الموضوع: الدور الأمني في اعداد الظهور (3)

الوعي الأمني واخفاق المؤمنين في نصرة سيد الشهداء(ع)

كنا في هذا البحث، أنه في الروايات الظهور توقيته مرهون بمستوى الوعي الأمني لدى المؤمنين، فإن حصل تقدم في الوعي الامني لدى المؤمنين على الأعداء يُكتب الظهور لا محالة، ولعل أحد اكبر أسباب اخفاق المؤمنين في نصرة سيد الشهداء صلوات الله عليه وصراحة لا ادعي الاستقصاء ولكن لم اقف كثيرا من جيل الخطباء ومن كتب على الثورة الحسينية في التركيز على هذا الجانب، حتى في خطب سيد الشهداء، فيها إشارة واضحة إلى أنّ سبب عدم نجاح - بحسب الصورة الظاهرة- في واقعة عاشوراء، يعني كم جهة الدولة المهدوية الذي كان مقررا ان يقوم به سيد الشهداء هو اخفاق المؤمنين من الناحية الأمنية، بالتالي المقصود هذا المطلب انه الجانب الامني حتى ورد في نصوص اخرى ان الظهور ملازم ومعلّق ومرهون بشدة الحرب الامنية بين مشروع اهل البيت والأعداء، كلما قرب الظهور اشتدت المساجلة الامنية.

اشتداد الحرب الامنية عند اقتراب الظهور

كلما اقترب الظهور اشتدت هذه الحالة، في الروايات هكذا مفادها، كلما قرب الظهور اشتدت التقية، التقية ماذا؟ يعني المساجلة والحرب الامنية فمن الواضح جدا أنّ تعليق وكون الظهور موقوفا، هذا امر منطقي وواضح لأن احد اكبر آليات المناجزة في الحرب هي الحرب الأمنية ومو بنا ان هذا ليس مختصا بالمخابرات والاستخبارات بل الامن على كل الأصعدة بالمعنى الوسيع مثل مجلس الامن الوطني، الامن يعني الامن الثقافي الزراعي التجاري الأسري امن نسل هذا المجتمع، فالأمن اكتشف انه لون يسري في كل شيء، لأنه مختص بالمخابرات ومن ثم الان في الدول العصرية كل حقل من حقول الدولة له امن خاص، جمع معلومات خاصة، المعلومات في البنوك، في الصناعة الصناعة في اي مجال، نفس المعلومة جدا خطيرة، فصار الامن في كُل مجال ذو مصير خاص، امن يعني أفق واسع، بعد واسع.

الطابع السري اهم الاعمال المميزة للمهدي

الآن لاحظوا الأمن في شأن صاحب العصر والزمان، اكبر مميز، حتى عن ابائه الكرام الأربعة عشر معصوم، طيلة اكثر من الف سنة، ما هي؟ السرية. الغيبة يعني السرية، الغيبة يعني الخفاء يعني السرية، يعني الطابع المركز في دور صاحب العصر والزمان يعني ان كل عمله سري، الا بعض ما حصل من سلسلة التشرفات من الكليني والصدوق وابن طاووس والمجلسي الى الى، يعني العمل المميز فيه هو السرية، يعني بعد انني واضح في كل أعماله وأنشطته، وان لم تكن عسكرية او كذا، وليس هذا فقط صفة صاحب العصر والزمان، بل صفة الخضر.

الطاقم الديني السري في شخصية الخضر مع موسى (ع)

من هو الخضر؟ لقاء النبي موسى بالخضر، النبي موسى من اولي العزم، في أواخر حياته بعدما انزلت عليه التوراة النبي موسى، مع ذلك الله عزوجل يجعل لقاءه مع الخضر موقوفا، لم يطلعه على أوكار الخضر ومقراته، في ساعة معينة في يوم معينة بشفرتين معينتين، الخضر ليش خرافة، الخضر سنة إلهية،

فوجدا عبدا من مجموعة عباد، ليس كل الدين متمثلا في الحوزات العلمية، الفقهءا لهم دور الرواديد لهم دور، الشعائر الحسنيية لكن ليس هذا كله الجهاز الديني يوجد قسم من الجهاز الديني سماوي سري خفي، ليست الشرعية تمتلكها المعلن من الدين، المراقد الكعبة الحوزات المراجع، جانب معلن من الدين، لكن هناك جانب سري من الدين، مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ

الأمن العقائدي وضرورة الثقافة المهدوية

وهذا منطق مهم في الدين، قسم من الدول الإلهية في السماء مخفيين، لا تشتبهوا بهم مع المزيفين والمزيفات والدجالين، هذا امتحان والحكم هو اني تارك فيكم محكمات الثقلين محكمات الكتاب وسنة المعصوم، ليس اني تارك فيكم المكاشفات، الفلسفة، العرفاء، الاولياء، المتقين، الصلحاء، اهل اليقين الملائكة، ابداً لا، اني تارك فيكم ماذا؟ الثقلين. كل هذه المنظومات صالحة او اعوذ بالله طالحة، ليست هي المدار بل الثقلين، لاحظ حتى العقائد لها امن، ما هو؟ الضروريات، العلم... هبوط العلم عبارة عن مخاطرة امنية في الدين، هذا بعد من ابعاد الامن، وهذا يشمل باب العقيدة المهدوية، كثير من الانحرافات تحصل بسبب ضعف الثقافة المهدوية، غيبة الطوسي، النعماني، كمال الدين، باب الثاني عشر في الكافي ما يدرس، فهذه التداعيات تأتي. في كفاية الأثر في النص على الإمام الثاني عشر، للخزاز الأشعري، صديق ومعاصر الصدوق رحمة الله عليه، فإجمالا إذن... إذن في الطاقم الإله هناك سري، هناك طابع سري وهذه سنة قرآنية، قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا... قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا ما دام عندك دليل اجمالي على اني عملة إلهية، لا عملة بشرية فلا تسألني عن شيء... حتى قال قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي ۖ قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا

حصانة المشروع الإلهي في السرية والوعي الأمني

لأن العمل السري يريد له انضباط شديد، اصلاً نفس قصة الخصر وموسى عبارة عن درس عظيم في الدور الامني في الدين، سورة الكهف، السنا نتمسك بالقرآن ام نجعل القرآن وراء ظهورنا، نفس القصة ملف مهم في الامن الديني، بعدها ماذا قال الخضر؟ هذا فراق... كيف يزهد الخضر في تمام من اولي العزم؟ هذا ليس زهد، هذا وظيفته، لاحظ بين الكبار توجد سرية، كيف السرية امر ضروري، اذا كان الخضر لا يأمن في ما أوعز اليه من مسؤوليات حتى من موسى، ليس من باب الخيانة اعوذ بالله لكن تدريبات الخضر تختلف عن تدريبات النبي موسى، لذلك الامام الصادق عليه السلام يقول والله أشاء لو أجعل على افواهكم أوكية، كل معلوماتكم من ضمن العتاب الشديد للإمام الصادق على الموالين ما بكم، كل اخباركم عند اعدائكم، لم هكذا الوعي الامني عندكم متخلف، بكل سهولة العدو يستل منكم المعلومات، بينكم شجار كل واحد يخرّج ملفات الثاني! المسؤولية ليست نفسك او شخصك، المسؤولية هم المؤمنين. السرية والحفاء حصن حصين.

سورة الكهف وباب الأمن نفس الدين

سورة الكهف تقول ان الامن دور واجب يدخل في كل الأبواب الفقهية، والخضر أيضا هكذا، في كل الأبواب، ما جرى من قصة ذي القرنين، والخضر استعرض مرتين لا مرة واحدة، مرة مع النبي موسى ومرة مع ذي القرنين، وذي القرنين كان عنده أنترنت خاص، والخضر يقول له انت ابتليت بس وانا ابتليت بك، لأن كل منهما عنده ملفات، فكما مر بنا امس ان باب الامن من الواجبات ليس يعقد لها قاعدة نسميها قاعدة التقية مسامحة، او نجعلها قاعدة الفقه الفردي هذا إخلال بحقيقة التقية، التقية هي باب الامن، وليس قاعدة الامن، كل ما ورد في التقية عبارة عن باب غير الجهاد، كان سلمان يتقي من ابي ذر، لاحظ ان الدور الامني حتى في الجسم الداخلي لابد منه، لا فقط مع معسكر الأعداء، الداخلي مثل بين الخضر وموسى، وفي الرواية لو صبر موسى على الخضر، لآراه العجائب اكثر مما رأى، عشرات العجائب وهذه العجائب أسرار الدين، كيف نجعل التقية قاعدة في الفقه الفردي! هذا إخلال بالتقية، والتقية لها عشرات العناوين لا فقط من اتقى، التقية قاعدة فقه فردي؟ لا يا اخي قاعدة نظام سياسي فقه مجتمعي، بل قاعدة فقه الحضارة، التقية باب كامل في ثياب كتاب الجهاد والدفاع، منظومة قواعد وليست قاعدة هكذا بلورة البحث اين وبين ان نقتصر ان التقية فقه فردي المسافة شاسعة كبيرة،

التقية أعظم برنامج أمني لنصرة المشروع الإلهي

والآن البشرية اكتشفوا لا اسسوا ان الأمن هو اكبر سلاح، على الإطلاق، الامن بأفق واسع، امن المعلومات الثقافة الأسرة الروح، الروح لها امن، اذا لم تعرف البرنامج عند الروح تضطرب الروح الامن الصحي، هذا باب يجب ان يعقد له في الفقه بحسب الروايات ان هذا الباب، فضلًا عن إعداده للظهور، كيف يستنصر صاحب الزمان بناس ضعفاء، هؤلاء يستغيثون، كيف أنصار، ففرق. في زيارة امير المؤمنين، هناك سلام بعد سيد الأنبياء والأئمة سلام على الأعوان والخدم للمشروع الديني، ففرق بين ناصر ومستضعف، نعم ناصر يمكن ان يستغيث، لكن... الامام علي يخاطب احد أنصاره كُنت كثير المعونة قليل المؤونة، سنرى كيف الأدلة تبين ان باب التقية كباب فقهي اعظم وجوبا واهمية حتى لا دين لمن لا تقية له لا صلاة لمن لا تقية له لا جهاد لمن لا تقية له، هذا يجب ان لا نغفل عنه، ولو اذكر لكن معلومة تستغربون منها، في نهاية المطاف، ولكنها معلومة محفزة، ربما نؤجلها الى وقت اخر وصلى الله على محمد واله الطاهرين.