الموضوع: الفقه \ كتاب الطهارة \ المطهرات العشرة \ انقلاب الخمر خلا
قال المصنف: ( وانقلاب الخمر خلا )
من جملة المطهرات الانقلاب والمعروف بين الأعلام أنَّ انقلاب الخمر إلى الخلِّ موجب لطهارتها ، بل قدِ ادَّعى جماعة من الأعلام الإجماع على ذلك ، بل قدِ استفاض نقل الإجماع على المسألة .
ومَن يدَّعي القطع بطهارته ، بعد الانقلاب ، فهو غير مجازف ، للتسالم بين الأعلام على الطهارة بالجملة ، بحيث خرجت المسألة عن الإجماع المصطلح عليه .
ثمَّ إنَّ الانقلاب ، وإن كان من مصاديق الاستحالة عرفاً ، فإنَّ العرف يرى أنَّ الخمر والخل عنوانان مستقلان ، إلَّا أنَّه مع ذلك وردت روايات في طهارته بالانقلاب ، سواء كان نفسه ، أو بعلاج ، وهي كثيرة جدّاً :
منها: حسنة زرارة عن أبي عبد الله ع قال:
( سألته عن الخمر العتيقة ، تجعل خلًّا ، قال : لا بأس )
[1]
ومنها: موثَّقة عبيد بن زرارة قال:
( سألت أبا عبد الله ع عن الرجل يأخذ الخمر ، فيجعلها خلًّا ، قال: لا بأس )
[2]
ومنها: موثَّقته الأخرى عن أبي عبد الله ع:
( أنَّه قال في الرجل إذا باع عصيراً ، فحبسه السلطان ، حتَّى صار خمراً ، فجعله صاحبه خلًّا ، فقال : إذا تحوَّل عن اسم الخمر فلا بأس به )
[3]
ومنها: صحيحة عبد العزيز بن المهتدي قال:
( كتبت إلى الرضا ع: جعلت فداك ! العصير يصير خمراً ، فيصبّ عليه الخلّ ، وشيء يغيِّره ، حتَّى يصير خلًّا، قال : لا بأس )
[4]
ومنها: صحيحة علي بن جعفر عن أخيه قال:
( سألته عن الخمر يكون أوَّله خمراً ، ثمَّ يصيراً خلًّا ، قال : إذا ذهب سُكره فلا بأس ، أيُؤكل ؟ ، قال : نعم )
[5]
ومنها: ما رواه ابن إدريس نقلًا من جامع البزنطي عن أبي عبد الله ع:
( أنَّه سُئل عن الخمر تعالَج بالملح ، وغيره ، لِتحوَّل خلًّا ، فقال : لا بأس بمعالجتها ، قلت : فإنِّي عالجتها وطيَّنت رأسها ، ثمَّ كشفت عنها فنظرت إليها قبل الوقت ، فوجدتها خمراً ، أيحلّ لي إمساكها ؟ قال : لا بأس بذلك ، إنَّما إرادتك أن يتحوَّل الخمر خلًّا ، وليس إرادتك الفساد )
[6]
ولكنَّها ضعيفة بالإرسال .
ومنها: صحيحة جميل قال:
( قلت لأبي عبد الله ع يكون لي على الرجل الدراهم فيعطيني بها خمراً ، فقال: خذها ، ثمَّ أفسدها ، قال : عليَّ ، واجعلها خلًّا )
[7]
ولا يخفى أنَّ هذه الروايات بعضها مطلق ، من حيث الانقلاب بنفسه ، أو بالعلاج ، وبعضها ظاهر ، أو صريح في الانقلاب بالمعالجة .
ثمَّ إن هناك بعض الأخبار ظاهرة في عدم الطهارة في انقلاب الخمر خلًّا بالمعالجة :
منها: موثَّقة أبي بصير قال:
( سألت أبا عبد الله ع عن الخمر يُصنع فيها الشيء ، حتى تحمّض ، قال : إن كان الذي صُنِع فيها هو الغالب على ما صنع فلا بأس به )
[8]
ومنها: موثَّقته الأخرى قال:
( سألت أبا عبد الله ع عن الخمر يُجعل خلًّا ، قال : لا بأس ، إذا لم يُجعل فيها ما يغلبها )
[9]
ومنها: صحيحة أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال:
( سُئِل عن الخمر يجعل فيها الخلّ ، فقال : لا ، إلَّا ما جاء من قِبَل نفسه )
[10]
[1]
- الوسائل باب31 من أبواب الأشربة المحرمة 1
[2]
- الوسائل باب31 من أبواب الأشربة المحرمة 3
[3]
- الوسائل باب31 من أبواب الأشربة المحرمة 5
[4]
- الوسائل باب31 من أبواب الأشربة المحرمة 8
[5]
- الوسائل باب31 من أبواب الأشربة المحرمة 10
[6]
- الوسائل باب31 من أبواب الأشربة المحرمة 11
[7]
- الوسائل باب31 من أبواب الأشربة المحرمة 6
[8]
- الوسائل باب31 من أبواب الأشربة المحرمة 2
[9]
- الوسائل باب31 من أبواب الأشربة المحرمة 4
[10]
- الوسائل باب31 من أبواب الأشربة المحرمة 7