الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث العقائد

44/09/13

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: أكوان النبي وأهل البيت في القرآن

كان الكلام في ان سيد الانبياء صلى الله عليه واله وقرباه كما يصفهم القرآن الكريم لهم طبقات من الوجود وطبقات من الاكوان كما بين ذلك القرآن الكريم ولولا ان هدانا الله باهل البيت لما كنا لنهتدي ما في سطح ظاهر القرآن . يعني معجزة اهل البيت عليهم السلام انهم يستخرجون اسرار المعارف من سطح القرآن و ظاهره هذا السطح الظاهري الذي لا يستطيع احد ان يتناوله غيرهم وليس في قدرة غيرهم ان يتناوله وهذه هي القدرة التي زودهم الله بها.

وكما مر بنا من الايات في سورة الحج وفي ذلك ليكون الرسول شهيدا عليكم يعني كون الرسول صلى الله عليه واله وتكونوا شهداي اي تكونوا انتم شهداء وهذا الكون لا يستقيم مع الوجود البدني لان هذا الكون احاطي لانه هذا الكون لا يستقيم مع الوحود البدني قطعا، لان الرسول صلى الله عليه واله كما يصفه القرآن الكريم شاهد على قائمة الانبياء وهذا لا يستقيم مع بدن النبي الذي ولد ووجد في عام الفيل بينما هو شاهد على من هو شاهد على الامم يعني ملكوت فوق ملكوت.

ومن الواضح انه ليس الكون البدني والكون الحسي و المادي لا يؤهل هكذا احاطة وسيطرة وفي بعض الموارد رب العاملين يسلك من بين ايديهم رصدا ليعلم ان قد ابلغوا رسالات ربهم فاذا كان سيد الانبياء صلى الله عليه واله شهيد على الشهداء الملكوتيين من الانبياء على اممهم فمن الواضح ان هذا الكون ليس كون بدني وانما هو كون ملكو تي خاص نبه عليه القرآن الكريم في سورة البقرة انبئني بأسماء هؤلاء يعني من الواضح وجود انوار فوق السماوات و ملكوت السموات لم يكن الملائكة قد رأوه من قبل.

﴿قالَ يا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِم﴾[1] ولم يقل باسمائها بل قال باسمئهم يعني وجودات حية شاعرة فالقرآن الكريم لا يفتر بل في سورة البقرة و سورة النور و سور كثير يبين ان خمسة اصحاب الكساء والتسعة المعصومين من اصحاب الكساء هؤلاء لهم وجودات نورية حية شاعرة محيطة بما دونها من المخلوقات زودها الله بالاحاطة والهيمنة والتربية و التزكية والتعليم فهذه الروايات التي ترد عن امير المؤمنين عليه السلام بانه كنت مع موسى او عيسى او مع ابراهيم فاذا كان شاهدا على كل خطوات سيد الانبياء بحسب نص القرآن الكريم فمن الواضح ان يكون كذلك..ومن ثم توسلات بني اسرائيل و غيرهم بإليا و غيره من تعاليم الانبياء السابقين .

فإذن لاهل البيت عليهم السلام وفوقهم سيد الانبياءاكوان روحية ملكوتية نوريه شاهده فالنبي صلى الله عليه واله شاهد ثم اهل بيتهم قربه من الدائرتين لا اقول الدائره الاصطفائيه كلهم بل النخب منهم فانهم شهود حسب نص القران الكريم في سوره البقره وسوره الحج وسور اخرى الان الوقت لا يسع المجال لعرض ما نص وما كشف ما بين وما صرح اهل البيت عليهم السلام بيان الدلالات في ظاهر القران الكريم.

اذن سيد الانبياء كما يصفه القران الكريم هو (بشر مثلكم) لكن هذا جانب منه وجانب اخر (يوحى الي)ـ وحي مستمر وهذا الوحي المستمر لا اتخطر موضعا في القران الكريم يصفى الله عز وجل مخلوقا بانه وحي مستمر مفتوح بلا حد ولا قيد كسيد انبياء صلى الله عليه واله القران الكريم وصف نفسه انه ليس وحي لا محدود نعم كلمات الله غير محدوده هذا من جانب صحيح لكن نلاحظ في سوره الشورى اخر ايه منها كما بين ذلك في روايات اهل البيت عليهم السلام عظمه الروايات لا تتحدد بالروات كزراره ومحمد بن مسلم رضوان الله عليهما فان الرواه عاجزين عن الوصول الى هذه المضامين البرهاني القرانيه ولا تسالني عن سند الروايات فانه لا يصل الى اعتبار المضمون البرهاني الوحياني فان الروايه واحده تشير الى حلقه بنيويات في سطح ظهور القران الكريم ولا يمكن لك ان ترفضها لانها بديهيه كضرب اثنين في اثنين ينتج اربعه فان منظومه الروايات هي هكذا حالها.

