الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث العقائد

44/09/23

بسم الله الرحمن الرحيم

موضوع: الجانب الغيبي الموحد في النبي

كان الكلام في الفتن التي يبتلى بها المؤمنون او المسلمون في عصر الظهور او في دولة الظهور في اوائل دولة الظهور اشد تلك الفتن كما مر بنا هو احتجاج المؤمنين او المسلمين على صاحب العصر والزمان احتجاجهم عليه بالقران ويعبر عنه في اصطلاح الوحي بالتاويل يعني يحتجون بتاويل القران و هذه نفسها نكته ولفته علميه وهي ان الاحتجاج هو الاستنباط بالقران يسمى تاويل وليس بتنزيل، فان تنزيل قران عباره عن مجيء الوحي الالهي بالايه في موضع معين تنزيل الكتاب في اصطلاح الوحي يعبر عنه بمجيء الايه والحكم في مورد بعينه من قبل الله تعالى وتسمى اسباب النزول.

اسباب النزول يعني ان القران الذي يشتمل على الاف من المعادلات ظاهر القران الكريم يشتمل على اقل تقدير على مئات الاف المعادلات اي معادله تنطبق في المورد الخاص من هذه الالاف من المعادلات قد يسمى في الاصطلاح الاستنباط يعني ان الفقيه والمجتهد يستنبط يفهم اي معادله هي مقدمه اي معادله كليه هي تقدم على بقيه المعادله الاستنباط هو نوع من التاويل لكنه طبق الموازين الظنيه الظاهره فالاستناد على معادله معينه ولو المعادله المعينه القرانيه هي يقينيه افترض هذه المعادله القرانيه اليقينيه ...

بين قوسين قبل ان اواصل بحث التاويل والتنزيل، البعض قال كانما ابتعدنا عن بحث المهدويه بكثير من بحث العصمه قلت له نعم لانه دخلنا في حقيقه العصمة سيما العصمة التي هي عنده النبي واهل البيت -اربعة عشر معصوم-، لاننا اذا لم نتعرف على العصمه المشتركه بين الاربعة عشر معصوم لن نعرف حقيقه صاحب العصر والزمان و عدم معرفه النبي صلى الله عليه واله هي التي سببت تمرد كثير من الصحابه في صلح الحديبيه الذي وقع في السنه الخامسه او السادسه من الهجرة وربما كان مع النبي وسلم 1500 من الصحابه لكن جلهم تمرد على النبي يعني بسبب يعني والعياذ بالله اعتراض الثاني على النبي هو فتح الباب باعتراض جل الصحابه عليه فتح باب التمرد على سيد الانبياء مع ان الوحي القراني في صلح حديبيه مع ان صلح الحديبيه كما يصفه القران الكريم انه فتح مبين للدين والاسلام ولكن انى لعقل البشر ان يعرف سياسه الوحي في اداره الامور ﴿وَ اعْلَمُوا أَنَّ فيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطيعُكُمْ في‌ كَثيرٍ مِنَ الْأَمْرِ﴾[1] يعني اداره الامور لَعَنِتُّمْ اي لوقعتم في الحرج والمشقه والاخفاق والقهقرى وما شابه ذلك ﴿وَ لكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإيمانَ﴾ يعني نفس اتباع قياده الرسول في تدبير الامور يعبر عنه القران بايمان يعني عين الايمان عين الوحي اداره السياسيه للامور من قبل النبي سواء اداره اقتصاديه او عسكريه اداره تشريعيه يعبر عنها القران بانها ايمان ﴿وَ زَيَّنَهُ في‌ قُلُوبِكُمْ وَ كَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَ الْفُسُوقَ وَ الْعِصْيانَ أُولئِكَ هُمُ الرَّاشِدُون‌﴾[2]

فسبب التمردات كما ان الثاني تمرد على النبي في يوم الخميس حيث قال ايتوني بصحيفه ودواة تمرد عليه حتى سبب تمرد جماعة على النبي والعياذ بالله حتى انهم هتكوا النبي وقالوا بعدم اعتبار النبي في اخريات حياه النبي وكان الثاني سبب هذه القضايا الكثيره وهو التشكيك فيما بلغه النبي في ما انزله الله في علي علیه‌السلام.

