الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث العقائد

43/08/13

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: الدور الأمني في اعداد الظهور (7)

 

التقية منظومة أمنية لحفظ الدين

اسعد الله أيامكم بميلاد علي بن الحسين الأكبر صلوات الله عليه، وكنا في هذا البحث، دور الأمن في إعداد الظهور وبمناسبة هذا البحث كما مر بنا، ان التخلف في هذا البحث يسبب تأخير الظهور ورفرفة راية اهل البيت عليهم السلام. وسنرى في غايات التقية انها لحفظ الدين، ونصر المشروع الديني وليست شرعت لحفظ المؤمن فقط او المكلف فقط بل في الأصل هي لحفظ أئمة الدين، أئمة الدين يمثلون المشروع الديني العظيم الذي يتجاوز أفق الدولة الموقتة السياسية هو في الحقيقة كما عبر في جملة من روايات الأئمة عليهم السلام، الامام نظام الدين

 

وأمامتنا نظام الملة وبالتالي التقية في الاساس منظومة أمنية، وليست قاعدة واحدة هي باب يشتمل على فصول كثيرة ويجب تلافي هذا التبويب الفقهي المعهود من عدم جعل وفرز باب مستقل للأبواب الفقهية وعسى الله يوفق لتدوين هذا الباب، حسب ألسن الأدلة ومعطيات موضوعات الأدلة، بلغة عصرية او بإطار عصري، لأنه موضوع بعد متحرك متغير في الأدلة الشرعية، المحمول ثابت اما الموضوع فله مصاديق متنوعة متغيرة بحسب كل زمان فيجب الالتفات اليه، ويدون هذا الباب لآداء هذه الوظيفة الكبرى، التقية تسعة أعشار الدين، في بعض الروايات هكذا ورد، هذه الوظيفة لا يفرز لها باب مستقل؟ بل تحقيقًا الجهاد ليس بخطورة التقية بقدر ما للتقية من إطلاق وشمولية زمانية وهي بالأساس ذروتها لحفظ المشروع الديني وإيصاله الى غايته المطلوبة والظهور هو عبارة اخرى عن هذا المطلب، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وابواب فقه الدولة

 

نقطة اخرى، صاحب الوسائل رحمة الله عليه، ادرج باب التقية من باب الامرَ بالمعروف والنهي عن المنكر وان كان هو باب مستقل في الحقيقة هذا الإدراج من صاحب الوسائل، اجتهاد من عنده، ل بأس لكل اجتهاد احترام، لكن الامرَ بالمعروف والنهي عن المنكر واضح انه باب ليس للفقه الفردي لان يشمل باب الفقه السياسي والاجتماعي نفس الفقهاء من الشيخ المفيد الى السيد المرتضى، الطوسي في كتبه ابن براج ابن جمزة الى المحقق الحلي الى الجواهر ادرجوا قيام الفقيه بإقاقة القضاء او النظام السياسي ادرجوه أين؟ أين بحثه المفيد؟ في نهاية باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهكذا كل الاعلام جرًا بحثوا هذا المبحث، ومن ضمن اساس بحث القضاء بحسب كلام العلماء ادى صاحب الجواهر، تعرض له الفقهاء لا في القضاء وإنما في باب الامرَ بالمعروف والنهي عن المنكر، اريد هذا المطلب يصير التركيز عليه...

 

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أبواب فقهية متعددة

هم رأووا ان المعروف يشمل حتى المعروف السياسي، المعروف الاجتماعي، والمعروف الحضاري، لاحظ كيف جعلوا اجنحة الامرَ بالمعروف والنهي عن المنكر أفاق واسعة، وسعوا المنكر الى جهاد الأعداء وجهاد داعش، جعلوا من هذا البحث خيمة تظل بظلالها على باب الجهاد، فهذا البحث في ذهن وارتكاز العلماء فقه سياسي اجتماعي اسري وأكثر من هذا فقه نظام الدين، الذي يتجاوز الدول السياسية المؤقتة وما شابه ذلك، لذا عندنا في رواية عن امري المؤمنين، يعظم فيها امير المؤمنين عليه السلام اكثر من الجهاد، فريضة عظيمة بها تقام الفرائض. أحد ادلة القضاء في الغيبة الكبرى، يكون نفس الأدلة العامة لباب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، المعرفة السياسي المعروف الدولي، المعروف الدلي يعني المستضعفين في الارض كما ورد في سورة النساء ﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا ﴾

 

أبواب التقية والفقه السياسي عند صاحب الوسائل

لم قدمت هذه المقدمة، كي ابين ان صاحب الوسائل عندما يدرج باب التقية ضمن باب الامرَ بالمعروف والنهي عن المنكر، هذا الباب واسع جدًا، به يقام النظام السياسي النظام الاجتماعي النظام الأسري، فما ارتكبه صاحب الوسائل ليس بعيدا عن الصناعة، مر بنا مرارا ان تبويب الحديث عمل اجتهادي استنباطي وليس عمل اخباريين، لأنه فيه تدقيق وتحليل في المعنى والاستنتاج، فإدراج صاحب الوسائل وسبق ان مر بنا ان صاحب الوسائل يبدا من باب 24 الى باب36 وقد جمع فيها ما يقرب من 150 رواية، منظومة قواعد، سيما انه أورد بيها عناوين مختلفة تقية إذاعة مكر، باب فقهي وليس قاعدة، فيه قواعد، لكن للأسف على صعيد التدوين لم يتفق هذا الباب، وضروري تفتيقه، هذا صاحب الوسائل، البحار، صاحب البحار رحمة الله عليه وفاقا للكليني الذي أورد أبواب التقية في اصول الكافي لا فروع الكافي، لماذا؟