وقد ذكرت في بحوث اخرى من العلماء الاماميه الذين التفتوا بدقه لهذا المطلب الذي هو في روايات اهل البيت عليهم السلام هو قطب الدين الراوندي رحمه الله في فقه القران يبحث عن ايات الاحكام مبناه ان الروايات برمتها التي ترد في كل مساله فقهيه بالدقه هي تعالج سطح ظهور القران لا انها تاويليه هذا قطب الدين الراوندي وهو فقيه رجالي مفسر محدث اديب قريب جزل وتحس من قلبه انه موسوعي وله باع في علوم شتى والمقداد السيوري تلميذ الفخر المحققين زميل الشهيد الثاني في كتابه ايات الاحكام و كنز العرفان عندما يصل الى ايه الحرابه والمحارب وقطاع الطرق الذين يحاربون الله ورسوله فان الراوندي يحاول ان يستل كل الاحكام الوارده في حد المحارب وقطاع الطريق من القران الكريم وكل الروايات الوارده في حد المحارب يحاول ان يستلها من القران الكريم .

يعترض عليه السيوري ويقول له: هذا افراط لانه لا يمكن ان نستهل كل الاحكام من الايات نعم انما هي من الروايات من باب التعبد والتاويل.

فالسيوري مع انه فحل يشكل على الراوندي بانه كيف يمكن ان نسال كل الاحكام من بنيويه سطح ظاهر الايات لكن اشكال السيوري في غير محله لانه يستعين بتنبيهات واشارات الروايات لتوضيح قال بنية الظهور.

اختصر هذا المطلب: بان الراوندي مبناه في روايات اهل البيت عليهم الايات الكريمه هي تعالج بنيه الظاهره في القران الذي لا يقدر على اكتشافه البشر.

ربما يقال: انه كيف يجتمع الظاهر مع انه لا يستطيع البشر ان يكتشفه.

والجواب: يتضح ببرهان سهل الان النقد الادبي الناقد الادبي في اللغه العربيه او في كل اللغات وهذا النقد الادبي كان موجود ا قبل الاسلام في منا في ايام الحج في سوق عكاز وكل اللغات العالم عندها نقاد ادب ما وظيفه هذا الناقد الادبي انه ينتزع من كلام اللغه اي لغه من اللغات حسب اللغه التي ينقدها ينتزع منها معاني ويستكشف معاني لا يستطيع ان يستكشفها غيره بقيه ابناء اللغه لماذا لان طبيعه اللغه هي معادلات معقده وهي موجوده في بنيه الظاهر لكن غيره لا يستطيع استخراجها بل حتى بين النقاد الادب بينهم مباريات ومنافسات وليس الكل على درجه واحده في القدره فنفس عمليه النقد الادبي في كل لغات العالم من القديم الى الان دليل على ان البنيه الظاهريه في لغات البشر يمكن استلال معاني كثيره منها لا يستطيع غالب اهل اللغه استخراجها لا انها غير موجوده في الظاهر فان قدره ابناء اللغه ليست بتلك القدره التي يستخرج منها ويعملون القواعد النحويه وقواعد الصرف وقواعد البلاغه وعلم المعاني وعلم البيان.

على كل، لا اريد ان ادخل في هذا البحث لكنه بحث مهم لانك تتعامل مع التراث فوق الاسانيد وعلم الرجال لان روايات اهل البيت حينئذ تكون ناظره الى بنيه الدلاله القرانيه بشكل دقيق مجهري وتبين لك البرهان بين هذه الايه وتلك الايه وايات اخرى لم يكتشفه المفسرون الاخرون قط الى يومنا هذا، لانهم بانين على انها روايات تاويليه فلم يدقق فيها.