وسبب هذه التمردات الكثيره بالدقه هي عدم معرفه حقيقه النبي وعدم الايمان بسيد الانبياء وهذه بنفسها تكررت حتى في حنين هناك اعترض جل الانصار في تقسيم الغنائم اعترض مؤسس الخوارج في حنين وقال اعدل يا محمد بغير ادب وغير ايمان بعنجهيه جحوديه كافره قال اعدل يا محمد فقال له ويحك ان لم اعدل فمن يعدل هناك قضايا كثيره وكان سببها هي عدم معرفه النبي صلى الله عليه واله ونفسها تكررت بشكل ان يستحلوا بحرق فاطمه عليها السلام حرق علي بن ابي طالب حرق الحسنين وهم اصحاب المباهله واصحاب ايه التطهير القران الكريم شخص اصحاب الكساء انهم اصحاب ايه التطهير وشخص اصحاب النساء انه يحتج بهم الله عز وجل الى اهل الكتاب الى يوم القيامه لكن هؤلاء تحت ذرائع يرفعون شعار استحلال حرقهم والعياذ بالله واستباحه حلقه فاطمه وعلي والحسن والحسين علیهم‌السلامانظر كيف تصل الى الموازين الى اين يعني عدم معرفه العصمه تصل الى صفين ونهروان وجمل وكان خلص اصحاب امير المؤمنين علیه‌السلاميتمردون على الحسن بن عليعلیه‌السلام بطعن لا تقل انه كان من الجيش الاموي او من الخوارج او من السقيفه بل انه لم يكن من اصحاب الجمل ولا من اصحاب نهروان ولا من اصحاب بني اميه في صفين قال كان من خلص امير المؤمنين علیه‌السلاملكن الامام الحسن علیه‌السلاملرئفته ودهاء الوحي فيه ربهام ورعاهم.

فالفتنة لا تقتصر على مؤسس الخوارج او على الامويين او على الطلقاء او مسلمي الفتح او على الانصار الذين جاهدوا مع النبي وصفتهم الصديق الطاهره في خطبتها هم الدليل الذي ادخرهم الله لنصرة اهل البيت خلافا لقريش فانهم لم ينصروا النبي بل الذي نصر النبي النبي الانصار وفي قريش عدد اصابع فحسب وكان الباقي من عمده الانصار وهؤلاء الانصار فتنوا كما افتتن خلص امير المؤمنين فانهم مع كونهم قاتلوا بين يدي امير المؤمنين ولم يكونوا من قبيل الخوارج هم اول من طعن على الامام الحسن في هدنته وربما تخيلوا ان الامام الحسن خالف اباه امير المؤمنين في سيرته وسنته حتى ان وجود الامام الحسين هدا الموقف من كثير من خلص اصحاب امير المؤمنين علیه‌السلامباعتبار ان الطابع للامام الحسين هو ابي الظلم مع ذلك هدئ الموقف وجعل كثير من الاصحاب خلص امير المؤمنين لا يتمردون على الامام الحسن هذا دور الامام الحسين في توطيد قياده وامامه الامام الحسن فكان بعض خلص اصحابه لم يستجيبوا للامام الحسن ولكن باشاره الامام الحسين استجابوا له مع انهما امامان ونور واحد باعتبار ان طابع الامام الحسين ثوري لكن تصل الامور الى اين.

اذن هذا الخلل موجود في الاصحاب الخلص وليسوا هم من اصحاب الجمل او من اصحاب السقيفه او من اصحاب النهروان او الصفين من بني اميه او الطلقاء من قريش.

فهذه الفتنه التي تبشر بها الروايات والايات ستقع عند ظهور الصاحب لا محاله يعني اذا كان اعتقادي بالحسين اعظم من اعتقادي بصاحب الامر والزمان وليس كلامنا في المفاضله بين المعصومين فانه شيء اخر كلامنا في اصل حجيه وهويه دوله ال محمد علیهم‌السلامهذه الدوله الوحيانيه الاصطفائيه اذا انا استجيب للامام حسين اكثر من ان استجيب للامام صاحب الزمان .

وهذا خلل في المعرفه والامامه وفي كل شيء ولذلك في الحديث المستفيض او المتواتر حتى عند العامه: يا علي لم يؤمن بالله ولا بي من كفر بك فاذا صار هناك خلل وتفكيك فهذا يكشف عن عدم فهم امرالله كاننا استجيب لامر الله اذا كان سيد الانبياء اما اذا كان امر الله علي بن ابي طالب لا استجيب له هذا معناه انك لم تعرف امر الله وكذلك اذا قلت استجيب لامر الله اذا كان السيد الاوصياء او سيدتنا نساء العالمين اما اذا كان امر الله الامام الحسن لا استجيب هذا مما يكشف انك لم تعرف امر الله عرفت فاطمه عرفت امير المؤمنين عرفت رسول الله ولو بمعرفه ناقصه لكن حقيقه النبي لم اعرفها فان النبي ليس حقيقته انا بشر مثلكم فقط وانه محمد بن عبد الله ورد في زيارته اشهد انك رسول الله واشهد انك محمد ابن عبد الله فلا بد ان نعرف الجانب الغيبي والجانب الشهاده في النبي فان النبي ليس كله شهاده بل الجهه العمده الكبيره في سيد الانبياء غيبيه عنا ليست مشهوده لنا وليست مرئيه لنا الا بالشهاده الاجماليه واذا تقول اشهد ان محمدا رسول الله فاننا نشهد والشهاده يعني الحضور ولكن هذا علم اجمالي وليس بتفصيل.

