الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث العقائد

43/11/14

بسم الله الرحمن الرحيم

العقائد/تعدد مقامات النبي(ص) ومشارکة علي له/14 ذي القعدة/1443......................الدرس10

کنا في بحث سلسلة قراءة الغدیر الشریف و کنا في هذا الملف أن النبي(ص) تعمد في حیاته الشریفة أن یري المسلمین والصحابة أن یریهم ارهاصات غیبیة تجري علی ید علي إبن ابي طالب، فهذه الملحمة غدیریة أخری، أن النبي نسط علیا واسطة الغیب، نعم لیست النبوة واسطة في الغیب عدا النبوة، هل هذا المنطلق یأصله القرآن؟ نعم سنری أن القرآن لا یحصر اتصال الاصطیفائي بالغیب بالنبوة، هناک عدة قنوات غیبیة اصطیفائیة في القرآن لیست منحصرة في النبوة، تلک القنوات کما یقول السید الأنبیاء(ص) برمته التي له، یشاطر ویشارکه فيها علي عدا النبوة«أنت مني بمنزلة هارون من موسی إلا أنه» فقط هذا استثنیه«إلا أنه لابني بعدي» مثلا إقامة المعجزات ارتباط غیبي، هنا شارک علي رسول الله بطلب من رسول الله(ص) من الله أن یشارکه ویعارضه اخیه وابن عمه وویزه علي ابن ابي طالب، خزن النبوة خزانة النبوة، خزن النبوة لیست نبوة، الاحتفاظ بالنبوة وبما لها من جواهر مهولة ارواح ملکوتیة عظیمة خزنها في سحابة ملکوتیة هذا الأمر لیس قنات نبویة لشؤون أخری، إذا عرفنا النبي حقة معرفته، حق معرفته یعني حقیقة معرفته« من زار الإمام عارفا بحقه» یعني حقیقته «من زار فاطمة بنت موسی بن جعفر عارفا بحقها» یعني حقیقتها وهي من دائرة الاصطیفائیة الثانیة« من صلی صلاة عارفا بحق الصلاة» حتی الصلاة لها حق، حق الصلاة یعني حقیقتها وحقیقتها أنها کتلة عقائدیة و ممارسات عقائدیة.

المقصود فلو نتعرف علی حقیقة النبوة حق النبوة، یعني أنها لیس فقط النبوة«إنا أرسلناک شاهدا» الشاهد لیس النبوة هذا شیئ آخر و بعد آخر في النبي، الشفیع بعد آخر غیر النبوة«یزکیهم ویعلمهم» معلم إلهي ملکوتي هذا غیر النبوة، مزکي و مربي للأرواح الانبیاء و الأوصیاء فضلا عن المؤمنین هذا المقام غیر النبوة، فالنبي(ص) بحسب بیانات القرآن له مقامات ملکوتیة اصطیفائیة عدیدة اعظم من النبوة، کما في بیان القرآن« إنا ارسلناک شاهدا»« قل أعملوا» هذا مقام آخر غیر النبوة« اطیعوا الله واطیعوا الرسول» هذا غیر النبوة« إنما ولیکم الله ورسوله» هذا غیر النبوة، فالنبي(ص) له مقامات اصطیفائیة غیبیة کثیرة في القرآن، الآن متکلمین اقتضبوا اختصروا اخلوا بالتعریف هذا لا ینحسب علی حقیقة و واقع النبوة، بناء علی هذا البیان في الحدیث المتواتر عند الفریقین« أنت مني بمنزلة هارون من موسی» هذا الحدیث العظیم لم یصدر من النبي في موطن واحد، في عزوة التبوک، صدر من النبي(ص) في أحد و مواطن عدیدة، قول النبي(ص) :« أنت مني بمنزلة هارون من موسی» بل في بیانات النبي(ص) وبیانات الوحي هذا البیان« أنت مني» و« علي مني وأنا من علي» نفس المفاد، فهذا الحدیث أولا متواتر، وصدر من النبي(ص) في مواطن عدیدة، وهذه النکتة مهمة وسبق التنبیه علیها أن الاحادیث النبویة المتواترة في شأن علي(ع) أو في شأن أصحاب الکساء أو في شأن أهل البیت، غالبا جلها إن لم یکن کلها صدرت من السید الأنبیاء في مواطن کثیرة ولیس في موطن واحد، في تفسیر آیة المباهلة خر الرازي یعترف أن حدیث الکساء حدیث متفق علیه مشترک بین الکل، ویشار الفخر الرازي دخل الحسن أولا ثم الحسین ثم علي ثم فاطمة، فخر الرازي امام المشککین یقول هذا حدیث متفق علیه و صدر في مواطن عدیدة، ویقبل أن مقتضی هذا الحدیث تفضیل علي علی جمیع الصحابة، وإن کان یناقش في تفضیل علي علی بقیة الأنبیاء لکنه لایناقش في أن مفاد هذا الحدیث تفضیل علي ابن ابي طالب علی جمیع الصحابة، المقصود هذا المطلب؛ وهو أن الأحادیث النبویة المتواترة عن النبي(ص) في فضائل الاصطیفائیة والمقامات الاصطیفائیة الغیبیة في علي ابن ابي طالب أوفي اصحاب الکساء أو في اهل البیت اربعة عشر، صدرت من النبي في مواطن عدیدة جدا، لابأس نذکر فائدة خطیرة علمیة صناعیة عقائدیة وهذه الفائدة مرت الآن تواتر ما صدر عن النبي في مواطن عدیدة، فائدة عقائدیة ولو مشروعات مستقبلیة ذکرها کثیر من الکبار المحققین، ما هي هذه الفائدة؟ هذه الفائدة واقعا یرید اجیال یقومون بها، وهذه الفائدة العلمیة العظیمة یقولون :

