الأستاذ السيد علي السبزواري

بحث الفقه

35/11/07

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع : كتاب الطهارة – فصل - في مكروهات التخلي
ومن المكروهات الاستنجاء باليد اليسرى اذا كان عليها خاتم عليه اسم الله ودل على ذلك اخبار متواترة وهي غير خاصه في التلوث فانه اذا تلوث فسيكون حرام الكلام فيما اذا لم يتلوث فان الروايات كثيرة منها ما ورد عن ابي عبد الله عليه السلام قال : قال امير المؤمنين عليه السلام (من نقش على خاتمه اسم الله فاليحول عن اليد التي يستنجي بها في المتوضأ)[1] وهذه الرواية خاصة في ما اذا كان الخاتم عليه اسم الجلالة وايضا تدل على جواز استصحاب الخاتم الذي عليه لفظ الجلالة الى المتوضئ فقط يحوله عن اليسرى سواء يجعله في جيبه او في يده اليمنى ، ومنها رواية الحسين ابن خالد عن ابي الحسن الثاني عليه السلام قال: قلت له: إنا روينا في الحديث، أن رسول الله (صلى الله عليه واله) كان يستنجي وخاتمه في إصبعه، وكذلك كان يفعل أمير المؤمنين (عليه السلام)، وكان نقش خاتم رسول الله: محمد رسول الله، قال: صدقوا، قلت: فينبغي لنا أن نفعل؟فقال: إن أولئك كانوا يتختمون في اليد اليمنى، وإنكم أنتم تتختمون في اليسرى)[2] وهذه الرواية ايضا تدل على ما تقدم ، ومنها رواية عمار عن ابي عبد الله عليه السلام انه قال : لا يمس الجنب درهما ولا دينار عليه اسم الله تعالى ولا يستنجي وعليه خاتم فيه اسم الله)[3] وهذه لابد من تقيدها فيما اذا كان خاتمه في اليد اليسرى هناك اخبار اخرى تدل على ذلك
وبإزاء تلك الطائفة رواية مروية عن وهب ابن ابي وهب عن الصادق عليه السلام قال : كان نقش خاتم ابي العزة لله جميعا وكان في يساره فيستنجي بها وكان نقش خاتم امير المؤمنين عليه السلام الملك لله وكان في يده اليسرى يستنجي بها)[4] وهذه الرواية ناصه في جواز الاستنجاء باليد اليسرى وعليه خاتم فيه اسم الله ، ولكن هذه الرواية مردودة لانه اكذب من في البرية وثانيا انه مخالف لسيرة الائمة حيث انهم كانوا يتختمون في اليد اليمنى ولا يتختمون باليد اليسرى لانه من فعل بني امية ، وثالثا اعراض الاصحاب عنها فلابد من طرحها لشذوذها او نحملها على التقية اذا كانت فعلا صادرة
ولكن في بعض الاخبار كراهة ادخال الخاتم الذي فيه اسم الله عز وجل الى بيت الخلاء ففي خبر ابي ايوب قال قلت لابي عبد الله عليه السلام ادخل الخلاء وفي يدي خاتم فيه اسم من اسماء الله تعالى قال : لا ، ولا تجامع فيه)[5] فالرواية تعمم كراهة ادخال الخاتم مطلقا سواء كان في اليد اليمنى او اليسرى والرواية التي تقدمة عن علي عليه السلام فهي تعمم كما جاء فيها من نقش على خاتمه اسم الله فاليحول الى اليد الاخرى فهي تدل على جواز ادخال الخاتم الى بيت الخلاء سيأتي بيان ذلك .
ومن المكروهات طول المكث في بيت الخلاء ، لجملة من الاخبار منها خبر محمد ابن مسلم قال سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول : قال لقمان لابنه طول الجلوس على الخلاء يورث الباسوره ، قال فكتب هذا على باب الحش[6])[7] والحكم يشمل مطلق قضاء الحاجة كما تدل على ذلك رواية الطبرسي في مجمع البيان عند ذكر حكم لقمان فيقول ان مولاه دخل المخرج فأطال فيه الجلوس فناداه لقمان طول الجلوس على الحاجة يضجع منه الكبد ويورث منه الباسور ويصعد الحرارة الى الرأس فالتجلس وقم هونا .


[1]وسائل الشيعة، الحر العاملي، ج1، ص331، ابواب الخلوة، ب17، ح4، ط ال البيت.
[2]وسائل الشيعة، الحر العاملي، ج1، ص331، ابواب الخلوة، ب17، ح3، ط ال البيت.
[3]وسائل الشيعة، الحر العاملي، ج1، ص331، ابواب الخلوة، ب17، ح5، ط ال البيت.
[4]وسائل الشيعة، الحر العاملي، ج1، ص332، ابواب الخلوة، ب17، ح8، ط ال البيت.
[5]وسائل الشيعة، الحر العاملي، ج1، ص330، ابواب الخلوة، ب17، ح1، ط ال البيت.
[6] الحش : هو موضع قضاء حاجة الانسان من تغوط وشبهه.
[7]وسائل الشيعة، الحر العاملي، ج1، ص336، ابواب الخلوة، ب20، ح1، ط ال البيت.