الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث العقائد

44/09/10

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: العقائد

كان الكلام في الجلسات السابقه في معرفه نظام الحجج من الامور الحساسه والضروريه الكفيله بتجاوز عقبات الفتن فمعرفه نظام مراتب الحجج مهم جدا بعدم معرفه نظام الحجاج يسبب كثير من الفتن يعني نفس فتنه صفين في الخوارج هي ناشئه عن تقديم حجيه المصحف على حجيه امير المؤمنين عليه السلام وبالدقه هذا ليس تقديم حجيه المصحف على حجيه امير المؤمنين عليه السلام كما سياتي وانما هي فتنه يعني تلبيس نعم صوره هي تقديم حجيه المصحف على حجيه امير المؤمنين عليه السلام لكنه واقعا تلبيس لان الحجج المعصومه الاصطفائيه بالدقه ليس بينها تدافع ولا تناقض وانما يتراءى لمن يلتبس عليه الامور انه يقدم حجه على حجه اخرى والا فالحجج المعصومه ليس بينها في الحقيقه تدافع وتضارب لكن الناظم والناظوم لنظام منظومه الحجج هو امر الله لكي لا يقع المكلف في الالتباس من هذه الامور ولكي يلتفت ان الناظوم له وجعل امامتنا نظاما للمله اذن مله الدين كله برمته نظامها امامتهم سلام الله عليهم وليس شيئا اخر ولم تجعل عليها السلام التمسك بالقران نظاما للمله قالت جعل طاعتنا امانا من الفرقه وجعل امامتنا نظاما للمله اذن الناظوم بين نظام الحجج هو امر الله واصحاب الزيغ اذا لا يحفظ الناظوم للنظام والحجج يحصل لهم هذا الاتباس كما سنبين الان.

تتمة لبعض الموارد التي مرت بنا البارحه في ذيل سوره الفتح:

﴿لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجره﴾[1] ﴿مقاوله تعالى ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله يد الله فوق ايديهم فمن نكث فانما ينكث على نفسه ومن اوفى بما عاهد عليه الله فسيفيه اجرا عظيما﴾[2] طبعا هناك بين الايات التقديم وتاخير بحسب النزول .

وفي ذيل هذه الايات ذكر الامام الصادق عليه السلام انه اشترط الله ان يعفو عما صدر عنهم وهم جُل الصحابه من التمرد في صلح في حديبيه على رسول الله صلى الله عليه واله وانما رضي الله عن المؤمنين بشرط عدم النكث. يعني رضي عنهم في تمردهم مشروط بان لا يتمردوا ولا ينكثوا على رسول الله صلى الله عليه واله بنص هذه الايات الا انه رضي عنهم مطلقا كما يصورون هم في تعريف الصحابه فان الرضا مشروط بان لا يتمردوا مره اخرى على رسول الله وقد تمرد كثير منهم على امر الرسول بعد ذلك مرات وكرات كما في رزيه يوم الخميس وفي حنين وفي موارد اخرى .

ذكرنا هذا من باب المثال في التمرد على امر الله وقد قال الثاني لا نعطي الدنيا في ديننا وقد اعز الله الاسلام تمسك بالثوابت في مقابل امر الله والحال ان هذا الصلح هو في الحقيقه فتح مبين كما سماه القران الكريم مع انه ليس نصر عسكري ولا نصر سياسي ولكنه فتح والفتح في منطق القران الكريم غير النصر فان في النصر فوائد مقطعيه متصرمه اما الفتح يعني انجاز حضاري وهذا الفتح البين المبين خفي على جل الصحابه يعني ما هو فتح مبين يرونه خذلان للمؤمنين هذا كان وعيهم في تشخيص الامور.

