الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث العقائد

44/09/12

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: سلسلة محاور في الظهور المهدي عجل الله فرجه الشريف

ورد في الروايات عنهم سلام الله عليهم ان احد اسباب شده الفتنه على صاحب الامر عجل الله تعالى فرجه الشريف هناك تذكره هذه الصحيحه وروايات كثيره نظير صحيحه الفضيل بن يسارقال سمعت أبا عبد الله علیه‌السلام يقول: إن قائمنا إذا قام استقبل من جهل الناس أشد مما استقبله رسول الله من جهال الجاهلية قلت و كيف ذاك قال إن رسول الله أتى الناس و هم يعبدون الحجارة و الصخور و العيدان و الخشب المنحوتة و إن قائمنا إذا قام أتى الناس و كلهم يتأول عليه كتاب الله يحتج عليه اي على صاحب الامر به اي بالكتاب ثم قال أما و الله ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم كما يدخل الحر و القر.[1]

الرواية الثانية موثقة محمد بن أبي حمزة عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله علیه‌السلام قال سمعته يقول القائم علیه‌السلام يلقى في حربه ما لم يلق رسول الله إن رسول الله أتاهم و هم يعبدون حجارة منقورة و خشبا منحوتة و إن القائم يخرجون عليه فيتأولون عليه كتاب الله و يقاتلونه عليه[2] .

يعني قتال صاحب الامر والزمان ليس قتال على التنزيل كل قتاله على التاويل يعني ملحمه التاويل.

اذن من اشد اسباب الفتنة التي ستواجه صاحب الامر عجل الله تعالى فرجه الشريف هي نفس الفتنه التي حصلت في صفين لدى الخوارج او نهروان وهي فتنه التمسك بالقران تحت ذريعه ان حجيه القران اعظم من حجيه صاحب الامر عجل الله تعالى فرجه الشريف وهذه عالقه في الاذهان ومره بما ان حتى الطرف الاخر في السقيفه ورزيه يوم الخميس اراد ان يسقط اعتبار النبي بالمره والعياذ بالله بذريعه انه يكفيه التمسك بالقران ولذا قال حسبنا كتاب الله او يقول ان النبي واهل بيتهعلیهم‌السلام لهم حجيه ولكن حجيه القران فوق ذلك وفوقيه حجيه قران الكريم هي من الالغام موجوده امام طريق الظهور وصف القران الكريم انه ثقل الاكبر امام العتره وهذا التوصيف سيتم التمسك به كلغم امام دوله الظهور وامام صاحب الامر عجل الله تعالى فرجه الشريف تمام بينت الروايات ذلك بشكل مستفيض.

ومر بنا امس هذا المبحث عن سيد الانبياء له كونين بنص القران الكريم كون قبل عالم الدنيا وقبل البشر قال تعالى ﴿وَ في‌ هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهيداً عَلَيْكُمْ وَ تَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاس﴾[3]

وكون الرسول شهيدا عليكم هذا كون غير الكون البدني للنبي الذي ولد في عام الفيل ﴿وَ ما كُنْتَ بِجانِبِ الْغَرْبِي﴾[4] ﴿وَ ما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَ ما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُون﴾[5]

والسائر ما كنت التي في القران فان المقصود بها بدنه الشريف ومن جانب اخر القران يقول عن السيد الانبياء انه شهيد على كل الانبياء والشهيد معناه انه حاضر ويقول القران الكريم هو شهيد على الشهداء على كل طبقاتهم بعد الله عز وجل.

اذن القران الكريم يقرر للنبي الكونين يعني شخصيته ذات وجودين وجود محيط بالارواح وبارواح الانبياء بل ارواح اهل بيته ذوي القربى بنص قوله تعالى مله ابيكم هم محيطون بكل ارواح الناس وارواح كل الامم فكيف بروحه التي هي شاهده طبعا مقام الشهيد او الشهاده في القران الكريم هو مقام ولايه فان احد المقامات الولايه هي مقام الشهاده يعني مقام تربيه ملكوتيه ورعايه ملكوتيه واحاطه ملكوتيه وهو احد معاني ارواحكم في الارواح رعايه ملكوتيه .