اذن نعرف سيد الانبياء بانه محمد بن عبد الله ولد في عام الفيل لكنها ليست معرفه للنبي وانما معرفه انا بشر مثلكم لكن الجانب الاخر الغيبي في النبي صلى الله عليه واله وهو يوحى الي لم يكن معروفا لدينا فانه يوحى الي غير اوحي الي قوله تعالى اوحينا اليك روحا من امرنا هذا ملف من الملفات التي تم انجاز وحيها للنبي ولكن هذا ليس حقيقه النبي كلها القران وانما هو ملف من الملفات الغيبيه في النبي.

يكفر من يقول اني عرفت النبي والامام جانب الغيبي غير المرئي فيهم شهاده تفصيليه فان من يدعي ذلك يكذب ويكفر لماذا امنت بسركم وعلا نيتكم في جانبهم جانب خفي وسر لا نستطيع ان ندركه تفصيلا وليس من قدره المخلوقات ان تدركه امنت بشاهديكم وغائبكم ففيهم من جانب غيبي.

فالذي يؤمن بالنبي ولا يؤمن بامير المؤمنين لم يعرف الجانب الغيبي في رسول الله حتى بالمعرفه الاجماليه ولم يستجب الجانب المعرفة الغيبية للنبي...

اول خطاب يوجهه صاحب العصر والزمان الى كل البشريه حين مكه المكرمه ان هويه ادم نوح ابراهيم موسى عيسى داوود سليمان السيد الانبياء سيد الاوصياء سيد ا شباب اهل الجنه ان هويتهم هي هويته ولا يعني هذا التناسخ اهل البيت قالوا ان التناسخ شيء باطل اذا ما مراده علیه‌السلاملما يقول من اراد ان يرى محمد فها انا ذا وليس هذا تناسخ لكن الجانب الغيبي فيهم صلوات الله عليهم هناك جانب موحد وليس المعنى الموحد يعني الهويه الشخصيه الذي يقول به الفرق الباطنيه فان الفرق الباطني الباطنيه والفرق الصوفيه جلهم وليس كلهم هو كذا البابية والبهائيه قالوا بالتناسخ لانهم لم يستطيعوا ان يعوا الحقيقه.

مثلنا سابقا الحقيقه كما لو كانت عندنا ملايين من الحاسوبات كلها تتصل بسيرفر واحد او مادر سيرفر واحد لكن هذه الحواسيب علمها ليس واحدا فانها مختلفه لكن كلها تستقي من منبع واحد ارقى الحواسيب اتصالا بها يصبح السيد الانبياء نظير ما ورد عندنا خلق الله العقل وخلق للعقل رؤوسا بعدد رؤوس الخلائق لكن العقل الموجود عند البشر ليس كالعقل الموجود عند المعصوم ولم تمتزج هويتنا مع هويتهم ولا يعني هذا عدم تميز الهويات وهذا بحث عويص تاه فيه الفلاسفه ملا صدرا بنفسه في الجزء الثاني من الاسفار في مبحث النفس يقولها هنا ثمانيه نظريات بعضها للعرفاء وبعضها للفلاسفه القدماء والفلاسفه المتاخرين وبعضها للمتكلمين وبعضها للمفسرين وبعضها للمحدثين ثم يقول الكل عاجزون عن معرفه حقيقه النفس فانها هذه مجرد نظريات فان النفس في وحدتها كل القوى فهل النفس شهوه او غريزه او هي قلب او هي عقل ما هي النفس الكل تحير فيها ولذلك وارده من عرف نفسه فقد عرف ربه معرفه وحده هويه النفس لزيد بن ارقم امر صعب وليس بسهل لكن ليس بمعنى اختلاط الحابل بالنابل.

الشاهد ان الجانب الغيبي في النبي والاوصياء والمعصومين الاربعه عشر فيهم جانب غيبي موحد وليس معنى الموحد اي الوحده الشخصيه في الهويه بل هي كوحده الكمبيوترات لماذا يحتج بكمبيوتر على كمبيوتر اخر لماذا يحتج بموبايل على موبايل اخر لان المادر سيرفر واحده فهذه هي الوحده بين الكمبيوترات العالم اي وحده هذه ما شئتها فسمها.

مقصودنا اننا في صدد هذا المطلب وهو ان المشكله في معرفه النبي ليس معرفه جانب بدن النبي الشريف.