وقد قال الله تعالى ﴿واعلموا ان فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الامر لعنتم﴾ ما يعرفون المصالح والمفاسد اين هي بحسب الوحي بينما في هذا الصلح الحديبيه صار هناك اعتراف ضمني بان الاسلام دينا من الاديان الجزيره العربيه وبسبب هذا الصلح دخلت قبائل كثيره في دين الله افواجا حتى قبل الفتح فصار هذا الفتح المبين تغيير حضاري للجزيره العربيه فدخلت الناس افواجا في دين الله بلا حروب ومن يشخص ذلك انما يشخص ذلك الوحي ولكن الصحابه لا يشخصون ذلك يرونها عين الذله كما في صلح الامام الحسن عليه السلام للاسف كثيرا من الذين كانوا مخلصين لامير المؤمنين عليه السلام لكن تبدل عندهم امر الله ومن طبيعه امر الله ان يتبدل.

فالذين كانوا مطيعين ومخلصين لامير المؤمنين ظنوا ان وتيره امر الله واحده ولذلك سرعان ما تمردوا على الامام الحسن عليه السلام ولم يعلموا ان ما صنعه الامام الحسن عليه السلام انما هو شيء عظيم وهو فتح مبين للايمان لان الامام الحسن عليه السلام جعل الخوارج والامويون في الطاحونه و اخرج المؤمنين منها والا الامام الحسن عليه السلام لم يسلم اي ورقه قوه من عنده الى احد الطرفين كانت الخوارج تريد ان تستخدم جماعه ومنهم الامام الحسن عليه السلام فوضى في قبال معاركهم ولكن الامام الحسن عليه السلام بدلا المعادله فجعل التطاحن بين الخوارج والامويين وناى بالمؤمنين والانصار عن هذه الطاحونه الامام الحسن عليه السلام قام بفتح مبين ولكن لا يعون ذلك.

ومن ثم كثير من المخلصين لامير المؤمنين عليه السلام مع ذلك تمردوا على امر الله الامام الحسن عليه السلام واحتجوا واعترضوا ثم اخبرهم الامام الحسن عليه السلام الم يكن بين نبي داوود هو سليمان اختلاف وكلا اتيناه حكما لان طبيعه امر الله ان فيه اختلاف امر الله في نبي داوود شيء وامر الله في النبي سليمان شيء اخر فليس امر الله على وتيره واحده لكنه ناضوم الثوابت فهذه الامور من الامور الصعبه والمستصعبه كما ورد في الروايات ان امرنا صعب المستصعب.

مر بنا ان جمله من القناعات التي نحملها هذه القناعات مرشحه ان تولد تمردات كثيره على صاحب العصر والزمان شئنا ام ابينا كثير ممن كان مع امير المؤمنين عليه السلام سرعان ما انخرطوا مع الخوارج البعض كان في نصره السيد الشهداء مع التوابين ثم انخرطوا مع قتله الامام الحسين عليه السلام لماذا لان هذه القناعات تغريهم بالالتباس والاشتباه انت في حين موقفك مع التوابين ضد قتلت الامام الحسين سرعان ما هناك قناعه تلبس عليك تجعلك في مصاف قتلت الحسين والعياذ بالله في قبال المختار لانه نصر سيد الشهداء عليه السلام اذن هذه القناعات الخاطئه خطيره جدا هي تلقي الانسان وهي تعتمد على ثوابت الدين ولكن لا يعلم ناظوم هذه الثوابت كيف هو.

انا ما تجد هناك موالي ومحب ومؤمن الى خارج و مناو لا سمح الله وهذه ليست بعيده على البشر فانها تقع في كثير منهم هناك تعبير عظيم لسيد الاوصياء امير المؤمنين عليه السلام:

و ليسبقن سابقون كانوا قصروا و ليقصرن سباقون كانوا سبقوا [3]

ملفات القناعات والافكار في الانسان جدا مهمه اذا لم يلتفت اليها يتبدل من محب الى متمرد ومن مطيع الى عاصي ومن ولي الى عدو لا سمح الله وهذه الروايات التي مرت بنا انه كم من ضارب بالسيف بين يدي الصاحب عجل الله تعالى فرجه الشريف فيامر به ان يديروه و ا قتلوه هذا هل خرج من كونه وليا لا بل ابطن و نوى العداوه ومن ثم قال له اديروه واضربوا عنقه فليس ذلك لمجرد خاطر على ذهنه فانظر كيف تتبدل عندما ياتي موقف الى عدو ويرى من اوجب الواجبات محاربه صاحب العصر والزمان والعياذ بالله وذلك بسبب عدم نظم الحجج لديه وهذا امر خطير جدا.

