تظن انها تكون فوقية كلا حتى مصادرها القطع وليس مصدرها الظن التعبدي .
بعبارة اخرى الباحث في العلم اذا كان همه في التراث في الدرجة الاولى القطع وبعد جهد وتتبع وصبر وتدبر في الدرجة الاولى رعاية للقطعيات لا في الدرجة الاولى للظنيات يعني نفس الظنيات التي هي ظنيات كيف مثلا التواتر ، ينشأ التواتر من الظنون وتولد اليقين من الظنيات اولى من الظن الاحادي ولو كان معتبرا .
فالمقصود اذن من الضروري للباحث سواء في العقائد او في الفقه في الاخلاق في علم التفسير في علم الرجال في علم الدراية في العلوم الدينية طرا بدل ان يحبس نفسه على الظنون المتناثرة المتباعدة المنتشرة المتوزعة المبعثرة يكون له هدف نظامي علمي يركز القطعيات البديهية لانه هو في نفس الظنون يستخرج الجواهر ويجعلها هي عمود الخيمة .
منه ايات محكمات هن ام الكتاب فهذا منهج ضروري ان يكون لدى الباحث لا انه نكون كالوهابية او السلفية او الحشوية من الاصوليين او الحشويين من الاخباريين الحشوية من كلا الفريقين يجعل الظن الواحد والخبر الواحد هو اساس كل الدين !!
المحكمات هن ام الكتاب لا المتشابهات ، الظن مهما كان معتبرا ومهما كان رضيت به يظل متشابها حتى لو كان معتبر فهو متشابه ، لانه قد يعارض بظن اخر معتبر قد يخطئ وقد لا يصيب ، لا انه لا يعتمد ولكن ما لا تفرط في الاعتماد عليه لا اننا نكترث في الظنون ، ما هو غايتنا في الظنون? الظنون المبعثرة او القطعيات جواهر ؟ القطع جواهر العلم جواهر اليقين لا الظنون انت تغوص في بحار الحديث لكن هدفه مرجان ؟ او هدفك شيء اخر ؟ هو درجات
هو القرآن الكريم يميز ويقول : منه منه ، لما يكون منه منه يعني لا تقول فيه منهجية متساوية ودرجاتها فهذه النكتة مهمة جدا .
هذا منهج الكليني رحمة الله عليه اذن بلغة عقلية دعنا من ان تستشهد لي بظن وظن وظن ، لا استشهد باليقين الموجود في النظام.
وصلنا لهذه العبارة ثم قال : ثم قوله عليه السلام : الذي لا يبلغه بعد الهمم ولا غوص الفطن .
ما الفرق بين الفطنة والهمة? الفطنة قوة فكرية الهمة ما هي? هي قوة قلب ، يعني لا العقل النظري يصل اليه ولا العقل العملي ولا قوة الفكر تصل اليه ولا غيره و انما القلب حيث الهمة في القلب والمشاعر ، عرفت الله بنقض العزائم وفسخ الهمم مرتبط بالقلب والعقل العملي هو الضمير ومشاعر الروح غوص الفطن هو العلم الحصولي وذاك علم حضوري همة الانسان اذا يراقب نفسه لا سمح الله عندما يريد يهم الى المعصية هاي الهمة يخاطب الانسان نفسه ايتها النفس عندك هكذا همة? هذا رادار الهمة وجهيه الى الصلوات المستقيمة بدل الصراط المعوج الجحيم فيلتفت ويكتشف الانسان الهمة لديه لانه ما شاء الله النفس اذا همت الى المعصية فلها همة عجيبة هذي الهمة اذا اكتشف الانسان يوجهها الى الصراط المستقيم هو يستشعر بالهمة الشوق ـ
و اذا يصير عنده شوق لا سمح الله للحرام يقول ايتها النفس هذا الشوق هذا خزينة عظيمة الهية وجهه الى الصراط المستقيم افضل وقت لاكتشاف الروح وحركات الروح الباطنة في الانسان عندما يهم بالمعاصي والعياذ بالله اذا راقب نفسه يكتشف نفسه يستطيع ان يتحكم في النفس و يكتشف نفسه.
من عرف نفسه عرفها لان في حالة الهيجان نفس المعاصي ذروة المختبر التحليلي للروح وللقلب وللضمير وللقوى النزوعية ، النزوعية يعني تنزع الى الحرام وقت جدا مناسب و صيد مفلح ان شاء الله يعوق.
فلاحظ كلام امير المؤمنين ع نظام علمي همم وفطن بين النظامين نظام مبحث تكويني عقلي عرفاني فلسفي لكن ليس فلسفة بشرية ولا عرفان بشري عرفان وحياني .
أمير المؤمنين يركز ونعم ما يركز هذا مبحث ليس ظني وليس مبحث عقلي الذي لا الهمم تبلغه كيف تبلغ الله? وهل الهمم في حالة حركة? لاحظ يقول العلم الحصولي يشبهوه كالمرآة ، هو امير المؤمنين سلام الله عليه يقول الفكر مرآة صافية يعني من بعيد تنعكس فيه الاشياء الفكر الفطنة الهمة لا عروج ان كان الى الخيرات بفالق الهمة يعني فرق العلم الحصولي والادراك هو من بعد عن الهمة لذلك قال لا يبلغه بعد الهمم ولا يناله غوص الفطن لان انعكاس الاشياء في المرآة من بعيد نوع من النيل والنوال والوصول لكن الوصول من بعد بخلاف يبلغ بعد الهمم .
