الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث العقائد

43/11/11

بسم الله الرحمن الرحيم

العقائد/ ثنائیة الرسالة بین النبي وعلي/1443/..............................................................الدرس7

لاحظ هذه العنوان؛ سفراء رب العالمین، کثیر من الزیارات أو الروایات مَن لا ینتهي من تراث الحدیث شأنه شأنه، لیس کلامنا معه، أما من ینتهي من الحدیث في فکثیر من الزیارات والروایات تعبیر وصف الأئمة(ع) بالسفیر، والسفارة الرسل قیل عنهم السفارة لأن ارتباطهم بالغیب، فأئمة اهل البیت(ع) إذن لا ینحصر نقلهم و أخذهم عن جسد النبي(ص) هذا بحث مهم، ینتهل النور حتی من نور النبي، نور النبي غیر بدن النبي(ص) لاحظ هذا الحدیث المتواتر العظیم حدیث تبلیغ سورة البرائة، ففي حدیث البرائة لاحظ ما ذا یقول الحدیث القدسي لله تبارک و تعالی« لایبلغ عنک إلا أنت أو رجل منک» کیف لایبلغ عنک إلا أنت؟ لا یبلغ عن أنت إلا أنت، هذا تحصیل حاصل، لایبلغ عنک یعني وجودک الملکوتي النوري إلا بدنک، أو رجل منک یعني علي بن ابي طالب أیضا ینتهل من نورک وملکوک کما ینتهل بدنک، عندما نقول الأئمة ورثة الأنبیاء اعظم شیئ ورثة الأنبیاء ورثة الوحي، وحي النبي(ص) عمدة وحي النبي هو ملکوتي، مثلا الارواح الملکوتي التي نزلت علی النبي نزلت ولم تصعد ولم تعرج، ارتباط علي وفاطمة والحسن و الحسین بهذه الارواح نهل عن النبي لکن لیس عن بدن النبي(ص) بل عن روح النبي، عن نور النبي، فمن ثم الأئمة(ع) یأخذون الوحي عن النبي یعني الراطة بینهم وبین السید الأنبیاء لیست رابطة الحس والروات والصحابة والتابعین، الرابطة بینهم وبني النبي(ص) هي رابطة وحیانیة یوحي النبي من ملوکته ونوره الیهم، فأخذهم عن النبي ولکن لیس بدن النبي أخذهم عن طبقة الوحیانیة في النبي، والنبي له طبقات، فهم سفراء بهذا اللحاظ، لأن الأرتباط بینهم وبین النبي لیس ارتباط حسي الارتباط بینهم وبین النبي إرتباط وحیاني، إذن هذه النکات مهمة، أن الأئمة علیهم السلام یأخذون عن النبي وحیانیا، ومن ثم وجود بدن النبي في دار الدنیاء أو وجود بدن النبي(ص) وارتحل الی دار البرزخ أو في المعراج أو في أي عالم من العوالم نفرضه هم یأخذون عن روح النبي، عن نور النبي وله طبقات، فهم سفراء بهذا اللحاظ، من ثم أمیر المؤمنین یقول« والله أني اعلم کل آیة نزلت في لیل أو نهار في کذا و کذا» و أي موقع جغرافي، علی من نزلت، أمیر المؤمنین ذهب الی الیمن اشهر کیف کان یأخذ من النبي(ص)، هو ما یأخذ عن بدن النبي(ص) لیس مثل البقیة، الآن أحد الآلیات حضور البدني لأمیر المؤمنین جنب الحضور البدني لرسول الله حتی في هذه الموارد في الروایات شبیه الآن وجود جهاز مع الشبکة، هي وجود جغرافي لکن الجهاز ما یأخذ عن جغرافیة الشکبة یأخذ عن الغیر المرئي في الشکبة، الشبکة مرئیة الآن لها مثلا برج معین وجود الجهاز المرئي عند البرج المرئي بالدقة لیس أخذ الجهاز من البرج المرئي وإنما الأخذ عن شیئ غیر مرئي، من ثم تلاقي النبي ومجیئ أمیر المؤمنین أو فاطمة أو الحسن و الحسین عند رسول الله حتی عند أمیر المؤمنین تبادل المعلومات لایقتصر ولا ینحصر بالالفاظ بل العمدة فیها النجوی، نجوی یعني تبادل في الطبقات الروحیة والنوریة وهذا ورد في روایات المستفیضة باب مناجات علي لرسول الله عند الفریقین، اللطیف في تلک المناجات یقول رسول الله« ولله ما ناجیت ولکن ناجاه الله» کیف نجاه الله، مقصود هو هذا یعني لیست النجوی کالنجوی البشریة کلام بصوت منخفض حسي الترابط، لا الترابط عن طریق ارتباط الانوار والارواح و ماشابه ذلک، شبیه مثلا جهاز یرید نزل موسوعة کاملة کبیرة، لما ینزله لا ینزل جانب المرئي الکتب موجودة في صحابة الفضائیة، الصحاب الفضائیة غیر مرئیة.