وربما هناك عده قنابل والغام تبدل الموقف من الاولياء الى الاعداء لصاحب الامر عجل الله تعالى فرجه الشريف ذكرناه هناك عده منها ان القران ليس مرشح لكل العلوم هذه هي بنفسها اذا كان القران ليس مرشحا لكل الامور طبعا الفقهاء والمتكلمين لا يستطيعون ان يستخرجوا كل العلوم من القران الكريم وهذا هو الفرق المعصوم عن غير المعصوم لكن ان القران في نفسه لا يشتمل على كل العلوم وانما يشتمل على هدايه البشره فقط لكن نقول اذا لم يكن القران مشتمل على كل العلوم يمكن ان الاداره الالهيه ان تخدع كما في قضيه كورونا ،

فانه يمكن لشبكات دسيسية معينة تريد ان تعطل وتجمد الانشطه الدينيه في العالم متجمد صلاح البشر تحت اسم الطب ومجالات اخرى فاذا لم يكن الوحي الالهي محيطا بهذه الامور كيف يمكن ان يمانع حيل العدو وتحايله فهذا الامر مهم جدا وهو ان القران هل فيه جميع العلوم اهل البيت عليهم السلام يصرون على ذلك وعلماء الجمهور من حقهم ان ينكروا ذلك لانهم لو اعترفوا بذلك يقعون في ورطه فانه لو قبلوا بان القران فيه علموا كل شيء فيتساءلون ويقال لهم اخرجوا لنا من القران كل شيء وليس عندهم قدره على ذلك ما عند فقائهم ولا مفسريهم ولا متكلميهم هذه القدره على الاستخراج وانما هذا شيء خاص بصاحب القران و عدل للقران وشريك القران وهذه قاعده من قواعد الدين والمعارف ولها ادلتها وان القران شاملا لكل العلوم حتى كثير من علماء الخاصه يصعب عليها ان يتبنى هذا المبنى لكن كثير من علماء الاعلام تبعا لما بين في بيانات اهل البيت عليهم السلام وبما في القران من ان القران شامل لجميع العلوم ولا يغادر صغيره ولا كبيره الا احصاها ومرشح لاداره كل بيئات البشر والسنه هي شرح الوحي للوحي.

فاصل الفيصله بين المسار الوحياني والدوله الوحيانيه الالهيه او الدوله الممزوجه بالدوله المدنيه العلمانيه القرار بيد من؟

هذه الجدليات التي تصير في الغيبه الكبرى لا نظن انها للغيبه الكبرى بل هي لا زالت نوع من التحديات ونوع من المناوشات الفكريه لاصل الاعتقاد بدوله الصاحب وانها مرشحه من قبل البشر ام لا مثل ما مر بنا الازمه الاقتصاديه فانها تحدي الهي لهم و تقول بانكم ديناصورات المصرف والنقد و المال تعالوا وحلوا المشاكل اعترفتم بها من سنه 2008 الميلاديه الى الان هل استطعتم حلها في المشكله التي انتابتهم في احد البنوك هم اخذوا اهبتهم في عدم الافلاس والانكسار من سنه 2008 الى الان باغتتهم ما وقع قبل شهرین في افلاس هذه البنوك من حيث لا يشعرون ولا يستطيعون التصدي لها اين سيطرتكم على المال وعلى الاقتصاد فما دمتم تستخدمون الغدد السرطانيه في الاقتصاد التي شخصها الوحي الالهي.

هناك سلسله اعترافات من المنظرين في حقول مختلفه في الاقتصاد في عالم الراس مالي شرقا وغربا سجودا عجيبا الى تشريعات سيد الانبياء صلى الله عليه واله وهذا نوع تحدي وان الاسلام او الدين والوحي يتناول كل المجالات وكل البيئات وكل الاصعده.