كالايه شريفه التي هي في قضيه ﴿وَ داوُدَ وَ سُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَ كُنَّا لِحُكْمِهِمْ شاهِدين﴾[2]

﴿و كُنَّا لِحُكْمِهِمْ شاهِدين﴾ ولم يقل لحكمهما وهذه المحطه نادر من المفسرين يلتفت اليها فلماذا ياتي سبحانه وتعالى بضمير جمع لكن روايات اهل البيت عليهم السلام تفسر ذلك فان القضيه كانت مع اليهود وسليمان فلماذا يقول الحكمهم بضمير الجمع .

ولا اريد ان اطيل المطلب هنا لكن لما تجمع الروايات العديده عن اهل البيت عليهم السلام في ايه واحده ترى العجائب منها التي غفل عنها المفسرون الاخرون وهي موجوده في بنيه الظاهر دقائق بنيويات الظاهر يعجز عنها المفسرون من الاولين والاخرين الا روايات اهل البيت عليهم السلام فليست هي روايات تاويليه محضة هم يسمونها تاويليه لعجزهم من اصطياد المعنى الموجود في ظاهر الايه ولكن اهل البيت عليهم السلام يصطادونها من بنى وقواعد وضوابط لكن كثير من المفسرين الاعلام لا يعملون ذلك الجهد العلمي في التركيز لكن الراوندي عنده هذه النظريه وهي نظريه عظيمه والراوندي من زعماء علماء الامام وهو معاصر ابن زهره وهو من علماء القرن السادس في الوسط بينها وبين الشيخ الطوسي بواسطتين فليس امره بالامر السهل.

العالم الثاني الذي وجدته عنده هذا المبنى هو ملا شريف الفتوني ولا اريد ان احول البحث الى بحث تفسيري لكن اضطر الى ان اذكر بعض النقاط انت تراجع السدي وغيره فتنظر الى ما قيل ولا تنظر الى من قال ولا سند من قال فعليك ان تنظر الى الروايات وما قيل فيها اعتبرها والعياذ بالله في مصاف كلمات العلماء بل هم عليهم السلام يقولون للرواه كما قال الامام الباقر عليه السلام لزراره يا زراره اذا سالتني عن شيء فاجبتك فاسالني اين هو من القران يعني اريد ان ابين لك الاصول القرانيه يعني نريد ان نحدث لك العلم وليس مجرد التعبد الظني او التعبد الاجمالي القطعي بل نريدك ان تعلم التفسير.

على اي حال التعامل مع روايات اهل البيت عليهم السلام بهذا النمط في سواء في العقائد او في الفروع هذا باب عظيم باب يسمى شبكه المعادلات المضمونيه المتنيه التي يشير اليها اهل البيت عليهم السلام الى قوالب.

العلماء انهم يراجعون كلمات العلماء الاخرى في كل فن وعلوم ولكن اين سندهم الى هؤلاء العلماء وهل يسوغ تقليد العلماء في ذلك؟ لا. اذن كيف يرجع العلماء الى العلماء الاخر واي عالم لا يرجع الى سائر العلماء في نفس تخصصه يعتبرون الجهد والعلم ناقص وقاصر وعاجز فلماذا يرجع الى كلمات العلماء لان الادله موجوده في كلماتهم اعلم الناس من جمع علوم الناس جمع عقول الناس وعليه فروايات اهل البيت عليهم السلام لا اقل تعامل معها بهذا النمط فانها تشير الى قواعد هو قوالب في بنيه ظواهر القران تشير الى قواعد مسلمه في العقائد وفي المعارف فتستخرج الاستدلال منها وبهذا الاستدلال لا نحتاج الى قضيه الطريق لانك تعامل معها تعامل استنباط واستدلال وليس هو تعبد مبهم بل يحتاج الى ملكه اجتهاد وتركيز واستنباط دقيق مجهري على كل الشخص الثاني في هذا هذا المجال هو ملا شريف الفتوني وهو محدث فقيه متبحر وقد جمع بين علم الحديث والفقه وهو الجهد صاحب الجواهر من طرف الام حسب ما يقال واسم كتابه مراه الانوار مقعد طبع في مع تفسير البرهان للسيد هاشم البحراني وهذا كتاب مراه الانوار وعنده كتاب