ويذكر هذه المعنى العلامه الطبا طبائي ره في تفسير الامامة يقول الامام هو قائد قافله الارواح الى الكمالات الملكوتيه والمنازل الملكوتيه وتعبيره هذا يبين بعد من ابعاد الولايه في الامامه فارواحكم في الارواح يعني ارواحكم ترعى وتربي الارواح الاخرى يعني المنبه في دار الدنيا يلاحظ الاثار السلوكيه التي تظهر على بدن الانسان ومن خلال بدن الانسان سواء اخلاق الانسان او علومه كما ورد المرء مخبوء تحت لسانه لا تحت طيلسانه يعني ثيابه هذه تربيه سطحيه ظاهريه يعني يلاحظ سلوكه وما شابه ذلك اما الذي يرعى ارواح الناس يهذبها ويشذبها ويشرف عليها فان ارواحهم لها طبقات وطيات وطينات فتحصل التربيه.

وهذا معنى ارواحكم في الارواح وانفسكم في النفوس فانها تحتاج الى رعايه وهي رعايتها من مقام الشهاده فان الشهاده ليست فقط محاسبه .

قوله تعالى ﴿َكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهيدٍ وَ جِئْنا بِكَ عَلى‌ هؤُلاءِ شَهيدا﴾[6]

وليس هذا في مقام المحاسبه فقط بل قبل مقام المحاسبه هناك مقام ﴿التربيه رَبَّنا وَ ابْعَثْ فيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِكَ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ يُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزيزُ الْحَكيم‌﴾[7]

فان مقام التزكيه للارواح و النفوس نوع من مقام الشهاده لانه شاهد وحاضر لما يعمل وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون فرؤيه الحضور في اثناء العمل وملابسات العمل وجو واحداث العمل هذه من خصائص الشاهده لان الله جعله شهيدا على عباده ان ارسلناك اولا شاهدا قبل ان يرسله الله عز وجل مبشرا ونذيرا لانه سيد الانبياء قبل ان يرسم من مقام النبوه ارسله من مقام الشهاده ﴿إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً[8] فهذا الشاهد الذي يحضر بيئه العمل نحضر اروح صاحب العمل و خلجاته و نزعاته وافكاره ودواعيه لتربيته قبل محاسبته يعني المسؤوليه الاولى هي قضيه الرعايه التربويه فيزكيهم فان قضيه تزكيه النفوس من داخل النفوس لا يكون من خارج النفوس بل يزكي ارواح الانبياء بحسب النص الموجود من مجموعه ايات الشهاده النبي في سور القران فان سيد الانبياء مربي للانبياء فهو حين ترعرع النبي ابراهيم يرى كيف يربيه

بمقتضى ﴿وَ يَوْمَ نَبْعَثُ في‌ كُلِّ أُمَّةٍ شَهيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ جِئْنا بِكَ شَهيداً عَلى‌ هؤُلاءِ﴾[9] اي على الشهداء شهيدا فان عيسى قال ﴿وَ كُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهيداً﴾ يعني راعيا وليا لهم ﴿ما دُمْتُ فيهِم﴾[10] نلاحظ هذا النبي عيسى لما كان راعيا لكل امته في رعايته هناك مربي فوقه وهو سيد الانبياء بنص القران الكريم اذن سيد الانبياء هو راعي ومربي قوله تعالى إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً الكون النبي الشاهد متى كان هل كان في عام الفيل؟ كلا؛ كون النبي الشاهد هو كان منذ ادم بل قبل ذلك من العوالم وذلك بنص القران الكريم فان الشاهد يعني حاضر الكون للنبي الحاضر الشاهد منذ ادم هذا ليس في عامل في بل قبله منذ آدم ومنذ عوالم اخرى لماذا لان وظيفته ومسؤوليه .

اذن ارسال النبي شاهدا بمقتضى نفس منظومه الشهاده في القران الكريم كما يقول جعفر بن محمد الصادق علیه‌السلام وبقيه الائمه وبتعبير العلامه الطباطبايي القران الكريم لم يستعمل لفظه الشهاده في القاتل ليس في سبيل الله لكن الصحيح ما قاله جعفر بن محمد الصادق فانه استعمل لكن لم يقف العلامه على مفتاحه نعم كلامه صحيح في مستعمل من لفظه الشهاده في العمل وحين العمل فان ذلك للتربيه لا وليس من وظيفه السيد الانبياء وحتى بعض الملائكه الشاهدين انها مجرد رقابه لتسجيل العقوبه بل رقابه لاجل بذل العنايه والرعايه والتربيه واللطف والتسديد العباده لا بنحو الالجاء وانما هو لطف من الله عز وجل.