اما مثلا في رؤيه ابن عربي مثلا في كتاب الفصوص الذي يقول ان النبي ليس له علم بالموضوعات ولذلك النبي عند الجمهور في تابير النخل لاهل المدينه اشتبه واخطا والعياذ بالله فانه يقيس النبي على نفسه وهذا خطا وهذه من احدى المحاوره التي لابد ان نحلحلها في اذهاننا وان الوحي الالهي لا يعجزه علم من العلوم الا يعلم من خلق وهذا برهان عقلي يعني هل الله سبحانه وتعالى لا يعلم ما خلق من الفيزياء والكيمياء والهندسه والاقتصاد و المال يعني هل من المعقول انتم تعلمون واي شيء تعلمون من علوم؟

هناك برهان من رفع بنا في بحث دفع الالحاد ان البشريه قانعه في نفسها ان العلوم لم تقف في يوم ما عن البحث لان ما يمكن للركب البشري العلم ان يصل في علم ما الى نهايه المطاف لان العلوم لا متناهيه انت لو سالت اي رائد من الرواد العلوم تقول له هل تحتمل يوما ما مثلا علم الفيزياء علم الكيمياء علم الرياضيات علم سيوقف يقول لك لا قطعا لا ينتهي ذلك فهذا العلم اللامتناهي البشر ايضا لا يستطيعون الوصول اليه فهل الله لا يعلم ولكن البشر يعلم بالتدريج والذي هو نسبته بالمحدود الى الامحدود العلم غير محدود فهل يمكن الله لا يعلم والبشر يعلم كيف الله لا يعلم وهو يريد ان يدير امور البشر وكيف لا يودع هذا العلم في كتابه او في وليه او في خليفته؟

﴿اني جاعل في الارض خليفه﴾ وكان اعتراض الملائكه ﴿وتجعل فيها من يفسد فيها﴾ ومعنى يفسد انه لا يعرف صلاحه قال اني اعلم ما لا تعلمون فعلم ادم الاسماء كلها فكل العلوم جمعها وعطاها لادم فلا يؤدي به الى الفساد الى هذه الحقيقه وهي ان الدوله الوحيانيه مرشحه لاداره البشر لا نعتقد بها ونعتقد باعتقاد العلمانيه تنظر.

تاره تقول الفقهاء او المفسرون او المتكلمون او او المحدثون لا يعلمون هذا كله صحيح اما تقول نفس ائمه الدين لا يعلمون او تقول القران ليس فيه احاطه هذا كلام لا اساس له ونحن ليس كلامنا في الحاكم الديني غير المعصوم كلامنا في نفس الدين وحكم الله هو دائما لابد ان نفرق بين حكومه الدين وحكومه حكم الله وبين حكومه الحاكم غير المعصوم هذه المساله اذا لم تكن محلحله في اذهاننا بان ننظر من الطبيعي ان هذه المساله ستعودنا عند ظهور صاحب الامر والزمان بل قبله من الان الى الاعتراض والنقد على المعصوم.

سالني بعض ان امير المؤمنين عليه السلام لماذا لم يقم بكذا وكذا في حكومته لانه استلم الحكم فاجبته اي حكومه استلمها امير المؤمنين صحيح ان حكومته كانت من اعظم الحكومات الجماهيريه وتمت وانعقدت لاحد الخلفاء دون من قبله فان البيعه التي تمت لمن قبله لم تتم بملء اختيار الناس ولا اكثريه كانت بالجر هذا كله صحيح رغم ان حكومه امير المؤمنين انبثقت من البيعه و الجمهور لكن هل كانت هي قناعه من الناس بامر الله لا وانما هي كانت بيعه بمعنى عقد اجتماعي.