البعض يريد ان يركز على المعصوم يركز على دم المعصوم وجلد المعصوم واعظم به كل شيء في المعصوم طهرطاهر مطهر لكن هل هذه حقيقه المعصوم وهل هذه المعرفه العليا للمعصوم الجانب الغيب في المعصوم هو اخطر امنت بسركم وعلانيتكم اذا كفرت بالسر وقلت انهم علیهم‌السلامليس عندهم سر بل كل شيء مشهود بتفصيلا فحينئذ انت كفرت لان هناك جانب غيبي لم تحط به لا انت ولا كل علماء الامه انما يحيطون به اجمالا لقوله تعالى ﴿وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها﴾[3] مع انها نعمه ومن المخلوقات مع ذلك يقول عز وجل لا تحصوها لماذا لا نستطيع ان نحصيها هل هي اله ؟ لا ربط لها بالاله. وكذا قوله تعالى:

﴿وَ لَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَ الْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزيزٌ حَكيم﴾[4]

مع انه مخلوق فاذا كان مخلوقا كيف لا تنفد او كيف يكون لا متناهي؟ هذا يعني بالنسبه اليكم ليست عندكم قدره لعدها مع ان الايات القران الكريم ليس المخاطب بها الانس والجن وهذا مر بنا مرارا ان في بيانات اهل البيت علیهم‌السلامان الخطابات القران الاعتقاديه لا تختصر الجن والانس بل المخاطب به الملائكه بل العرش نفسه مخاطب بها كل المخلوقات مخاطبون بها حتى جبرائيل مخاطب به وكذا اسرافيل وعزرائيل وميكائيل فانهم مخاطبون بها بدليل ان الدين موحد لان جبرائيل واسرافيل واسرائيل ليسو لا دينيون بل يدينون الله بالدين وهذا دليل بديهي في الوحي والعقل والا جبرائيل ليس علمانيا حاشاه بل يدين بدين الله فالخطاب بالدين امنوا بالله يخاطب بها حتى جبرائيل وهذا ليس خاص بالقران بل يشمل حتى الكتب الالهيه الاخرى كالانجيل والتوراه والصحف ليس المخاطب فيها في الجانب العقائدي هو الجن والانس فقط نعم الشرائع والفروع وطريقه المعيشه في الارض المخاطب بها الجن والانس.

اما في الاصول وفي العقائد مثل عرضنا الامانه على السماوات والارض فابين ان يحملنها او التعبير في يوم تشهد عليهم ارجلهم ولماذا تكون الرجل طرف والجلود الطرف وهل هي طرف في القضيه والذين هم بشهاداتهم قائما لماذا يقوم بمسؤوليه الشهاده لماذا الجند والرجل تقوم بالشهاده اي منطق للقران هذا ولماذا يقول القران واما من شيء الا يسبح بحمده ولماذا يقول سبح لله مافي السماوات وما في الارض؟

فان التسبيح نوع اعتقاد ومسؤوليه تدين.

فخطاب الدين غير خطاب الشريعه فان خطاب الدين يخاطب بها كل المخلوقات حتى الجوامد فمن لا يعتقد بالقران هذا بحث اخر.

نرجع الى هذا المطلب وهو ان الجانب الغيبي في سيد الانبياء وسيد الاوصياء غير الجانب الشهاده فيه من بعث السيد الانبياء الى الان الازمه في التسليم لهذا الشهود الاجمالي بجانب الغيبي فيهم.

من الملفات الغيبيه في جانب النبي هو القران الكريم في قوله تعالى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا اما نفس ذات سيد الانبياء وصفه في القران انه يوحى الي جاء بفعل مضارع ليدل على الاستمرار انت قارن بين الفعل الماضي الذي انجز وتم ولكن بالنسبه اليه يوحى اليه هذه حقيقه النبي ان تعودوا نعمه الله لا تحصوها وليس هذا بمبالغه ولا غلو في المخلوق كيف يكون للمخلوق الاحاطه والهيمنه على المعصوم ياتي شخص تعلم سنه او سنتين او عشرين سنه ويقول انا احيط بالمعصوم انا الحاكم على المعصوم انا الذي يقرر المعصوم من هو كيف هو.

مع ان موسى يقول لخضر ﴿قالَ لَهُ مُوسى‌ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى‌ أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدا﴾[5]

مع ان موسى من اولي العزم وكليم الله وانزلت عليه التوراه مع ذلك يامره الله بان يتواضع للوحي

 

الشهيد الثاني رحمه‌الله في منيه المريد يقول في هذا الطلب من نبي موسى على نبينا واله عليه السلام للخضر وهو حجه واحيانيه فيه 12 تواضعا[6] ولعلمكم ان الانبياء ليس عندهم مجامله نورت تواضع تاره كبيره يتواضع مره تاره التواضع يقول نحن وضعاء بالقياس الى الله عز وجل انتم الفقراء الى الله التواضع يعني كشف حقيقتنا يعني نحن خواء وعجزه بالنسبه الى البار ي تعالى وليس معنى التواضع يعني نحن كبراء لكن من باب الاخلاق الحسنه نتواضع قليلا.