 

اذن هذا كان في عام الفيل وبعد اربعين سنه من عام الفيل اما إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً [11] هذا قبل ان يولد النبي بمقتضى معنى الشهاده ﴿وَ قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ﴾[12]

اذن بنص القران الكريم كما بين في بيانات اهل البيت لما في القران وقد نص ان النبي ارسل كروح اعظم وهي روحا تشرف على ارواح الانبياء وقوله ارواحكم في الارواح ليس ارواح البشر بل ارواحكم في ارواح الانبياء يعني يرعون ويزكون بنص الايات الشريفه ان النبي شاهدا على الانبياء سواء في اخر سوره ليكون الرسول عليكم شهيدا وتكونوا انتم ذريه المصطفى شهداء على الناس والناس هنا مطلق يقتضي شموله حتى للانبياء بينما الانبياء عاده شهداء على اممهم.

فملف الشهاده ملف عظيم جدا وهي احد ملفات فصول الامامه والولايه للنبي واهل بيته بشكل عظيم كما بينه ائمه اهل البيت علیهم‌السلام وهذه الايه اي لتكونوا تثبت لهم اكوان قبل وجود ابدانهم وقد خلق الله الارواح قبل الاجساد بالفي عام بنص القران الكريم فان كون النبي وكون اهل البيت هذا الكون قبل كل الامم فهم مشرفون على مشاهد اعمال وامتحان عالم الدنيا لكل الامم بل ورد في النصوص الكثيره ان النبي ارسل الى الانبياء في عالم الميثاق هو عالم الذر ﴿وَ كَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً﴾ وفي قراءه اهل البيت ائمه وسطا والماده بين الامه والائمه واحده ﴿لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاس﴾[13] ‌ وهذا موضع ثاني من القران الكريم يذكر فيه ويخاطب اهل البيت بانهم شهداء على كل الناس ولم يخاطب بذلك بقيه الانبياء بقيه الانبياء كانوا شهيدا على امتهم ما داموا فيهم اما بالنسبه الى اهل البيت في موضعين الاول في سوره البقره ايه 143 و الثاني في اخر سوره الحج وانهم شهداء على الناس من الاولين والاخرين ﴿وَ يَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهيدا﴾[14]

فهو شهيد على الشهداء كما نخاطب الائمه ارواحكم في الارواح السيده الانبياء روحه في روح علي وفاطمه وليس معنى ذلك التناسخ بل معناه الاشراف والسيطره والهيمنه والمربيه فانه كان حاضرا حدث في السقيفه خطوه خطوه ومهندس الاحداث وموجها امير المؤمنين خطوه خطوه بنص القران الكريم شهیدا ولذلك ورد في زياره الامام الهادي علیه‌السلام ان امير المؤمنين علیه‌السلام لم يفعل خطوه الا بامر النبي حتى في قضيه السقيفه هناك توجيه وترشيد من سيد الانبياء هذا هو معنى الشهاده يعني راعي وحاضر في الحدث ويوجه ويرشد.

قوله تعالى ويوم ﴿وَ يَوْمَ نَبْعَثُ في‌ كُلِّ أُمَّةٍ شَهيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِم﴾[15]

هذه هي بالنسبه الى شهادات الانبياء المخصوصه بامامهم شبيه ايه اخرى مضمونها انه يقام حساب الامه بمجيء رسولهم كله نبي لامته لانه الشاهد والكتاب السجل على انه فعلته افراد اممهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء يعني على الشهداء هذه الايه في سوره النحل.

احد النقاط المهمه في تعريف نبوه سيد الانبياء انه نبي الانبياء ينبئ الانبياء بنص القران الكريم لانه مشرف وراعي وولي الانبياء وولي الاولياء كما ان امير المؤمنين امام بقيه الانبياء.

وايضا سورة الحج ﴿وَ جاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَ ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبيكُمْ إِبْراهيمَ وَ في‌ هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهيداً عَلَيْكُمْ وَ تَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاس﴾[16]

هذا ليس خطاب الى كل الناس وكل المسلمين بل هو خاص بذريه ابراهيم واسماعيل ومن ذريتنا امه مسلمه اذن الاصطفاء من بني هاشم ﴿هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ﴾[17] وفي نفس دعاء ابراهيم ﴿وَ إِذْ يَرْفَعُ إِبْراهيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَ إِسْماعيلُ رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّميعُ الْعَليم﴾[18] ﴿رَبَّنا وَ اجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَ أَرِنا مَناسِكَنا وَ تُبْ عَلَيْنا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحيم‌﴾[19] .