يقولون نحن مكناك من الحكومه ففي اي مورد نعترض عليك ونتمرد عليك وهذا الذي حدث ومن ثم كان امير المؤمنين عليه السلام زاهدا في مثل هذه الحكومه فان هذه ليست حكومه مهدويه لاهل البيت هذه الحكومه اشبه ما يكون حكومه بشريه عقد اجتماعي مدني علماني وليست هي حكومه دينيه التي يراها امير المؤمنين ويراها رسول الله بل كانت منبثقه من البيعه والعقد الاجتماعي في اي وقت يريدون ان ينصرفوا منها ينصرفون لان هذا ليس ناشئا من امر الله لذلك قال عليه السلام اني اكون لكم وزيرا خير من ان اكون عليكم اميرا لانكم لم تستجيبوا ولم تنقادوا ومن ثم في صفين فعلوا ما فعلوا وكذلك في الجمل وكذلك في النهروان هذا اي اهتمام لم يكن انبثاق بيعتهم واندفاعهم لحكومه امير المؤمنين ناشئه من الغدير وانما كان ناشئا من عقد اجتماعي كما ان الدوله النبويه لسيد الرسل صلى الله عليه واله واله وسلم لم يكن الكل بايع رسول الله بما انه رسول الله وانما كانت بيعه وعقد اجتماعي كبيعه العقبه الاولى وبيعه العقبه الثانيه.

نعم عندنا مشروعيه البيعه لكن لا لانها هي مشرعه كعقد اجتماعي ومصدر السلطه للانتخاب وانما عندنا البيعه من باب تاكيد والالتزام بامر الله لا انها هي الملزمه في نفسها كما في النذر واليمين كما لو نذرت صلاه فريضه او صلاه نافله فان مشروعيه الصلاه لم تاتي من النذر اواليمين انما هذا النذر واليمين ولا عاد تاكيد للتشريع الاولي فان التشريع الاول اتى من امر الله نعم في الغدير عقدت بيعه لكن لا ان منصب امير المؤمنين وصايته لرسول الله وامامته اتت من بيعه الناس في يوم الغدير وانما بيعه الناس نوع التزام هو تاكيد وتغليظ على الامامه كما في قوله تعالى اذا جاءك المؤمنات يبايعنك على ان لا يسرقن ولا يز نين فان الزنا حرمته لم تات من البيعه وكذلك حرمه السرقه لم تات من البيعه وانما هذا تاكيد للاصول الاوليه.

ومن ثم لما اراد الامام امير المؤمنين ان يزيل صلاه التراويح اعترضوا عليه والكلام ليس في الامثله بل الكلام في الشيء الكلي ونحن لا نتوقف عند الامثله فان الامثله قد تجمد الفكر انت التفت الى الشيء الكلي الذي نحن واقعون فيه قبل الاخرين.

فهذه نقطه مهمه وهي ان الحكومه التي سيقوم بها الامام الصاحب عليه السلام هل هي دينيه وحيانيه سماويه ام هي بشريه بطوعانيه انقياد البشر وان البشر هم يعطون السلطه الى الان حتى في اوساط المسلمين حتى الوسط الداخلي ان الحكومه النبويه اخذت صلاحيات من ترشيح الناس والعقد الاجتماعي مع سيد الرسل ومن ثم سرعان هذه الحكومه اي حكومه السيد الانبياء طبعا مشروع السيد الانبياء اعظم من حكومته السياسيه لكن هذه الحكومه السياسيه سرعان ما قوضت بالسقيفه لان هذه الحكومه السياسيه ليست حكومه مهدويه حتى سيد الرسل صلى الله عليه واله في احاديث متواتره عندما يقول منا خاتم الانبياء وهو يعني نفسه صلى الله عليه واله ومنا سيد الاوصياء ومنا سيده النساء ومنا سيدا شباب اهل الجنه ومنا اسد الله واسد رسوله ومنا الطيار قال ومنا مهدي هذه الامه يعني الحكومه المهدويه لم تتسنى لرسول الله ان يقيمها في العشر سنين التي كان في المدينه ولم يخضع الناس لتاسيسها نحن الان ننتظرون لصاحب العصر والزمان وندعي ان عندنا توطين نفس وتسليم بالدوله المهدويه هذه القناعات التي عندنا كلها الغام امام قيام وتشييد الدوله المهدويه

من القناعات ان القران ليس شموليا وكذلك الدين ليس شموليا فاذا كانت هذه قناعاتنا فكيف حينئذ سنسلم بالدوله المهدويه بلغ مابلغ فان الدوله المهدويه ليست دوله مدنيه.

