الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث العقائد

44/11/01

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: العقائد

كنا في مبحث ان الكليني في كتاب التوحيد في باب بعنوان جوامع التوحيد الحديث الاول الذي تعرض له الكليني وهي خطبة من خطب امير المؤمنين ع التي لم يوردها الشريف الرضي في نهج البلاغة والحال ان الكليني اوردها مسندة وهو يتقدم على الشريف الرضي قرابة مئة عام

حيث السيد الرضي من مفاخر العلماء والاخ الاصغر للسيد المرتضى وتوفي قبل اخيه السيد المرتضى وعنده كتاب في علم الحديث غير نهج البلاغة مع ان نهج البلاغة خلد اسمه وهو فقيه واديب لكن طغى ادبه على فقهه كما ان السيد المرتضى فقيه ومتكلم ورجالي ومحدث ومفسر واديب ولكن طغى فقهه وكلامه على عارضته الادبية

فالسيد الرضي وهو عالم فذ واعظم نتاج عمله جمع خطب امير المؤمنين ع وهذا الكتاب خلده والسيد الرضي في هذا البعد سبق السيد المرتضى

كما ان ابن قولويه و هو استاذ الشيخ المفيد والمرجع الاعلى في زمانه وزعيم الطائفة الذي خلده هو كتاب في الحديث وهو كامل الزيارات ومرتبط بالحسين سلام الله عليه وهو الكتاب الوحيد الذي بقي منه وهو من كتب الحديث الذي يقدسه السيد الخوئي ونعم ما يفعل وفي هذا الكتاب ارتباط بالحسين وبالشعائر وبفقه العتبات موجود في كتاب كامل الزيارات ونحن مع بعض الاخوة قرابة اثنا عشر سنة نستعرض رواية رواية من كامل الزيارات ولم ننته منه بعد ، يعني ثلاثة مجلدات من الشعائر الحسينية استخرجناها من كتاب كامل الزيارات

وهو مدفون عند رجل الامام الكاظم والجواد طبعا في هذا الكتاب يذكر فتواه ويفتي باستحباب اتمام الصلاة في جميع مشاهد الائمة المعصومين ع وهذه الفتوى غابت عن صاحب الجواهر وكاشف اللثام والوحيد البهبهاني لان هذا الكتاب في الزيارات والمستحبات فنسوا ان يقفوا على فتواه والوحيد البهبهاني يقول صحيحة علي ابن مهزيار دليل قوي على الاتمام في كل مشاهد الائمة لكن القائل بذلك نادر الا ابن جنيد وغفل عن ان ابن قولويه يفتي والسيد المرتضى كذلك وغفل عن ان اكثر المتقدمين يفتون بذلك

فكتاب كامل الزيارات فيه عقائد وفقه الزيارة وفقه الشعائر وفقه العتبات وكلها قواعد ركن الدين لا قواعد فرعية طبعا الشيخ المفيد ايضا يفتي بتعميم اتمام الصلاة في العتبات في كتاب المزار وفاقا لابن قولويه و الشيخ الطوسي في المبسوط في خصوص النجف كلها يفتي بجزم باستحباب اتمام صلاة المسافر وبدليل يأتي به هناك

كما ان المتقدمين بالنسبة لاتمام الصلاة في كربلاء اكثرهم يبنون على استحباب الاتمام في كل كربلاء لا خصوص الحائر ولا الحرم الشريف ويقول المفيد بان ان هذه التحديدات محمولة على مراتب الفضل وحتى الشيخ الطوسي يحملها على مراتب ودرجات في الفضل لان الصلاة اتمامها في كربلاء خاصة بالحائر الشريف نعم اشدها الحائر ثم عشرون ذراع ثم سبعون ذراع ثم سبعون باع ثم الفرسخ ثم الفرسخين ثم الاربع ثم خمسة فراسخ والشيخ المفيد والطوسي يفتيان بخمسة فراسخ يعني من القبر الى خمسة فراسخ كشعاع

فالانس بكتب القدماء ضروري حيث كتبهم في الفقه كتب عقيدة وكتبهم في العقيدة كتب فقه والالمام بمصادر التراث ضروري والا كيف نستنبط ان علمائنا من اي بلد ومن اي قرن واساتذتهم من وتلاميذهم من? هذا يسمونه علم الحديث اصلا علم الرجال بدون علم الحديث قاعا صفصفا والمواد الذي يؤدي بها علم الرجال هو علم الحديث حيث في علم الحديث تتبحر وتلتفت الى ان المصادر من اي قرن ومن المؤلف وهذا هو العقيدة ،

فالعقيدة ليست مجرد افكار عقلية بشرية وانما يجب الالمام بالتراث فالسيد الرضي عنده كتاب في الحديث اسمه خصائص الائمة وهو كتاب عظيم في شخصية الائمة واحد الاحاديث التي يرويها الشريف الرضي في كتابه طبعا كم اثر كتاب نهج البلاغة في جلب المسلمين وجمهور المسلمين بل جمهور البشر حيث كوفي عنان يستدل بنهج البلاغة في قضية عهد مالك الاشتر وفي هذا الكتاب والحديث يذكر الشريف الرضي بان الثقل الاكبر هم اهل البيت وهذا لا تناقض بينه وبين ما ورد ان القرآن هو الثقل الاكبر لما مر بنا مرارا انه لا تناقض بين الامرين ومحمول على طبقات ودرجات