 

ولاية فاطمة في الأموال

شبيه ان الخمس والأنفال صاحب الوسائل لم يوردها في الفروع جعلهما في الاصول لان اصل تشريع الأنفال والخمس حكم عقائدي مرتبط بمقام لأهل البيت، ان لهم ولاية الأموال العامة، وهذا الذي كانت تطالب به فاطمة في فدك لا انها تطالب كانت بارض او مساحة من الارض وكيف النبي يجعل مخزون الأكبر يجعله بيد ابنته هل النبي قيصر من القياصر حاشاه عن ذلك لكنه بأمر من الله هذا مقام عقائدي من ثم ادرجه الكليني في اصول الكافي، وان كان تفاصيله من الفروع.

 

باب التقية من الأصول عند الكليني والمجلسي

كذلك هنا الكليني لماذا ادرج بحث التقية في مجلدي اصول الكافي، لماذا؟ يدل على ان الكليني يرى ان الواجب الشرعي الموجود في التقية كمنظومة أمنية تتجاوز الواجب في الفروع، هو واجب مرتبط بأصل الحفاظ على الدين، وهذه قضية عقائدية، صاحب البحار، لم يصنع كما صنع صاحب الوسائل وإنما صنع كما صنع الكليني، أدرج التقية في كتاب العشرة، وكتاب العشرة لم يجعله الكليني في فروع الكافي، جعله في اصول الكافي، صاحب الوسائل أدرج كتاب العشرة أدرجه في كتاب الحج، لماذا الكليني جعل كتاب العشرة في اصول الكافي، ولماذا المجلسي جعل باب التقية في باب العشرة وباب العشرة منحاز في البحار عن الدورة الفقهية في الفروع في البحار التي تبدأ من مجلد 80 الى 100، لماذا جعلها من ضمن العقائد، سببها أن التعايش بين الملل والأديان، هو بحث عقائدي، هناك يقصدون بالعشرة ليس بين المؤمنين فقط وإنما كيف التعايش بين الأديان المختلفة، والتقية هي هكذا، نظام امني للتعامل مع الطرف الاخر، المقصود وضحت هذه الفهرسة وهي بحث اجتهادي، وأنا ذكرت 150 قد لا يكون هذا العدد دقيق، ربما اكثر، المجلسي في البحار في كتاب العشرة المجلد لعله 76-77 ادرج في الباب 87 في هذا الباب قريب من 110 رواية في التقية، صاحب الوسائل بوبها الى 13 باب، المجلسي حشرها، باب آخر المجلسي ذكره في أبواب العشرة، الباب رقم 45، والباب 87، عنوانه بعنوان حرمة الإذاعة ووجوب الكتمان، وهي من عناوين التقية، الان نحاول ان نقرا جملة من روايات الباب، اول روايات احب اقرأها روايات حرمة الإذاعة، يعني إفشاء السر، وهي المعلومة التي يجب ان تكون مخفية انت تجعلها معلنة تصل الى متناول العدو، البعض يظن ان روايات حرمة الإذاعة وإفشاء السر مختصة بعلوم واحكام اهل البيت، السر والإذاعة كل ما هو مرتبط بوجود مسيرة ومنهاج اهل البيت ولو على الصعيد السياسي يأتي ويبحث معلومات وكذا، وربما الجامعات الغربية تشجعه ان يبحث في شرائح المؤمنين وكيف انهم كذا، ولا يدري انه يقدم معلومات خطرة الى الاخر، كثير من الباحثين في الداخل هكذا، فالمقصود هذا المطلب، ان المعلومة ينبغي ان تصير مخفية، انت تقوم بافشائها فتصل الى العدو ويستفيد من نقاط الضعف، او الثغور التي من الممكن من خلالها يدخل العدو، وليس خصوص ما يتبناه اهل البيت في المعتقد الفلاني او في باب تفسير الاية الفلاني ليس محصورا بهذا، البحث اعم وأكثر شمولية، كل ما يوجب إضعاف بية الإيمان ومشروع اهل البيت عليهم السلام، كل هذا يندرج في إذاعة سر إهل البيت، التخلف الأمني عند المؤمنين في نصرة سيد الشهداء

 

في خطب الامام الحسين، العلة الأصلية لإخفاق المؤمنين في نصرة الحسين ومشروع اهل البيت، هو تخلف اهل الكوفة عن عدوهم في العقلية الأمنية لا قضية الغدر والخذلان، لا أقول غير موجود لكن السبب الاساس في بيانات اهل البيت هو هذا، تخلف المؤمنين وسذاجتهم امام عدوهم، العدو كان مرشحا للسقوط الا ان الدعاء الأمني للعدو وسذاجة المؤمنين هو الذي جعل المشروع الحسيني ان يخفق، وكان بإمكان الحسين ان يتلافاه ولكن لا كبر ولا تفويض ولكن امر بين امرين، على كل وصلى الله على محمد واله الطاهرين.