فالمنظومه كلها مترابطه واضحه ما في هذا ليكون الرسول عليكم شهيدا يعني في هذا الاصطفاء الخاص ان الرسول شهيد وراعي لكم وامام ومربي لكم وانتم ائمه للانبياء فتكون شهداء على الناس يعني جميع الناس بالتالي مساحه شهادتهم اوسع و اعظم من شهاده الانبياء فهم مشرفون على شهاده الانبياء كما ذكر النص الكليني فهو تفسير وتنبيه الى ما ورد في القران الكريم فهي ليست روايه واحده بل هي منظومه روايات وايات تستقب بهذه المعادلات العظيمه لان طبقات الشهاده بعد الله هو سيد الرسل ثم بعده الائمه عليهم السلام بما فيهم الدائرتين الاصطفائيتين ثم تاتي دور شهاده الانبياء.

وايضا قوله تعالى ﴿فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهيدٍ وَ جِئْنا بِكَ عَلى‌ هؤُلاءِ شَهيدا﴾[20] اذن الرسول شهيد على الشهداء.

الحاصل: ان ملف الشهاده ملف يفتح منه الف باب في المعارف اذن سيد الرسول كما يصفه القران الكريم ليس جنبته البشريه والبدنيه فحسب قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي فالبشريه جانب من جوانب النبي كما في قوله تعالى ما كنت بجانب الغربي ولكن هناك جانب اخر في النبي وهو شيء اخر يوحى الي وهذا غير بشر مثلكم يوحى فعل مضارع يدل على الاستمرار فالوحي مستمر حتى الى الجنه من الصفات الرسول انه واسطه بين الله وبين جميع خلق الله فان جبرائيل على نبينا والي وعلیه‌السلام انما هو رسول للطبقات النازلة من النبي وليس رسول للطبقات العليا التي لا يصل اليها وهذا الامر واضح من خلال ملاحظه روايات المعراج .

وهذا ما يستفاد من منظومه الروايات عند الفريقين ومن الخطا ان نعرف نبوه خاتم الانبياء ببقيه نبوات الانبياء فان نبوات بقيه الانبياء ليست من قبيل ساعي بريد والعياذ بالله فكيف بنبوه خاتم الانبياء فانه روح الارواح الانبياء لا بمعنى التناسخ من الروح بل هو الروح المهيمنه على ارواح الانبياء ومربي لها والمهيمن على ذلك كله لانه شاهد هو الشاهد له هيمنه بنص القران فهو مشرف ومربي مواليد ومسدد فان جبرائيل كان مسدد لنبي ابراهيم لا ان جبرائيل مسدد للخاتم الانبياء.

فان جبرائيل كان من خدمة تحت تلك الروح والقران الكريم يرسم هذا الامر فان المنظر صوره عظيمه ملكوتية فان النبي حاضر مع النبي ابراهيم خطوه خطوه وحاضر مع نوح خطوه خطوه شاهد على هجسات قلبه لانه شاهد على نبي ابراهيم اين جبرائيل هناك اين اسرافيل هناك واين ميكائيل بل اين حتى روح القدس وذلك لقوله تعالى وقولي اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ولم يقل سيرى الله عملكم وروح القدس يعني هذه الهيمنه بعد الله عز وجل على الانبياء وغيرهم بحسب نص القران الكريم ومنظومه الشهاده هكذا شان سيد الانبياء فان كونه الشاهد غير كونه البدني الذي يقول القران في ما كنت بجانب الغربي خلنا بشر مثلكم كون للنبي ولكن يوحى اليه وهو الشاهد باعتبار ان له هيمنه ملكوتيه يقول تعالى ارسلناك شاهدا فنسال كيف يكون شاهدا على ادم وليس له كون معه بل كان له كون روحي ملكوتي قوله تعالى ارسلناك شاهدا يعني ارسل الى الانبياء شاهد على الشهداء.