التواضع حقيقته توحيديه يعني نحن خواء بالنسبه الى الله عز وجل التواضع من باب اخفض جناحك لمن عرف التواضع يعني نحن وضيعون بالنسبه الى الباري تعالى هذا معنى تواضع وحقيقته تؤمن بحقيقه انك عبد وياتيك هذا ويقول انا احيط بالمعصوم صغيرته وكبيرته سر المعصوم وعلم المعصوم هذا الشخص عتا في نفسه عتوا كبيرا كنت من العاليين يعني من الذين اصطفاهم الله فاذا لم تكن من الذين اصطفاهم الله كيف تدعي لك علم كل شيء وكانك تقول ان تعدوا نعمه الله تحصوها انت نافخ نفسك اذا قلت انك مهيمن انظر الى نبي موسى وهو من اولي العزم وقد نزلت عليه التوراه لكنهم في قبان الوحي الالهي يقول هل اتبعك على ان تعلمني مما علمت رشدا يقول الشهيد الثاني هنا 12 تواضع.

اداب الانبياء ليست مجاملات بل كلها حقائق يعني لما يقول الامام الحسين علیه‌السلامان اخي حسن هو خير مني هذه ليست مجامله وانما هي حقيقه وعندما يقول سيد الانبياء الحسن والحسين اماما قاماو قعدا وابوهما خير منهما هذه ليست مجامله وعندما يقول سيد الانبياء فاطمه احب الي ولكن علي اعز علي هذه ليست مجامله هذه حقائق حتى بين الله عز وجل وانبيائه ليست هناك مجاملات صورية تعارفيه لا حقيقه لها بل كلها حقائق.

لما يصلي نبي عيسى خلف الامام المهدي ليس هذا من باب المجامله بل كلها حقائق اذا اجمع المسلمون على ان مقام صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف ان يصلي خلفه عيسى بن مريم وهو من العزم هذا ليس من باب المجاملات كصلاه الجماعه العاديه ويكون بينهما تعارف فيقول احدهما للاخر كن قائدا واماما بل عندهم حديث متواتر كما هو متواتر عندنا ايضا وهو قول النبي : من أم قوما و فيهم أعلم منه أو أفقه منه لم يزل أمرهم في سفال إلى يوم القيامة.[7]

فاذا كان صاحب الامر هو يؤم والنبي عيسى ما امام وهو من اولي العزم ففي هذا النظام من هو الاعلى صاحب الامر او نبي عيسى؟

والا كان مخالفا لنظام الوحي وهو من أم قوما و فيهم أعلم منه أو أفقه منه لم يزل أمرهم في سفال إلى يوم القيامة.

فاذا كان الحال كذلك هنا نبي موسى وهو من اولي العزم وكليم الله يتبع الخضر وانا ابي عيسى يتبع امام المهدي ولا قياس بين الخضر وبين صاحب الامر عجل الله تعالى فرجه الشريف اذن جانب الغيبي في النبي واوصيائه يجب ان نعرفه بمعرفه والا لن نعرف النبي هناك جانب مشترك بينهم واننا نحيط به اجمالا ولا نستطيع ان نحيط به تفصيلا.

حتى القران الكريم فاننا اذا ادعينا باننا نحيط بالجانب الغيبي له تفصيلا فان علماء الامه ومتكلمي الامه وفقهاء الامه المفسري الامه اي واحد يدعي اني احيط بالقران من صغيره وكبيره غيبه وسره هذا كفر بالقران لان القران نفسه يقول لا يعلم تاويله الا الله والراسخون في العلم وحينئذ كيف يدعي احد بانه يحيط بغيب القران واذا لم يحيط بغيب القران كيف يستخرج لي بنتيجة ليس فيها احتمال الخطا واحتمال الخطا لا يعني عدم الحجيه الظنيه ونحن مامورون باخذ الظنون المعتبره لكن لا اتطاول بهذه الظنون المعتبره على منبع الوحي وهو النبي او الوصي هذا هو الغلو بأن اغلو في علم غير المعصوم على المعصوم تطاولا عليه وهذا الذي قلناه هو التعريف الحقيقي وهذه الازمه الموجوده في البشر فان ازمه السقيفه وهي ازمه صفين وازمه جمل .

