الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث العقائد

43/11/04

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: توقیفیة العقائد والمعارف

کنا في سلسلة لقراءات هذا العام في حدیث الغدیر، واستعرضنا جملة من القرءات السابقة لحدیث العذیر، ووصلنا الی هذه القراءة التي سبقت، أن تقلد أمیر المؤمنین(ع) للإمامة بالفعل حیث یکون الإمام الناطق و الحجة علی البشر حصل أمیر المؤمنین أثناء حیاة سید الرسول عندما عرج به الی السماء، إذا یعرج بنبي الی البرزخ لابد من أن یکون هناک إمام وصي عنه قائم بالأمر، فکیف إذا عرج به بما هو فوق البرزخ، ومن ثم ورد في روایات المعراج مسائلة الله تعالی بالنبي(ص) من خلفت علی أمتک من بعدک، فقال النبي(ص) خلفت أبن عمي، هذا الاسختلاف أمر من الله في الغدیر الذي وقع في أول البعثة الإسلامیة في مکلة المکرمة في حدیث یوم الدار«وانذرعشیرتک الأقربین» فإذن من مییزات السید الأوصیاء أن إمامته حصلت بالفعل عدة مرات في فترات عروج النبي(ص) ولو أردنا أن نقف علی تعداد الدفات التي یذکرها الروایات بالتفصیل لزادت التعداد علی عشرة أو عشرین مرة بین روایات الفریقین، لیس مرة أو مرتین أو ثلاثة أو أربعة مرات، فضلا عن الروایات التي تبین أن النبي(ص) عرج به مأة و عشرین مرة، فضلا عن الروایة الأخري التي بین الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع) روایات مسندة عدیدة أوردها الکلیني في کتاب الصلاة في بحث أذان و أوردها الصدوق و أوردها في التهذیبین وأوردها البرقي و أوردها کثیر من الاعلام، في تلک الروایات یبین الإمام الصادق أن اعظم أنحاء الوحي للنبي لاینؤ به جبریئل الأمین، یعني لایستطیع حمله ولایستطیع أن یکون ویسطا، وبین الإمام الصادق بشواهد عدید أن جبریل وساطته في الوحي بین البیت المعمور أو لوح المحفوظ والأرض یعني تقریبا من قنوات الوحي الأرضي، وأما الوحي الذي هو فوق السماء و فوقه ذاک الذي یتلقاه النبي في المعراج أو یتلقاه النبي من باطن ذاته، هکذا في بیانات العقلیة الوحانیة عدیدة بینها الإمام، وأن هذا النمط من الوحي أول ما ولد النبي(ص) وولد السید الأوصیاء وولدت فاطمة و ولد الحسن و ولد الحسین الإئمة ولد صاحب العصر والزمان، أول ما یولدون یعرج بهم بدنا الی حي القدس، ویعلم النبي(ص) وکذلک أوصیائه من أهل بیته، وفاطمة وصیة رسول الله کما أن أمیر المؤمنین وصي رسول الله، یعلمون وهم في بطون أمهاتم، یصیر راد بین المعصوم و هو في بطن أمه مع شبکة البشریة في الأرض کلها، ولیس علی الله العزیز.

فالمقصود کما یقول أن أمیر المؤمنین علي بن أبي طالب من أهمات العلوم الدینیة والمعارف الدینیة ویقول أجهل شیئ فیه العلماء وغیر العلماء بطریق أولی، العلماء جهلاء به فکیف غیرهم، اجهل شیئ الأمة و البشر فیه أم المعارف، یقول أمیر المؤمنین أنواع اللامتناهیة بالوحي، في الحقیقة نحن لما نخوض الان قراءات الغدیر نرکز علی محطة مهمة في معرفة النوبة و معرفة الإمامة وهي أن تعریفات التي ذکرت للنبوة السید الأنبیاء والنبوة الأنبیاء عموما بالاخص نبوة السید الأنبیاء التي هي اعظم والإمامة السید الأوصیاء و للأئمة و لفاطمة(س) هذا الذي ذکر من تعریفات في کتب الکلام أو فلاسفة الإمامیة أو عرفاء الإمامیة أو الصوفیة هذه التعریفات بشریة و ضیقة، لا تساوي و لا تقرتب من افق التعریفات التي یبینها القرآن، ومتواتر الروایات، ومن ثم کثیر من اشکالات الحداثویین و الفلسفات الالسونیة و العلمانیین وو، ناشأ من ضیق التعریف الذي للأسف ذکرها المتکلمون، أنا أدري الذي درس العقائد باب حادي عشر شرح التجرید هذه بسائط الدرجات الأولی، کتاب اعتقادات الصدوق لا لأن کتبه الصدوق، بل بلحاظ أن کتاب اعتقادات الصدوق یحتوي علی معادات العقلیة وحیانیة فوق وفوق المتکلمین، لا لأنه الصدوق و لا لأنه علان وفلان هذا شیئ فوق ذهنیة الرواة، هذه منظومة الآیات، منظومة الوحیانیة.