فهذا المبحث في علم الحديث يعطيك تاريخ المذهب وتاريخ علوم المذهب فاذا سمعت انت شبهة اذا لم يكن عندك المام بتاريخ المذهب تتزلزل والنجاشي في اول صفحة من كتابه يقول هدف علم الرجال هو حفظ العقيدة فيجب ان تعرف التراث لا ان يأتي عليك شخص يلعب عليك ويقول هذا معتبر او ليس بمعتبر لكن اذا عندك علم بالتاريخ وتاريخ التراث وتاريخ المذهب لا تنخدع بكلام المستشرق الفلاني والعلاني

فعلم الرجال ليس لهدم التراث بل لصيانة التراث نفس النجاشي عندما يصل الى ابان ابن تغلب يتكلم في جلالته صفحتين او ثلاث فالنجاشي يبين لك رجالات المذهب وتلاميذ الائمة وانهم اعمدة في العالم الاسلامي في القرن الاول والثاني هذا ابان الذي يقول عنه الذهبي انه لو تركنا حديثه وامثاله لضاع منا تراث نبوي عظيم

فالبحث الرجالي انقلب الى عقائدي فيجب ان نلتفت وانت بنفسك ابحث حتى يصير عندك رصين عقائدي وهو اسمه التراث وعلم الحديث لكنه حقيقته عقيدة كما يقول النجاشي ونفس المطلب الشيخ الطوسي في كتاب الفهرست يذكره ونقلنا عن الشيخ الطوسي والنجاشي ان كتب الامامية طرقهم الى الرواة ليست اخبار احاد وهذه حقيقة مهمة وصادمة لمن يضعف التراث بان اكثر الطرق متكثرة ومشهورة بغض النظر عن المباني سواء كان اصولي او اخباري

الكليني هذه الخطبة اوردها بسنده وهي ليست موجودة في نهج البلاغة ومع ذلك يصفها بانها من الخطب المشهورة المبتذلة وان كان هو اوردها بطريق واحد فهل هي احاد ؟ ومع ذلك هذه الخطبة لم تأت في نهج البلاغة فهل هي ليست من خطب امير المؤمنين ؟

كما ان الكليني في المجلد الثامن في الطبعة القديمة في الكافي وهو كتاب الروضة وهو كتاب مليء بالمعارف و بل حتى الكتب الاربعة كلها مليئة بمنظومة المعارف لاهل البيت وانا معكم في مسابقة علمية ائتني برواية في اي كتاب اخر لا تجد لها متنا مطابقا في الكتب الاربعة طبعا مقصودي المعادلات او مثلا من كتاب مختصر بصائر الدرجات او بصائر الدرجات حيث الثاني للصفار والمختصر للشيخ حسن الحلي اختصر كتاب بصائر الدرجات لسعد ابن عبد الله الاشعري القمي وسعد بن عبدالله تلميذ الصفار ولكن الاستاذ كتب بصائر الدرجات على حدة والتلميذ كتب كتاب اخر هذا الكتاب للاسف مفقود و الباقي من هذا الكتاب الثاني هومختصر بصائر الدرجات لسعد ابن عبد الله الذي اختصره الشيخ حسن بن سليمان الحلي

المهم الكتب الاربعة اذا ندقق فيها مثلا زيارة الجامعة في التهذيب موجودة وفي من لا يحضره الفقيه موجودة وغرر الزيارات التي كلها معارف انفجارية كلها موجودة في الكتب الاربعة فالكتب الاربعة وان كانت اسمها فروع لكنها منظومة عقائد لذلك بالدقة التراث العقدي شبكة مترابطة خوارزمية وهذه المعادلات تحصلها في اماكن عديدة وهذي نقطة مهمة ان الكتب الاربعة لانتوهم انها كتب فروع فقط وانما هي كتب اصول كما ان المعروف ان كتب العقائد هي كتب عقائد وكلام وهي ايضا كتب فروع مثل كامل الزيارات هو كتاب عقائدي لكنه فيه فروع وفيه فتاوى وروايات باتمام الصلاة عند كل معصوم فليس فقط الامام الحسين بل لكل امام

الان نحن اربعة ايام في بحث اقحمناه وهو ما معنى تراث العقائد في الحديث او تراث الحديث في بعده العقائدي وهذا مهم والكليني يقول حجية التراث العقائدي لها لغة عقلية مستقلة مع انه اخباري بلحاظ اللغة الوحيانية العقلانية في المتن

فالمقصود ان الكليني في روضة الكافي وهو مجلد مليء بالعقائد والمعارف هناك ذكر عدة خطب لامير المؤمنين ع لم يذكرها السيد الرضي وهي مسند ومنها خطبة الوسيلة وهي خطبة عظيمة وهي خطبة في علم الادارة والتنمية البشرية ويرجع اليها كثير من المنظرين في علم الادارة

من باب المثال فروع الكافي للكليني في المجلد الثالث عندما يتعرض الى دفن الميت وتلقين المحتضر يتعرض الى روايات عن اهل البيت ع عظيمة في مبحث عقائدي عن البرزخ وفي اداب تجهيز الميت يذكر بيانات عن ائمة اهل البيت تذلل الصعوبة من الفلاسفة لبحث المعاد الجسماني حيث ابن سينا معاصر للشيخ الطوسي في كتابه الشفاء يقول : الى الان لم يتمكن الفلاسفة من اقامة البرهان على المعاد الجسماني ويقول انا ايضا عاجز ولكن نؤمن به من باب الايمان بسيد الانبياء ولم يقل من باب الايمان بالقرآن

والكليني متقدم على ابن سينا اكثر من مئة عام يذكر بيانات عن الائمة ع في البرزخ فيها برهان على المعاد الجسماني وغفل عنه الفلاسفة

وانا اتيت به لامثل ان كيف التراث العقائدي مهول لمن كان ابن بجدتها في علم الكلام وعلم الحديث