هناك حديث موجود في عيون اخبار الرضا علیه‌السلامعن ابي الصلت الهروي وهو من حواري الامام الرضا اسمه عبد السلام وقد سجن سنه لموالاته للامام الرضا بعد استشهاد الامام الرضا والذي خلصه من السجن هو الامام الجواد علیه‌السلامفحكى للامام الرضا ان هناك الجماعه يغلون فيكم ويقولون ان الناس عبيد لنا فتبرأ الامام مما يقوله الغلاه فيه ثم قال علیه‌السلامله يعني لابي الصمت وهو الرافع رايه المحاربه للغلاه نعم الغلو باطل ولكن المشكله اذا تصور انه عنتري يعني يحيط بكل ما عند المعصوم وهذه بدايه الكارثه فقال له عن علیه‌السلامانت تنكر ولايتنا ام تقر بها؟[8]

لماذا يقول له الامام هكذا يعني يريد ان يقول له لا تصير عنترا أنك تحيط بالمعصوم كله ومقامات اهل البيت كلها ﴿ان تعدوا نعمه الله لا تحصوها﴾ .

هناك ايتان في القران الكريم عن سيد الانبياء ان السيد الانبياء هو بنفسه معجزه غيبيه خطيره غير ﴿انا بشر مثلكم يوحى الي﴾ وهذه الايات قد ذكرت مرتين في القران الكريم ومر بنا ان هذا التعريف لسيد الانبياء لم نقف في القران الكريم على تعريف مخلوق من المخلوقات بما عرفه القران عن ذات سيد الانبياء حتى القران مع انه فيه جانب غيبي لا يصل اليه البشر لكن لم يعرف القران غيب نفسه كما عرف غيب رسول الله كشف عن غيب نفسه بقوله (اوحينا) بفعل ماضي انجز وتم ﴿اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي﴾ هذه انجز لكن غيب سيد الانبياء يوحى الي هذه الايه الثالثه في سيد الانبياء وهي تدعو الى ان غيب سيد الانبياء لا يحيط به احد ان القران وحي انجز وسيد الانبياء وحي مستمر فهل هذا الوحي الذي تم يحيط بالوحي الذي لم يتم؟

الحروف المقطعه في القران تقريبا جل المفسرين يقرون ويذعنون بان تفاصيل الايات كلها وهي ما يقارب 7،000 ايه لا تحيط بالحروف المقطعه للقران ومع ان الحروف المقطعه قطعا جمله منها هي النبي قوله تعالى يس وطه وغيرهما فانه باجماع المسلمین بل من ضروريات المسلمين وانا انطلق من الضروريات ولا من الظنيات وهذا يعني ان نفس القران الكريم بما بينه من التفاصيل الايات لا تحيط بغيب النبي مع انه غيب مخلوق لكن لا يحيط به احد هذا هو سيد الانبياء الذي يعرفه القران الكريم.

هذا موضع رابع وهي ان الحروف المقطعه في القران الكريم باجماع واقرار المفسرين لا يحيطون بتفاصيل الايات.

وهناك موضع خامس الذي قال فيه ايضا اوحينا واوحى.

وموضع سادس في جانب الغيبي المهول في سيد الانبياء الذي ورثه بقيه المعصومين بحسب مراتب لبقيه الائمه لانه ليس كلامنا في خصوص سيد الانبياء محمد بن عبد الله بل هذا البحث سيكون في صاحب العصر لانه جانب موحد.

هناك في القران الكريم موضعين غير المواضع التي مرت منها وكلها متفق عليها بين المسلمين ومن يخرج عن وفاقيات المسلمين فانه يدخل في العلمانيه وكلامنا الان في ضروريات المسلمين.

اذن موضعين في القران الكريم بسيد الانبياء الموضع الاول قوله تعالى انظر كيف ضربوا لك الامثال فظنوا فلا يستطيعون سبيلا يعني السبيل الى كونه معرفه النبي ممتنع على البشر فانه من الممتنع ان يحيط المخلوق الاصغر على المخلوق الاكبر كما لو قال احدا ان الكره بحجمها الجغرافي تحيط بالسماء فانه لا يقول بذلك احد الا من كان عقله منكوسا هذا في الجانب الجغرافي فكيف بالجانب غير الجغرافي.

ونحن ركزنا في بحث المعالجات على هذه المعلومه وهي ان الجانب الغيبي في سيد الرسل والاوصياء بل حتى الجانب الغيبي في القران الكريم ولذلك بدانا في هذه الليله بهذا البحث انه لما يحتج العالم او الفقيه او المتكلم بايه من ايات القران الكريم هل هذا تاويل او تنزيل وما معنى التنزيل في الوحي لانه للقران معنى تنزيل غير التاويل فما معنى التنزيل وما معنى التاويل؟

