41/03/11
بسم الله الرحمن الرحیم
موضوع: شرائط البرائة
واما البرائة النقلیة:قال صاحب الکفایة: « وأما البراءة النقلية : فقضية إطلاق أدلتها وان كان هو عدم اعتبارٍ الفحص في جريإنّها ، كما هو حالها في الشبهات الموضوعية ، إلّا إنّه استدل على اعتباره بالإِجماع وبالعقل ، فإنّه لا مجال لها بدونه ، حيث يعلم إجمالاً بثبوت التكليف بين موارد الشبهات ، بحيث لو تفحص عنه لظفر به....
فالأولى الاستدلال للوجوب بما دلّ من الآيات والأخبار على وجوب التفقة والتعلم ، والمؤاخذة على ترك التعلم في مقام الاعتذار عن عدم العمل بعدم العلم ، بقوله تعالى كما في الخبر: ( هلا تعلمت ) فيقيد بها أخبار البراءة ...» [1]
اقول: صریح الکفایة هو الاعتراف بثبوت اطلاق لادلة البرائة النقلیة شاملة قبل الفحص و بعده و لذا ورد في مقام بیان المقید لها بما بعد الفحص.ثم انه (ره) صرح بعدم کون الاجماع مقیدا لها بقوله: « ولا يخفى أن الاجماع هاهنا غير حاصل ، ونقله لوهنه بلا طائل ، فإن تحصيله في مثل هذه المسألة مما للعقل إليه سبيل صعب لو لم يكن عادةً بمستحيل _لعدم استکشاف قول المعصوم علیه السلام منه_، لقوة احتمال أن يكون المستند للجل ـ لولا الكلّ ـ هو ما ذكر من حكم العقل_بمنجزیة علم الاجمالي_»[2]
وبعدم صلاحیة دلیل العقل ایضا للتقیید بقوله: « وأنّ الكلام في البراءة فيما لم يكن هناك علم موجب للتنجز ، امّا لانحلال العلم الإِجمالي بالظفر بالمقدار المعلوم بالإِجمال ، أو لعدم الابتلاء إلّا بما لا يكون بينها علم بالتكليف من موارد الشبهات ، ولو لعدم الالتفات إليها » [3]
ثم صرح بان تقیید اطلاق ادلة البرائة انما هو بالایات الدالة علی وجوب التعلم مثل ﴿فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾[4] و الاخبار کذلک مثل « طلب العلم فريضة » [5] و « إنَّ الله يحبّ بغاة العلم »[6] و کذا الاخبار الدالة علی المواخذة علی ترک التعلم.