الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث العقائد

43/03/19

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع:التجلي الإلهي في المخلوقات

في خطبة امير المؤمنين التي استحضرها في الكافي وصلنا الى هذا الموضع ولم يخلو منها، لم يخلو الله من المخلوقات فيقال له أين لكنه هذا عدم الخلو ليس بهذا المعنى... توجد معاني عند كثير من الفرق الباطنية أو الصوفية او العرفاء لم يهضموها فتأولوها على معاني باطلة هنا لم يخلو الخلق، الخلق لم يخلو من الخالق ليس بمعنى الحلول والممازجة والتجانس كما ذهب الى ذلك كثير من الصوفية قديمًا الحلول او منصور الحلاج او غيره ليس المعنى الحلول ولا الممازجة وإنما هو بمعنى ان المخلوق كل ما فيه آية للباري تعالى فأين غروب الباري، غروب بمعنى انحسار زوال هذا مثل استدلال النبي ابراهيم فلمّا غربت قال لا احب الآفلين، الأفول لا يحبه لم؟ لأن الإله ليس له افول عن موضع من المواضع يا سبحان الله كل شيء له آية كما في دعاء عرفة وعلمت كذا من امرك بي في السير بالآثار في المضمون هذا، التردد في الآثار... لكي تفهمني انك لا تغيب عن شيء، كل هذه المخلوقات والآثار... يا من لا تحجبه الظلمة، لا يحجبه ليل داج، ولا بحر ذو ارتجاج ولا شيء سبحان الله الآن ان ما اريد اصعد في الأمثلة فيصير اشتباه، توجد رواية عن الصادق عليه السلام ان حتى جهنم عذاب وحريق للظالمين لكن بالنسبة لخزنة جهنم وهم الملائكة... والحديث موجود في كتب المصادر الحديثية في البحار وغيره... لكن بالنسبة لهم، هؤلاء لا يريدون يذكرون الله، أثناء شغلهم لا يريدون يتنفحون بنور الله؟ يريدون أم لا يريدون؟ يقول الامام الصادق عليه السلام النار لهؤلاء الملائكة لا نقول للظلمة، لا يصير اشتباه، بالنسبة للملائكة، النار بالنسبة لهم ربيع، نفحات، يعني لاحظ الملائكة الملائكة وليس الشمر، وليس فرعون، أما الملائكة الذين هم خزنة فبالنسبة لهم فلا يغيب تجلي الله لهم، جهنم ليست حجاب للملائكة الذين هم خزنة فلا يغيب كما ان صح هذا التعبير، شمس الحقيقة، حقيقة الباري ليس لها أفول، هذا تعبير قرآني نبوي إبراهيمي... فإذن لاحظ تعبير النبي ابراهيم تعبير لذيذ قلبي، لا احب الآفلين، لا يريد أفولًا، يريد ماذا؟ فلما رأى الشمس بازغة، يريد دوما بزوغ، شروق تجلي طبعًا، خليل... ابراهيم عنده مقامة الخلة، مقام الخلة مقام معنوي، أنس، كان ينشط قلبه بذكر الله، بحب ذكر الله، ينشط قلبه نحن تنشط قلوبنا بالغرائز الحيوانية والعياذ بالله، النبي ابراهيم ينشط قلبه لذكر الله، نحن النشاط للغرائز الحيوانية او الغربية او الشهوية اما ابراهيم فينشط لذكر الله، الامام زين العابدين يقول أنا كنت استعجب من ابي كيف ولد له أولاد وهو غارق في التلذذ بالعبادة، على كل فالمقصود ان هذا الإنجذاب مهم، مو قصة فكرية، مو قصة حركات بدنية ونفسية هي عملية حب يقول ابراهيم حب! حب يا جماعة الخير، حب القلب! يقول الامام جعفر الصادق عليه السلام هل الدين الا الحب، حب وبغض طبعا، عدالة، هي ليست حركات بدنية لذا عندنا في الصلاة مفتاح قبولها، ان يكون لك حب، حب ليس فكرا الحب ما هو؟ نوع من حركة قلبية أشواق قلبية، هلم جرا، فالأفول، لا يأفل من شيء الباري، اني وجهت وجهي للذي يتجلى في السماوات والأرض انه فاطر فلا يأفل، دائماً مشرقة اياته، عميت عين لا تراك، لم عميت؟ كيف لا ينتبه؟ ثم اذا انتبه القلب لهذا الإشراق من الباري تعالى في اياته ينشط القلب، أغصان الشوق في مناجاة الامام زين العابدين، الشوق شجرة مباركة ولم يخلو منها فيقال له أين لكنه سبحان الله احاط بها علمه وأتقنها صنعه وأحصاها حفظه لم يعزب، فإذن إحاطة الباري ليست إحاطة جغرافية جسمانية بل إحاطة قدرة تصرف تصرفه في المخلوقات عظيمها وصغيرها بقدرة واحدة بنمط واحد، لا تتفاوت قدرته لا يتكأده عظمة الاشياء العظيمة لا تفاوت في قدرة الله وهذه العظمة في الله، علمه بكل الاشياء على حذو علمه بذرة من التراب تعال فسر هذه!

