الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث العقائد

43/11/12

بسم الله الرحمن الرحيم

العقائد/ ارتباط أهل البیت بملکوت النبي/12 ذي القعدة/1443/.....................................الدرس8

کنا في سلسلة قراءات الغدیر، ومر بنا أمس أن توصیف ونعت أئمة أهل البیت بأنهم سفراء الله، سفیر الله ولا ننعتهم بأنهم أنبیاء، لکنا ننعتهم بأنهم سفراء وننعتهم بأنهم خزنة النبوة، ولیس کما یخزن الرواة، أو العلماء والفقهاء، هم یخزنون النبوة، خزن النبوة لیست نبوة ولکن کل ما في النبوة لا یشذ عنه، کلما نزل علی النبي(ص) ببرکة النبوة لا یشذ ولا یضیع و لا یفوت عنهم، فنقلهم عن البني(ص) لیس کما یتخل المتکلمون أو الرواة أو المحدثون وکثیر من الفقهاء أو کثیر من المفسرین أو کذا، بل کما یبین رواد علماء الأعلام الإمامیة نقلهم عن النبي(ص) هم متصلون بملکوت النبي و نور النبي(ص) هذا الحدیث القدسي عظیم المتواتر بین الفریقین، ومن معاجز الوحي أن هذه المقامات الخطیرة لأهل البیت موجودة بدرجة متواترة في طرق العامة والخاصة، لکي لایشکک المقصر في معرفة أهل البیت، من المنتسبین لموالتهم، ولا یشکک المعادي، مثلا لاحظ هذا المقام في تبلیغ سورة البراءة»لا یلغ عنک إلا أنت»، هذا في علم البلاغة تجرید فالنبي له مقامین، مقام مصدر و مقام موصل، «لایبلغ عنک» یعني أنت منبع، ملکوتک، نورک«إلا أنت» بدنک، نفسک النازلة کیف بدن سید الأنبیاء نفس النازلة لسید الأنبیاء تبلغ عن النور النبي(ص) وعن مقامات النبي(ص).

