الأستاذ السيد علي السبزواري

بحث الفقه

37/02/05

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع : بحث التقية

بعد ما بينا ان التقية التي صدرت من النبي هي من اجل التبليغ وقد دلت عليها احاديث كثيرة نذكر بعضها منها ما اخرجه البخاري بصحيحه بسنده عن الاسود ابن يزيد عن عائشة قالت سألت النبي صلى الله عليه واله وسلم عن الجدر امن البيت هو ؟ قال : نعم ، قلت فما لهم لم يدخلوه في البيت ؟ قال ص ان قومكي قصرت بهم النفقة ، قلت ما شأن بابه مرتفع ؟ قال ص فعل ذلك قومكي ليدخلوا من شاء ويمنعوا من شاء ولولا قومكي حديثو عهد بالجاهلية فأخاف ان تنكر قلوبهم ان ادخل الجدر في البيت وان الصق بابه في الارض لفعلت ذلك) وهذه الرواية تدل على ان النبي اتقى في ذلك الفعل فلم يدخل الجدر بالكعبة ولم يلصق باب الكعبة بالأرض ونحو هذا اخرجه غير البخاري بطرق متعددة .

ومنها ما اخرجه البخاري عن طريق عبد الله ابن مسيلمة ان عبد الله ابن محمد ابن ابي بكر اخبر عبد الله ابن عمر ان عائشة قالت ان رسول الله ص قال لها ان قومكي مما بنوا الكعبة اقتصروا على قواعد ابراهيم فقلت يا رسول الله الا تردها على قواعد ابراهيم قال لولا حدث قومكي بالكفر لفعلت ) وهذا ظاهر في التقية

واخرج ايضا البخاري بسنده عن هشام عن ابيه عن عائشة قالت قال لي رسول الله ص لولا حداثة قومكي بالكفر لنقضت البيت ثم لبنيته على اساس ابراهيم عليه السلام فان قريش استقصرت بنائه وجعلت له خلفا) وهذا ايضا تقية لا يقدر ان يرجع الكعبة الى اساس ابراهيم وروى هذه الرواية ايضا احمد والحاكم في مسنده وكل هذه الروايات تؤكد ان الحجر من البيت ولكن قريش اخرجوه من البيت والنبي لا يقدر ان يدخله في الكعبة اما لكونهم حديثو عهد بالجاهلية او بالكفر ولهذا ترك هذا العمل

ولابد من التنبيه ان هذه الروايات نذكرها دليل على انهم يقولون ان النبي عمل بالتقية ولكن رواياتنا كلها تدل على ان الحجر ليس من البيت بقوله صلى الله عليه واله وسلم (لا والله ولا قلامة ضفر) اما كون الكعبة لها بابان ثم جعلوه باب واحد ورفعوا الباب لكي يدخلوا من ارادوا فهذا صحيح ، وكيف ما كان فان ابن الزبير بعد هدم الكعبة بنها وادخل الحجر فيها لكن عبد الملك هدم ما بناه ابن الزبير .

ومنها اخرج البخاري عن طريق قتيبة ابن سعيد عن عروة ابن الزبير ان عائشة اخبرته ان رجل استأذن بالدخول على منزل النبي ص فقال ص أذنوا له بئس اخو العشيرة ، فلما دخل الان له الكلام فقلت له يا رسول الله قلت ما قلت ثم النت له بالقول فقال ص أي عائشة ان شر الناس منزلة عند الله من تركه او دعه الناس اتقاء شره) فهنا استعمل النبي ص التقية وهي تقية الالفة والجمع

ونظيره ما اخرجه الطبراني من حديث ابن بريده عن ابيه قال كنا عند رسول الله ص فأقبل رجل من قريش فأدناه رسول الله وقربه فلما قام قال يا بريدة اتعرف هذا ؟ قلت نعم هذا اوسك قريش حسبا واكثرهم مالا ثلاث مرات ثم قلت يا رسول الله أنبئك بعلمي وانت اعلم فقال ص هذا ممن لا يقيم الله يوم القيامة وزنا) وهذا على نقلهم انها من التقية وهي من تقية الالفة .