الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث العقائد

43/11/01

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: سلسلة في قراءات الغدیر

باعتبار أن الیوم أول الأیام شهر ذي القعدة الحرام، نستبق البحث حول سلسلة جدیدة في قرآت جدیدة عن غدیر الخم، عملیة قرائة غدیر الخم قرائة قانونیة، تفسیریة، عقائدیة و کلامیة تتطلب المزید من عمق القرائة وغور القرائة باعتبار أن المحور عظیم جدا، وسبحان الله کنا یتم خوض علمي بمستوی و مرتبة یشاهد الانسان أنه لا هناک طیات و مراتب أخری وأخری أکثر فأکثر، ففي البدء أذکر سرد تاریخ القرآئات المختلفة لغدیر الخم، لکي نقارن بین مراتب آلیة القراءات و الی أین کنا وصلنا في السنین أو العوام الماضیة وملجدیدة الذي ربما صار تنبها له هذا العام.

في البدایة طبعا أن غدیر الخم لیس ترشیحا من السماء للبشر و أن الاختیار من البشر، هذه المقولة خاطأ في قرائت الغدیر، الغدیر لم یکن ترشیحا بل تنصیب و جعل و تعیین من الله الله یخلق ما یشاء ویختار، ما کان لمؤمنین ولا مؤمنة الخیرة الی قضاء الله ورسوله أمرا أن یکون لهم خیرة من أمرهم، فالدعوی أن أمرهم شوری بینهم إذا قضاء الله فلیس أمرهم شوری بینهم، هذه الآیة مقدمة علی ذاک المفاد علی فرض أن ذاک المفاد یستفاد منها أمرهم شوری بینهم، ما کان لمؤمن ولامؤمنة سبق هذه النقطة المعترضة دخیلة في البحث وهذه النکتة نفسیة جدا الصور المدنیة الأخیرة نزولا یعني من السنة السادسة أو الخامس في الهجرة، الی سنة العاشرة هذه الصور لو جمعت کباقة واحدة لوجدنا أنها سارخة في ولایة علي وأئمة الاطهار، هذه النکتة تفسیرا مهمة جدا، یعني تعبیر القرآن لیس فیه مواربة فيه الصراحة و المکاشفة، تجمع مثل السورة المائدة مثل سورة الاحزاب مثل سورة النبي محمد(ص) مثل سورة التحریم وسورة البرائة وهي من أواخر السور نزولا مدینا لذلک تتعرض لثلاثة عشر أو خمسة عشر عصابة مناوئیة للنبي ولعلي وأهلبیته لحنها و جوئها تختلف تماما عن السور المکیة و سور المدنیة النازلة في أوائل الجهرة نزولا، فلابأس إذا واحد یجمع سورة التحریم وبقیة السور، وانظروا کیف سورة التحریم فیها مقارعة لمناوئي أهل البیت بالقوة، وسورة البرائة أیضا هکذا، سورة البرائة تکشف عن حوادث الاغتیال لسید الانبیاء لم تنجح ومنهم اطراف الاغتیال من داخل الوسط وغیرها، سورة النبي محمد(ص) تکشف عن من سیتولی ویستولی علی السلطة بعد الرسول و ما ذا سیصنع، فالمقصود سورة التحریم و سورة محمد(ص) وسورة الاحزاب و سورة البرائة وسورة الممتحنة، هذه باقة من السور المدنیة الأخیرة نزولا مفعمة صادعة صارحة في ولایة أمیر المؤمنین و في الطعن في المناویین، هذه الکتة مهمة.