ضياء العالمين في الامامه الهیه امامه اهل البيت عليهم السلام ولعلها طبعت بطبعه حديثه في عشر مجلدات وكان العلامه الاميني يعول عليه آقا بزرگ وغيرهما من الاعلام ويقولون لم يكتب في الامامه كتاب مثل هذا الكتاب قال ذلك العلامه الاميني على ما نقل عنه فهكذا كان يبجل في قدره ونبوغ هذا الكتاب وعائلتي الفتوني الان موجوده وهو من نسل القاضي العراقي البغدادي ابن براج حسب ما يقال وان كان من اصلهم لبنانيون لكن هاجر جدهم الى بغداد فصاله قاضي طرابلس وكان من مراجع الشيعه وهو صاحب المهذب وهو معاصر الشيخ الطوسي وتلميذ السيد المرتضى و شيئا ما تتلمذ عند الشيخ الطوسي لكنه تصدى المرجعيه في عرض الشيخ الطوسي هو وسلار والجعفري اربعه مراجع او خمسه كانوا في زمن الشيخ الطوسي كانوا متصدين المرجعيه في ظل مرجعيه الشيخ الطوسي ملا شريف الفتوني هكذا دأبه في كتابه مراه الانوار عنا الروايات تشير الى بنيان تفسيري الى بنيته الظاهر لا انها تاويليه.

احد تلاميذ الشيخ حسين الحلي والسيد الخوئي والسيد محمود الشاهرودي الكبير كانت نظريته هكذا وكان مفسرا قديرا واستفدت منه شيئا كثيرا وكان مبناه هكذا ان مقتضى علميه الثقلين ان احدهما يفسر الاخر لكن تحتاج الى مجتهد فحل يلتفت الى هذه الموارد ولسنا في صله هذه المطلب لكن هذا هو مفيد انك تتعاطى مع روايات اهل البيت عليهم بما فيها من دلائل تاصيليه منتزعه من بنيويات ظاهر القران فلا تشكل علي بان الروايه ضعيفه انا لا استند اليها كتعبد ظني.

انت تستند الى كلام السدي وقتاده او غيرهما من كلمات العلماء الفريقين لا بما هم حجج ولا بما لهم من السند وانه متصل ام لا وانما من جهه انظر الى ما قيل والدلاله التي فيه في الروايه كما قال استاذنا المرحوم الميرزا جواد التبريزي في جلسته الخاصه الفقهيه كان لما اراد ان شخص ان يقرا الروايه اذا ابتدا بالسند يا نهاره فيقول له اقرا ابتداء ثم اقرا السند ثبت العرش ثم انقش فالمقصود ان المتن شيء مهم.

نرجع الى ما كنا فيه ...

فهذه الروايات التي تثبت ان لسيد الرسل و لامير المؤمنين عليه السلام كون روحي مع سائر الرسل هذا بحسب نص بيانات القران وانهم شهداء اذن لسيد الانبياء طبقات بدنيه وغيرها ولكن اصل وجوده ليس بدني بل هو طبقات بشر مثلكم يوحى الي والقران الكريم .

حسب بيانات اهل البيت عليهم السلام في اخر سوره الشورى القران الكريم لا يصف القران نفسه بانه وحي لا يتناها وانه غير محدود لاحظ اخر سوره الشورى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا فان اوحينا فعل الماضي ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان وهذا بلحاظ وجوده البدن وطبعا كانت الروح النازله للنبي صلى الله عليه واله ولكن جعلناه نورا وهدى نهدي به من نشاء يعني اهل البيت عليهم السلام هنا في هذه الايه لما ينفي الكون في ما كنت تدري اي كون ينفي او في قوله تعالى ما كنت تدري ايهم يكفل مريم القران الكريم علمنا ان للنبي اكوان متعدده و في ايه ما كنت تدري اي كون ينفيه عنك الكون البدني او الكون الروحي البدني والا الكون الروحي هو شهيد على الكل كيف لم يكن فهم منظومه معاني القران شيء عظيم وحفظ منظومه مع القران ايضا شيء وليس المراد حفظ الفاظ القران واعظم بها وين كانت عظيمه وهي الطريق الى الوصول الى المعاني لكن لا تتوقف عندها ولا تكون كما قال الامام الصاد عليه السلام اقاموا حروفه و ضيعوا حدوده فلابد ان تتخذ من الالفاظ والتجويد قنطره للوصول الى المعاني فانها معاني رهيبه مذهله نستكشفها ان اهل البيت عليهم السلام ليسوا في صدد التعبد الظن وما شابه ذلك بل هم في صدد يعلمهم الكتاب في مقام التعليم يعني يحصل لك العلم من الدلاله الموجوده في بنيه تظاهر القران الكريم.

