الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث العقائد

44/11/03

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: عمومية قواعد النظام الاقتصادي لبقية النظم

مر بنا ان الكليني ذكر نقطة فاصل نظام وهي رائعة مهمة تكشف منهج صاحب الكتاب وكذا الشيخ الطوسي عنده كثير من هذه الامور والعلامة البحر العلوم يقول مراجعة كتاب التهذيب للشيخ الطوسي هام جدا وكلام السيد بحر العلوم ذكروه في مقدمة التهذيب القديمة بتصحيح السيد حسن الخرسان يقول يجب على الفقيه ان يراجع كتاب التهذيب لان التهذيب ليس فقط جمع الحديث في كل باب بل الشيخ الطوسي يشرح زوايا كثيرة من انماط الاستدلال فكلمات المؤلفين في علم الحديث تبرز منهج الكاتب ومسلكه فهذا المطلب من الكليني كشف لنا منهج منهجه في الكافي

اتذكر بان احد الاعلام طلب مني كتيب الشهادة الثالثة فاشكل علي بانه انت قلت بان هذه الرواية الشاذة تامة السند لان الشيخ الطوسي و العلامة محلي والشهيد الاول اعترفوا بان الروايات التي وردت في الشهادة الثالثة في الاذان هي شاذة وتوصيف الطوسي لها بالشاذة اعتراف بانها ليست معتبرة فمن اين انت تدعي ان الشاذ يعني سنده معتبر?

فذكرت له ان كل استعمالات الشيخ الطوسي بكلمة شاذ في التهذيب ان لم يكن كل فجلها وكذا استعمالات الصدوق ايضا في الفقيه في تلك الروايات المعتبرة سندا الذي يخدشون في متنها فقال هذه دعوى كبيرة فقلت له لك علي دين ان اجرد قائمة كبيرة باستعمالات الطوسي في التهذيبين والصدوق في من لا يحضره الفقيه لكلمة شاذ على ذلك

وفعلا تبدل كتيب الشهادة الثالثة الى كتاب للاجابة على تساؤلات الاعلام للنكات التي ذكرتها فيه فاصطلاح العلماء في كتب الحديث مهم لانها تراثية وللعلم ان الروايات الواردة في التشهد والاذان والاقامة مفادها ليس ان الشهادة الثالثة من فصول الاذان فقط والاجزاء المستحبة وانما مفادها انها من الاجزاء الواجبة في فصول الاذان وان الاذان بدونها ناقص

لا يصح متون هذه الروايات التي اعترف الشيخ الطوسي في النهاية والمبسوط والتهذيب انها شاذة فهذا ليس فقط طعن وانما فيه ايجابية ان الشاذ معتبر سندا فهم لا يطعنون في طريقها فاذن موقف الشيخ الطوسي يختلف عن موقف الصدوق لان الصدوق يطعن في الطريق قال ان جماعة من المفوضة وضعوا اخبارا بينما الشيخ الطوسي يقول اخبار شاذ فاختلف الموقف العلمي مع ان الصدوق قال هذا تقية وعندنا شواهد ثمانية ولو جمدنا حرفيا على نص كلام الصدوق بل هو ممن شيد الشهادة الثالثة في الدولة البويهية في اعلان الشهادة الثالثة في الاذان وهو مفتي الدولة البويهية

فانا كلامي في هذا المبحث ان تحليل كلام العلماء الذين كتبوا مصادر الحديث تعطينا مواد لحقيقة التراث

المجلسي الاول في روضة المتقين لما يصل الى كلام الصدوق في كتاب الصلاة يقول لا ينقضي تعجبي !! قرون من العلماء كيف لم يراجعوا لتحليل كلام الصدوق وكلام الطوسي حيث هم قالوا بانه لم تصل الينا تلك الروايات ! هو يقول كيف لم تصلنا? حيث ان الصدوق روى روايات ولكنه لم يأت بطرقها فالغفلة تقض بمضجع اساس الاستدلال والاستنباط ان سلامة المواد والتثبت في المواد هو اساس الاستنباط وهذا هو دور علم الحديث وهذا هو دور التضلع فيه انك ثبت العرش ثم انقش

فالصدوق قال بانهم رووا ولم يقل روى فاذن هي روايات ومرة ثانية قال و رووا : اشهد ان عليا ولي الله وان عليا خير البرية فرووا اخبارا ولم يقل خبرا ، يعني عدة طرق فالتدقيق في كلمة كلمة من كلمات المحدثين مهم

من ثم العلماء جزموا بان زيارة عاشوراء حديث قدسي وليس حديث انشئ من قبل النبي او من الائمة فالتدقيق في مواد الحديث جدا مهم فمراجعة المصادر بحاجة الى التروي والتثبت والتدقيق والتحليل وليس لقلقة لسان فهو قال روى اخبارا ، فهو ليس جزء مستحب وانما جزء واجب وهي شواهد ثمانية ومنها فتوى دعم البويهيين لرفع واعلان وتشييد الشهادة الثالثة في الاذان حيث زجوا بالمؤمنين ببغداد ولم يستنكر عليهم الصدوق ولا ابن قولويه ولا المفيد يعني استمرت هذه التضحية من المؤمنين في بغداد مئتين وخمسين سنة ولم يستنكر اي مرجع تقديم هذه القرابين من الدماء لاجل الشهادة الثالثة وهذا موقف يجب ان يدرس

كما ذكر الاصوليون بان الاذان هو مستحب ومستحب ان يعلن ولكن اذا اصرت دولة من دول المسلمين على عدم رفع الاذان حوربوا ويذكرها الشيخ البهائي والسيد الخوئي يقبلها فاذا كان الاذان مستحب لماذا تسفك الدماء?