تنزيل القران امر خاص حصري بالله عز وجل فان المعصوم يتلو الكتاب حق تلاوته لكن تنزيل القران هذا امر خاص به عز وجل ولذلك قال انزلنا التوراه او انزلنا الانجيل وانزلنا القران لابد ان يستند الى الذات الالهيه والاسماء الالهيه لماذا لان التنزيل فيه امر الله وامر الله يعني الاحاطه بكل المنظومه ومن الطبيعي هذا شيء خاص به او من يمثله بينما الاحتجاج ببعض الكتاب لا يكون تنزيلا وانما يكون تاويلا سواء كان تاويلا حقا او تاويلا باطلا ولذلك الفرق بين مدرسه اهل البيت في اسباب النزول مع حقيقه النزول والتنزيل هو ان التنزيل عباره عن:

تصدي الوحي بمنظومته كلها بتنزيل معادله من معادلات القران الكريم وهذا لا يستطيع الا الوحي لا المفسر ولا الفقيه ولا المتكلم لماذا لان هذا العالم من اين يدري ان هذه الايه حصيله كل المنظومه ام لا نعم الايه في نفسها يقينيه لكن هي اولى بالتطبيق دون الايه الاخرى ام لا هذا يكون تاويلا وعليه عندنا مسار تنزيل في القران وعندنا مسار تاويل او تلاوه يتلو الكتابه حق تلاوته وذلك للمعصوم يعني يعرف اي معادله بل الاف المعادلات في القران الكريم اين موضعها نحن لا نستطيع ان نعرف التلاوه حق تلاواتها فان هذا من خصوصيات امر الله.

عقول المؤمنين من العلماء وغير العلماء او عقول المسلمين من العلماء وغير العلماء او عقول كل البشر حتى النخبه الاقتصاديه في البشر تعترض على الامام صاحب العصر والزمان ان النظام الاقتصادي الربوي هو صحيح كنت اقول ان هذا الشعار تهدمت والله اركان الهدى بالنسبه الى امیرالمومنین هل نعتقد بان امير المؤمنين هو الاصلح لاداره المجتمع الدولي ام لا وهل نقول هذه المقاله بصدق هلا نعتقد بان امير المؤمنين اكفا في اداره الاقتصاد البشر اعتقد بان امير المؤمنين اكفا في اداره دول السياسيه ام لا واذا لم يكن هكذا تكون هذه المقاله تهدمت والله اركان الهدى لقلقه اللسان هل نعتقد بان امير المؤمنين هو الاكفى لاداره المنظمه الدوليه في العالم في الامم المتحده ام غيره.

اي معنى تهدمت والله اركان الهدى هدى في اي مجال؟ هل تكون نخب البشر اكفا في ادار ه السلاح النووي من علي بن ابي طالب ام هو يعني علي بن ابي طالب اكفا البنك الدولي تعطيه بيد علي بن ابي طالب او بيد اليهود صندوق النقد الدولي هل الافضل ان يكون بيد صاحب الامر والزمان او بيد علي بن ابي طالب او بيد غيرهم اداره الصحه العالميه اذا كانت صاحب العصر والزمان هو الافضل ام ان الدين ليس له علاقه بالصحه العالميه ولا بالنقد الدولي اي شعار نطلقه نحن في شهاده امير المؤمنين لازم ان نطلقها بوعي فلا اقول ان امير المؤمنين سبوح قدوس و نزوي الدنيا عن امير المؤمنين كما ازوت السقيفه القياده عن امير المؤمنين علي بن ابي طالب او ازوت الصوفيه لا اقول كلهم لكن كثير منهم الرئاسه الدنيويه عن امير المؤمنين وقالوا اهل البيت هم رؤساء الملكوت من العجيب كيف تقبلون انهم قاده الملكوت وليسوا قاده الدنيا هذا ليس فقط بالفكر ولا يكفيه الفكر الان كلنا نصف الحق لكن هل نعتقد بذلك هذا امر اخر يعني لا نجد في انفسنا حرجا لان نقول لماذا امير المؤمنين فعل هكذا لماذا صاحب الامر والزمان صنع هكذا؟

فان هذا الاعتراض كفر وحرج حتى لو كنت حياديا فانك تكون حينئذ كافرا بل لابد ان تسلم ﴿فَلا وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ولا يحكمون البنك الدولي ثُمَّ لا يَجِدُوا في‌ أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَ يُسَلِّمُوا تَسْليما﴾[9] فان التلكئ وقولك: (لا) عندما يامرك الامام بشيء او التأوه او عدم تفاوت الحال هذا لا يكفي الا ان تسلموا تسليما هذا مما نصفه باللسان ولكنه بالعمل نحن صفر على الشمال او ضعفاء الايمان من المستضعفين.