اذن ما كنت تدري ما الكتاب اي كون للنبي ينفي لا تقل لي ينفي كل الاكوان بل القران الكريم فكك بين اكوان النبي اياك ان تنام فكريا السبات العقلي خطير السبات الفكري خطير ﴿فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهيدٍ وَ جِئْنا بِكَ عَلى‌ هؤُلاءِ شَهيدا﴾[3] فمن جانب يقول ينفي الكون ومن جانب يثبت الكون ليس بينهما تناقض ذاك كون روحي لانه شاهد وشهاده بالروح والنور وذاك شهاده بدنيه فان الايات الكثيره التي تنفي الكون وتقول ما كنت لا تحمل على كل اكوان النبي مع انه لا يحصل تناقض في القران فان هذه من هذا البدن والزمن هناك بالحظ الكون الروحي الان هذا الكون الروحي الذي ولد النبي كيف يخرج من باطن طبقات النبي الطبقات النازله لنبيه هذا بحث اخر معقد.

الان لو سالك احد اشرح لنا كل تفاصيل صغرك او من قبل 20 سنه الان لا تستطيع ان تستحضرها نعم انها موجوده في ذاكرتك.

اشكال الشيخ المفيد رحمه الله -نحن نقبل تراب الشيخ المفيد وتراب الشيخ الطوسي ونقبل تراب السيد الم المرتضى هؤلاء علماء زعماء كبار فان لهم الحق في جهود لتشييد المذهب ولكنهم غير معصومين وليس في البحث العلمي هناك مجاملات- وتبعهم على ذلك الملا صدرا و العلامه الطباطبائي حيث قالوا اننا لا نتعقل العالم الذر و الارواح وان ورد في الروايات فان لها تاويل اخر فنحن مع اننا نقبلها ولا نردها لكونها متواتره في القران والروايات الموجودة في عالم الذر الاول والذر الثاني عالم الميثاق عالم الاظله وعالم الاشياح لكن لا نستطيع ان نتعقل الارواح المنفصله وانها بلا بدن فان الارواح تتكثر بالابدان.

لكن الاشكال عليهم انه من قال ان الابدان هي فقط؟ هذه الابدان الجسميه ولماذا الابدان السماويه ليست بابدان هذا اول الكلام ومن قال ان فوق السماء ليست هناك ابدان هذا اول الكلام ومن قال هذا البدن الفوقي ينفخ كما في نبخ نفخ الجنين فيحيى على كل هؤلاء الاعلام لم يتصوروا فقالوا ناولها بطريقه معينه وانا ادلتهم اننا لا نتذكر التفاصيل كيف اننا مررنا بتلك العوالم ولم نتذكرها الان والجواب انه اذا كنت لم تتذكرها فهاتوا بنا بشرح بيان صغركم السنين السابقه التي مرت عليكم اربع سنين من حياتكم الشريفه هل تتذكرونها تتذكروها هو كونكم لم تتذكروها ليس دليل على نفيها كما هو الحال في فتح ملفات الكمبيوتر اذا تجمعت ففكها يصعب لان المعلومات تتجمع شيئا فشيئ لديه ولما تجمعت استخراجها من الخزانه الداخليه الباطنيه ليس بالشيء السهل لابد ان يكون شيئا فشيئا.

الانسان فضلا عن باطن سيد الانبياء الذي هو اعظم البشر مع طبقاته النازله ومن هذا القبيل يعني حتى بدن النبي صلى الله عليه واله لا يتحمل روحه النازل لا تتحمل اروح النبي الصاعده روح النبي الصاعد لا تتحمل اروح النبي الاصعد منها من اوصاف النبي صلى الله عليه واله انه كان دائما في يصيبه وجع الراس في شقيقته لان البدن لا يتحمل مع انه اعظم الابدان على الاطلاق بدنه لا يتحمل روحه العظيمه.

من اعظم الامور في معرفه سيد الانبياء سيد الانبياء والانبياء عموما بالخصوص سيد الانبياء وبالخصوص اهل البيت معرفتهم انه طبقات في الوجود وطبقات في الكون يعني الشخص بن بنفسه كسيد الانبياء هو ذات طبقات له بدن وروح وهكذا صاعدا واذا لم نعرف هذا الشيء سنقول ما لهذا الرسول كيف يكون رسولا يصعد الى العرش ومع ذلك ياكل الطعام ويمشي في الاسواق كيف يكون ذلك حتى سالوا زوجات النبي صلى الله عليه واني ان بدنه هل يباشر النساء كسائر الرجال فانهم كانوا يستغربون ان الذي يذهب الى العرش كيف ينزل الى الفرش مع ان هذه عظمه السيد الانبياء مع كونه يصعد ويعرج لكنه هو بشر مثلكم ولذلك يكون قدوه.

