الأستاذ السيد علي السبزواري

بحث فقه الاقتصاد

39/06/07

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع : العلمانية في الاقتصاد

وقع الخلاف بين الباحثين في أصل اشتقاق كلمة العلمانية وتاريخها ثم الآثار المترتبة عليها وهل العلمانية فكرة ام انها مسلك ومسيرة؟ لهم بذلك أراء:-

الرأي الأول : أن العلمانية مشتقه من كلمة العالم أي الرجل المادي الدنيوي فإذا أردنا أن نقرأها لابد أن نقرأها بفتح العين وهذا ما اختارته لجنة اللهجات في المجمع العربي الذي يأخذ المصطلحات ويجعلها في الحوار العربي .

الرأي الثاني : ان العلمانية مأخوذة من العلمي لا العالمي وان اشتقاق كلمة العلمانية من العالم اشتقاق غير صحيح علما وعلمانية بكسر العين ذهب أليه الشيخ محمد مهدي شمس الدين وغيره من الباحثين ،حيث ان أصحاب هذا الرأي أبطلوا أصحاب الرأي الأول وأصحاب هذا الرأي الأول يبطلون هذا واشتد العراك والاحتدام بينهما.

العلمانية عند الشيخ محمد شمس الدين : الأخذ بالعلم في مورد معين وهو ابتعاد السياسة عن الدين أي جعل الذين يسيطرون على السياسة وتسير أمور الناس علماء يعرفون خصوص السياسة وكيف يديرون و يدبرون الأمر لا رجل الدين .

لا يمكن لنا معرفة هذا المصطلح ألا بمعرفة اسباب هذا الخلاف بينهم فلابد من ذكر امور اساسية في حل الاشكالات التي وقع فيها الباحثون في هذا الموضوع المهم :-

الامر الاول : تصور أن العلمانية فكرة ثابتة لا متتالية حدثت في وقت معين بعضهم قال حدثت في الحرب العالمية الثانية بعضهم قال في القرنين الرابع عشر والخامس عشر وبعضهم ذهب الى غير ذلك.

الامر الثاني : انها فكرة متتالية أخذت بالتحقق فان للعلمانية تاريخ طويل الأمر الذي أدى إلى أن الدارسين درسوا ما هو قائم فقط دون أن يدرسوا الحلقات المتتالية ففي فترة تكون العلمانية معناها فصل الدين عن الساسة وفي فترة تكون العلمانية اخذ ما عند الكنيسة من السلطة الدنيوية الدينية وأمثال ذلك .

الامر الثالث : تصور أن العلمانية مجموعة أفكار وممارسة واضحة مما أدى إهمال عملية العلمنة الكامنة والبنيوية التي حصلت في المجتمع .

الامر الرابع : شيوع تعريف العلمانية باعتبارها فصل الدين عن السياسة أو الدولة وهذا مما جعل القضية سطحية تماما وقلص نطاقها وهو من أهم إشكالية العلمانيين .

الامر الخامس : أخفاق علم الاجتماع الغربي في تطوير نموذج مركب وشامل في العلمانية لم يظهروا تعريفا عاما شاملا لفكرة العلمانية الامر الذي ادى الى تعدد المصطلحات التي تصف جوانب وتجليات مختلفة لنفس هذه الظاهرة أو الافتقار الى وضوح ورؤية العامة العريضة والعجز عن تحديد البؤرة المحددة .

الامر السادس : القول بان مصطلح علمانية استقر بالغرب بالستينيات اذ ظن المجتمع انه قد تحدد واستقر ولكن في الآونة الأخيرة أظهرت بعض الدراسات منظورا جديد مما زادت هذا المصطلح أباهاما

اما في العالم العربي قد حدثت فيه مراجعة مما أدى إلى تصالح بين القومين العلمانيين والإيماني فالعلمانية الموجود عند المسلمين هي نفسها العلمانية موجودة عند الغرب أم أنهما يختلفان هل أن الإسلاميين أقاموا فكرة جامعة للعلمانية بحيث تجمع مع الدين أو لا هذه أيضا تصورات فلا بد من دراسة هذه الإشكاليات على حدا حتى نصل إلى ما هو المقصود من هذا البحث .

أما تاريخ هذه الفكرة والنظرية

قال كثير من الباحثين بان العلمانية ظهرت بالفكر الغربي خلال القرنين الرابع عشر والخامس عشر للميلاد وذلك نتيجة الصدام الفكري بين الأساليب السياسية والاجتماعي والاقتصادية للكنيسة وأنها ردة فعلا لما كانت تمارسه الكنسية في الأمور السياسية الاقتصادية الاجتماعي

لكن هذا الرأي يخالف من ذهب إلى أن العلمانية قديمة حيث دعا أليها أرسطو حيث ذكر ان المجتمع المدني في حد ذاته بالغ الحدود والكمال والاستغناء ولا يحتاج إلى تطهير والحصول على الأذن من عامل فوق الطبيعة هذه عبارة أرسطو في كتابه السياسة يعني معناه لا نحتاج الى الدين وتعاليم ربانية فوق الطبيعة هو المجتمع كفيل في أن يربي نفسه ومن هذا استفاد بأنه يدعو إلى العلمانية

لكن هذه النسبة غير صحيحة فان أرسطو عبارته في السياسة التي ترجمت (الطبع يدفع الناس بغرائزهم إلى الاجتماع السياسي) فاين ما ذكراه الفيلسوفان الغربيان دانتي وتوماس وعلى فرض التنزل لم نجد في كتب هذا الفيلسوف العظيم الجانب الديني في ولم يثبت شيء منها على انه يستغني عن ما وراء الطبيعة أنما تتحقق سعادة الإنسان أذا أرد أن يكون له باجتماع الخيرات الثلاثة :- اولا : الخيرات الخارجة عن وجود الإنسان أي الطبيعة

ثانيا : الخيرات ذات الإبعاد الجسمانية أي يكون صحيح وغير مريضا كامل القوى ونحوى ذلك

ثالثا : الخيرات ذات الأبعاد النفسية والروحانية أن يكون عادلا أن يكون شجاعا