اذن التوجه القلبي عروج عبر عن الصلاة لماذا هي معراج ؟ معراج او مرآة اذن جانب القلب وجانب الهمة وسير وحركة وصعود وعروج روحي ذروة الصلاة ان يكون في الانسان حركة روحية .
يقول جعفر بن محمد الصادق عليه السلام : متى يحصل لك طاقة ? اذا كان بيننا وبين الصلاة اشتياق لكن كيف تولد هالاشتياق والشوق هذا بحث اخر? طوبى يعني العروج الى الجنة طوبى ولعل هذا المراد طوبى يعني عروج حتى الى الجنة لمن عانق الصلاة مثل طبخة جدا لذيذة طبخة للاكل لذيذة جدا بحيث يسيل لعاب الانسان لها هذا يسمونه عناق روحي بينما بين لذة الاكل والانسان عناق ، عناق يعني تشوق شديد ، الامام عليه السلام يقول : اذا اصبح شوق الانسان للصلاة بهذه الدرجة هذا عناق فتلقائيا يصير عروج الى الاخرة طوبى يعني عروج اخروي الصلاة معراج المؤمن عظيم نفق دهليز عظيم هذه الصلاة حسب بيان الوحي كيف يتلذذ الانسان بالصلاة? كيف يتوجه? مر بنا الان لا سمح الله عند ما تتشوق النفس الى المعاصي ليكن هناك برج مراقبة عند الانسان ايتها النفس هذه الاليات التي لك في الصلاة كيف ولدها في الصلاة? ليعرف الانسان ان هناك تكامل عظيم له غنائم عظيمة له في الصلاة بيان لامير المؤمنين ع ان الذي لا يعرف تأويل اجزاء الصلاة وان الركوع ماذا تأويله? والسجود ماذا تاويله? تكبيرات الاحرام ما هو تأويلها والقيام والدعاء والقنوت ما هو تأوية ، تأويله الى المآل والبيان اللي موجود لان يوميا انا ما حافظ الصلاة باللفظ قد اخطئ بعد في النقل والمعنى ولكنه اذا لم يعرف تأويل الركوع والسجود واجزاء الصلاة ومضمونها لم يدرك غاية الصلاة ، فالفائدة العظيمة الكبرى تفوت منه .
اذن كانما امير المؤمنين يعلمنا كيف نستطيع ان نحدث طاقة الشوق للصلاة ، الاكل اللذيذ عندي شوق لها لا سمح الله النفس تتشوق للحرام لكن بالنسبة للصلاة كيف اتشوق لها? امير المؤمنين يبين لنا كيف نتشوق للصلاة، اعرف التأويل الوحياني لكل جزء من الصلاة حينئذ تتعرف على حقيقة الصلاة وستعانق الصلاة وستستخدمها براق تعرج به في اليوم خمس مرات والمعراج ليس بعيد يعني ان الصلاة براق ، البراق يوصلنا الى الجنة واوصى رسول الله الى الجنة حسب بيان الائمة طبعا لا قياس بين الرعية وبين سيد الرسل لكن قدوة فيقول الائمة عليهم السلام ان الصلاة هذه ستكون من خلال لسان الوحي ستكون له براق ومعراج ايضا الى الجنة .
اقول هذا المطلب واختم نلاحظ هذا بحث وحياني في الروح وتكويني كل هاي البيانات اللي بينها الائمة ليست ظنية تعبدية وانما عبارة عن رياضة وحيانية ليست بشرية رياضة وحيانية بلسان الوحي ليست بشرية.
يسأل احدهم في كتاب الكافي موجود الرواية الباقرية قيل له : يا ابن رسول الله كذا كذا ؟ قال له : الصلاة تنهى عن الفحشاء ، قيل :/ وهل الصلاة لها لسان? قال : رحم الله المستضعفين - فكريا عقائديا معرفيا - رحم الله المستضعفين من شيعتنا نعم الصلاة لها لسان تأمر وتنهى هل الصلاة كائن حي? ملكوتي? غير مرئي? يقول الامام الباقر نعم الصلاة بنص القرآن كائن حي ملكوتي شاعر سيأتينا في القبر كائن حي يأمر وينهى وهو براق لنا الى الجنة لازم نستشعر به بتعبير الائمة نستشعر به بتعبير المؤمنين كيف تستشعر به? تستشعر به تعرف حقائق مئآل اجزاء الصلاة وتأويل الصلاة ومآل الصلاة فاذا عرفته سوف تستشعر بهذا الكائن فان هذا ليس ملك ولا جبرائيل ولا ميكائيل ولا البراق هذا هو الصلاة ببيان واحد هذا الكائن يجب ان نستشعر به يوما بعد يوم وسنستشعر به ونراه في القبر ببيان ائمة اهل البيت وموجود عجيب عظيم ولذيذ . قول النبي صلى الله عليه و اله : حبب الي من دنياكم الصلاة.