الآن افترض أنا أجد روایة مرسلة في زیارة أحد المعصومین، أو أحد أهل البیت، وشاهد مضامینها مع القرآن واحد، فهذه الروایة تلقیت من زرارة کمرسل أو تلقیت هذه الروایة مضمونها من القرآن، دستوریة هذه الزیارة بسبب الروات عساهم ثقات، ثم ما الذي یسمن ویغني وثاقتهم؟ لأن هذه الأمور وحیانیة وسیما في العقائد نظام عقلي وحیاني ولیس نظام عقلي بشري یعني فوق عقول البشر، هذا یمکن رواة الثقات العدول الجهابذة في العدالة أن یؤمنون وحیانیة الوحي أبدا؟ وإنما بتوسط تشاهد الوحي بعضها البعض، أعرض هذه الروایة سواء کانت هذه الروایة مسندة أو روی ها مرسلة، لا یسمن و لایغني من جوع ارسالها أو اسنادها، کلامي أعرضها علی اصول القران وأصول الاحادیث المتواترة، اعرض هذه الحقائق، فبالتالي کتاب اعتقادات الصدوق، باب حادي عشر یدّرس بس في ظل کتاب اعتقادات الصدوق، ولابد یدّرس شرح التجرید لکن في ظل بصائر الدرجات، بصائر الدرجات فیها صورة واضحة عن النبوة و الأنبیاء، غیر تصویر البشر، عوالم الخلقة وما یدريه العلماء مع احترامنا لهم لکن أنّا أن یحیط الوحي، ما هي عوالم الخلقة و عوالم الاسماء الصاحة الهیة ضروري أن یدرس التجرید کن في ظل بصائر الدرجات، في ظل کتاب التوحید للصدوق، لا أقول لایدّرس حق الیقین لسید الشبر أو للمجلسي أو حق الیقین لفیض الکاشاني لکن في ظل أقرئه کتاب أصول الکافي للکلیني، اصول الکافي لیس للکلیني، لیس للکلیني بهذا المعنی أن مضامین التي فیه ترتبط وتناظم مع الوحي والقرآن، الوحي حالة قطعیة لمحکمات القرآن والسنة، ترید تحدثني نتاج البشر، نعم العلماء یجب الانفتاح علیهم، نعم احتمالاتهم و اقوالهم ضروري الانفتاح علیهم، من استبد برأیه هلک، لکن لا تقول لي اعطف علیهم و اترک مصادر الوحي، هذا سداجة وجهالة محکمات القرآن أترکها، نعم اقرأه استثمر هذا النتاج البشر في ظل عرشیة الوحي محکمات القرآن و محکمات السنة، بل حتی محتملات الوحي، کلمات العلماء تقرأها کمحتملات العملیة، بیانات الروایات المحتملة لیست احتمالات الوحیانیة، انت احتمالات النتاجیة البشریة تکترث بها عن الاحتمالات العرشیة لا تکترث بها أي جهالة هذا؟ هذا جهولة، لا اقول تأخذ الروایات عن العامیة، خذ البرهان إن کان فیها، تحترم البرهان في کلمات البشر ولا تحترم وجود البرهان الوحیاني العقلي الموجود في الروایات، لذا هذا نوع من الجهالة.

