درس فلسفة الأصول - الأستاذ رشاد

35/11/21

بسم الله الرحمن الرحیم

موضوع: ب) الاتجاه الوظيفي [Functional Approach]
يشتملُ هذا الاتجاه والمسلک على آراء ونظريات متنوّعة: وجهُ الاشتراك بينها هو التأكيد على وظيفيّة لغة الدِّين، ولو من دون واقعية وحكاية.
النقد الاجمالي للاتّجاه الوظيفي
1.برزت النزعة الوظيفية في لغة الدِّين تحت تأثير بعض العوامل التي أدّت إلى ظهور نظرية الاعتقاد برمزيّة لغة الدّين (والتي سنشير إليها قريباً)، ولذا، فهذاالاتجاه قائم على العلّة أكثر من كونه مبنيّاً على الدليل، وهذه الفكرة لا تعدو كونها مجرّد افتراض؛ فوجدان الإنسان والبداهة العقلائية شاهدان على أنّ لغة الدِّين هي لغة واقعية، ولا يمكن أساساً إدراك المقولات الدينية من دون الالتفات إلى هذه المسألة؛ والمؤمنون قد آمنوا بالمقولات الدينية بعد الاذعان بوجود واقعية وراءها، وهم ملتزمون بلوازمها لاحرازهم أنّ واقعية بعضها قابلةٌ للاختبار بطرقٍ مختلفة.
2.إضافةً إلى هذا، يُعتبر الحدُّ من شأن لغة الدِّين، وبتبع ذلك الدِّينِ نفسه، في بعض الفوائد والوظائف، وصرفُ النظر عن حاكويّته وكاشفيته، هو بحد ذاته نوع من التسليم بادعاءات الوضعيين! لأنّهم يدّعون بأنّ القضايا الدينيّة تبدو كمقولات مفيدة حسب!
3. هذه الفكرة تفتح الطريق والمجال أمام عبادة الخرافة، والاعتقاد بدينيةِ المسالک الإنسانية الصّنع والأديانِ المجعولة.
4. تنبعُ هذه النظرية إما من «الالهيات غير الواقعية»، وهي في الحقيقة نوعٌ من انكار أصل الدين، وإما من «النسبية المطلقة», لأنّ حيازة الوظيفة يجتمع مع اللاواقعية كذلك؛ وعلى أساس هذه النظرية، يمكن لقضيةٍ ضمن وضعٍ أو محيطٍ(مثلاً كما في نموذجِ [Paradigm] الدّين) أن تحكي أمراً، أي أن تملك وظيفة، في حين تكون ضمن وضعٍ أو محيط آخر(كما في نموذج العلم) فاقدةً للوظيفة, وفي النتيجة فاقدة للمعنى! وفي هذه الحالة، سيكون اجتماع النقيضين جائزاً.