نعم في الدوله الالهيه هناك مشاركه للناس وذكرنا ذلك في المجلد الاول والثاني ونظام الحكم لدى الاماميه والحاكميه بين النص والديمقراطيه وقلنا ان مشاركه الناس وفعاليه الناس ومراقبه الناس تبلغ اقصاها ولكن من جانب ما كان لمؤمن ولا مؤمنه اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيره من امرهم لماذا لان احرص الحكم وانفع الحكم للبشر هو حكم الله ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون افا حكم الجاهليه يبغون اتبغون تحكيم اراده المخلوق على اراده الخالق فاذا كانت هذه الفكره غير محلوله عندنا كيف سنستسلم للدوله المهدويه

مر بنا ان سيد الانبياء صلى الله عليه واله وهو اعظم الخلائق واعظم من الامام صاحب العصر والزمان واعظم من الائمه بلا ريب في ذلك لم يدع لكن الناس لم تستجب له ولم يتسنى له طوعانيه ليؤسس الدوله المهدويه فقال انا لست اقيم الدوله المهدويه بل انا سيد الرسل وانما المهدي هو الذي سيقيم الدوله المهدويه هو من ذريته ويخضع له البيئه هو من ذريتي انت ماذا تتصور في الدوله النبويه في عشر سنين لم يتسنى لرسول الله ان ينقادوا له يستسلموا لاراده السماء فيه كانت تمرد بعد التمرد اغتيال بعد اغتيال انت لو احصيته باعتراف كتب القوم كم اختيار جرى على رسول الله في الفتره المدينه فضلا عن الفتره التي كان في مكه من العهود التي اخذها على رسول الله انك تشم الاغتيال طول حياتك انت ملاحق بالاغتيال.

هناك اسطوانه عند قبر النبي تسمى اسطوانه الحرس يعني كان امير المؤمنين عليه السلام يحرس النبي في غالب الليالي فلم يطمئن لاحد بقول المطلق ان امير المؤمنين عليه السلام فهو الذي كان يحرص رسول الله عن الاغتيال فاي دوله تسنت للنبي صلى الله عليه واله فان البشريه لم تكن موطه نفسها بالانقياد والتسليم لامر الله دوله نبويه لكن ليس دوله مهدويه فان الدوله المهدويه لم تقم على البيعه والاختيار اذا كانت دوله سيد الرسل هكذا فكيف بك بدوله امير المؤمنين.

هناك بعض الكتاب احصى ان 40 موردا تقريبا تمرد الناس على امير المؤمنين في حكومته يسالون لماذا امير المؤمنين لم يوافق عبد الرحمن بن عوف يوم الشورى على الشروط على كتاب الله وسنه رسوله وسنه الشيخين فانه يعلم من هذا انها لم تكن حكومه الهيه هذه حكومه علمانيه مدنيه بشريه هذه ليست حكومه التي يامر بها الله وان تكون هدف دين حكومه السماء بتمام معنى الكلمه بل عندنا ان حكومه صاحب العصر والزمان هذه دوله ابتدائيه في الدوله المهدويه لان البشر لم يتحمل هذه دوله ابتدائيه في النظام المهدوي اما النظام المهداوي الاخر الذي سيكون بيدي بقيه الائمه اشد فاشد انا ان تصل الى دوله صاحب العصا والميسم احد الدول الامير المؤمنين وهذه موجوده في روايات متواتره حتى الجمهور ايضا ما هو معنى العصا والميسم فانها دوله الهيه عجيبه غريبه كحكومه الملائكه وهي احدى دول امير المؤمنين فان امير المؤمنين عليه السلام صاحب دول كثيره وهو عليه السلام سيقوم باعظم دوله مهدويه من ذلك ورد انا انف المهدي من اعظم مقام مهدوي في الدول لاهل البيت هو السيد الاوصياء وسيمهدون لدوله السيد الانبياء في نهايه المطاف.

فالدوله الدينيه ايضا درجات والدوله المهدويه ايضا درجات وليست درجه واحده.