کل حدیث نبوي في فضائل اصطیفائیة في مقامات علي ابن ابي طالب أو مقامات خمسة أصحاب الکساء، أو مقامات أهل البیت کل حدیث باعتبار صدر في مواطن یحتاج الی موسوعة مستقلة کل حدیث، موسوعة مستقلة في المصادر وموسوعة مستقلة في تعدد الفاظ الحدیث نفس الموسوعة، موسوعة مستقلة في مفاد هذه الحدیث والفاظه و تداعیاته، مثلا حدیث یوم الدار هو بنفسه إذا واحد یدوم به موسوعة علمیة بمفرده ترسم لنا منظومة عقائدیة خطیرة، یعني هذا الذي قام به صاحب العبقات جید، لکن یحتاج اکثر، یعني واحد کلام هؤلاء الکبار صحیح لو أحد الفضلاء یخصص غوره کله في متابعة حدیث نبوي واحد، لو حدیث الثقلین أو حدیث الدار، حدیث الکساء، هذا الحدیث بکل توابعه و تداعیاته و أقوال الفریقن فیه لتوافر لنا انفجارات علمیة معرفیة مهولة، وهذا البحث کله مهم، تعمد النبي(ص) والوحي أن یرکز علی قالب من قوالب الاصطیفاء« أنت مني بمنزلة هارون من موسی» هذا لیس کلام البشر هذا وحي فیه تداعیات کثیرة، له منظومة مباحث، فلا الخناس الوساس یجیئ ولا المقصرة ولا المناوء، هذا الحدیث متواتر، مثلا« لایبلغ عنک» هذا بحث عظیم، کم مصدر له و ما هو تداعیاته، وماهو تطبیقاته، کیف فسّره الوحي بنفسه؟ شیئ عظیم، وصدر عدة مرات عن الله، حدیث قدسي«لایبلغ عنک إلا أنت أو رجل منک» فهذه المنظومة، موسوعة واحدة لحدیث واحد، صدقني عمل مبارک عظیم لو الانسان یخصص طول عمره في حدیث واحد وتداعیاته ومفاداته و کذا وکذا، واللطیف یستشهد من نفس الوحي واستعراض کلمات الفریقین، انظر فخر الرازي الذي هو إمام المشککین ورئیس المشککین یقول حدیث الکساء هذا متفق علیه مشترک تعبیر عظیم، یأتیک واحد من وسط الخاص نائم وفي سباط ینقل، لا الاطلاع له ولا التتبع له.

المقصود هذه الأحادیث النبویة کما أوصی الکبار أنا انقل لکم وصیتهم ونعم الوصیة کل حدیث، مثل حدیث حنین الجذع فیه ولایة أهل البیت، هذا الحدیث منظومة عرفان وحیاني فیه، یعني ولایة أهل البیت من منظور عرفاني، ببیان نبوي و وحیاني، والکل یعترف أن هذا الحدیث مثلا حدیث الحنین أنین و حنین الجذع هذا حدیث متواتر ویعتبروه الفریقان ومتکلمي فریقین و محدیثي الفریقین و مفسري الفریقین أنه من معاجز الضروریة لسید الأنبیاء، هذا لیس بحث بل منظومة مدرسة، مدرسة عرفان کامل، مدرسة معنویة کاملة، ما هي وظائیفنا المعنویة الروحیة العرفانیة للنبي وأهل بیته، حتی تجاه الله أولا ثم النبي ثم أهل البیت، حیث یبین النبي(ص) أکثر المؤمنین مقصرین وجفات، والجفات طغات، کیف نتخصل منه هذا بحث آخر، هذا الحدیث متواتر لا تقول خناس و وسواس الا بحث العلمانیة هذا بحث آخر، هذه الوصیة عظیمة و کبیرة من الأکابر، یعني کل حدیث واحد انسان یدرک في عمره کله یستحق وشیئ عظیم، وتراث کبیر من الفریقین تقدر الانسان أن یجمع و یبوبه وینضده الکترونیا، کم ضخم عظیم من الحقائق العقائدیة فیه، هذا من باب الفائدة والتوصیة من الکبار، نقلت للاخوان عسی أن یوفق الأخوة لذلک، حدیث واحد تلقائیا یصیر لک التبحر، بس هو یترکز علی جوهر واحد.