وهذا دخیل في قرائة الجدیدة وهي : إن هناک ثنائیة في بعثة الله السید الأنبیاء بالرسالة مع أمیر المؤمنین وهذه الخصیصة لأمیر المؤمنین دون بقیة أهل البیت، وإن کان الاشتراک في المعنی آخر، أن البعثة المشترکة مع أن أمیر المؤمنین لیس بنبي، هذا الذي نبهنا علی هذه الحقیقة وهو الحدیث المتواتر بین الفریقین«أنت مني بمنزلة هارون من موسی إلا أنه لانبي بعدي» هذا الحدیث المبارک صدر من النبي(ص) لیس في موطن واحد، بل صدر من النبي(ص) في مواطن عدیدة جدا، وهذه الأحادیث المتواترة من النبي في فضائل الاصطیفائیة لعلي(ع) أو لأهل البیت لم تصدر من النبي في موطن واحد_ هذه النکة جدا مهمة_ صدرت في مواطن، وکل موطن له طرق، للأسف إذا غفل عنه الباحث واویلا، نظیر حدیث الکساء، حدیث الکساء في الحقیقة لم یعقد النبي(ص) الکساء علی اصحاب الکساء ولماذا أدخل فاطمة؟ ما شأن فاطمة بالدخول؟ وما شأن أصحاب الکساء، بعض المقامات فوق شؤون الإمامة من اصحاب الکساء، لینتبه من ینتبه، بالتالي حدیث الکساء أنعقده النبي تارة في بیت أم السلمة تارة في مسجد النبي تارة في بیت فاطمة تارة عند الخیبر، لأن فاطمة کانت تلتحق بجیش النبي لمداوات النبي(ص)، ومر عقده النبي عند المباهلة ومواطن عدیدة، حدیث الکساء لیس في موطن واحد، مواطن ولکل موطن طرق، هذه الأمور مهمة یجب أن نلتفت الیها، لقراءة الاحادیث المتواترة في الفضائل الاصطیفائیة لأمیر المؤمنین أو لأهل بیته« أنت مني بمنزلة هارون من موسی» سنقرأ جل الآیات التي ذکرها القرآن في منزلة هارون من موسی، هذه جل الآیات تدل علی شراکة بین موسی و هارون، وإن کان الشراکة تبعیة، فثنائیة في الرسالة مسؤلیة الرسالة و مأموریة الرسالة، هذا المنطق موجود في سنة الله أن یبعث إثنین بالقیام بالرسالة والمأموریة إما في عرض وإما في طول، نعم نری مثلا في سورة یاسین، سورة یاسین یبین الباري تعالی« ونضرب لهم مثل اصحاب القریة إذ جائها المرسلون، إذ ارسلنا الیهم الاثنین فکذبوهما فعززنا بثالث» إذن هذه لیست یعني سنة شاذة بل هي سنة موجودة في سنن الله عزوجل أن یبعث إثنین أو ثلاثة، الآن هما في عرض بعضهما البعض أو في طول بعضهما البعض لکنه سنة من الله تعالی موجودة أن یبعث إثنین أو أکثر«واضرب لهم مثل اصحاب القریة إذ جائهم المرسلون إذ أرسلنا الیهم الإثنین» لا الواحد« فکذبوهما فعززنا بثالث وقالوا إنا الیکم مرسلون» مواجهة الأمة« قالوا ما أنتم الا بشر مثلنا إن الا تکذبون، قال ربنا یعلم أنا الیکم مرسلون، وما علینا الا البلاغ المبین، قال إنا تطرینابکم» کلهم جمع«لإن لم تنتهوا لأرجمنکم» فمن الواضح إذن أن هذه البعثة مشترکة الان لنقرأ الآیات الکریمة في ثنائیة بعثة موسی و هارون:

هل هذه الثنائیة مرتبطة بالنبوة أو مرتبطة بالمسؤولیة في مأموریة الإلهیة؟ طبعا هذا البحث لماذا؟