لاحظوا الروايات العديده عند الجمهور في العصا والميسم والدابه ولا يعلمون ما هو العصا والميسم والدابه ثلاث عناوين فالدابه من الدبب والحركه الحيويه العنصر الحيوي وزر حياه الارض هو امير المؤمنين عليه السلام زر العنفوان الحيويه للارض والسماوات باداره امير المؤمنين فيوضاته الله الان معطله وستدفق ببركه الدوله الامينيه لامير المؤمنين وهي دوله الدابه والعصا والميسم وهي ليست اول دوله يقيمها امير المؤمنين وانما هي قريبه نهايات الدول التي سيقيمها امير المؤمنين وهذا الكلام الذي مر بنا ليس فقط امام دوله صاحب العصر والزمان وانما هذا الكلام ياتي في دوله الامام الحسين فلابد ان نهيئ انفسنا وبعد ذلك دوله امير المؤمنين وهي دوله السفاح.

اسماء رؤساء الدوله العباسيه الاول كلها مقتبسه من اسماء مسروقه من وعد النبي حيث قال منا السفاح وليس معنى السفاح انه يسفح الدماء بل له معنى اخر في اللغه العربيه يعني ربيع الارض بكلمه مختصره كما يقال في سفح الجبل ولذلك سمى اول خليفه من الدوله العباسيه نفسه بالسفاح باعتبار ان النبي اخبر بذلك مع ان السفاح وهو ربيع الارض اول دوله لامير المؤمنين عليه السلام بعد الامام الحسين وهو المنصور حيث قال صلى الله عليه واله منا المنصور ولذلك الدوانينقي سمى نفسه بالمنصور باعتبار ما وعد النبي صلى الله عليه واله ان بني هاشم منهم المنصور كما قال منهم المهدي ومنهم السفاح ومنهم دابه الارض كلها هذه دول مهدويه.

فاول قناعه لابد ان نلتفت اليها ان نصحح فكرنا لانه مشحون بالغام وهي الغامق مرشحه بان تجعلنا متمردون كالخوارج ودواعش وقاعده وطالبان امام صاحب العصر والزمان هو الان في زماننا هناك بعض المؤمنين من يصطف في قبال هذا الجسم هذا كله امتحان بعضنا لبعض داخل الجسم الايماني ان انا بالذات او البعد الايماني هذا المكون الايماني فيه صاحب العصر والزمان فلا تنتظر الى الظهور الان نحن نمتحن يوميا في اصطفافات السياسيه والاصطفافات الاجتماعيه والاصطفافات الفكريه والتنظيريه الى اين هو موضع قدمه الا يكون في جسم الايمان لكن البعض يقول فليحترق المهم حفظ انانيته كلنا نمتحن اذا ذابت الانانيات والذاتيات صار هناك الاخلاص والصفاء بالايمان بما هو ايمان لا لطرف على طرف فالكل بلا استثناء يمتحن ويرى هل يغلب صفه الايمان او يغلب الذات ترى هناك عصبيات ويقول ذر الايمان ولتكن رايت علي بن ابي طالب ثم ماذا نمتحن ونفشل في الامتحان في كل صغيره وكبيره.

اذن هذا اول الامتحان بان نعتقد ان القران والوحي يدير البشر في كل بيئاته وفي كل المجالات وفي كل العلوم وهو اكفا من غيره طبعا علماء الامه غير مرشحين لذلك فان المفسر او الفقيه او المتكلم لا يعكس حجمه على مقاسات الوحي ويلون الوحي بتلونات ومقاساته هذه غفله قد يقع فيها الباحث يجب ان ناخذ المقاسات من الوحي للوحي هذه اول خطوه وان الوحي هو المرشح وهو الكفوء لان يدير كل شؤون الارض.

