الأستاذ الشيخ حسن الرميتي

بحث الرجال

37/05/23

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: ما روى عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي من الضعفاء

وأمّا أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي فقد ذكرنا سابقاً أنه روى عن خمسة أشخاص من الضعفاء وهم: الحسن بن علي بن أبي حمزة، وعلي بن أبي حمزة، وعبد الرحمن بن سالم، وعبد الله بن محمد الشامي، والمفضل بن صالح. وقد تقدم الكلام عن ثلاثة منهم وبقي الكلام عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، وعبد الله بن محمد الشامي .

أما الحسن بن علي بن أبي حمزة. قال النجاشي:(الحسن بن علي بن أبي حمزة واسمه سالم البطائني، قال أبو عمرو الكشي بما أخبرنا به محمد بن محمد عن جعفر بن محمد عنه، قال: قال محمد بن مسعود: سألت الحسن بن علي بن فضّال عن الحسن بن أبي حمزة البطائني فطعن عليه. وكان أبوه قائد أبي بصير يحيى بن القاسم. هو الحسن بن علي بن أبي حمزة مولى الأنصار كوفي. رأيت شيوخنا رحمهم الله يذكرون أنه كان من وجوه الواقفة...ألخ)[1] . ومحمد بن محمد بن النعمان من شيوخ النجاشي الإجلّاء الثقات. وأما جعفر بن محمد فهو ابن قوليِ صاحب كتاب كامل الزيارات وهو أشهر من أن يعرّف، ولكن يبقى أن الطعن عليه قد يكون لدينه كما لعله الظاهر.

وقال ابن الغضائري:(الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني مولى الأنصار أبو محمد واقفي ابن واقفي ضعيف في نفسه وأبوه أوثق منه)[2] . وقال الحسن بن علي بن فضال:(أني لأستحي من الله أن أروي عن الحسن بن علي، وحديث الرضا فيه مشهور...ألخ).

وفيه ما لا يخفى فإن حديث الرضا (ع) إنما هو في حق أبيه كما ذكرنا. ثم أنك قد عرفت أن تضعيفات ابن الغضائري لا يعوّل عليها. وروى الكشي عن محمد بن مسعود. قال سألت علي بن الحسن بن فضّال عن الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني فقال:(كذاب ملعون رويت عنه أحاديث كثيرة وكتبت عنه تفسير القرآن كلّه من أوّله إلى آخره إلا أني لا استحل أن أروي عنه حديثاً واحداً. وحكى لي أبو الحسن حمدويه بن نصير عن بعض أشياخه أنه قال: الحسن ابن علي بن أبي حمزة رجل سوء)[3] . وقول ابن فضّال أنه كذاب هو تضعيف له وحمل الكذب على أنه كذب في العقيدة خلاف الظاهر جداً.

وروى الكشي في ترجمة شعيب العقرقوفي رواية طويلة ثم قال في آخرها:(قال أبو عمرو: محمد بن عبد الله بن مهران غالٍ. والحسن بن علي بن أبي حمزة كذّاب غالٍ. قال: ولم أسمع في شعيب إلاّ خيراً وأولياؤه أعلم بهذه الرواية)[4] . وهذا تضعيف من نفس الكشي.

وأما عبد الله بن محمد الشامي فقد ذكره الشيخ في رجاله ولم يذكره بمدح ولا ذمّ. ونقل النجاشي في ترجمة محمد بن أحمد بن يحيى استثناء ابن الوليد والصدوق إياه من رجال نوادر الحكمة. ومهما يكن فإن الرجل إن لم يكن ضعيفاً فهو مجهول الحال.

والخلاصة إلى هنا فإن جملة من الأشخاص المتقدم ذكرهم ضعّفهم الشيخ الطوسي (ره) فكيف يدّعي ان الطائفة سوّت بين مراسيل هؤلاء الثلاثة ومسانيدهم وأنها عملت برواياتهم.


[1] رجال النجاشي، ص36.
[2] الرجال لابن الغضائري، ابن الغضائری، محمّد كاظم رحمان ستايش، ج1، ص51.
[3] رجال الکشی، الشیخ الطوسی، ج1، ص552.
[4] رجال الکشی، الشیخ الطوسی، ج1، ص443.