فليس الاذان مجرد مستحب وانما هو هوية الدين وتسفك فيه الدماء فهذه كلها امثلة ان التثبت في كلمات كتب العلماء الاوتاد المحدثين يعطيك مادة جمة في الاستدلال والاستنباط بغض النظر عن مسلكك

طبعا اذان الدولة الفاطمية في مصر كانت هكذا وهي معاصرة مع الدولة البويهية ان محمد وال محمد خير البرية فالصدوق قال في رواياتهم فهي عدة طرق ففي اذان الفاطميين بمصر الى الان الازهر يحتفظ بذاكرته بتاريخ اذان الفاطميين في الشهادة الثالثة حيث موجودة بعد الشهادة الثانية وموجود بعد حي على خير العمل محمد وال محمد خير البرية وهناك رجل من رجالات الازهر اذن في مسجد الكوفة بالروايات الثلاث وهذا كان السيرة للفاطميين في مصر

فهناك ثلاث صيغ وكل الصيغ مرتين اذن موقف الطوسي من باب المثال في النهاية وفي المبسوط وحتى في الخلاف ليس في السند وانما في المتن بينما الصدوق موقفه الطعن في السند لا في المتن مع ان هذا قلنا تقية حيث هو في البدء يقول مفوضة وفي الذيل يقول متهمين بالتفويض فهم اما مفوضة تحقيقيا او لا فهذا يكشف على ان الصدوق كتب هذا الكتاب في سمرقند وحاكم سمرقند كان من اهل الخلاف وكان يراعيه الصدوق وهو طلب منه ان يؤلف من لا يحضره الفقيه فكان يراعيه والبويهيين في بغداد كانوا على عكس ذلك

قرينة ثالثة :

ان الصدوق في من لا يحضره الفقيه بعد عدة ورقات ذكر صحيحة الحلبي تذكر اسماء الائمة في الصلاة? فكيف ان داخل الصلاة الشهادة الثالثة جائزة? وخارج الصلاة غير جائزة?

وهناك قرائن عديدة ذكرها انه ليس بجدي في هذا الكلام وانما تقية ذكرها وكثير من كلمات علمائنا تقية وفي نسخة التهذيب : اذكرهم جملة يعني استعراض كلهم واذكرهم والشيخ المفيد اعتمد على هذه النسخة في المقنعة وسرد اسماءهم في الشهادة الثالثة داخل الصلاة جملة طبعا هذا في قنوت الصلاة

فاذن اذا اختلف موقف الطوسي والصدوق يظهر منه انه لا تسالم عند علماء الامامية على الطعن في اسانيد هذه الروايات بل الطوسي يشهد بصحة الاسانيد واعتبارها وكذا العلامة الحلي وكذا الشهيد الاول يشهد باعتبار الاسانيد اذن ثلاثة من اوتاد مذهب الامامية يشهدون بان هذه الروايات غير مطعونة عليها بالطريق

فهذه مادة تراثية اذن الطريق سالم عندنا فيبقى المتن والمتن لاضير فيه وبتعبير المجلسي ان كل الروايات الواردة في فصول الاذان مختلفة والعلماء جمعوا بينها بالتنسيق والتوفيق فصول الاذان كذا عدد وبعضها كذا عدد وهذا لم يسبب عندهم التعارض والشذوذ اذا لا شذوذ في هذه الروايات?

ثم مفاد هذه الروايات هو الجزئية الواجبة لاالمستحبة اذكر لكم مادة مهمة ان الطوسي في المبسوط يقول العامل بهذه الروايات مخطئ ولم يقل مبدع ، يعني تخطئة اجتهادية يعني لم يخالف الضرورة من ضرورات الامامية فعدم التثبت في المواد والمصادر كارثة ويضيع على الانسان دلائل عديدة حيث مفاد هذه الروايات هي الجزئية الواجبة لاالمستحبة والشيخ الطوسي يقول من يفتي بان الشهادة الثالثة جزءا واجبا في الاذان لم يخالف ضرورة الامامية وانما اخطأ في الاجتهاد لانه لو كان يخالف ضرورة الامامية لكان مبدع لذلك السيد الخوئي عندما يقول بان من قال بالجزئية في الشهادة الثالثة فهو مبدع وهذه غفلة كبيرة من السيد الخوئي رحمة الله عليه لان الشيخ الطوسي لا يبدع فكيف يستدرك بانه من قال بانه جزء مستحب بدعة مع ان الشيخ الطوسي يقول بان من يفتي بانه جزء واجب لم يخالف ضرورة المذهب وانه هو مخطئ والمجتهدين يخطئون بعضهم بعضا لان البدعة اما خلاف الضرورة او بلا دليل عندما الشيخ الطوسي يقول العامل بروايات الشهادة الثالثة مخطئ لا يخالف الضرورة وليس بلا دليل ولكن انا اخطئه كما يخطئ المجتهدون بعضهم بعضا فكيف ننسى هذه المواد العظيمة? وحتى الكبار يغفلون عنها والعصمة لاهلها

واذا ضممنا معتبرة الفضل عن الرضا التشهد في الاذان هو التشهد في الصلاة فتكون ماذا النتيجة? انه الشهادة الثالثة في داخل الصلاة جزءا واجبا لا مستحب هذه كلها صناعة لا عاطفيات ولا استحسانات