درس فلسفة الأصول - الأستاذ رشاد

36/05/09

بسم الله الرحمن الرحیم



موضوع: ملاحظات حول استدلال المحقّق الخراساني علي القول بالامتناع

هناک بعض الملاحظات، نلمح اليها واحدة تلو اُخري:
الاولي: انّ صيرورة اللفظ کالمرآة للمعني، لاتحصل بجعل جاعل، بل توجد هذه الحالة بکثرة الاستعمال عبر الزمان، فهي ليست من اثر الوضع بل هي من ثمرة الاستعمال؛ وما لم تتحقق المرآتية لايلزم المحذور کما في اوائل الوضع.
والثانية: لو سلّمنا فماذکره (قدّه) محذور يترتّب علي الوضع لا الاستعمال، ومحطّ البحث في مانحن فيه هو الاستعمال. 
والثالثةً: کما مرّ: استعمال اللفظ في اکثر من معني، لايختصّ بمورد المشترک اللفظي فحسب، بل يتصوّر عند ارادة المعنيين الحقيقي والمجازي عن لفظ في استعمال واحد، کما يتصوّر في استعمال اللفظ في المجازيين او اکثر ايضاً، ولايلزم محذور اجتماع اللحاظين وتزاحم الفنائين، في هذين الموردين. فدليله اخصُّ من مدّعاه.
والرابعةً: هذا يستلزم امتناع وضع المشترک اللفظي رأساً وبادئ ذي بَدء، و هو خلاف مختاره فيه.
والخامسةً: انّ استعمال اللفظ في المعني، کسائر الافعال لايکون الّا عن علم و ارادة، فيستلزم لحاظات مختلفة، اقلّها هو : الالتفات الي معني، ثمّ التفطّن الي انتقاله الي الغير، ثمّ احتساب نفعه وضرره، ثمّ ترجيح احدهما، ثمّ تکوّن الشوق اليه، ثمّ العزم والارادة علي الانتقال اذا رجّحه، ثم الالتفات الي کيفية الانتقال، ثمّ التفطّن الي امکان استخدام الالفاظ المناسبة لهذا المقصود، ثمّ الفحص عمّا هو الاجود والابلغ من بينها واختياره، ثم لحاظه مستقلاً، ثم ارادة استخدامه، ثمّ تحريک العضلات وانفعال ادوات النطق، ثمّ تولّد الاصوات و الالحان المخصوصة والمناسبة. وهذه المراتب کلّها علمي وارادي فتستلزم لحاظات مختلفة شعوريةً واللاشعورية، يتوارد ويجتمع بعضها مع بعض، من دون استلزام محذور من جهة اجتماع اللحاظات، وهذا يتکرّر في حياتنا اليومية، مرّات و کرّات، ولکن تجري بسرعة، کمثل صدور مبادئ الارادة قبل کلّ فعل يصدر عنّا، من غيرالتفات جهري شعوري لسرعة وقوعها. فکما انّه توجد في مقام التلقّي والتفهّم ايضاً، (نظير الاستعمال والتفهيم)، مبادئ متعدّدة وملاحظات مختلفة، ولانذکرها احترازاً عن التطويل.