إذن غدیر خم نصب و جعل، ولیس ترشیحا ولیس الأمر اختیاریا للأمة أبدا، النبي(ص) أولی بالمؤمنین من أنفسهم هذا نص في الجعل ولیس اختیار»أولی بالمؤمنین من أنفسهم» فأي اختیار یتعالی علی ولایة النبي(ص) کما هکذا ولایة علي(ع) بعد النبي(ص)، هذا مفروغ منه في معنی حدیث الغدیر، القرائة الأکثر عمقا وغورا التي أشار الیها الإمام الهادي(ع) في زیارة الغدیر وهي : أن جعل ونصب أمیر المؤمنین بعنوان خلیفة لم یکن في غدیر خم في محطات من أوائل منذ فترة رسالة سید الأوصیاء«وإنذر عشیرتک الأقربین» وإستمر یستعرض الإمام الهادي(ع) آیات عدیدة في القرآن الکریم کلها فيها نص لله عزوجل لعلي أمیرا وخلیفة وولي في زیارة الإمام الهادي(ع)، ومن قبل قال الإمام الهادي : قال الله« إنما ولیکم الله ورسوله والذين آمنوا الذین یؤتون الزکاة وهم راکعون» هذا أیضا نص، جعل الله علیا ولیاً وخلیفة و إماماً، فإذن هذه القراءة مهمة أن ما حصل في غدیر خم بشکل واسع لکل المسلمین وبشکل صادق وسارخ وصریح، وإلا النص أبتدء منذ بدایة الاسلام«وإنذر عشیرتک الأقربین» هو کان في بدایة الإسلام الأولی، ومر بناء مرارا في سنین و عوام السابقة أن ملابسات حدیث یوم الدار«وانذر عشیرتک الأقربین» سورة الشعراء ملابساتها و تهدید الله للنبي وتشدید وعي من الله لنبي(ص) نفس الأجواء التي کان في غدیر خم لو تراجعون الأحادیث متواترة في نزول هذه الآیة«وانذر عشیرتک الأقربین» وأن عموما الدولة الإلهیة أعظم الدول الالهية هي دولة سید الأنبیاء وأقربائه في قبال آل أبراهیم(ع) وفي قبال آل یعقوب(ع) في قبال آل موسی(ع) و في قبال آل داوود(ع) وفي قبال آل هارون(ع) و في قبال آل عمران(ع) هذه الآلات بیوتات اصتیفائیة ولیست بیوتات قبلیة بشریة عنصریة«إن الله اصطفی آدم ونوحا وآل ابراهیم و آل عمران علی العالمین ذریة بعضها من بعض» طبعا البخاري أیضا یشیر في قراءة ابن عباس وقرائة آخرین« إن الله اصطفی آدم و نوحا وآل ابراهیم و آل عمران و آل محمد» مع أن عمران إسم لأبي طالب، وآل ابراهیم أیضا إسم لأبي طالب، علی کل کل الطرق یؤدي الیهم(ع) کما أن آل یاسین في سورة الصافات آل یاسین الوحید من البیوتات الأنبیاء التي سلّم الله علیها، سلّم علی بیت واحد مما یدل أن هذا البیت أعظم البیوت في الأنبیاء، أحتج علي بن موسی الرضاء(ع) علی أن الاصطیفاء قرب سید الأنبیاء أعظم من إصطفی آل ابراهیم، وآل عمران، لأن الله سلّم علیه ولم یسلّم علی آل ابراهیم وآل عمران، مع أن آل ابراهیم«فقد آتینا آل ابراهیم کتابا والحکم النبوة و آتیناهم ملکا عظیما» کیف بمن هو أعظم منهم، یعني المسألة واضحة لمن یرید أن یستبصر من القرآن.

إذن هذه القرائة المتقدمة الأولی أن أصل نص وجعل أمیر المؤمنین(ع) لیس من غدیر خم، بل بحسب بیانات القرآن ولایة أمیر المؤمنین کما أن نبوة الأنبیاء قبل أربعین من بعثة الرسالة، سن الأربعین بعث النبي رسولا معلنا، وإلا قبل الأربعین النبي(ص) نبي وأن نبوته في سنین الأربعین هذا خطأ ربما في کلام المتکلمین، بل حتی رسالة النبي لم تکن رسالة المعلنة فاصدع بما تؤمر هذه سن الأربعین، وإلا قبلها أیضا النبي(ص) مأموریات عدیدة من مشارق الأرض ومغاریبها، لکن المعلن و کذا نعم کما أن الأنبیاء نبواتهم المعلنة«ومنهم من قصصنا علیکم و منهم من لم نقصص» في سورة أخری مرت بناء« منهم معلنون و منهم خفییون» إذن جعل ونصب أمیر المؤمنین ولیاً لم یکن في غذیر خم إعلانه بشکل سارع و صادع و صارخ نعم في غدیر خم، وإلا من الأول بل حتی قبل بعثة الرسالة، النبي کان نبیاً وأمیر المؤمنین کان ولیاً، وإنما هذا امتحانات بعد إمتحانات هذه النقطة سبقت قراءة متوترة أکثر عمقا و غورا في غدیر، عدة مراحل.

