44/11/02
الموضوع: علم الحديث والرجال والدراية مدارس متعددة
العقائد
من النكات اللطيفة في علم الحديث حيث علم الحديث غير علم الدراية وغير علم الرجال وانما هي ثلاثة علوم وان توهم الخبط في هذه العلوم الثلاثة حيث علم الرجال هو علم بتاريخ الرواة وطبقات العلماء وما شابه طبعا هذه العلوم لما اشتبه الامر فيها? وتشابك والتبس الامر فيها ؟ لانها متداخلة ومترابطة بترابط وطيد حيث البعض يجعل علم الدراية هو علم الحديث مع انه في فرق بينها وانما اتعرض لهذا المطلب لان الكليني نفث منه نفث هنا يبين منهجيته في علم الكلام وعلم الحديث وعلم الرجال فانا اخوض في تعريف هذه العلوم الثلاثة
فعلم الرجال كما عرفناه هو علم بتاريخ الرواة وطبقات العلماء وما شابه
اما علم الحديث : مثلا الالمام بتراجم الكتب الحديثية هذا من علم الرجال او الحديث ؟ مثلا الفرق بين كتاب خلاصة العلامة الحلي او رجال ابن داوود مع كتاب فهرسة النجاشي الفرق بينه ان النجاشي في الاساس يركز على ترجمة الكتب لذلك هو عبر عن كتابه بان فهرست كتب الشيعة وفهرسة الشيخ الطوسي بالذات على ترجمة الكتب وكذا كتاب الذريعة للطهراني بينما كتاب الطهراني في طبقات الاعلام الامامية وكذلك كتاب اعيان الشيعة للسيد محسن الامين يركزان على تراجم العلماء وحتى الرواة فكأنما هي علوم متراكمة ومترابطة
فعلم الحديث فرقه عن العلمين ان في علم الدراية بحث حول قواعد منهجية في علم الحديث شبيه المنطق والفلسفة او الفرق بين اصول الفقه والفقه ، ففي الاصول او المنطق يبحثون عن القواعد المنهجية بينما علم الرجال هو مفردات طبقات الرواة وعلم الحديث هو عبارة عن الالمام بتراجم الكتب تراجم علمية والالمام به وتبويبه كيف? ومتى الف? وما هي الدواعي للتأليف? وطبيعة الكتاب ما هو? وفرقه عن بقية الكتب في زمانه فهذا ترجمة الكتاب
طبعا كثيرا ما يكتب مؤلف في علم الحديث يضطر الى التعرض الى بحوث في علم الرجال او اذا كتب في الرجال يضطر الى التعرض لعلم الحديث و هكذا علم الدراية فهناك تداخل في العلوم الثلاثة لكن حيثية
من الموارد التي يمكن الالتفات الى منهجية المؤلف اما في ديباجة الكتاب او نهاية الكتاب او في تضاعيف الكتاب يشرح المؤلف منهجيته وهو ما في محل كلامنا الكليني حيث اورد هذه الخطبة التي في باب الجوامع هذا الكلام الذي يذكره يستطيع الانسان ان يدرسه بدراسة مجهرية ويتعرف على بيئة الحديث التي يعيشها الكليني ومنهجيته في علم الكلام والحديث ما هي? وكذا علم الرجال
اذن من خلال جمع الكلمات وتصاريح المؤلف نفسه في ثنايا الكتاب تستطيع ان تجمع كلماته وتحلله بدراسة مجهرية دقيقة تتعرف على مسلكه الرجالي والحديثي والفقهي
مثلا الكليني في مبحث من مباحث النكاح معقد اورد روايتين او ثلاث في ذلك الباب ثم اورد التحليل الفقهي الصناعي للفقيه يونس بن عبدالرحمن بغض النظر عن ان نقبل كل فذلكاته ام لا ولكن لاحظ الكليني انه صاحب صناعة فقهية وينقل عن يونس وهو من تلاميذ الامام الجواد والرضا ع
هنا لاحظ عبارته :
وهذه الخطبة من مشهورات خطبه عليه السلام مع انه ذكر لها سند واحد ، وعبارته هذه انها مشهورة تدل على ان خطب امير المؤمنين طرقها متكثرة وهذه حقيقة ينادي بها الكليني في هذا الموضع وربما الكثير في من بحث في نهج البلاغة غفل عن هذه الحقيقة فالتتبع صعب وجمع المواد من اصعب الامور في العلوم المختلفة
فالكليني مع انه متقدم على السيد الرضي بقرن كامل لكنه هو يصرح ان خطب امير المؤمنين ليست اخبار احاد وثم قال خطب ولم يقل خطبة فتارة انت تكذب الكليني هذا بحث اخر اما اذا تقبل بكلامه وهو من اوتاد العلماء فدقق في كلامه