فهذه من الامور المفصليه في معرفه سيد الانبياء ومعرفه اهل بيته وانهم طبقات لا انهم طبقه واحده ففي الحين انهم هويه واحده لكنها ذات طبقات كما في مثل الانسان العادي بلا قياس فانه عقله شكل وقلبه شكل وكلا روحه شكل اخر كما ان بدنه ايضا شكل قدرات عقله تختلف عن قدرات قلبه وليست هي بدرجه واحده هذا انسان واحد هويه واحد لكنه ذات طبقات هكذا الامر في سيد الانبياء.

اذا التفتنا الى هذا المطلب نعلم انه ليس من الغريب ان القران الكريم يصف سيد الانبياء بانه وحي لا يتناهى ان هو الا وحي يوحى والضمير يرجع الى سيد الانبياء يعني ان سيد الانبياء كتله وحي انك لعلى خلق عظيم هذا ما وصفه الله عز وجل سيد الانبياء ان هو الا وحي يوحى وليس هو وحي مضى بينما القران يصف القران نفسه يقول انه وحي ماضي انقضى وتم بينما سيد الانبياء وحي لا يتناهى وحي مستمر ولا يحد بحد هذا سيد الانبياء صلى الله عليه واله ومن ثم يقول زين العابدين عليه السلام وياتي ببرهان من القران فلا تقول لي انا لا اعتمدا السند والطريق الى زين العابدين انا كلامي نحن في مقام التعلم من زين العابدين عليه السلام وليس في مقام التعبد تتعامل مع روايات اهل البيت في مقام التعلم يعني تعلم الدليل الموجود الذي يشيرون اليه انت تتعلم من علماء الفريقين كيف لا تريد التعلم من اهل البيت ما هي نسبة التعلم بينك وبين علماء الفريقين النسبة هي ان تستكشف الادلة وحين اذن تنظر الى ما قيل لا الى من قال فكذلك تعامل مع روايات اهل البيت انظر الى ما قالوا ولا تنظر اليهم سلام الله عليهم مع ان النبي صلى الله عليه واله يتعليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتابه وما معنى يعلمهم الكتاب فانه يحدث لهم العلم ولم يقل تعالى يامرهم بالكتاب ولم يقل يتولا ولم يقل يوليهم هنا الخطاب يختلف عن الخطاب انما وليكم الله ورسوله فان الولي بحث اخر وان كان هو ولي ونعم الولي الله ورسوله واهل بيته.

ولكن كلامنا في مقام اخر وهو مقام التعليم اتقوا الله ويعلمكم الله هنا الله عز وجل ظهر بمظهر المعلم لا بمظهر الربوبيه يعني يعطيك نفس الدليل ليس هو تعبد لحظه اليقين الذي حجيته ذاتيه عند الاصوليين لا ربط بالسند ولا بالطريق لماذا لم يحشروا بحث الطلب والسند فان كنت تدعي و تتمشدق بالوصولية لماذا لم يبحثوا بحث السند في حجيه القطع ومرادهم من القطع هو اليقين فان دليله معه انت تستشعر وتتمنى انت تستصعب وتتمنع وتستحيل ان يكون ان يحصل العلم من بيانات اهل البيت بغض النظر عن علم الرجال في الروايات وهذا مسلك لا ربط له بالاخباريين ولا بالرجاليين ولا بالمحدثين بل هذا مسلك له ربط بالمجتهدين ان كنت مجتهدا كما تدعي انك مجتهدا في الفقه لابد ان تصل الى مرحله اليقين في الاستدلال وسيما في العقائد الذي لا يكفي فيه الظن بل لابد فيه من اليقين فلا ينبغي ان تعترض على سند الروايه لانه بحث عن استدلالي يقيني في العقائد عليك ان تلتفت الى البرهان اليقيني والبرهان القراني الذي تشير اليه روايات اهل البيت على كل هذا المنهج مهم لازم من الالتفات اليه.