قراءة أخری : مرت بناء أنا عمدا اقولها علی أساس أن نمییز مراتب قرائة غدیر کنص جدید في هذا العام، أحد العوام السابقة مرت بناء هذا المطلب: أن أمیر المؤمنین من بین أئمة أثناء عشر اختص بشیئ دون إحدی عشر، أختص أن إمامته حصلت بالفعل ورسول الله حي وکان هو قائم بالأمر، رسول الله موجود کیف؟ لما عرج بالنبي(ص) الی السماء الی العرش، فهنا النبي(ص) عندما یرتحل الی البرزخ لابد أن لاتخلو الأرض من حجة، فأمیر المؤمنین في عروجات النبي و معراج النبي(ص) علی أقل تقدیر مرتین، وعلی الصحیح وجدنا أنه لیس إثنین و لا عشرة تفاصیل المعراج مرات ودفعات المعراج من نصوص الفرقین شاهد أنه کثیر و کثیر، في روایة أنه مأة و عشرین مرة، الآن بغض النظر عن هذه الروایات، نحن و مستفیض الروایات نشاهد کثرة کانت في دفعات المعراج، وکل تلک الدفعات للمعراج في بعضها النبي(ص) یستغرق یوم أوأکثر أو نصف یوم مختلف، فمن کان القائم بالأمر وحجة الله بالفعل في الأرض؟ کان هو أمیر المؤمنین(ع) بنصوص الوحي الکثیرة وهذه میزة مهمة أن الإمام أمیر المؤمنین قائم بالأمر وهو المتصدي و کذا وکذا في زمن حیاة سید الأنبیاء، لیس مثل بقیة الأئمة مثلا بعد رسول الله هذه میزة أخری في إمامة أمیر المؤمنین، وإن کان هناک بعد نکتة اخری سنتعرض الیها، هذه قراءة اخری مرت بناء في سنین السابقة.

في قراءة قریبة من هذا الأفق للغدیر وولایة أمیر المؤمنین أصلا کلمة البعدیة في إمامة أمیر المؤمنین وحتی في إمامة الحسنین وولایة فاطمة(س) بعد هنا بمعنی الرتبة ولیس البعد بعدیة الزمانیة، رأس البعدیة بعدیة الرتبیة ومزامنة لولایة النبي، بدلیل مر بناء أن رسول الله(ص) أخذ الحیطة في تنصیب فاطمة ولیة ووزیرة في حکومته، خشیة من فتنة المنافقین، فألزمه الله في ثلاثة سور بسرعة وتعجیل وفوریة تولیة فاطمة الحقیبة الوزاریة في دولة الالهیة«فآتي ذوي القربی حقه» في سورة الحشد أتت عزما من الله بلا مهلة، حقیبة المالیة بید فاطمة في دولة الرسول، أن تفعیل ولایة فاطمة والحال في فاطمة حال أمیر المؤمنین، فالبعدیة خطأ نقر الغدیر یعني بعد رسول الله یعني بعد زماني، بعد رتبي وبعدیة زمانیة.

