الأستاذ الشيخ حسن الرميتي

بحث الرجال

37/06/13

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري

وأمّا أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري. فقد قيل في حقه أنه لا يروي إلا عن الثقات. وقد استدل لذلك بأمرين.

الأول: ما ذكره العلامة في الخلاصة: (من أنه أخرج أحمد بن محمد بن خالد البرقي من قم لأنه كان يروي عن الضعاف لكنه أعاده إليها معتذراً إليه ولمّا توفي مشى أحمد بن محمد بن عيسى في جنازته حافياً حاسراً ليبّرأ نفسه ممّا قذفه به)[1] . وحكى العلامة عن ابن الغضائري: (أنه – أي البرقي - في نفسه لا بأس به ولكن طعن عليه القميّون وليس الطعن في شخصه وانما الطعن في من روى عنه فإنه كان لا يبالي عمّن يأخذ على طريقة أهل الأخبار ...ألخ)[2] .

قالوا يستفاد من هذا الأمر أن أحمد بن محمد بن عيسى ما كان يروي عن الضعاف. وفيه ان أخراجه للبرقي من قم إنما كان لإجل كثرة روايته عن الضعفاء وكان هذا يُعدّ عيباً في الراوي ولم يخرجه لإجل روايته عن ضعيف أو ضعيفين ونحوهما، ومن هنا قال الشيخ في ترجمة البرقي: (وكان ثقة في نفسه غير أنه أكثر الرواية عن الضعفاء واعتمد المراسيل...ألخ). أضف إلى ذلك أنه أقصى ما يستفاد من ذلك أن أحمد بن محمد بن عيسى لا يروي عن الضعفاء أو عن ضعيف أحرز ضعفه ولكن لا ملازمة بينه وبين كونه لا يروي إلا عن ثقة، فإن هناك واسطة بينهما وهي كون الشخص مجهول المال فلا هو ثقة ولا هو ضعيف.

الأمر الثاني: ما ذكره النجاشي بأنه بعد ذكر نسب أحمد بن محمد بن عيسى وبعض أحواله آبائه. قال:قال الكشي:عن نصر بن الصباح: (ما كان أحمد بن محمد بن عيسى يروي عن أبن محبوب من أجل أن أصحابنا يتهمون ابن محبوب في أبي حمزة الثمالي. ثم تاب ورجع عن هذا القول. قال ابن نوح: وما روى أحمد عن ابن المغيرة ولا عن الحسن بن خرداد وأبو جعفر رحمه الله شيخ القمييّن ووجههم وفقيههم غير مُدَافع، وكان أيضاً الرئيس الذي يلقي السلطان بها. ولقي الرضا (ع) وله كتب. ولقى أبا جعفر الثاني (ع) وأبا الحسن العسكري (ع) ...ألخ)[3] .

ولم يظهر السبب في عدم روايته عن ابن المغيرة والحسن بن خرداد مع أنهما ثقتان. نعم عدم روايته عن ابن محبوب هو لأجل إتهامه ابن محبوب بأنه كيف يروي عن أبي حمزة الثمالي والفارق بينهما من حيث السنّ كبير. وعليه فلا بدّ أنه كان صغيراً حين روايته عنه وهذا مورد للإتهام. لكن النجاشي يذكر أن أحمد بن محمد بن عيسى تاب ورجع عن هذا القول.

ومهما يكن فإنه لا يستفاد من عدم روايته عن هؤلاء الثلاثة أنه لا يروي إلا عن ثقة بل يستفاد منه أنه لا يروي عن المتهم.

ولا يدل على أنه لا يروي عن مجهول الحال والذي هو غير ثقة ولا هو متهم. والخلاصة أن أقصى ما يستفاد من الأمرين المتقدمين هو أنه لا يروي عمن ثبت ضعفه، وعمن كان متهماً أو مطعوناً فيه. وهذا لا يلازم أنه لا يروي إلا عن الثقة بل بينهما واسطة كما عرفت هذا من جهة ومن جهة أخرى ثبت أن أحمد بن محمد بن عيسى روى عن بعض الضعفاء منهم محمد بن سنان. وقد عرفت سابقاً أنه رجل ضعيف جداً لا يعوّل عليه ولا يلتفت إلى ما تفرّد به.

وحكي عن الفضل بن شاذان أنه قال: (لا أحلّ لكم أن ترووا أحاديث محمد بن سنان. ومنهم علي بن حديد، وقد عرفت أنه ضعيف، ومنهم اسماعيل بن سهل. قال النجاشي في حقه ضعّفه أصحابنا له كتاب...ألخ). ومنهم بكر بن صالح وقد ضعّفه النجاشي، حيث قال في ترجمته: (مولى بني ضبّة روى عن أبي الحسن موسى (ع) ضعيف له كتاب نوادر...ألخ).


[1] خلاصة الاقوال، العلامة الحلي، ج1، ص63.
[2] الرجال لابن الغضائري، ابن الغضائری، محمّد كاظم رحمان ستايش، ج1، ص39.
[3] رجال الکشی، الشیخ الطوسی، ص512.