الى الان تنظيرا عندنا هذا الاعتقاد -وليس كلامنا في الحاكم الديني غير المعصوم كلامنا في حكومه الحكم الديني والوحي نفسه متجسد في المعصوم صاحب الزمان اذا لم نستطع ان نهضم هذا الامر تنظيرا سنكون من اوائل المعترضين على حكومه صاحب العصر والزمان من الان قبل الظهور متمردون من الان نقول نحن معك الى حد والا فالجمل والا فصفين والا فنهروان والا فاعتراض الصلح الحديبيه والا فالاعتراض على تقسيم الغنائم والا فرزيه يوم الخميس .

فمن البدايه على اي مناط نحن مع رسول الله مع امير المؤمنين ومع صاحب العصر والزمان؟ ولانتعجب ان اولئك كيف تمردوا نحن مطوي فينا هذه الارتكازات التمرديه يعني ابليس يقول خلقتني من نار وخلقته من طين معنى هذه المعادله فوق الله والعياذ بالله وهل يعقل ذلك من الاول موطن نفسه على الثوابت و ويعد الثوابت انها فوق الله وفوق امر الله وفوق كل شيء الا يعلم الخلق وهو اللطيف الخبير ابليس كان يريد ان يدخل في التفاصيل في الحجاج مع الله اوحى الى الملائكه قولوا له ايعتقد اني حكيم ام لا قالوا نعم يعتقد قال فاذا كان يعتقد ذلك فكيف يعترض و يتمرد علي فان التفاصيل لا يمكن ان يهتدي بها لا ابليس ولا مخلوق .

لاحظ احد الشروط التي ياخذها عز وجل على كل الانبياء حتى سيد الانبياء انا لله البداء الاكبر لان ذات الله لا يحيط بها سيد الانبياء ما عرفناك حق معرفتك نعم هو صلى الله عليه واله اعرف الخلق بالله لكن لا بمعنى ان سيد الرسول يحيط بالله وبالذات الالهيه ولا قياس فان الله محيط وليس محاط وقيوم لا مقوم يفعل ما يشاء ولا يفعل ما يشاء غيره وهذا هو امر الله وهو اعظم شيء اخذه الله على سيد الانبياء وسيد الاوصياء وسائر الانبياء الاوصياء المنظومه في بيانات اهل البيت ما هو اعظم من ذلك يعني حتى الاسماء الالهيه لا تستطيع ان تستوعب الذات الالهيه ولذلك يقول الا يعلم من خلق البعض يقول نحن نعلم من خلق ولذلك لا نستجيب له فكريا وعقليا احد معاني التوقيفيه والتوقيتيه ان الانسان لا يبتكر شيئا من عنده لا سیما ما في المعارف والعقائد يقول عليه السلام نحن نحب ان تقولوا ما نقول ولا تقولوا ما لا نقول من اعظم البدع التي يمارسها الباحث انه يؤسس ميزانا معينا في اي شيء ويحب ويبغض عليه وهذا تاسيس من عنده وليس من الائمه ولم ياخذه من الدين.

على كل هذه اول خطوه وانه تعتقد بان الدين شمولي ام لا الوحي شمولي لكل الحياه ام لا انتم في الارض لا تقبلون ان الدين شموليا فكيف ان النبي صلى الله عليه هو اله اشمولي لسماوات والمجرات والكواكب ولم نقبل في كويكب الارض مع انه بين العوالم شامل بل كل شيء مخلوق هو تحت سيطره الوحي ونحن ننازع رب العزه في كويكب الارض اذا حساب الله في العوالم الاخرى بطريق اولى فنحن لم نذهب الى الملكوت وهكذا حالنا فاذا ذهبنا الى الملكوت كيف نصير هذا البشر لو بقيت ارواحها في الملكوت لدعت الالوهيه ونحن ليس عندنا ملكوت محبوسين في الطين وهذه وضعنا وندعي ارباب العزه ويقول اوالي ما افكر فيه ويكون هو الميزان لا الوحي وخلفاء الوحي بل الميزان انا وفهمي على كل هذا اول لغم يواجهنا في طريق دوله الظهور وهو انه هل الوحي شمولي ام لا.


[1] السورة فتح، الأية 18.
[2] السورة فتح، الأية 10.
[3] كتاب الغيبة للنعماني‌، النعماني، محمد بن إبراهيم، ج1، ص202.