الأستاذ السيد علي السبزواري

بحث الفقه

37/01/19

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع : بحث التقية

رابعا : انما يتفقون في مورد واحد على ان فيه تقية وهو ان يصطحب الكافر والمشرك حفظا على نفسه تقية وهذا لا ينكرونه ابدا وللقرطبي كلام في هذا الخصوص سيأتي الا ان هؤلاء عندما يقولون صحبة الكافر والمشرك حفظ للنفس تقية فلا اشكال اما على الشيعة فهم ينكرون عليهم اشد الانكار مع ان الصحبة ليس جب الخطر انما اظهار مودة للكافر ولا يحددونها بحد حتى لو كانت مدى العمر فأين الانصاف في ذلك .

قال القرطبي في تفسره لقوله تعالى (ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون لله من اولياء ثم لا تنصرون)[1] والذين ظلموا قيل اهل الشرك وقيل عامة وفيهم العصاة على نحو قوله تعالى (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ)[2] وهذا هو الصحيح في معنى الاية وهي دالة على هجران اهل الكفر والمعاصي من اهل الكفر والشرك فان صحبتهم كفر لان الصحبة فيها مودة ، فان كانت الصحبة عن ضرورة وتقية فقد مضى القول فيها في سورة ال عمران وسورة المائدة وصحبة الظالم على التقية مستثناة من النهي في حال الاضطرار والله اعلم

فاذا كان كلامه عام من اصطحاب الكافر اذا كان عن تقية معناه جائز وليس بكفر ولو كان مدى الحياة لكن لما يأتون الى الشيعة وائمتهم مع احلك الظروف عليهم ينكرون عليهم ذلك اشد الانكار فلما تجوزونها عندكم ولا تجوزنها عند الشيعة فهذا هو التلاعب بالمفاهيم الذي ذكرناه في بداية البحث

والحاصل ان ما ذكروه ليس تعريفا للتقية انما هو ذكر للمصاديق ويجمعها المعنى اللغوي وهي صون النفس عن الضرر وحفظها من الوقوع بالفتنة .

المورد الثاني : تعاريف علماء الشيعة للتقية وهناك تعاريف كثيرة فكل من ذكر من العلماء بحث التقية جاء بتعريف لكن نكتفي بتعريفين لعلمين هما الشيخ المفيد في تصحيح الاعتقاد والشيخ الانصاري في رسالته في كتاب الرسائل

اما تعريف الشيخ المفيد قال رضوان الله عليه التقية كتمان الحق وستر الاعتقاد فيه ومكاتمة المخالفين وترك مظاهرتهم بما يعقب ضرر في الدين والدنيا .

واما تعريف الشيخ الانصاري قده التقية الحفظ عن ضرر الغير بموافقته في قول او فعل مخالف للحق ، وقد ذكرنا ان تعاريف العامة كانت تقتصر على القول فقط اما علمائنا فلا فرق عندهم في قول او فعل والظاهر من عبارة كلا العلمين انهما يريدان ذكر تعريف للتقية بالمعنى المعهود لدا العلماء


[1] سورة هود، اية 113.
[2] سورة الانعام، اية 68.