ولم یختلف أن تقول یسین والقرآن الحکیم، طه ما أنزلنا علیک الکتاب، أسماء المقطعة في القرآن التي یتلوها ذکر القرآن ببیان زین العباد(ع) ببرهان ذکره زین العابدین في صحیفة السجادیة، صحیفة المعارف وصحیفة الأسرار، یبین هناک الإمام زین العابدین (ع) أن هذه الحروف المقطعة التي یتلوها ذکر القرآن هذه لیست خاصة فقط في یاسین، في طه وکذلک البقیة، سر القرآنیة فيها مقامات غیبیة للنبي مهینة علی القرآن مقدمة علی القرآن، القرآن العظیم أحد أمطار وأنهر وروافذ لتلک المقامات الغیبیة لسید الأنبیاء(ص) لأنه ذکر متأخرا تبع، یا سین، یعني أولا الله یقسم بیاسین، ثم یقول والقرآن الکریم، «طه، ما أنزلنا القرآن» في سور عدیدة، إذن مقامات النبي(ص) التي یبینها القرآن الکریم عظیمة غیبیة، من ثم مر بنا مرارا تعریف المتکلمین للنبوة تعریف قاصر مخل بأوج حقیقة النبوة، شکر الله سعیهم بس قاصر، خذ التعریف من الوحي إذا کان الصلاة توقیفة ونتشدد في توقیفیة الصلاة ونعمة التشدد لابأس، أولها التکبیر و آخرها التسلیم ثلثها الرکوع وثلثها السجود، جید ثلثها الطهور لا نزاع في ذلک، فکیف بالنبوة وهي أعظم من الصلاة في الدین، لا نأخذها توقیفا من الوحي، نأخذها من استنتاجات عقول البشر ما یمکن یا أخي، نعم نحترم سعي العلماء نطلع علیها و لا نستبد بآرائنا، لکن الحکم الفصل یجب أن یکون الوحي، کیف عندما الفقهاء یریدون ان یستنبطون مسألة فقهیة یذکر الأقوال الشارد و الوارد منها لکن بعد ذلک یحکمون الکتاب والسنة القطعیة من المعصوم وهکذا في البحوث المعارفیة أولی و أولی، یستعرض کلام الفلاسفة أو کلام العرفاء الصوفیة المتکلمین و المفسرین و المحدثین، لکن من الذي یجعل الحکم الفصل؟ البیان العقلي الموجود في الوحي في الکتاب والسنة أو الحدیث القدسي، فهنا أیضا حقیقة النبوة النقل عن النبي(ص) أي درجة من النبي ینقل عنه علي؟ هذه النکة مهمة، عطفا لهذا البحث موجودة في الروایات، أي درجة من القرآن ینقل أهل البیت عن القرآن؟ القرآن أیضا له درجات، أم الکتاب «و عنده أم الکتاب» ولیس عند البشر، إذا کان عنده أم الکتاب من الذي ینقل أم الکتاب؟ المفسرین و الفقهاء أو الفلاسفة أو العرفاء؟ لایمسه إلا المطهرون ومنهم فاطمة، رغما علی من تغافل عن مقام فاطمة(س)، بالتالي إذن بل ثالثهم فاطمة النبي وعلي وفاطمة ثم الحسن و الحسین، فالمقصود إذن هنا من الذي ینقل عن أم الکتاب، هذا أحد مقامات القرآن، کذلک الکتاب المبین«وعنده مفاتح الغیب لایعلمها إلا هو ویعلم ما في البر و البحر ولا تسقط من ورقة و لا حبة في الأرض«ولا رطب ولا یابس» إلا في کتاب المبین، کتاب المبین یعني نفس ماعنده، عنده مفاتح الغیب هو کتاب المبین، إذن کتاب المبین أیضا مثل أم الکتاب عنده، کما یقول السید الأنبیاء «وحبل ممدود طرف منه عند الناس وطرف» ممدود یعني ممتد وغیر مقطوع، حبل ممدود یعني ممتد ولاینتهي«طرف منهم عند الناس وطرف منه عند الله» هذا الطرف الذي عند الله من الذي ینقل عنه؟ ومادونه من طبقات المتوسطة ملکوتیة غیبیة، من الذي ینقل عن غیب القرآن هو القرآن یعرف نفسه أن جل مراته ومنازله ومواطنه ومقاماته هي غیبیة، من الذي ینقل عن تلک المقامات؟ من الذي ینطق عن تلک المقامات؟ في بیانات الوحي علی لسان أهل البیت(ع) یسمی الإمام القرآن الناطق، لأنه ینطق عن غیب القرآن، الذي لا یصل الیه أحد، الإمام الناطق هو الناطق عن غیوب القرآن، فهذه العنعنة من الأئمة سواء تجاه القرآن أو تجاه النبي(ص) أیها البشر لایذهب وهمنا و أذهاننا أن الأئمة ینقلون فقط عن بدن النبي(ص)، أو عن تنزیل القرآن هذا خطاء، بل هم ینطقون و عن عنتهم لدرجات عن النبي لایصل الیها جبرئیل، ولا میکائیل ولا اسرافیل هذا لیس عاطفة، وحماس عاطفي لا، في روایات المعراج المتواترة، جبرئیل یصل الی أحد یقول یا رسول الله لا استطیع العروج معک، لو أقتربت أنملة لأحترق، المهم لایستطیع العروج، ویصعد النبي(ص) في تلک الروایات من المعراج لم یغب عن علي موطن وطأه رسول الله، ولا محادثة الملکوتیة جرت بین الله و بین النبي لم تغب سمعها عن علي بن ابي طالب وهو في الأرض هذه في روایات المتواترة، لم یعرج مع النبي(ص) ببدنه، ولکن البث المباشر من الله لما یدوم بین الله وبین النبي(ص) یصل الی مسامع و بصر علي، رأی و سمع کل موطن وطأه النبي و کلام سمعه النبي، فأمیر المؤمنین ینقل عن مقامات عن النبي لا یصل الیها جبرئیل ولا اسرافیل و لا مکائیل ولا عزرائیل، کیف تعبر في دعاء السمات دعاء اعجازي علمي فوق عقول الرواة، وفوق عقول العلماء والفقهاء، الوحي فوق عقولنا جمیعا«وبسمک الذي» بمسک یعني ماذا؟ عالم الاسماء فوق عقول البشر، هذا برهان نظام عقلي«وبسمک الذي کلمت به موسی کلیمک(ع) فوق احساس الکروبیین، فوق غمائم النور فوق تابوت الشهادة» لاحظ إذن أمیر المؤمنین والأئمة لا ینقلون عن بدن النبي(ع).

واحد یقول حقیقة النبي ببدنه، أو حقیقة النبي بعقله؟ کما یبحثون في علم المنطق حقیقة الشیئ بفصله الأخیر، أو بدون ذلک؟ فحقیقة هوية النبي بدرجاته العلی لا، الآن عندنا فاطمة(س) قسم من مصحفها تلقته عن النبي(ص) مصحف فاطمة هو بعد رحیل النبي، کیف تلقته عن النبي، لأن ارتباط فاطمة برسول الله لیس ارتباط بدني فقط، موجود قسم من مصحف فاطمة الذي هذا المصحف مصدر من مصادر علوم الإمامة الإلهیة، فکیف فاطمة لم تکن حجة ولم تکن مهیمنة هي تکون علی کل، وکیف یکتب أمیر المؤمنین ما ینزل علیها من الوحي الولایة کما کان یکتب لرسول الله(ص)، لا نلتفت الی هذه القضایا هذه الأمور من الأمور التي تسالم علیها العلماء الإمامیة، أنت حضرتک ترید تخرج عن مسالک العلماء الإمامیة حر لوجه الله أو لوجه غیر الله هذا بحث آخر، لکن هذا هو التسالم علماء الإمامیة، تقبل لو تضرب رأسک بالجدار هذا بحث آخر، هذا هو تسالم العلماء الإمامیة ولیست روایة بیانات مستفیضة، هذا التطعتع في تسلیم بمقام فاطمة لماذا، ومن الذي نقم من فاطمة؟ بیانات الوحي موجودة فیها.