وهذا المنهج يسمى بعلم الرجال وهذا يسمى بعلم الحديث ان تحلل دقيا وصناعيا كلمات القدماء وتأخذ منها مواد عندما يصرح النجاشي في اول كتابه بان طرقي لكتب الشيعة متكاثرة لا استطيع ان اتي بها كلها التفتوا الى هذه النكتة اذن طرق علماء الامامية للاصول الاربعماة ليست اخبار احاد وانما هي متكثرة
نفس السيد الخوئي لماذا تعتبر اقوال الرجاليين مسندة? اين اسانيدها? النجاشي لم يذكر اسانيده في الجرح ولا في التعديل وهذه احد البحوث المهمة في علم الرجال او ابن الغضائري اين اسانيده? فعلم الرجال ضروري
فعلى مدرسة السيد الخوئي واحمد ابن طاووس اين اسانيد علماء الرجال في الجرح او التعديل ؟ لان علماء الرجال ليسوا معاصرين للرواة وهذه احد الاسئلة المهمة في هذا المجال ، الا يتشدد القائلون بدعوى الصناعة الرجالية وانه مسلك اصولي لا اخباري فاين الاسانيد? فالنجاشي ليس معاصر لاصحاب الصادق واصحاب الرضا فكتاب ابن الغضائري اين اصله وفصله ؟ فاذا نمشي على السند فكيف هنا الباء تجر وهناك لا تجر
فالسيد الخوئي يحاول ان يحل هذه المشكلة في المجلد الاول من معجم رجال الحديث ويعترف هو بان الاسانيد غير موجودة
طبعا هذه المشكلة ذكرها الشيخ الانصاري في نهاية تنبيهات حجية الخبر الواحد لذلك الشيخ الانصاري انسدادي وحتى الى اواخر عمره بقي على الانسداد الصغير ، لانه يقول اين اسانيد الجرح والتعديل? والسيد الخوئي يحاول يثبت هذه الصغرى في كتب الرجال يثبتها بتصريح من الطهراني ان كتب الرجال متكاثرة اذن اقوال الرجاليين تستند الى الطرق المتكاثرة وليست اخبار احاد فلا يحتاج ان اشكك في طرق الرجاليين في جرحهم او تعديلهم
بغض النظر عن ان هذا العلاج كم جدوائيته وصحته لكن استند السيد الخوئي الى كلام اغا بزرك وهو ينقل عن السيد ابن طاووس ان في مكتبته مئة ونيف كتاب رجالي ، فاذا كانت كتب الرجال مئة ونيف فكتب الحديث كم تبلغ ? اربع مئة مع ان الصحيح انها ليست اربعمئة قد تصل الى تسعمئة فحينئذ كيف تكون كتب الرجال ليست احاد وكتب الحديث احاد ؟ تلك قسمة ضيزى
كيف يكون الاعتماد على كتاب الذي ليس عندهم اصله? والاعتماد على نهج البلاغة الذي هكذا صرح فيه بانها خطبه طرقه متكثرة ؟
فهذه غفلات تحصل وتخلق ازمات
فاخبار الكليني معلومة الحس فاذا كانت الطرق متكثرة فكيف تكون اخبار احاد? وانا عندي ان الكليني من اوتاد المذهب وهو رائد علم الرجال في زمانه وهذا المسلك ليس فقط في هذا المجال بل في مجالات اخرى
وحتى علوم اللغة اليست الاستظهارات اليومية في الاستنباط من القرآن والسنة والتفسير والفقه اليس نعتمد على علوم اللغة? هذه العلوم المتعددة ما هي اسانيدها? القطعيات ؟ فواضح انها ظنيات? فاين اسانيد اللغويين فيما يذكرونه? ولذلك قال الاصوليون ان قول اللغوي ليس بحجة ومع ذلك هل ترى عالما يتجنب كتب اللغة وهو يحترم علميته? فاذا تجنبها نقول هذا مختل منهجته العلمية مع انها مراسيل ومع ان يوميات الاستنباط والاستظهار معتمدة على هذه المراسيل فلماذا باؤك لا تجر هنا? في الجواب قال انا ابحث في هذه المراسيل الى ان تتراكم ويحصل لدي الاطمئنان ! فالاطمئنان في هذه المراسيل يحصل وفي مراسيل الروايات لا يحصل ؟ لماذا التشدد غير الموضوعي في الحديث? اتفاقا الاكتراث بعلم الحديث اشد حيطة ومسئولية من التشدد في علم اللغة ، لان كثيرا منهم زمارين وخمارين الى اخره مثل كتاب الاغاني
فهذي نقاط يجب ان نعيها ومدرسة المفيد والسيد المرتضى ومشهور الامامية هي الاحرى بالاتباع وفيها انضباط ومنهجية دقيقة وقد شرحناها في كتابنا علم الرجال
وهنا نقطة اخيرة
ان الكليني هنا يقول هذه الخطبة من مشهورات خطبه ع حتى لقد ابتذلها العامة مع انه ذكر لها سند واحد فيدل على ان الكليني الطرق عنده متكاثرة لكنه يكتفي بسند واحد وهذي الخطبة لم يوردها السيد الرضي وهلم جرا
اما منهج الكليني فالكلام نتعرض له غدا