اذن سيد الانبياء مفتاح معرفته كما بين القران الكريم قل انما انا يعني يشرح لهم ذاته يعني مفتاح شرح هويه السيد الانبياء انه ذو طبقات والا سوف تقول ان هذا تناقض كيف يعني هذا الرسول ياكل الطعام ومن جانب يوحى اليه اكثر جحود وتكبر للامم حتى ابليس على ادم كانوا يقولون ابشر يهدوننا هنا لاحظ جانب البشريه ولم يلاحظ الطبقات الاخرى العليا في الانبياء ولكن للقران ربما عشرات الموارد يذكر فيها ان سبب تمرد وجحود الامم على الانبياء انهم يلاحظون جهه وتغيب عنهم جهات في الانبياء كما في سوره قاف وسوره صاد فيها نفس الفكره فانها مع سور مكيه يقولون كيف يكون هذا من بين البشر وصل الى زي العرش ونحن لا نصل اليه.

على كل معرفه طبقات المعصوم الواحد مهم جدا ولا نحكم على طبقات المعصوم بحكم واحد من جهه ما كنت بجانب الغربي ومن جهه کنت شهید ا فانه ليس بينهما تناقض وكذلك قوله وما كنت تدري ما الكتاب فانه ناظر الى البعد النازل فيا ايها المحقق لا تجعلها ناظره على كل اكوان النبي التفت الى جهات متعدده الامام زين العابدين عليه السلام يذكر هناك دليل من القران الحكيم وليس من بابل الظن والتعبد من باب اليقين واليقين الاجمالي غير اليقين التفصيلي وهو غير الظن التعبدي هذه ثلاث مسارات.

ولكي نلتفت الى هذه المسارات اذكر لكم ان ابن سينا في الهيات الشفاء يقول الفلاسفه من اول البشر الى الان ما استطاعوا ان يقيموا دليلا عقليا على المعادل الجسماني فلم يقيموا على ذلك دليلا لا انهم اقاموا دليلا على عدمه فان عدم الدليل لا يدل على دليل العدم الكثير يعتبر عدم الدليل هو دليل العدم فيغفل عن ابجديات العلم فياتي ويقول عدم الدليل على ان ليلى لم تكن في كربلاء فيكون هذا دليل العلم وهذا عجيب ويحك عدم الدليل غير دليل العدم كيف تخلط بين عدم الدليل والدليل العدم لانه تاره عندنا علم تفصيلي على المطلب وتاره يقين اجمالي وتاره ظن تعبدي ابن سينا وهو الرجل النابغ العبقري والفيلسوف وهو كان اسماعيليا ويقال انه صار اثنى عشري او انه بقي اسماعيلي .

ايا ما كان بالتالي هو من فرق الشيعه فهو فيلسوف من فرق الشيعه وليس من الطرف الاخر والفارابي يعد من اساتذه ابن سينا وان لم يدرك ابن سينا الفارابي لكن كتبه كاستاذه والفارابي اثنى عشري قح وهو من الترك فلاسفه الاسلام غالبا هم من الشيعه من الطرف الاخر قليلون ابن سينا رحمه الله عليه بهذا اللحظ لانه له مدح في امير المؤمنين عليه السلام في كتابه الشفاء وكتبه الاخرى يمدح امير المؤمنين مدح اصطفائي وهذا شرف لابن سينا لا لامير المؤمنين فان امير المؤمنين في قمه المقصود ابن سينا يقول ان الفلاسفه لم يستطيعوا ان ياتوا بدليل عقلی الى زماننا هذا وهي سنه 427 وكان معاصرا للشيخ الطوسي يعني هو توفى قريب وفاه السيد المرتضى نعم قبله الصدوق ب 80 سنه ذكر دليلا عقليا مستفادا من البيانات عقليه لاهل البيت عليهم السلام في كتاب اعتقادات الصدوق وللاسف هذا الكتاب مهجور الان مع انه من الكتب العظيمه في العقائد كله بيانات عقليه وليس تعبديه وشرحه وعلق عليه الشيخ المفيد تحت عنوان تصحيح الاعتقادات المقصود ابن سينا قال لا يوجد هناك دليل عقلي على المعاد الجسماني لكن اعتقادنا القطعي بسيد الرسل دليل اجمالي قطعي على المعادن الجسماني وكفى به دليلا اذان تاره عندنا دليل يقيني اجمالي وتاره عندنا دليل يقيني تفصيلي وتاره عندنا ظن تعبدي.