بدلیل أن رسول الله في الایام الأولی من الإسلام خاطب اباطالب وخاطب حمزة هؤلاء المصطفون خاطب جعفر الطیار، خاطب عبیدة بن حارثة أول شهید من بني عبد مطلب في البدر کل هؤلاء مصطفون من النصوص، خاطبهم بلزوم طاعت بالفعل لعلي ابن ابي طالب، فاسمعوا له و اطیعوا حتی قام ابو لهب بل قال استهزاء اصغر بني هاشم سنا یسمع له و یطاع ویخاطب سید بني هاشم وقریش وکذا وابي طالب، وهذا یدل علی قیمة اصطیفاء ابي طالب، لیس الإیمان و مؤمنین بل إصطیفاء إمتحان عظیم لابي طالب أمام امثال ابي لهب و حمزة وکذا، التفت أنت تؤمر بأن تتطیع أصغر سنا هذا إیمان أو اصطیفاء، لو لم یکن ابي طالب صفي من اصطفاه الله کیف یتحمل هذا الامتحان، ولا یقل من فدائیته للنبي قدر أبرء، لا یتزعزع موقفه ولائه للبني ولعلي، تتصور أنت اب وسید القریش و مکانتک کذا تخاطب أن في بیتک و في کل شؤونک تطیع علي بن ابي طالب و سنه إحدی عشرسنة، ویعلن هذا في الملأ بعد ذلک، لأن روایات حدیث یوم الدار أنتشرت في کل قریش، ألیس هذا الرجل أصطیفاه الله، ولم یفنیه ذلک عن شدة تضحیته وفدائه للنبي ولأمیر المؤمنین، هذا لا یسمونه إیمان هذا اصطیفاء، اصطفاه الله«ستجدوني إن شاء الله من الصابرین»هنا لیس صابر أبو طالب وإنما قیمة إندفاع صابر یعني ثابت جرحه بمرارة وأما الاندفاع هذا فوق الصبر هو رضاء، فإذن هذه قرائة أخری للغدیر، أن البعدیة لأمیر المؤمنین و فاطمة والحسن و الحسین بعدیة بمعنی رتبة ولیس بعدیة زمانیة ومن الخطأ أن نفسر البعد بمعنی الزمان.

نقطة أخری تتمة لتوضیح هذا المطلب : من هذا المطلب أن البعدیة في الولایة والإمامة لأهل البیت وأمیر المؤمنین بعد النبي بعدیة رتبیة یتمیز أن ولایة دولة سید الأنبیاء مراتب الولایة فیها العبدیات فیها هي دولة واحدة، سواء ولدوا أو هم في عالم الذر أو الاسرار دولتهم دولةواحدة ذات مراتب، وولایة الأربعة عشر مفعلة قبل الولادة حتی، شبیه خطاب الإمام الصادق(ع) في کمال الدین للصدوق: یخاطب صاحب العصر والزمان سیدي، یخاطب جعفر بن محمد الصادق المهدي(حج) ولم یولد حي شاعر في عالم النور کما عندنا روایات مستفیضة أن النبي سلّم في معراجعه علی اشباح النور بأرواح علي وفاطمة والحسن والحسین الی صاحب العصر والزمان، مما سلّم علیهم النبي وخاطبهم في المعراج شبح صاحب العصر والزمان حجة ابن الحسن، فهؤلاء خلق الله الارواح قبل الاجسام بألفین عام، نظریتنا لیس نظریة الفلاسفة و المتکلمین، نظریة الوحي و نظریة الوحي أن الأرواح مخلوقة قبل الاجسام.

فدولتهم دولة السید الأنبیاء و آله هذه الدولة في الحقیقة من الأول هي ذات مراتب البعدیة بمعنی الرتبة ولیس البعدیة بمعنی الزمانیة لذلک الإمام الصادق أو حتی الکاظم أو السجاد أو الباقر هناک روایات خطاب وحتی في حسن العسکري یخاطب ابنه أنت السید أهل بیتک، یخاطبه بالسید، لأن مراتبهم یعني بعد خمسة من اصحاب الکساء یأتي رتبة حجة ابن الحسن العسکري في قول النبي في غدیر الخم« التسعة من ولدي الحسین تاسعهم هو أفضلهم» افضل التسعة« هو باطنهم هو ظاهرهم هو قائهم» فهذه البعدیة بعدیة رتبیة ولیست بعدیة زمانیة.