وقال تعالى آل‌عمران : 81 ﴿وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ ميثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَ حِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ﴾[21] والمصدق يعني مشرف عليكم اذا تحتاجون الى توثيق وتصديق ولكنكم انتم ﴿لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ﴾ يعني هو غيب عنكم لكنه هو يصدقكم ويوثقكم وهذا هو الفرق بين مصدق لما معكم وانتم تؤمنون به لماذا لان الغيب هذا هو معنى ﴿وَ لَتَنْصُرُنَّهُ قالَ أَ أَقْرَرْتُمْ وَ أَخَذْتُمْ عَلى‌ ذلِكُمْ إِصْري قالُوا أَقْرَرْنا قالَ فَاشْهَدُوا وَ أَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدين‌﴾[22]

يعني اصل نبوه الانبياء انما بها حازوها بسبب ايمانهم بنبوه النبي الغائبه عنهم ومهيمنه عليهم وتسليمهم للانقياد لامامته ودولته فان دولته هو مع خلفائه الاوصياء وسينصرون دولته ويكونون وزراء ومدراء له فهذه الايه الكريمه في ال عمران يخوض فيها الائمه عليهم السلام يمينا وشمالا لانها تبين لك الخارطه العلميه فانها تبين نبوه سائر الانبياء ودوله سيد الانبياء فانهم عليهم السلام يعرفون الخرائط المركزيه الاستراتيجيه في القران الكريم.

في سوره النساء: ﴿وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ﴾[23]

هنا لما ياتي بنعت السيده الانبياء بالرساله لا ياتي ببقيه الرسل هذه الايه مخصوصه بدوله سيد الانبياء وهي بصمه خاصه واحيانيه بدوله سيد الانبياء ومن يطع الله والرسول فاولئك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا يعني النبيون كلهم تحت رايه سيد الانبياء فان نفس مفاد هذه الايه في سوره النساء نفس الايه في سوره ال عمران ايه 81 خلينا تبين استراتيجيه دول الانبياء ومن هي دوله الدول في دول الانبياء هي دوله سيد الانبياء.

لاحظ مسؤوليات سيد الانبياء وخلفائه لم تنحصر بولادتهم البدنيه نفس القران الكريم يقول كانت لهم حياه هيمنيه على ارواح الانبياء السابقين والامم السابقه فانهم الشهداء على الناس فمن الواضح ان مقامهم فوق الشهداء من باب المثال رؤساء المحافظات شيء ووزراء على كل المحافظات شيء اخر ورؤساء ولايات شكل ورؤساء وزراء على كل الولايات بشكل اخر دور اوصياء النبي انهم يهيمنون على كل المحافظات سواء المحافظات الزمنيه والمقاطعات الامم الزمنيه.

تكونوا شهداء على الناس بينما دور الانبياء انهم شهداء على اممهم وازمانهم وقرونهم اذان مقام اوصيا السيد الانبياء بما يمتلكون من علم سيد الانبياء ودوله سيد الانبياء فمقامهم يتوسط بين سيد الانبياء وبين الانبياء فلاحظ المسافه بين شهاده سيد الانبياء وارواح الانبياء هناك وسطاء فعندما يقال في جمله من المضامين الروايه التي ستاتي ان الامام امير المؤمنين علیه‌السلام كان مع ابراهيم او نوح او غيرهم فهذا الكون يصرح به القران الكريم لان اهل بيته بنص القران الكريم في اخر سوره الحج.

وهذا قرآن وليس الناقل لنا زراره او محمد بن مسلم او ابان ابن تغلب فان القران يخاطب اهل بيت النبي بان لهم كون قبل بدنهم شاهد على كل الامم وهذا القران ان شئت امن به والا فلا يكلف الله نفسا الا وسعها ولا اكراه في الدين لكن هذا القران يقول انه شاهد على الشهداء اذن علي بن ابي طالب امير المؤمنين علیه‌السلام هو كونه البدني فقط وانه ولد بعد ثلاثين سنه من عام الفيل هذا كونه البدني اما كونه الروحي القران يثبت ان له روحي فانه شاهد فانهم شهداء على الناس بينما نبي عيسى لم يثبت له القران الكريم انه شاهد على كل الامم ولا نبي ابراهيم بل كان شاهدا على امته فقط وينتظر لمحاسبه كل الامم بمجيء رسولهم لانه شهيد عليهم.