هذا البحث یدل علی أن لأمیر المؤمنین موقعیة في الدین غیر موقعیة الوصي، غیر موقعیة خلیفة رسول الله، موقعیة یعبر عنها الوحي بالأخ رسول الله تآخي یعني کأنما مثل نعبر شقیق، شقیق لماذا سمي شقیق شقیق؟ لأنه شق من الاصل یعني شق النورین من النور، أخ رسول الله و أنشق النور الی نورین، هذا الانشقاق یعني الاصل واحد الی شعبتین، أو بتعبیر آخر هذا المقام غیر مقام الوصي و غیر مقام الخلیفة، غیر مقام الإمامة حتی، فالکلام في الأخوة وهذه الأخوة أنا عبد الله و أخ رسول الله، أشهد أنک عبد الله وأخ رسوله، أخ رسوله ما هو معناه؟ غیروصي الرسول و غیر الخلیفة، غیر الإمامة، هذه الأخوة لها معنی، الأخوة یعني کأنما الشیئ بعض الی الاثنین، ثنائیة هذا معناه من اصل واحد هذا هو الأخوة، هذا المقام غیر الإمامة، وغیر المعنی الخلافة والوصي، وإنما معناه الاخوة.

في سورة طه: بالنسبة الی هارون و موسی؛ «واجعل لي وزیرا من أهلي هارون أخي» دققوا الوزیر غیر الوصي، وغیر الخلیفة الوزیر جزء من العب یحمله بالفعل«واجل لي وزیرا من أهلي هارون أخي» الاخوة غیر أخلفني في قومي غیر الخلافة و غیر اصل الاخوة، اصلا من الابتداء المأموریة والمسؤولیة مشنعبة الی شعبتین في عرض بضعهما البعض، أو في طول بعضهما، وسنبین أن القریش و قبائل العرب التي کانت تحارب رسول الله هدفها اثنین، هدفهما محمد و علي معا، في کل الحروب کان الهدف عندهم لا یستعطل هذا الدین الا بإزالة وإبادة الاثنین، هکذا بیانهم، لما قالوا ثنائیة؟ لأن هذه البعثة برمته أتیا بها إثنین، و إن لم یکن علي نبیاً وفي عرض النبي بل تبعي، لکن بالتالي إثنین کما في هارون وموسی« واجل لي وزیرا» لا أن شأن هارون فقط عندما غاب النبي موسی اربعین یوما، لا شأن هارون من الابتداء، هذا سنبین في عجائب مشاطرة و ثنائیة هارون لموسی، حتی في الاعجاز الآیات سنبین الاعجاز« إن هاذان لساحران» یرون المعجزة تصدر من موسی و هارون معا، لیس فقط من موسی، کل شؤون کان یأتیها ثنائیا،« قال من ربکما» یعني کلاکما ثنائیا عندکما دعوی بنحو المشارکة« واجعل لي» اللطیف«وزیرا» هذا في حدیث یوم الدار« من یقوم کذا کذا» هذه الوزارة الآن بدء الدعوة، یتحمل المسؤلیة معي« واجعل لي وزیرا من أهلي هاون اخي أشدد به عضدي» الان، لا بعد رحیلي« واشرکه في أمري» نفس هذا الأمر الوحیاني والملکوتي و المأموریة الملکوتیة تکون معي بنحو المشارکة، مع أن اهل البیت(ع) قالوا إن الوحي ان ینزل علی موسی أولا فیوحيه موسی الی هارون، کیف النبي یوحی الی آخر؟ النبي یکون واسطة الوحي، موسی هو وسطة الوحي لیس فقط الجبرئیل واسطة الوحي، یعني بإمکان النبي ینقل الحقائق لا فقط الأرضیة حتی الجوهریة مما تنزلت علیه یربط ویکنک النبي هارون معه، هذا کیف؟ فالنبي هو رسول وحي وسیط وحي، یوحي الی هارون، لا أنه فقط یخبر کما یخبر عامة الناس لا یوحیه، وتعرفون أن سعة الوحي أعظم من سعة اللسان، شبیه مثلا الحاسوب یلقي الملفات أوسع من الکتب الورقیة مثلا«واشرکه في أمري» إذن هذه الشبکة غیر الوصایة وغیر الخلیفة و غیر کذا، لا في زمن بدء النبي(ص) طبیعة الوحي شبکي، لا أنه بعده، هو تلقائیا الوحي لما ینزل ینزل بنحو الشبکي، البحث مهم وجدید وخطیر ولذیذ.