 

المخلوقات لما تتوزع المعلومات وتنتشر تضيع المحاسبة والحساب، الباري تعالى كل المخلوقات علمه بها بقضها وقضيضها كعلمه بذرة التراب! ... هذا معنى إحاطة الباري، لا معنى إحاطة جغرافية، هو ليس جسم، أحاطته بباطن الأشياء كاحاطته بظاهرها، تصرفه، قربه في التصرف، في القدرة في البطش في الهيمنة من باطن الشيء ومن ظاهر الشيء السواء، لا يحجبه حاجب،محيط في القدرة على التصرف لا إحاطة جغرافية ولا إحاطة مكانية وزمانية إحاطة قدرة وتصرف وعلم، هذه قدرة مجردة عن الحدود والنهايات لا نهاية لها، هذه الإحاطة، وأتقنها صنعه وأحصاها حفظه لم يعزب عنه خفيات غيوب الهواء ولا غوامض مكنون ظلم الدجى ولا ما في السماوات العلى إلى الأرضين السفلى، لكل شيء منها حافظ ورقيب ( الآن هذه قد يراد منها وصف الله، وقد يراد منها خلق الله مخلوقا يحفظها، وارد) وكل شئ منها بشئ محيط، والمحيط بما أحاط منها.

 

هنا تفسير واضح ان المخلوقات تحيط بعضها ببعض، ومع ذلك الله محيط بها كلها، فهذا وصف المحيط مع انه وصف الهي اطلق على بعض المخلوقات لكن الله من وراءهم محيط، وراء في شدة العلم والتصرف، وراء رتبي، الواحد الأحد الصمد الذي لا يغيره صروف الأزمان، الماضي عندنا منصرم، عند الله ليس منصرم، أما كيف فهذا ما لم تستطعه العلوم التجريبية والفلسفية حله المعروف في العلوم الفلسفية المعروف ان الماضي انعدم، لكن الدلائل انه انعدم بالنسبة لنا، لكم بالنسبة الباري ليس عدم بعض السين حصلت لهم تجارب الموت، حصل لهم العودة الى الماضي، طبعًا هذا بحث فلسفي، الماضي انصرم، بعض العرفاء نتيجة ارتباطهم بالفلاسفة شيئاً ما اطلعوا على هذا الشي، انه الماضي نسبي بالنسبة إلينا لا بالنسبة الى نفسه، هذا كيف تصويره باللغة الفلسفية بحق لا زال في باكورة كثير من الحقائق لَمْ تتفتق حتى في البحوث العقلية

 

والمستقبل بالنسبة إلينا مستقبل بالنسبة للباري موجود، لكن بأي معنى؟ هذا أحد المعاني والتفسيرات، أحد الإخوة سألني عن رواية رؤية سيد الأنبياء صلى الله عليه واله وسلم المعذبين من أمته في النار بما عرج به في المعراج، ما سيأتي من اجيال أمته، دققوا كيف راهم في النار يتعذبون تمثل ام حقيقة؟ لها عدة تفسيرات احد التفسيرات ان الانسان هو طبقات يعني طبقة جسم ارضي، طبقة جسم سمائي أولى سبع اجسام له سماوية وللإنسان اما جسم مادي أخروي او جناوي أخروي،هذا بيانات عديدة للوحي دالة عليه فاذا الانسان لا سمح الله دخل جهنم، حقت عليه العذاب، ان جهنم احيطت بالكافرين واستوجب النار كل ممن هم من اصحاب النار اصبحوا، بهذه التعابير او بخطبة النبي صلى الله عليه واله بالشعبانية اني ارى بعضهم متعلق بأغصان... اذن، دلائل كثيرة تشير الى وجود بدن أخروي الآن وسيلتحق هذا البدن بذاك البدن او هذه الابدان، هذا تفسير لما رآه سيد الرسل ص ويوجد تفسير اخر هذا الذي مر بنا الان ان الماضي الزماني ولمستقبل الزماني هو بالنسبة إلينا ماضي ومستقبل اما بالنسبة للباري الكل، متواجد حاضر راهن لا انعدام ولا غيبوبة هذا ما هو تفسيره؟ بعض الذين شاهدوا تجربة الموت شاهدوا مستقبلهم كيف، بدون جبر وتفويض، مع حفظ كل القواعد الاعتقادية العامة كيف تفسيره هذا احتمال موجود

 