فإذن نرجع الی هذا المطلب و هو أن التعریف النبوة إذا الصلاة توقیفیة، وتعریف النبوة لیس توقیفي، تشهد الصلاة توقیفیة وحقیقیة شرعیة وحیانیة تعریف النبوة لیس وحیاني، نعم المتلقي له العقل، تعریف الإمامة لیس وحیانیة؟ نتاج بشري؟ لایعقل، نعم للعقل دور المخاطلب له دور المتعلم لکن لیس دور المؤسس، إذا کان دین الله لایصاب بالعقول في الفروع، ضرورة النبوة في الفروع أ لا یقیمون ضرورة الدین في الفروع، ضرورة الأنبیاء و ضرورة الوحي ضرورة الرسالة وضرورة الهدایة في الفروع لیس هناک ضرورة للسماء في هدایة الاصول؟ اعظم و اعظم، بلاشک هذا أمر واضح، فمن ثم نعم ضروري أن نفتح للعلماء لکن ضروري أکثر أن ننفتح الوحي في محکمات الوحي، بل محتملات الوحي العقل یحتمل، کما یقولون الانسدادیون وغیرهم، محتملات الوحي، والا ما القیمة هل تجد عالم عنده درجة من المسک العقلیة لا ینفتح علی کلمات الإمام؟ لا تجد، یعني العقل ینفتح العلماء خوب تنفتح العلماء و انفتاح الوجود آراء وبراهین رصینة، فکیف بک بمحتملات الوحي، محتملات التي هي من عرش محتمل، وفیها برهان فوق ذهن البشر، العقل ما یذهب الیه؟ هذا لیس عقل، لذلک سد الفلاسفة عن الأنبیاء هذا جهالة تعصب اعمی من الفلاسفة الفیلسوف الذی لاینفتح علی الانبیاء ولا علی الرسول، هذا لیس علم هذا تعصب، إذا کان هو العلم ما حساسیة عنده في الانبیاء و الرسول، لا لیس فقط الانبیاء والرسول حتی المتکلمون وهلم جرا، ریاضات البشر تقول مصدر کبیر، ریاضات المعصومین التي هي اصطیفائیة لیس مصدر، لما تعکف علی ریاضات البشر وکشوفات البشر و عرفاء البشر، لا أقول لا تنفتح علیهم، انفتح علیهم لکن لا تحبس نفسک معهم، إذهب الی ریاضات الأنبیاء وکشوفات الأنبیاء هذا أعظم وهي عمود الخیمة.

أصل هذا البحث یا اخوان حتی قرائة الغدیر، هي تصحیح التعاریف النبوة و الإمامة، حتی حول القرآن وهلم جرا، یعني حقائق الدینیة إذا أردنا أن نتعرف علیها، ضروري ننفتح علی کلمات العلماء من استبد برئه هلک، اعلم العلماء لو انغلق عن بقیة العلماء لکان أجهل الجهلاء، لابد أن ینفتح علی العلماء لابد أن ننفتح علی جهود بقیة العلماء، اعلم الناس من جمع علم الناس الی علمه، اعقل الناس من جمع عقل الناس الی عقله هذا بالنسبة الی الناس فکیف بمن هو إمام الناس الحاکم علی الناس الذي نصبه الله ولیا، طبعا هذا أولی واعظم، کما ینفتح علی العلماء ینفتح، فهذه الحساسیة من الانفتاح علی الروایات بأي سبب، إن کنت تتخیل علی انفتاح الروایات یعني أخذ الروایات بشکل العمیاوي هذا شأن الرواة و لیس شأن الفقهاء والعلماء شأن العلماء والفقهاء یزینون مع ما یأخذ، یعرضه علی محکمات الکتاب ومحکمات العقل ومحکمات السنة، فإن طابق یأخذوه، أو عندک قصور في الفقهاء أو في العلم، هذا بحث آخر.