فالقران الكريم يرسم لنا وجود روحي راعي ومهيمن ملكوتي للنبي واوصيائه على الانبياء وهو مع الانبياء وكان يرعاهم ويربيهم ويسددهم لان الشهاده في الاصل ليست هي معاقبة فقط ليس كالذي ينتظر العصا ليضرب فان اصل فلسفه الشهاده التربيه يزكيهم ويعلمهم فالشهاده تعليم فانها ليست فقط محاسبه فان الشهاده في الحقيقه تزكيه وتعليم قال تعالى ولكل امه الرسول فاذا جاء رسولهم قضي بينهم لماذا لانه شاهد عليهم لكل صغيره وكبيره وشهادته وليست الشهاده حسيه بعدسات وكاميرات واجهزه تسجيل صوت فان الشهيد داخل في انفسهم فالملفات مفتوحه كالكمبيوتر يدخل في كل الملفات ليس عنده حاسوب مغلق حتى الحواسيب المغلقه يستطيع ان يفتحها وياخذ منها معلومات هكذا الرسول الشاهد على الامم هذا الرسول الذي هو شاهد على امته فان النبي وطاقمه من اوصيائه وخلفائه هم شهداء عليهم ليعلم ان قد ابلغوا فيربونهم تربيه روحيه وتعليميه واذا ورد انا معلم موسى وانا معلم خضر فهذا بنص القران لانهم شهداء فان المله التي هي من ذريه اسماعيل وابراهيم كما في قوله تعالى ومن ذريتنا امه مسلمه ومله ابيكم هذه الثله جعلها الله سبحانه وتعالى اصطفاء خاص ليكونوا شهداء على الناس فمن الواضح انك لما تجعل لك وزيرا على كل المحافظات الزمانيه والولايات الزمانيه فانه اعلى من رئيس المحافظه و رئيس الولايه فانه وزير لسيد الانبياء فهو يشرف ماذا فعلت ايها المحافظ هذا مثال لتقريب الذهن.

اذن حقيقه ان القران الكريم يبين ان للنبي كون غير كونه البدني له كون ملكوتي يرعى الرعاه والرعاه اوصياءه على الانبياء فقوله علیه‌السلام كنت مع ابراهيم وغيره على بنص القران الكريم هذا معنى الشهاده وليس معناه انه يعلم بعد ذلك فان هذه ليست بشهاده فالشهاده الحضور اول مقام ومسؤولي اذكرها القران الكريم لسيد الانبياء انه شهيد انا ارسلناك شاهدا قبل ان نرسله مبشرا ونذيرا .

اذن ملف الشهاده خارطه عظيمه كما التفت الى ذلك العلامه الطباطبائي ببركه بيانات اهل البيت عليهم السلام بما في القران لما في القران ملف عظيم للشهاده ويبين ان سيد الانبياء واهل بيته لهم طبقات من الوجود الواحد فان الوجود البدني لهم شؤونه غير الوجود الروحي النور لهم النوري من اين اتى من نص القران الكريم قال تعالى مثل نوره كمشكاه متى بخمسه انواع ثم اتى بتسعه انواع لماذا لان هذا التشبيه اذا دقق فيه الانسان فيه خمسه تشابيه يعني هناك انوار اصليه وهناك تسعة انوار تابعه للخمسه فذكر في سوره النور عدد خمسه انوار وهي اركان النور الالهي وهم خمسه اصحاب الكساء .

فالقران الكريم ذكر الجانب النوري لهم كمشكاة والمصباح والزجاجه كله تشبيه له دور وايضا ذكر التسعة مع الخمسه يصبحون اربعة عشر وهذه الدقائق البلاغيون استخرجوها من القران الكريم فقوله تعالى الله نور السماوات ليس المراد ان النور عين ذات الله بل هو نور مخلوق له تعالى مثل نوره وهذا النور الذي فيه الخمسه والتسعه وهذه الانوار في بيوت اذن الله ان ترفع وهذه البيوت كما يبين باقل العلوم علیه‌السلام ليست ببيوت طين وحجر بل هي رجال هنا ثلاث ايات تتلوا بعضها الاخر و تفسر بعضها الاخر فلهم عليهم السلام خلقه نوريه وهذه الخلقه النوريه تشير اليها سوره البقره وخارطه الخلقه اذا لم نعيها ببيان اهل البيت علیهم‌السلام بما في القران فان اهل البيت علیهم‌السلام لا يبينون المجرد الدعاوي وانما يبينون ما في القران فيعطيك معادله مع معادله اخرى منظومه المعادلات مع بعضها البعض الاخر لابد من ذلك.