فهذا الحدیث« أنت مني بمنزلة هارون من موسی» کم قاعدة عقلانیة الوحیانیة أن النبي(ص) لدیه بحس القرآن وبحسب الحدیث المتواتر لدیه مقامات کثیرة أحدها النبوة، الآن مثل النبي ابراهیم، أوتي النبوة، أوتي الرسالة کثیرا من المتکلمین مع احترامنا لهم وشکر الله سعیهم أو الفلاسفة أو غیرهم، أو المفسرین یدمج بین الرسالة و النبوة هذا لیس بصحیح، النبوة شیئ والرسالة شیئ آخر و مقام آخر، یعني یمکن أن یکون رسولا و لایکون نبیا، الجبرائیل هو رسول ولکن لیس بنبي، مثلا من باب المثال، سنأتي بحث من البحوث أن الإمامة الإلهیة بعثة الهیة ولیست نبوة« إن الله بعث لکم طالوت ملکا» لیس نبیا«قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملکا» ملک الإلهي یعني الإمامة والولایة«قد آتینا آل ابراهیم الکتاب و الحکم وآتیناهم ملکا» النبي ابراهیم ملک الظاهري ماکان لدیه، فأي ملک هذا هو؟ أو اسحاق أو یعقوب أو یوسف، یوسف وزارة وکذا صحیح لکن المقصود اسحاق واسماعیل، إذن الملک هو الإمامة الملکوتیة، فیسمی القرآن الکریم«إن الله بعث» البعث هو الرسالة لکن لیس رسالة النبوة بل رسالة الإمامة« إن الله بعث علیا بالعلم کما بعث النبي بالنبوة» کیف إن الله بعث؟ یعني یأخذ من باطن السید الإنبیاء، یعني أحد مقامات النبي یعلمهم الکتاب، بس مقام المعلم النبي غیرالمقام النبوة، فهذه النکتةمهمة إذن الغدیر ما نقراه قرائة احادیة البعد، بالدقة نقرأ حقیقة مقامات أمیر المؤمنین من رسول الله أولا نفس مقامات السید الأنبیاء ماهي؟ کي یعرف بعد ذلک مقامات أمیر المؤمنین معه کیف هي؟ إذن جهلنا مقامات النبي بطریق أولی من جهل مقامات أمیر المؤمنین، فإذن مقامات النبي عدیدة من تلک المقامات« إنت مني بمنزلة هارون من موسی» في الشهادة في الرسالة ولیس المراد النبوة، في الولایة في التعلیم الملکوتي في التزکیة وتربیة النفوس، رحمة علی العلامة الطباطبائي في المیزان یعرف الإمام أنه هو الرئیس قافلة الارواح للسیر بها الی الکربالات الملکوتیة، هو یزکیه التزکیة له روح،«خذ منهم أموالهم صدقة تطهرهم وتزکیهم وصل علیهم» إن صلاتک سکینة روحیة هو واسطة الفیض الإلهي للنفوس لکي تتکامل، کل هذه المقمامات التي للنبي(ص) هي لعلي، أحد مقامات أمیر المؤمنین هو حامل لواء الحمد، الحمد هو لوء ملکوتي، ولیس لواء ارضي، لواء الحمد یعني لواء الکمالات«بعثت لأتمم مکارم الأخلاق» هذا أحد مقامات النبي(ص)« أنت صاحب لوائي» هذا لواء الملکوت، تکامل النفوس وتکامل الأنبیاء، تکامل الملائکة کیف النبي مربي لهم؟ مکمل لهم«ثم جائکم رسول لتئمنن به» إنما حصل بنص الآیة في سورة آل عمران حصل الأنبیاء النبوة علی الحکمة و علی الغیب ببرکة أنقیادهم وتکاملهم بسید الأنبیاء، هذا المقام لسید الأنبیاء علي منه بمنزلة هارون من موسی، إذا عندنا روایات تقول علي مع الانبیاء سرا علي کان کذا، طبعا خلق الله الارواح قبل الاجساد، هذا تأصیله في القرآن، وتأصیله حدیث متواتر، لذلک البحث المنظومي في الوحي لیس کالبحث المفکک المبطور المبعثر الابالسة، هذا لیس اجتهاد، بحث التحقیقي أن تبحث مثل کأنما بنود دستوریة طبقات في المعادلات الدستوري کمظومة واحدة هذا مهم في بحث العلوم الدینیة في العقائد وفي الفروع و في أي علم من العلوم الدینیة، فإذن« أنت مني بمنزلة هارون من موسی» یعني أنفسنا و انفسکم نفسه، لذلک قال علي بن موسی الرضاء عندما سأله المأمون العباسي أي فریضة بعلي أکبر قضائه؟ قال أنفسنا و أنفسکم، یعني نفس حدیث« أنت مني بمنزلة هارون من موسی» تشارکني وتشاطرني في کل المقامات عدا النبوة، مر بناء في قضیة النبي ابراهیم أوتي النبوة و أوتي الرسالة و الخلة ثم الإمامة العامة ثم ثم مقام الخاص، طبعا في نبي ابراهیم، مما یدل علی أن المقامات للأنبیاء لا تنحصر ولا تقتصر علی النبوة هناک مقامات تلک المقامات لانبي بعدي، ولیس لا صفیة بعدي، أو لا سفیر من الله الیکم بعدي، النبي بعدي لا یوجد سفراء الإلهي الأئمة هم سفراء من الله، یأخذون عن باطن النبي، هذا الملف الآخر إذن عندنا غدیر ملکوتي آخر، أرضي ملکوتي وهو المواطن و المواقف التي أظهر النبي ارهاصات الغیب في علي، هذا أیضا غدیر ملکوتي، قضیة المواطن المناجات التي مر بنا أقرأ هذا الحدیث الشریف في خیبر ذکرت لکم هذا الحدیث ورد عند الفریقین یعني بعبارة أخری ملف من النبي(ص) یظهر ارهاصة ویبین للمسلمین و الصحابة أن علیا لیس بنبي لکنه رجل غیبي اصطیفائي مثلي رجل غیبي اصطیفائي، یقول القرآن عن النبي« قل إنما أنا بشر مثلکم» هذا جانب بدني، و جانب الآخر هذا رجل غیبي، رجل لست کلي طیني بشري بدني نازل، جانب مني غیبي، کیف هکذا علي ایضا هکذا، هذه المواطن مهمة نبه النبي فیها الصحابة والمسلمین علی ذلک، نقرأ هذا الحدیث الذي هو خیبر، في بصائر الدرجات باب عقده الصفار_ وهو من اصحاب الهادي والحسن العسکري_ في أمیر المؤمنین أن الله تعالی ناجاه في الطائف و غیره ونزل بینهما الجبرئیل، یقول فروی قال قلت لأبي عبد الله(ع) جعلت فداک بلغني أن الله تبارک و تعالی قد ناجا علیا(ع)، انظر حمران فقیه وتلمیذ لکن في المعارف، بلغني أن الله تبارک و تعالی ناجا علیا، قال أجل قد کان بینهمایعني بین علي والله، مناجات في الطائف نزل بینهما جبرئیل، کیف یأخذ إذن علي من النبي؟ لأن الجبرئیل یأخذ من مقام الباطن من الفوقي والملکوتي من النبي، هذه الأحادیث التي وردت في علي، هم جعلوها في غیره، قال رسول الله(ص) لأهل الطائف« لأبعثن علیکم رجلا کنفسي» لاحظ هذا و انفسنا وانفسکم والنبي قال به دققوا کیف البرهان العقلي و ما ادعاه وقاله بحق علي بن موسی الرضاء، أن أعظم فضائل علي« أنفسنا و أنفسکم» لا الوصي ولا الخلیفة ولا إمام بل هو انفسنا و انفسکم أنت مني بمزلة هارون من موسی، کل مقامات النبي ثابة لعلي عدا النبوة« ینزل بیهما الجبرئیل» مثل ما ینزل الجبرئیل لفاطمة، جبرئیل ینزل علی مریم هذا لیس کفر، أما جبرئیل ینزل علی فاطمة هذا کفر، أوجبرئیل ینزل علی مریم هذا لیس کفر، أما ینزل علی علي بن ابي طالب هذا کفر، باک جر وبائي لا تجر.