المقصود في هذه المحطة أن تعریف النبوة، کیف الصلاة حدها أولها التکبیر آخرها التسلیم تحریمها التکبیر، تحلیلها التسلیم، ثلثها الرکوع وثلثها السجود، ثلثها الطهور، الأرکان خمسة إلا من خمس، في الفروع لا مانع، إذن في الأصول وفي التوحید وفي النبوة وفي الإمامة لا نقف، أ ولم یقولوا حتی الفلاسفة جملة منهم، أسماء الله توفیقیة بمعنی أن البشر ما یدرکها، مخلوق أصلا لابد أن یأتي هدایة من الله، علی الله البیان وعلی الانسان الأذعان، هذه النکتة مهمة أن الصحیح في قوالب العقلیة لتعریف النبوة والإمامة هنا التوقیتیة و التوقیفیة والحقائق الوحیانیة أشد مسیسا وحاجة، والمفروض أن نأخذها، ترید تقول لي ما هو تعریف السید الأنبیاء؟ تعریف السید الأنبیاء ما قاله الرحمن« قل إنما أنا بشر مثلکم} فقط؟ لا« قل إنما أنا» أنا جوهر أو افعال النبي؟ قل إنما افعالي أو أنا ذاتي؟ ذاتي لو کان ذاتي یوحی الي، جزء ذاته جوهریا أو عرض؟ واضح جوهر، فجوهر النبي وحي، کمال النبي(ص) هذا یأخذوها من الوحي ولا یأخذوها من کلمات المتکلمین، أو نأخذ ما قاله الوحي في مقام آخر، ما ضل و»ما ینطق عن الهوی إن هو إلا وحي یوحی» هذا تعریف آخر لحقیقة النبي، دع عنک ما یقوله مؤلف فلان دع عنک أقرأ لکن لا تقارنه بالوحي، الوحي شیئ آخر یفسر بعضها البعض، أو عندما یقول الوحي« إنک لعلی خلق عظیم» کل شیئ فیک خلقه عظیم، سیأتیني أحد الاعلام یعرفني تعریف آخر ثم ما ذا، المهم هذا التعریف کما یقول أمیر المؤمنین اعظم التعاریف لحیقیقة السید الانبیاء، هو کلة الوحي وهندسة ایجادا و خلقة لا أنه یصل الیه، هو ذاته اصلا خلقه الله عظیما، کل شیئ فیه خلقة الله عظیم، کل شیئ خلق بمشیئة الله، لذلک یستدل أمیر المؤمنین من هذه الآیة هندسة خلقة النبي وایجاده اعظم من أن یکون في المخلوقات من ثم فوض الله الیه التشریع، التشریع رشحة من رشحات النبي، انظر الاستدلال العقلي الذي یستدل به، هو عین التمام هو النبي هو اصلا تشریع المجسم، التشریع ترشح منه«ولکم في رسول الله» في ذاته وشؤونه«ولکم في رسول الله أسوة حسنة» و «ما آتکم الرسول فخذوه ما نهاکم عنه فنتهوا» أنا لا اقبل الا القرآن عجیب، القران یقول لا تقبل من عندي فقط، هناک شخص آخر«ولکم في رسول اله أسوة حسنة» القرآن یقول أنا هویة لرسول الله، اطیع الله فقط؟ أنت تکفر بالقرآن، القرآن یقول »اطیعوا الله و اطیعوا الرسول» وشعرات الآیات.

فالمقصود أن هذه المحطة یجب الالتفات الیها و هي أن التعریف النبوة یجب أن یأخذ من الوحي کقوالب عقلیة و حیانیة، تعریف الإمامة ایضا هکذا، أنت في الصیام والحج و الطواف، الطواف أین و الحج أین والنبوة أین؟ کیف تقول أن صناعة الفقهیة في خلل الصلاة، الصناعة الفقهیة في خلل الحج، قل الصناعة العقلیة في فهم ومفاد الوحي، لاتحسب نفسک ألست أنت تقول تزعم بأنک حساس علی الفلاسفة، اشتباه الفلاسفة أنهم اغلقوا أنفسهم عن الوحي، إنفتح علی الوحي، أنت لا تنفتح علی الوحي ولا علی العرفاء، ترید تنفتح علی العلمانیین أو علی المادیین؟ لابد أن یکون مصدر معین أو إنتاج داخلي ذاتي؟ ثم ما ذا، لابد أن نلتفت الیه منهجیا مهم.

المقصود أن التوقیفیة في الدین في المعارف أعظم و أعظم، لیس بانتاج العقل تخلص العقل، إذا کان تخلص العقل فالعقل وإن لم یستبد بالفروع أو قوانین الفروع أهون من الأصول، من عوالم لم یطیر فیها، علی کل المحطة هذه سببها وفلسفتها قراءات في الغدیر حقیقة نوع من الغور والغوص اکثر في بیانات الوحي للنبوة وللإمامة معا.