في سوره البقره الاسماء الالهيه علم ادم الاسماء كلها وما هي الاسماء والتي من عمدتها الاسماء الالهيه عرضهم على ادم فقال ﴿يا ادم انبئهم باسماء هؤلاء فلما عرضهم على الملائكه قال انبئوني باسماء هؤلاء﴾[24] هو قوله هؤلاء اشاره الى وجودات حيه حاضره فقالوا سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا في اي وجود هذا انما هي وجود حي شاعر لهؤلاء وهذه الوجودات الحيه الشاعره لها مقام شامخ لا يعرفه الانبياء الذين هم في السماوات السبعه لان مسكن الملائكه هو السماوات السبع اذن وجود هؤلاء ليست السماوات السبع بل ملكوت السماوات والملكوت معناه النور ملكوت الملكوت لان السماء هي ملكوت الارض بالك كله سماء ملكوت الى السماء ثاني فان السماء الاولى ملكوت للارض والسماء الثانيه ملكوت للسماء الاولى وهكذا الى ان تصعد فهؤلاء تواجدهم ليس في السماوات وباجماع مفسري الفريقين اولهم واعظمهم هؤلاء من هم هو سيد الانبياء ومن بعده اوصيائه واهل بيته .

بيان اخر في سوره البقره ان هذا الكون ليس كون ملكوتي نازل بمرتبه جبرائيل في السماء السابعه وميكائيل واجرائيل وعزرائيل فان عزرائيل في السماء الاولى او الثانيه والمقربين في السماء السابعه كمان في بعض الروايات الكثيره ان هؤلاء ليسوا في هذا الملكوت بل هم في ملكوت الملكوت وهم مغيبون عن الملائكه وهذه خارطه يرسمها لنا القران لوحه لذيذه كلما تتصفحها وتدبر فيها وتتاملها تستنشق عبيرا نوريا منها وعبير معرفيا.

فلاحظ كيف يبين القران الكريم ان خمسه انوار في بيوت لان البدن بيت الروح والروح بيت النور والبيت يعني يحل فيه وينزل فيه وليس بيت من حجر ومدر كما يقول الامام الباقر علیه‌السلام فان مثلا نوره في بيوت رجال لا تلهيهم وهذه الايه يعني رجال لا تلهيهم تبين عصمه الخواطر لاهل البيت فضلا عن عصمه البدن والغرائز تبين عصمه الخواطر في القلوب والافكار ولذلك قال تعالى لا تلهيهم تجاره لا يصير عندهم لهو نقرا في زياره صاحب العصر والزمان السلام وقد رايت بعض المراجع كانوا حافظين لها عن ظهر قلبهم وهو دعاء لليله النصف من شعبان اللهم بحق ليلتنا هذه ومولودها وحجتك وموعودها وكانوا يفسرون معادلاتها منهم الشيخ الوحيد الخرساني حفظه الله وغيره من الكبار لان هذا الدعاء عباره عن زياره صاحب الامر علیه‌السلام وفيها معادلات عظيمه لشانه صلوات الله عليه وعجل الله تعالى فرجه الشريف انه ذو الحلم الذي لا يصبو .

اذن خارطه النبي واهل بيته في القران الكريم عظيمه جدا ومهيمنه هي الدوله المركزيه فلم تاسس في عام الفيل بعدما ولد النبي او بعد اربعين سنه من عام الفيل هذه ناظره الى جانب اخرى من مسؤولياتهم علیهم‌السلام النازله فان روايات المعراج تقول ان النبي عرج به منذ ولد لا ان المعراج بعد سن الاربعين بل مسؤوليته بلحاظ اكوانه الروحيه التي يثبتها القران الكريم فان رعايته ومسؤوليته وشهادته كانت قبل ذلك واذا اردت ان اشبه جبرائيل بالنبي هو كرئيس جمهوريه ورئيس الوزراء هناك طارش بين رئيس الجمهوريه ورئيس الوزراء لا ان الطارش هو اعلى رتبه من رئيس الوزراء والا هناك اتصالات خاصه بين رئيس الوزراء ورئيس الجمهوريه بلا تشبيه بين الله وهو رئيس الجمهوريه بل هو اعلى والرسول هو رئيس الوزراء لدوله الله لان الحاكم الاولى في الدوله الالهيه المحمديه للنبي هو الله تعالى..