فإذن نقل فاطمة عن النبي(ص) أو نقل أمیر المؤمنین عن رسول الله(ص) مثل نعیش أیام ولادة إمام الرضاء(ع) کثیر من الروایات التي ذکرها الإمام الرضاء بارح أمرني رسول الله کذا کذا، في حیاة إمام الرضاء موجود، لأن ارتباط الأئمة(ع) بجدهم المصطفی لیس عن طریق البدن ارتباطهم ارتباط بث موجود فوق البرزخ و کذا ارتباطهم نوري«لایبلغ عنک» المقام الملکوتي حدیث قدسي متواتر، رغم راغم المرغویین«لایبلغ عنک« یعني مقامک الملکوتي« الا أنت أو رجل منک» علي وفاطمة والحسن، یعني کما قال النبي:« علي مني وأنا من علي» قال: «فاطمة مني وأنا من فاطمة» قال« الحسن مني وأنا من الحسن» قال: « الحسین مني وأنا من الحسین» خمسة أصحاب الکساء بین هویتهم السید الأنبیاء،« لایبلغ عنک الا انت أو رجل منک» ذکر منک أو رجل منک؟ مر بنا الفرق بین الرجل و الذر ماهو؟ المراد من الرجل یعني من یستقیم رجال لیس المراد یعني ذکور، ذکوریة مقابل الأنوثة هنا الرجال یعني استقامة، رجال صدقوا ما عاهد الله علیه، رجال لا تلهیمهم، في روایات الفریقین في سورة النور رجال لا تلهیهم ذکروا خدیجة، وفاطمة، المراد من الرجال لیس الذکورة، الرجال یعني الاستقامة والصلابة«الذین قالوا ربنا الله ثم استقاموا» فالمقصود«لایبلغ عنک» یعني مقامک الملکوتي« إلا أنت» بدنک النازل«أو رجل منک» رجل منک یعني هو نوره منک، عنده ارتباط غیبي بک، ینقل عن مقامک الغیبي، لذلک ورد- أنا اعطیکم مصادر عدیدة، سورة البراءة، وذکرت لکم مصحف فاطمة، ومصادر اخری_ مناجات علي مع النبي أو مناجات الله لعلي في مواطن، هذه ذکرت مستفیضة في طرق الفریقین، أنا ذکرت الفریقین حتی المقصرة منا لا یجحدها لأنه روی العامة وعلی اساس یشک في تراث الأئمة، ففي أحادیث الفریقین هکذا« أن علیا ناجاه الله في مواطن» ناجاه الله یعني ماذا؟ في خیبر، في حصار الطائف، في تبوک و في مواطن عدیدة ذکرها الفریقان، من الذي أنبأنا أن الله ناجا علیاً؟ الذي أنبأ هو السید الأنبیاء(ص)لکل المسلمین وهذه النکتة مهمة جدا، أمام مشهد من المسلمین یري رسول الله أن علیا عنده إرهاصات ملکوتیة أمام السید الأنبیاء لا تقولوا کیف کیف؟ الآن في مشهد السید الأنبیاء یقول السید الأنبیاء أن علیا مني، له الانترنت مع الملکوت، لما ذا هذه الارهاصات یريها النبي المسلمین و الصحابة ویریها ابي بکر وعمر وعثمان وو، اغطاظوا ما له ینادي أبن عمه هذا الشاب، وکل هذه الساعات من الوقوف،قال« والله أنا ما ناجیته ولکن الله ناجاه» هذا في کتب الفریقین، هذا ملف بنفسه خاص عنوانها هکذا : الإرهاصات الغیبیة الوحیانیة التي نوهه بها النبي لعلي في حیاته أمام مشهد المسلمین، لا مرة و لا مرتین و لا ثلاثة، أوقفهم بالساعات إلی أن غضبوا سخطوا قال ما له یناجا ابن عمه، هذا معناه أن علي ابن ابي طالب ینقل عن النبي عن أوراق؟ یا اخي علیک لا تقول هذا الکلام، أمیر المؤمنین فقط صفحة کتب؟ هو عنده اتصال غیبي بالغیب، اللطیف في هذا المشهد ملف: أن النبي(ص) یري المسلمین والصحابة أن لعلي ارتباط وحیاني لا تقول نبوة لأنه لا نبي بعدي«لکن أنت مني بمنزلة هارون من موسی» عندک ارتباط بالغیب، معنی أن علي خازن وحي النبي(ص) یعني بدن النبي نازل بلاتشبه حاسوب، کلیهما مرتبطان بحقیقة الملکوتیة الفوقانیةـ لایبلغ عنک» یعني هذا المخزن النبوي الملکوتي«إلا» حاسوبک ایها النبي أو حاسوب علي وفاطمة والحسن والحسین، هذا هو حقیقة الدین في تراث الوحي القرآن وفي تراث الفریقان، ما لک تجحد؟ أبصر، إذن نقل أئمة اهل البیت.