الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث العقائد

44/11/07

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: المنهج العقلي في حجية متون المعارف

مر بنا تصريح الكليني بالخطبة التي ذكرها عن امير المؤمنين ع ان طرق الروايات لهذه الخطبة كثيرة مع ان الكليني عندما ذكر الطريق اليها وذكر الخطبة لم يصرح في البداية ان الطريق والطرق الى الخطبة كثيرة بل اقتصر على طريق واحد وهذا مما ينبه على ان ذكر المؤلف لطريق واحد لا يدل على ان كل ما لديه من طرق هو هذا الطريق لا غير

كما صرح به النجاشي والطوسي والكليني وفي والصدوق وكثير من رواد علم الحديث والرجال لو اراد الانسان ان يجمع كلماتهم صرحوا بان الطرق للحديث لدينا متكاثرة الى اصحاب الكتب وليست اخبار احاد وهذا المطلب كما ذكرته لكم يغاير جوهريا مبنى الاخباريين او الاصوليين لان هذه النظرية التزم بها كلا الطرفين وهي ان طرقنا الى كتب الاحاديث ليست اخبار احاد لا سيما في المشهورة فالتوقف غريب من السيد الخوئي مع تصريحه

وكما مر بنا ان اقوال الرجاليين نفسها مع انها غير مذكورة الطرق اصلا اكتفى باشتهار كتب الرجاليين وجعل الشهرة سند تعويضي بل ادعى فيها التواتر اين هي ? يقول لا ضرورة لان نقف تفصيلا على طرق التواتر فما بال السيد الخوئي لم يراع هذا في الكتب الحديث وطرقها? وهي اكثر باضعاف

وذكر ذلك السيد الخوئي في كتاب معجم رجال الحديث الجزء الاول واستند الى كلام الطهراني وهو استند الى السيد ابن طاووس ان كتب الرجال كثيرة مئة ونيف ، فكيف باربعمائة ونيف فالمقصود الطرق هذه متكاثرة

الوجه الثاني الذي يعتمده الكليني في حجية الروايات غير كثرة الطرق والاخبار هو ما ذكره انه لو اجتمع الاعجاز العلمي في الخطبة بغض النظر عن السند فالمتن هي حجة طودية قائمة بذاتها

يقول الكليني :

وهذه الخطبة من مشهورات خطبه عليه السلام حتى لقد ابتذلها العامة وهي كافية لمن طلب على التوحيد إذا تدبرها وفهم ما فيها، فلو اجتمع ألسنة الجن والإنس ليس فيها لسان نبي على أن يبينوا التوحيد بمثل ما أتى به - بأبي وأمي - ما قدروا عليه و لولا إبانته عليه السلام ما علم الناس كيف يسلكون سبيل التوحيد، ألا ترون إلى قوله: " لا من شئ كان ولا من شئ خلق ما كان " فنفى بقوله " لا من شئ كان " معنى الحدوث، وكيف أوقع على ما أحدثه صفة الخلق والاختراع بلا أصل ولا مثال، نفيا لقول من قال: إن الأشياء كلها محدثة بعضها من بعض وإبطالا لقول الثنوية الذين زعموا أنه لا يحدث شيئا إلا من أصل ولا يدبر إلا باحتذاء مثال، فدفع عليه السلام بقوله: " لا من شئ خلق ما كان " جميع حجج الثنوية وشبههم، لان أكثر ما يعتمد الثنوية في حدوث العالم أن يقولوا لا يخلو من أن يكون الخالق خلق الأشياء من شئ أو من لا شئ فقولهم: من شئ خطأ وقولهم من لا شئ مناقضة وإحالة، لان " من " توجب شيئا " ولا شئ " تنفيه، فأخرج أمير المؤمنين عليه السلام هذه اللفظة على أبلغ الألفاظ وأصحها فقال: لا من شئ خلق ما كان، فنفى " من " إذ كانت

فقوله: وهي كافية لمن طلب علم التوحيد اذا تدبرها وفهم ما فيها اما اذا لا يغوص فيها فلا يلتفت الى الحجية فهذه الحجية تعتمد على ملكة علمية في الاستنباط ولذلك مرارا ذكرنا ان حجية المتن حجية لصنف المجتهدين وحجية الطريق للرواة والمحدثين وحجية المتن حجية علمية مرتبطة بالاجتهاد وحجية النقل حجية نقلية اقرب للمحدثين من العلماء بخلاف حجية المتن التي تحتاج الى ملكة حجية استنباطية فاي الحجيتين اقرب الى مذاق الرواة والاخبارية ؟ الرواة يهتمون بالطريق او المتن ؟ فمن يشدد على الطريق اقرب الى المذاق الاخباري بخلاف الذي يعتمج على المتن