الكلام في هذا المطلب وهو ان بيان زين العابدين عليه السلام لهذه الامور بيان تفصيلي اي ادله ودلالات تفصيليه ويبين عليه السلام ال ان للنبي صلى الله عليه واله مقامات غيبيه فوق القران اين هذا البرهان من اين تدعي ذلك يا زين العابدين على هذا المطلب

قبل ان اشرح كلام زين العابدين عليه السلام نلاحظ حديث المتواتر حديث الثقلين اني تاركم فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي وان اللطيف الخبير انباني انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض هنا بيان النبي ان الكتاب والعتره من تركة النبي اني تارك فيكم يردا علي ولم يقل يردا على الله فكانما النبي هو المهيمن على الثقلين مبدا ومنتهى حتى يردا علي الحوض هذا البيان بيان هيمني من سيد الانبياء كما هو واضح اذن سيد الانبياء الذي هو قمه العصمه يبين انه هو المهيمن على الثقلين و المهيمن على ذلك كله وهو المبدا وهو المنتهى وهو المصدر بمعنى في طول عبوديته لله عز وجل.

ولذلك قال السيد الاوصياء عليه السلام انا عبد من عبيد محمد في الطاعه وفي هذا البيان من الواضح ان فيه هيمنه لسيد الانبياء على الثقلين والامام زين العابدين عليه السلام يقول لاحظوا سوره يس يقول يس والقران الحكيم هنا رب العزه ابتدا بالقسم ب(يس) ثم ثنى بذلك بالقران الحكيم هذا الترتيب ولو كانت ترتيب في بعض الموارد ليس دليلا لكن في غالب الموارد الترتيب سيما فيما اذا كان في بيان ما هو الاشرف وطبقه ثم الادنى فالادنى هنا لما يقول يس وهو اسم رمزي وكل المفسرين يقولون بان الحروف المقطعه الا النادر من المفسرين الذي لا يعترف بهذه ان الحروف المقطعه في القران مهيمنه على القران ومهيمنه على سور القران وهنا بين الامام زين العابدين عليه السلام معادله عظيمه فقال كله مكان يذكر الاسم المقطع ثم يذكر القران اعرف ان هذا الاسم من اسماء النبي صلى الله عليه واله كما في قوله طه ما انزلنا عليك القران لتشقى هنا ايضا عقب ذكر القران على الحروف المقطعه وكذلك في موارد عديده الر* ذلك الكتاب صاد والقران.

فكلما ذكر في القران اسم من الاسماء الرمزيه ثم ذكر القران الكريم هذا مقام مقامات السيد الانبياء عطفا على يس احد امطار المقامات الغيبيه للسيد الانبياء هو القران الكريم فانه يدل على ان سيد الانبياء شانهم اعظم من القران وهذا مطابق لبيان اخر من الائمه عليهم السلام وكذلك اوحينا اليك فعل ماضي وقد انقضى بينما يقول في حق النبي ان هو الا وحي يوحى فانظر كيف المفاضله بين شخصيه سيد الانبياء على القران مفاضله في نفس القران والايات التي ذكرها الامام زين العابدين عليه السلام .

وهناك مفاضله اخرى لاهل البيت عليهم السلام على القران نعم ورد في الروايات ان الثقل الاكبر هو القران كما انه ورد في روايات اخرى ان الثقل الاكبر هم اهل البيت عليهم السلام في روايات متعدده عند الفريقين يعني ورد ان الثقل الاكبر القران وورد ايضا الثقل الاكبر هم اهل البيت وليس هذا تناقض وهذه المطالب مهمه انا اتعرض لها على اساس ان لا تتكرر فتنه الخوارج في صفين مع الامام صاحب العصر والزمان مع انها ستتكرر لا محاله لكن اذا عرفنا هذه المعلومات الان نصاب كما اصيب الخوارج او كما اصيب اصحاب الجمل اذا عرفنا هذه المعلومات التي بينها اهل البيت عليهم السلام واما انه ليس هناك تناقض بين الروايتين لقاعدتين مهمتين مهولتين اعترف بهما كثير من العلماء الامامية يعترف بها العلامه الطباطبائي لكن يتناساها في موارد عديدة وهي ان القران طبقات واهل البيت طبقات الحل في هذه وسنبين ذلك بتفصيل ان شاء الله.


[1] السورة بقره، الأية 33.
[2] السورة انبیاء، الأية 78.
[3] السورة نساء، الأية 41.