الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث العقائد

43/08/24

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: الدور الأمني في اعداد الظهور (15)

 

في هذا المبحث وهو دور الأمن الشامل، ليس فقط المخابرات، هذا وأوسع، دور الأمن في إعداد الظهور، كونوا، في الآية الكريمة، كونوا مع الصادقين، بالتالي في مؤازرتهم، واجعلني من اعوانه وانصاره وأشياعه، في غيبته لا بعد الظهور، في الغيبة تكون انت من أنصار صاحب العصر والزمان، فكون نصرتي لكم معدة من الادبيات المتواترة، إعداد هنا الآن تعد، وورد مستفيضا ايضًا، كل الأئمة بينوا هذا الشيء عندما يُسألون لم لا تنهضون لإقامة حكم الله، والدولة، يقولون لهم، لو أني لي منكم أربعون وفي رواية ع!رون وفي رواية 17 وفي رواية 4 مخلصين، لقمت وبتعبير الخواجة نصير الدين الطوسي، وهو ليس طالب صغير بل عالم زعيم، يقول وغيبته منا، بسببنا، ولا شك أن الغيبة من الممانعة لإقامة وظائفه ولابد ان نزيل هذا المانع، وبالتالي هذا من البديهيات لا حاجة للقلقة في ذلك، فالأعداد من الوظائف الهامة الملقاة على عاتق المؤمنين، الرواية اللاحقة، رواية صحيحة السند، الى يونس بن عبدالرحمن عن ابي الحسن الأصبهاني، وهو ان لم يكون قد وثق، الا ان الرواية صحيحة الى يونس، ويونس من فقهاء الأمامية،

عن أبي الحسن الأصفهاني، عن أبي عبد الله (عليه السلام:) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): قولوا الخير تعرفوا به، واعملوا الخير تكونوا من أهله، وأعظم الخير إقامة حكم الله في الارض والتهيئة لولي الله، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ، الوظائف في القران الكريم باب القضاء باب العدل هل المخاطب بها الحكام وهم الأئمة أم المخاطب بها عموم المؤمنين، هناك جدل فقهي بين الأَعلام، الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا الصحيح أن المخاطب فيها كلا القسمين، أما بالنسبة للحكام وهم الأئمة أصلي لهم من بعد القيادة والإدارة وأما أن هذا الخطاب لعموم الأمة باعتبار أن عموم الأمة لديها وظيفة تجاه الحكام وهي ان تؤازر الحكام في إقامة حكم الله في الارض، كما يُقال كما تكونون يُولى عليكم، واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة، بالتالي كل الخطابات السلطوية، صحيح المخاطب بها الحكام ومن ثم بتبعهم وكلائهم ونوابهم الخاصين لكن هذا لا ينافي ان الأمة مخاطبة، كونوا قوامين بالقسط شهداء لله، وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ هذا ليس مرادا ميزان المعاملات المالية فقط بل كل المجالات، خطاب عام، وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ، هذه الآية الكريمة وهي نصرة المستضعفين في الآرض تنطبق على الجهاد الابتدائي جهاد الدعوة، السيد الخوئي ممن يرى أن الجهاد الابتدائي وظيفة كبرى لا تسقط في الغيبة الكبرى ولو هذا خلاف مشهور علماء الأمامية هذا مبناه في منهاج الصالحين، يفتي فتوى جازمة هو ان من وظيفة المسلمين توسعة دار المسلمين في عصر الغيبة، تشكيل نظام عالمي، كيف في زمن الغيبة لسنا مكلفين بشيء، ان لم يكن جهادا ابتدائيا فلا أقل في دار الاسلام! وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ؛ وظيفة الامة نصرة الحكام ووظيفة الحاكم نصرة الامة فالوظائف العامة هي وظائف ملقاة على طرفين أو أطراف، طرف هم الحكام وطرف منهم هم الامة ان تكون مناصرة راجعوا كلام الشيخ المفيد في المقنعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كلام الشيخ المرتضى، كلام الشيخ الطوسي، كلام ابن براج، ابن إدريس، ابن زهرة الى المحقق الحلي الى الشهيدان واكلهم عندهم هذه العبارة يجب على المؤمنين في الغيبة الكبرى مناصرة الفقهاء في إقامة حكم الله في القضاء او غيره مطلق لم يقيد بالقضاء فقط، اذا صارت الدار دار إسلام، كيف لا تكون معونة لخاتم الأوصياء، هذه بديهية عند الاعلام، كل من موقعه وبحسبه هذا البحث في النظام السياسي، وهذا البحث اقحم في التقية ولا تكونوا عجلا مرائين مذاييع، إذن أكما مر بنا مرارا، ان الهدف من التقية هو الحفاظ على بيضة الدين ومشروع السماء ومشروع اهل البيت، هذا الهدف الأعظم من التقية، اعظم وظائف التقية هو تأمين إنجاح دولة صاحب العصر والزمان، وهو أوسع من إقامة دولة، يا أيها القائمون على الحكم السياسي، أنتم مدعوون لإقامة حضارة إيمانية، مجتمع إيماني يبقى لقرون واجيال، كيف تقوقعون في مقطع سياسي وكذا، علو الهمة أين هي؟ ولا يعيش الانسان لزمنه او لدائرته الشخصنية الضيقة، المشروع العظيم الذي سألت لأجله دماء الأنبياء والأوصياء، قيمة الانسان تعظم حينئذٍ يعيش المنصب المؤقت، ثم ماذا؟ فلاحظ إذن التقية والمشروع الأمني، في الحقيقة ماذا، مشروع السماء، لا ان الهدف منها تأمين البعد الفردي للمؤمن، ولا تكونوا مذاييع، وكأن من فصول التقية، التخطيط لنفس طويل، التخطيط لسعة صدر، برفق وليونة وبعد نظر، كثير في روايات التقية الأمنية ذُم فيها، هلك المحاضير، يعني المستعجل لا تكونوا عجلا، كثير ممن لم يفهم سيرة الأئمة يقول لم لم يأخذ، الاعتراضات مثلاً على التصرفات الحكومية لأمير المؤمنين، بناءهم أنه يريد ان يقيم حكومة سياسية مؤقتة، بل يريد أن يقيم مشروع الحضارة وهي دولة الحضارة، النزوية، التي هي نفعية في مصالح ضيقة ولا تكونوا عجلا مرائين، مذاييع، اذا كان الشخص همه المشروع الإلهي، مشروعه جبار الانسان بخلاف ما لو كان همه ذاته، تدبيره ضعيف، أين الذات الإلهية من الذات الفردية، فالإخلاص استراتيجية كبرى بينما المصلحة الشخصية تدبير متقوقع، ضيق ضئيل وفرق بين المسارين، ولا تكونوا عجلا مرائين مذاييع، سبحان الله كأنه يوجد تلازم بين مشروع الانسان الذي يدور حول ذاته تلقائيا سيكون غير كانن امنيا بخلاف ما لو كان مشروع مترامي تلقائيا لا يهمه الدعاية الانتخابية او التطبيل الإعلامي، مشروعه يتجاوز الذات الشخصية لنفسه فكيف يكون من المرائين.