اذن هو اثار هذه النكات فهل هي تعبدية خاض فيها ام عقلية? وهذا هو مبحث العقائد والمعارف هذا المشي منه

ثم قوله عليه السلام ليست له صفة تناله ولا تضرب له فيه امثال

من ثم انكار اللغة العقلية في العقائد بذريعة انكار الفلسفة ليست طريقة صحيحة الفلسفة مثال بشري امر واللغة العقلية المشتركة في العقائد امر اخر فلابد من التدرب والرياض في اللغة العقلية وان التسلسل كيف والدوركيف ? والتجرد والتناسخ والحلول وهذه المباحث العقلية اذا لم يتدرب فيها ويتمرس فيها لن يتقنها ، فالتوحيد له نظامه وكذا النبوة او مثلا باب الامام المهدي ابواب عديدة والدولة المستقبلية له كيف ؟ في حين ان الامام لا صلة رسمية بيننا وبينه وهل عدم الصلة الرسمية انقطاع ام لا? هذي مباحث كلامية وفقهية وعقائدية وهلم جرا لا بد من الالمام بها

فابواب العقائد متعددة والا كل احتجاجات الائمة مع الفرق الاخرى ليست بالخبر الصحيح والتعبد الظني او بالظهور الظني كلا وانما بالمعادلات العقلية التكوينية فنفى اقوال المشبهة لما شبهوا ،

احد شبهات المجسمة قالوا اذا لم نصور لله جسما فاذن ليس لديه في خاطر ذهني شيء اتوجه اليه ، فعندهم اصالة الجسمانية يعني في التصور الذهني ان لم تتصور جسم فما الذي تتصوره? الم يقولون في الادراك الحصولي الصور حاصلة?

الجواب عليه:

ان ما يقول الانسان من الحب هل له طول وعمق? هو يتصور الحب لكن ليس له ابعاد جسمانية او تصور الحزن فهي كثير معاني مجردة عن الجسمية وكذا خشية الله وخوف الله هذه المعاني ليست لها ابعاد مقدارية لا زمانية ولا مقدارية اذن المعاني ليست مقادير لا كم عرضي ولا جوهري فالثقل الممتد الذي له مقدار عرضي بجانب ثقل جوهري يسمى مقدار جوهري و كم جوهري، فالمعاني سواء كانت جواهر او اعراض ليست بالضرورة ان تكون مقدارية او كمية كيفية

كثير من المعاني تتصور لا كيف لها سواء معاني جوهرية او عرضية مثلا الحب عرض فهل هو عرض مجرد بدون جوهر لا يمكن ذلك

هذه نقاط يجب الالتفات اليها طبعا الكليني موصوف بانه متكلم نحرير وواضح في اصول الكافي خارطته وكل باب كيف يعني يبوبه واضح انه متكلم نحرير مع احترامنا لكل تخصص وفقهاءة الفقهاء والمعارف عند المتكلمين لكن ليس بالضرورة انه اذا كان فقيها ان يكون ملما بعلم الكلام وكذا العكس وقد يجمع الحسنيين وقد يتوسط بينهما كما ان الاعلام في علم الكلام وشاهدنا كبار جدا نحرير في مباحث التوحيد ولكنه المترجل في مباحث علم الخلاف لان كل باب من العلم لا يرحم الاخر

اعط العلم كلك يعطيك بعضه ، يقال ان العلامة الحلي اعلى من خاله في المعاملات ولكن المحقق الحلي في العبادات اقوى ففي علوم العقائد ايضا هكذا المباحث متنوعة مثلا هناك من يحيط بالنبوة من بعد فلسفي لا كلامي وربما يحيط بها من بعد كلامي لا فلسفي او من بعد فقهي فمبحث واحد له ابعاد فهذه النكات جدا مهمة مثلا الفقيه اذا نقح مبحث الطواف لا يغنيه عن السعي ولا العكس لان كل مبحث يتطلب جهد اذا بذلت فيه خمسين بالمئة فالنتيجة خمسين اذا سبعين النتيجة سبعين فالعلم لا يرحم

وجدت بعض الاعلام في البعد الفلسفي او العقلي اقوياء جدا لكن في اللغة الفقهية مترجلين

مثلا موقعية فاطمة يمكنك ان تتناول فيها البعد الفلسفي والعرفاني والتفسيري والفقهي وهذه النقطات مهمة فضلا عن علمين وبابين وعلوم فليس الكلام في الاشخاص واعظم من احترام جهودهم ولكن العلم في نفسه له معيار نحن ابناء الدليل يجب ان نرى الدليل كيف هو? لا ان القائل من هو

? فلاحظ هنا الكليني يستخدم لك اللغة العقلية الكلامية الصرفة ولا يأتي بظنون وتعبدات ظنية