[1] السورة حجرات، الأية 7.
[2] السورة حجرات، الأية 7.
[3] السورة نحل، الأية 18.
[4] السورة لقمان، الأية 27.
[5] السورة کهف، الأية 66.
[6] منية المريد، الشهيد الثاني، ج1، ص235. قال الشهيد الثانيرحمه‌الله :فقد دلت على اثنتي عشرة فائدة من فوائد الأدب‌ (الأولى) جعل نفسه تبعا له المقتضي لانحطاط المنزلة في جانب المتبوع‌. (الثانية) الاستئذان بهل أي هل تأذن لي في اتباعك و هو مبالغة عظيمة في التواضع. (الثالثة) تجهيل نفسه و الاعتراف لمعلمه بالعلم بقوله‌ على أن تعلمن‌. (الرابعة) الاعتراف له بعظيم النعمة بالتعليم لأنه طلب منه أن يعامله بمثل ما عامله الله تعالى به أي يكون إنعامك علي كإنعام الله عليك و لهذا المعنى قيل أنا عبد من تعلمت منه‌ و من علم إنسانا مسألة ملك رقه‌. (الخامسة) أن المتابعة عبارة عن الإتيان بمثل فعل الغير لكونه فعله لا لوجه آخر و دل ذلك على أن المتعلم يجب عليه من أول الأمر التسليم و ترك المنازعة. (السادسة) الإتيان بالمتابعة من غير تقييد بشي‌ء بل اتباعا مطلقا لا يقيد عليه فيه بقيد و هو غاية التواضع. (السابعة) الابتداء بالاتباع ثم بالتعليم ثم بالخدمة ثم بطلب العلم. (الثامنة) أنه قال‌ هل أتبعك على أن تعلمن‌ أي لم أطلب على تلك المتابعة إلا التعليم كأنه قال لا أطلب منك على تلك المتابعة مالا و لا جاها. (التاسعة) مما علمت‌ إشارة إلى بعض ما علم أي لا أطلب منك المساواة بل بعض ما علمت فأنت أبدا مرتفع علي زائد القدر. (العاشرة) قوله‌ مما علمت‌ اعتراف بأن الله علمه و فيه تعظيم للمعلم و العلم و تفخيم لشأنهما. (الحادية عشرة) قوله‌ رشدا طلب الإرشاد و هو ما لو لا حصوله لغوى و ضل و فيه اعتراف بشدة الحاجة إلى التعلم و هضم عظيم لنفسه و احتياج بين لعلمه.(الثانية عشرة) ورد أن الخضر ع علم أولا أنه نبي بني إسرائيل موسى ع صاحب التوراة الذي كلمه الله عز و جل بغير واسطة و خصه بالمعجزات و قد أتى مع هذا المنصب بهذا التواضع العظيم بأعظم أبواب المبالغة فدل على أن هذا هو الأليق لأن من كانت إحاطته بالعلوم أكثر كان علمه بما فيها من البهجة و السعادة أكثر فيشتد طلبه لها و يكون تعظيمه لأهل العلم أكمل. ثم مع هذه المعرفة من الخضر ع و هذه الغاية من الأدب و التواضع من موسى ع أجابه بجواب رفيع و كلام منيع مشتمل على العظمة و القوة و عدم الأدب مع موسى ع بل وصفه بالعجز و عدم الصبر بقوله‌ إنك لن تستطيع معي صبرا.
[7] المحاسن، البرقي، ابو جعفر، ج1، ص93.
[8] عيون أخبار الرضا(ع)‌، الشيخ الصدوق، ج2، ص183. عن عبد السلام بن صالح الهروي قال: جئت إلى باب الدار التي حبس فيها الرضا علیه‌السلام بسرخس و قد قيد ع فاستأذنت عليه السجان فقال لا سبيل لك إليه علیه‌السلام قلت و لم قال لأنه ربما صلى في يومه و ليلته ألف ركعة و إنما ينفتل من صلاته ساعة في صدر النهار و قبل الزوال و عند اصفرار الشمس فهو في هذه الأوقات قاعد في مصلاه و يناجي ربه قال فقلت له فاطلب لي منه في هذه الأوقات إذنا عليه فاستأذن لي فدخلت عليه و هو قاعد في مصلاه متفكرا قال أبو الصلت‌ فقلت له يا ابن رسول الله ما شي‌ء يحكيه عنكم الناس قال و ما هو قلت يقولون إنكم تدعون أن الناس لكم عبيد فقال اللهم فاطر السماوات و الأرض عالم الغيب و الشهادة أنت شاهد بأني لم أقل ذلك قط و لا سمعت أحدا من آبائي ع قاله قط و أنت العالم بما لنا من المظالم عند هذه الأمة و إن هذه منها ثم أقبل علي فقال لي يا عبد السلام إذا كان الناس كلهم عبيدنا على ما حكوه عنا فممن نبيعهم قلت يا ابن رسول الله صدقت ثم قال يا عبد السلام أ منكر أنت لما أوجب الله تعالى لنا من الولاية كما ينكره غيرك قلت معاذ الله بل أنا مقر بولايتكم.
[9] السورة نساء، الأية 65.