تعبيره صلوات الله عليه لا يغيره صروف الأزمان ولا يتكأده صنع شيء كان، ما يوجب عجز الباري او إثقاله او كذا، كما مر، خلق جميع الخلق لله، كخلق الله لنملة او ذرة، كيف يصير؟ لا تتفاوت عنده الاحوال ولا تتفاوت في قدرته هذه الامور فلا يغيره شيء ولو كان تتفاوت عنده لكان إذن الباري يتبعض ويستنزف ويلد ويولد بينما الباري لا، ولا يتكأده صنع شيء فلا تغيره الأحوال، حينما يخلق الخلق فلا ينقص من قدرته شيء ولا من علمه شيء ولا من أحواله شيء ولا يتكأده صنع الأشياء إنما يقول للأشياء كن فكان، إنما قال لما شاء كن فكان لاحظ هنا عالم المشيئة قبل عالم الكينونة إنما قال لما شاء كن فكان، سيأتي ان شاء الله العلم قبل المشيئة والمشيئة قبل الإرادة وللإرادة قبل التقدير والتقدير قبل القضاء والقضاء قبل الإبرام سبع حالات، معقدة قليلاً واحد يلتفت لها، المعروف عند العرفاء عند الفلاسفة عند المفسرين أجمعين ان عالم كن فيكون عالم مجردات عن الجسمية مطلقاً ابداع، لكن الشواهد التي وجدناها كثيرة في بيانات الوحي ان عالم كن فيكون ليس مجردًا عن مطلق الجسمية الاشتباه الذي قد يحصل عند العرفاء المفسرين والمتكلمين ان قد يقع عندهم خلط بين التجرد عن مطلق الجسمية والتجرد عن بعض طبقات الجسمية، وسيما ان التفاوتات بين الاجسام في اللطافة والكثافة والغلظة والرقة والشفافية والسرقة درجات هائلة جدًا الان بالنسبة إلينا نحن البشر اذا وقع فعل، في عندنا ادق من الثانية، الثانية اذا قسمناها إلى ستين ثالثة... وهكذا فذاك الزمكان من يستطيع ان يرصده؟ نحن لا نستطيع نرصده لكن من هو اكثر شفافية يستطيع ان يرصده، هؤلاء الذين حصلت لديهم تجربة الموت كثير يقول هو من المؤمنين كان في جبهة قتال يقول فألتفت الى ان قاذفة كانت تأتيني، هي أقل من ثانية، وخلال هذه المدة عرج بروحه الى الموت ورأيت كل أعمالي السابقة والمستقبل، ثم أخد بي الى نفق الموت، ودخول البرزخ وعرض علي وخيرت وملف طويل، الى ان قيل أرجعوه هذا له مدة أخرى، فرجعت، وزحزح بي عن وصول القاذفة الي، كم ثانية هذه، فانظر الى تفاوت العوالم في الأزمنة، لم؟ الأجسام تختلف، الان رسالة في شبكات التواصل الاجتماعي واتساب، وغيره، رسالة من أقصى غرب الارض الى بعد شرقي، فكيف هذه ذبذبات شفافة وسريعة، طائرة اسرع طائرة لا تطوي الارض بهذه المدة الرمانية لان الأجسام متفاوتة في الشفافية والسرعة والحركة الفلاسفة لا يتصورون كيف ينزل ويصعد ويذهب ويرجع الملك وهي اقل من لحظة، بناك وحدة الزمان...، خلق من ذوي اجنحة مثنى وثلاث ورباع، نحن لا نراهم، المشكلة ان الانسان لابد يكون غليظ الان الطاقات يستطيع احد ان ينظر اليها، الطاقة المغناطيسية وغيرها، ما تشاهد، فكيف بك بالإنسان من عوالم أخرى سرعةً لطافة، وفوق كل جسم لطيف جسم الطف وألطف يتصاعد، فما حُسب انه مجرد عند الفلاسفة والعرفاء والمتكلمين والمفسرين هي في الدقة اجسام لطيفة جدا لان كلما تشتد اللطافة، بالنسبة للغليظ يقال هذا ليس جسم متجرد الحركة، هو لا يستطيع رصد زمانه، نعم هناك مبدأ لخلق الأجسام، سيأتي في الروايات متى أول جسم خلق، وهو فوق العرش، مزامن لعالم الأرواح، نعم، هناك مبدأ لخلق الأجسام متى أول جسمه خلق وهو فوق العرش فوق فوق عوالم فوق العرش، مزامن لعالم الأرواح اما ما قبل اول الأجسام فهو عوالم مجردة عن الجسم، نعم الحد الفاصل بيّن في بيانات الوحي لكن الفلاسفة والمتكلمين انشغلوا في أقوال بعضهم البعض عن الغوص في بحار الوحي والا موجود الخط الفاصل والبحث طويل.