الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث العقائد

43/08/06

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: الدور الأمني في اعداد الظهور (4)

أهمية باب الأمن على الجهاد

 

كان الكلام في اهمية الدور الأمني في ظهور صاحب الامر عجل الله تعالى فرجه الشريف، ومو بنا ان هذا البحث مرتبط بباب معطل عند المؤمنين وعند المنظرين للفقه من العلماء الاعلام وهو باب الامن، ويطلق عليه التقية، الامن بمعنى عام في كل المجالات ومر بنا ان باب التقية، ليست التقية قاعدة بل هي باب فيها قواعد، وهذا الباب أهم بمراتب كثيرة من الجهاد، بنوعيه سواء الدفاعي أو جهاد الدعوة الدفاعي لماذا؟ لعدة امور كثيرة، منها ان الجهاد سواء دفاعي او ابتدائي لا يمكن انجازه من دون الامن، تكوينا عقلًا ما شئت فعبّر، وأن اكثر الحرب حرب نفسية مما تكون... الحرب انواع كثير من أنواعها مرتبطة بالأمن ليست مرتبطة بالجهاز العسكري، الحرب الامنية الحرب الإعلامية هذه كلها مرتبطة بباب الأمن او باب التقية، وليس مرتبطة بباب الجهاد، هذا وجه لضرورة عقد وتدوين باب مستقل للتقية او المنظومة الامنية في قبال الجهاد، شبيه ما نسمعه عن بعض الاعلام المتأخرين يجعل باب الدفاع الجهاد الدفاعي مستقلًا عن جهاد الدعوة او الجهاد الابتدائي، وان كان هناك احكام مشتركة بين النوعين من الجهاد العسكري، هناك باب الجهاد الأمني باب ثالث، اعظم وأولى، هذا وجه لزيادة اهمية باب الامن على باب الجهاد، جه اخر ان التقية والأمن غير موقوتة بوقت، ولا موقوتة بمكان، في الحج عندنا المواقيت، توقيت مكاني وقته النبي صلى الله عليه واله وسلم للإحرام، توقيت مكاني او توفيت زماني، الجهاد مؤقت زمانًا ومكانًا، سواء جهاد دفاعي او ابتدائي.

 

التقية الامنية غير موقوتة بوقت ولا مكان

 

اما التقية فليست موقتة بوقت، فما ليس بموقت كيف لا يكون اهم مما هو موقت، الصلاة موقتة، التقية لا موقتة، لا زمان ولا مكان، كلامنا في التقية ليس في الفقه الفردي، إنما الفقه الاجتماعي السياسي هذه ليست موقتة بوقت، هو عادة كل ما يرتبط بالولاية وسياسة الدولة الإلهية عادةً لا يكون موقتًا بوقت، الحج الصيام شهر رمضان، الحج هكذا الزكاة هكذا، الأمن ليس موقتا بزمان ولا مكان، كل ما يرتبط بالولاية او الإمامة والحاكمية تراه مطلقًا، قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا الا المودة، مرتبطة بالحاكمية، مثل ايضا،

 

الإعداد في القوة فصل لا متناهي من فصول الأمن

 

وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ ما الغرض من هذا الإعداد اللامتناهي؟ الغرض هو التقية، ترهبون، يعني تردعون، فلسفته الردع، الردع يعني ماذا؟ الأمن. فلاحظ هذه طبعا سنعقد بحث أن الامن في لسان الوحي له عشرات العناوين ليس فقط عنوان امن او عنوان تقية، مثل هذا التعبير ترهبون به عدو الله وعدوكم، ترهبون يعني تردعون، اصلاً نفس قواعد الردع ومنظومة الردع هذا بحث امني، مثل عنوان إذاعة، أذاعوا به، الامن او خلاف الامن، هذا نفس البحث، الإرجاف، المرجفون، يعني الحرب الالعلامية التي تزلزل المجتمع، عناوين عديدة في القران، البصائر، نافذ البصيرة، هذا من العناوين الامنية، مثلا عنوان اليقظة الحذر يعني جيد لو الإخوان يعملون قائمة، عناوين كثيرة مرتبطة بالأمن سواء المنهي عنها او المأمور بها. فآليات او قل وظائف الامن في الشريعة او الوحي الى ما شاء الله كلها داخلة في باب الامن.فما بحثه العلماء في باب التقية جدا جدا ناقص، جدا جدا مخل، لأنه صار ينظر الى التقية باعتبارها قاعدة فقه فردي، ولك يُنظر الى التقية كفقه نظام سياسي او ديني او اجتماعي، فضلا عن ان ينظر الى التقية كباب فقهي، هذا الباب فيه قواعد كثيرة جدا.

