الأستاذ السيد علي السبزواري

بحث الفقه

37/02/09

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع : بحث التقية

الحديث الخامس : ما رواه البخاري وهو رجل كان بين المشركين يخفي ايمانه ارسل النبي ص سرية اليهم فتفرقوا والرجل اظهر ايمانه وتشهد الشهادة فقتله الاسود الكندي قتله فقيل للنبي صلى الله عليه واله وسلم فوبخه وقال له كيف تقتله ونزلت الاية الشريفة

ورى الطبراني بسنده عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس قال بعث رسول الله ص سرية فيها المقداد ابن الاسود فلما اتوا القوم وجدوهم قد تفرقوا الا انه بقي رجل له مال كثير لم يبرح فقال اشهد ان لا اله الا الله فقتله المقداد فقال احد الصحابة والله لأذكرنا ذلك للنبي ص فلما قدموا الى النبي قالوا يا رسول الله ان رجل شهد ان لا اله الله فقتله المقداد فقال ادعوا لي المقداد فقال يا مقداد قتلت رجل قال لا اله الا الله فكيف بك بلا اله الا الله ، فأنزل الله سبحانه وتعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا)[1] لفظ المغانم ورد هنا في مطلق الغنيمة ردا على من يقول ان اية الخمس وردة في غنيمة الحرب ثم انكم كنتم تكتمون ايمانكم ولدفع الضرر عنكم وهذا الرجل صنع كما كنتم تصنعون فيستدل من هذا الحديث من وجهين على مشروعية التقية .

الحديث السادس : ان النبي ص اذن لبعض الصحابة ان يستعملوا التقية ويقول خلاف الحق لجلب المصلحة للمسلمين ما اخرجه البخاري بسنده عن جابر ابن عبد الله الانصاري قال : قال رسول الله ص من لكعب ابن الاشرف فانه قد اذى الله ورسوله فقام محمد مسلمة فقال يا رسول الله أتحب ان اقتله ؟ قال نعم ، قال فأذن لي ان اقول شيء فقال ص قل فأتاه محمد ابن مسلمة ان هذا الرجل قد سألنا صدقة وانه قد عنانا واني قد اتيتك أستسلفك الى ان قتل الرجل ، يستفاد من الحديث ان النبي ص اذن له ان يقول على النبي غير الواقع .

وفي احكام القران لأبن العربي ان الصحابة الذين كلفوا بقتل ذلك الخبيث وكان محمد ابن مسلمة احدهم انهم قالوا يا رسول الله أتأذن لنا ان ننال منك؟ فأذن لهم ) وهذه الرواية ايضا تدل على جواز ان يستعملوا كلمة ينالوا فيها من رسول الله ولكنهم يبطنون غير ذلك وهذه الرواية تدل على نوع من انواع التقية .


[1] سورة النساء، اية94.