نعم بعض الامور التي لم تكن بتلك السريه بها ساعي البريد وهو جبرائيل بينه وبين كذا اما الامور السريه الخاصه ليست بيد جبرائيل ولا ميكائيل ولا اللوح ولا القلم بل كما يقول جعفر بن محمد الصادق علیه‌السلام عندما ساله زراره عن تلك الغشيه التي تصيب النبي فقال علیه‌السلام هذا اذا لم يكن بينه وبين الله ملك ولا غيره فان الله يتجلى له وتلك النبوه يا زراره يعني هذه الدرجه كما وقع ذلك في المعراج لماذا عرج النبي ما لم يستطع ان يعرج جبرائيل هناك لان ذاك المقام لتكون شاهدا جبرائيل لم يستطع ان يصل اليه ولا اسرافيل ولا ميكائيل وللوح ولا القلم ولا الكتاب ذاك المقام مقام اخر نعم عنده طبقات النازله للنبي كان رئيس الجمهور والرئيس الوزراء او رئيس الجمهور والوزراء او الوزراء مع الوزراء فان التقريب بهذا المقدار تمام انه لما نزل جبرائيل علیه‌السلام على رسول الله قال ما هو غمك يا رسول الله قال لرؤيا رايتها وهذه الرؤيه لم يدر بها جبرائيل وهي الرؤيه التي راى فيها النبي انه على منبره السقيفه وفتنه بني اميه بشكل قرده وخنازير ينزون على منبره يعني دوله متفسخيه لان القرد لهوي نزوي وكانت طابع الدوله الامويه هي هكذا كان لها طابع التفسخ ولا ديني.

اذن قوله تعالى انما انا بشرا مثلكم هذا جانب من النبي لكن الجانب الاخر الغيبي وهو قبل بدنه الشريف وقبل ولادته هو ما عبر عنه بقوله تعالى يوحى الي وسناتي في الجلسه القادمه بمشيئه الله نبين ان القران يصف النبي بوحي اعظم من الوحي الذي للقران هناك تعريف حقيقي لحقيقه القران وقد بينها اهل البيت علیهم‌السلامهناك بطاقه لتبيين هويه القران ووحي القران والبطاقه الوحيانيه لسيد الانبياء بل لاهل البيت يبينها القران الكريم اعظم وان القران بعلوه الغيبي العظيم احد الشؤون المتوسطه للنبي وهذا بنص القران ومعادلاته فلا ينبغي ان يتوقف احد من الاصوليين ان السنه تخصص القران ام لااو ان حجيه النبي مقدمه او حجيه القران هي المقدمه هذه الغام مزروعه على طريق الظهور اذا قلنا بان الحجيه الكبرى هي للقران فنتمسك بها ونعارض بها ونجابه ونحارب بها صاحب الامر والزمان كما حدث في صفين وسيتكرر هذا المشهد كما في الروايات الكثيره وقرانا منها هذه الليله اشد شيء على الصاحب انهم يتاولون ما يحتجون بالقران عليه وهذه لابد ان نعالجها من جهات وبنود مختلفه فان هذا اللغم من الالغام الكبيره امام طريق الظهور.


[1] كتاب الغيبة للنعماني‌، النعماني، محمد بن إبراهيم، ج1، ص297.
[2] كتاب الغيبة للنعماني‌، النعماني، محمد بن إبراهيم، ج1، ص297.
[3] السورة حج، الأية 78.
[4] السورة قصص، الأية 44.
[5] السورة آل عمران، الأية 44.
[6] السورة نساء، الأية 41.
[7] السورة بقره، الأية 129.
[8] السورة احزاب، الأية 45.
[9] السورة نحل، الأية 89.
[10] السورة مائده، الأية 117.
[11] السورة احزاب، الأية 45.
[12] السورة توبه، الأية 105.
[13] السورة بقره، الأية 143.
[14] السورة بقره، الأية 143.
[15] السورة نحل، الأية 89.
[16] السورة حج، الأية 78.
[17] السورة حج، الأية 78.
[18] السورة بقره، الأية 127.
[19] السورة بقره، الأية 128.
[20] السورة نساء، الأية 41.
[21] السورة آل عمران، الأية 81.
[22] السورة آل عمران، الأية 81.
[23] السورة نساء، الأية 69.
[24] السورة بقره، الأية 31.