 

وبالتالي الروايات التي تقول ان الظهور مرهون بحسب الاداء الأمني، اصلا انت تلاحظ سبب اخفاق المؤمنين في عدم نهضة مسلم بن عقيل هو عدم الوعي الإعلامي، العدو كان اكثر دهاءً، احد عناوين الامن هي البصيرة والبصائر، انت تلاحظ ان مالك الاشتر قال اني على بعد سبع خطوات من معاوية.

 

البصيرة واليقظة درجات للوعي الأمني

 

عمرو بن العاص اختطف بصيرة الخوارج في خلال دقائق، بدل هزيمة الأمويين الى نجاة، يعني انت تجعل المعسكر الاخر من مناوئ لك، الى ان تجمده ان لم تجنده لك بواسطة الخداع، خطاب مخادع الطرف الاخر يبرد، ما الفرق بين نافذ البصيرة والبصيرة؟ ما يدل على ان البصيرة درجات، فيها درجات، في الروايات انه فات وامتحانات اخر الزمان تجعل البصير حيران، لماذا؟ لإن درجة بصيرته ليست ثاقبة جدًا، اذن حتى البصيرة درجات، وبالتالي اليقظة درجات وليست درجة واحدة، الكياسة درجات، كيّس ويوجد أكيس، فطن، لا يُخدع، لكن تأتي خدعة قوية تخدعه، الفطنة درجات، في الروايات ان الظهور مرهون بارتفاع مستوى المؤمنين في باب الأمن وباب التقية ولابد ان يتفوقون على عدوهم في هذا في كل المجالات في الأمن لا في مجال واحد، هي تخصصات هي أصعدة هي أبواب هي نوافذ متعددة، وليكن بالتالي مجموع تكتل المؤمنين اذا فاقوا عدوهم سيكتب لهم النصر والا فلا، فكيف لا يعقد لهذا باب وتدوين مستقل، حتى لحن الأدلة فيها، لا دين لمن لا تقية له، لا ايمان لمن لا تقية له، او يلازم سيد الأنبياء صلى الله عليه واله وسلم، المؤمن كيس فطن حذر، لماذا ربط اصل الدين بباب الأمن، الأمن ما صار هنا قاعدة، هذا صار باب الأبواب، وكيف يسوغ لنا ان نغفل عنه الان بحسب يقظة العقل البشري، الفراسة مثلًا احد العناوين.

 

المكر بالعدو من فصول التقية الأمنية

 

المكر والكيد باب عظيم في القران، من أخلاق الله انه يمكر، يخدعون الله ويخادعهم، باب المكر، خلق الهي ويجب ان نستند نحن بخلق الله، عدة وظائف يذكرها الله بخصوص مكر العدو، لا ان التقية ان الي نفسي ان يضرني الطرف الآخر، بيضة الدين أولى ان توقى من ان تُستأصل وهو الذي نسميه الحرب الناعمة، الحرب الباردة، الحرب الإعلامية الحرب النفسية، كلها تدخل في باب الأمن والتقية، فانظر كم فصل فيها يجب ان يجدول البحث، من باب المثال، احد الوظائف الملقاة على المؤمنين، وعند الله مكرهم، ماذا يعني وعند الله مكرهم، يعني انه من الوظائف الجنينية انك تطلع على تمام المخططات الخفية عند العدو، أين قمنا بهذه الوظيفة؟ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ... وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ، امير المؤمنين يقول: إن أخا الحرب اليقظان،

 

خطبة الصديقة (ع) واليقظة وظيفة هامة

 

الصديقة في خطبتها تذم وأنتم في رفاهية من العيش، وادعون فاكهون آمنون، لستم على خط المواجهة، بينما النبي والوصي في فوهة المرابطة، الآن أين اليقظة كوظيفة عامة عند المؤمنين، هذه من الوظائف من الفصول،

 

وأنتم في رفاهية من العيش، وادعون فاكهون آمنون، لستم على خط المواجهة، بينما النبي والوصي في فوهة المرابطة، الآن أين اليقظة كوظيفة عامة عند المؤمنين، هذه من الوظائف من الفصول.

 

لابد من إعداد دولة عظمى تمهيدا للظهور

 

هذه أين موجودة وكيف ندعي اننا مستعدون للظهور، سيما ان المشروع مشروع صاحب العصر والزمان مشروع دولي ليس إقليمي، مشروع ثقيل جدًا، سيناهض كل القوى، أين الأرضية التي نحن نعدها، بدون ان نكون دولة عظمى، المقصود اذن ان البحث طويل الذيل.