 

فان خياركم الذين إذا نظر إليها ذكر الله ولم تذكر الشهوات، وشراراكم المشاؤون بالنميمة، فلاحظ اذن دوما أن تكون في تخطيطك المشروع العام وليس الذات، المنصب وكذا وفرق بينهما كبير، يربط بين البعد الفردي، كما التخلص من الرذائل الفرية ومشروع السماء، فما الذي يهتم بالوظائف العامة الدينية، هو الذي يتجاوز انانية ذاته، والذي يتقوقع هو الذي يبتلى برذائل ذاته، ليله نهاره ذائب في المشروع العام، وهو الدين، وشرار عباد الله المشاؤون بالنميمة ، والمفرقون بين الأحبة، المبتغون البرآء.

 

التبري داخل صفوف المؤمنين، هذه ليس هدفها بناء جسد المؤمنين، هدفها المصالح الذاتية، مثل رب الأسرة للبيت يظهر معايب أولاده؟ لا، يحاول يصلح لا أنه يكشفها، هذا تضعيف للصالح العام، هذا باب مهم نظام التعامل الأمني والمعلوماتي بين المؤمنين، لو وجدنا نميمة وكذا، عرفنا أن المصالح ذاتية، اما اذا رأينا الغرض هو إصلاح اللحمة إصلاح دون تفرقة نعلم أن إصلاحنا خلوص ومصداقية في المشروع العام، سبحان الله هنا تلازم بين الفعالية والنشاط السياسي للمشروع العام والمحاسن الأخلاقية الفردية ربط الرذائل الأخلاقية بسوء المشروع السياسي الذي يصب فيه الانسان، وربط الفضائل الفردية بإسهامها في المشروع الصائب السديد السياسي ورأينا كبار كيف يتغافلون عن شؤونهم الخاصة التي قلما، مثل مراجع، مرجع يتنازل عن مرجعيته لأجل مشروع أهل البيت سبحان الله.